على الباغي تدور الدوائر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4967 - عددالزوار : 2074299 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4545 - عددالزوار : 1345383 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 610 - عددالزوار : 343279 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 384 - عددالزوار : 157742 )           »          شرح صحيح مسلم الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 329 - عددالزوار : 55210 )           »          فتاوى فى الصوم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          موقف المدرسة العقلية من السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          افطرت فى رمضان ولا تستطيع القضاء ولا الإطعام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          و دخل رمضان ،، مكانة شهر رمضان و أجر الصيّام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          هل العدل في الهدايا بين الزوجات واجب؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-02-2020, 01:31 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,441
الدولة : Egypt
افتراضي على الباغي تدور الدوائر

على الباغي تدور الدوائر




(قصة فيها عبرة)


بكر البعداني






قال الله - عز وجل -: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ ﴾ [يونس: 23].



يُبَيِّن - عز وجل - في هذه الآية: أن الباغي يرجع ضرر بَغْيِه على نفسه؛ بل قصر البغي على كونه مضرًّا بهم، لا بأحد غيرهم، وهي والله موعظة بليغة وكافية لأهل البغي، لو كانوا يتفكرون أو يعتبرون؛ ولذلك قال ابن كثير في تفسيره (4/259): "أي: إنما يذوق وبال هذا البغي أنتم أنفسكم، ولا تضرُّون به أحدًا غيركم"، ومثلها قوله - عز وجل -: ﴿ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ﴾ [فاطر: 43].



وقد روى سعيد بن منصور في سننه برقم: (1057) عن رجاء بن حيوة قال: "إني لفي مسجد منًى إذا قاص يقص، فقال لي رجاء: احفظ هؤلاء الكلمات، فإذا القاص يقول: ثلاث خلال هي على من عمل بهن: المكر، والبغي، والنكث؛ قال الله: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ ﴾ [يونس: 23]، ﴿ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ﴾ [فاطر: 43]، ﴿ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ ﴾ [الفتح: 10]..."، وروي بنحوه مرفوعًا من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - ولا يصح، كما في الضعيفة برقم: (1950).



وجاء عن أبي بكرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((ما من ذنب أجدر أن يعجّل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدَّخر له في الآخرة: من البغي، وقطيعة الرحم))؛ أخرجه البخاري في الأدب المفرد، وغيره، وصححه الألباني في الصحيحة برقم: (918).



قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (35/82): "فالباغي الظالم ينتقم الله منه في الدنيا والآخرة؛ فإن البغي مصرعه".



وقال ابن مسعود - رضي الله عنه -: "لو بغى جبلٌ على جبل، لجعل الله الباغيَ منهما دكًّا"، كما في مجموع الفتاوى (35/82)، وقد روي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - كما في ذم البغي رقم: (7) لابن أبي الدنيا، وغيره، موقوفًا، وصحّحه الألباني، وروي مرفوعًا من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - ولا يصح، كما في الضعيفة رقم: (1948)، فالموقوف أصح، كما قال أبو حاتم، كما في علل الحديث لابنه، والمقاصد الحسنة (ص: 544)، وقاله الشوكاني في الفوائد المجموعة (ص: 222)، وانظر للفائدة مقالاً لي بعنوان: عشرة أسباب تدفع شر الحاسد والعائن والساحر والباغي.



وقد قيل قديمًا: من حفر جبَّا، أوقعه الله فيه منكبَّا.



ولله در من قال:



ولا تحفِرَنْ بئرًا تريد بها أخًا

فإنك فيها أنت من دونه تقَعْ




كذاك الذي يبغي على الناس ظالِمًا

تُصِبْهُ على رَغْمٍ عواقبُ ما صنَعْ








وقال الشاعر:



قضى الله أن البغي يصرع أهله

وأن على الباغي تدور الدوائر




ومن يحتفِرْ بئرًا ليوقع غيره

سيوقع في البئر الذي هو حافر








وبعد هذا الإيضاح والتأكيد، أحببت أن أسوق هذه القصة التي رواها أبو نعيم أحمد بن عبدالله الأصبهاني في كتابه: حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (2/228)، وهي تبيّن إحدى الصور العجيبة لقولنا: على الباغي تدور الدوائر، يقول بكر بن عبدالله: "كان فيمن كان قبلكم ملك، وكان له حاجب يقرّبه ويدْنيه، وكان هذا الحاجب يقول: أيها الملك، أحسن إلى المحسن، ودعِ المسيء، تكفك إساءته، قال: فحسده رجل على قربه من الملك، فسعى به، فقال: أيها الملك، إن هذا الحاجب هو ذا يخبر الناس أنك أبخر، قال: وكيف لي بأن أعلم ذلك؟! قال: إذا دخل عليك تدنيه لتكلمه، فإنه يقبض على أنفه.



قال: فذهب الساعي فدعا الحاجب إلى دعوته، واتّخذ مرقة وأكثر فيها الثوم، فلما أن كان من الغد دخل الحاجب، فأدناه الملك ليكلمه بشيء، فقبض على فيه، فقال الملك: تنَحَّ، فدعا بالدواة، وكتب له كتابًا وختمه، وقال: اذهب بهذا إلى فلان، وكانت جائزته مائة ألف، فلما أن خرج استقبله الساعي، فقال: أي شيء هذا؟ قال: قد دفعه إليَّ الملك، فاستوهبه، فوهبه له، فأخذ الكتاب ومرَّ به إلى فلان، فلما أن فتحوا الكتاب دعوا بالذباحين، فقال: اتقوا الله يا قوم؛ فإن هذا غلط وقع علي، وعاوِدوا الملك! فقالوا: لا يتهيأ لنا معاودة الملك، وكان في الكتاب: إذا أتاكم حامل كتابي هذا، فاذبحوه".



فيا باغي الشر، أقصر؛ فعلى الباغي تدور الدوائر، وإن طال الزمان، ويا ساعيًا إلى الظلم، حسبك؛ فإنك تظلم نفسك لا غيرك، وإن ميزان الحق يتعقبك في الدنيا والآخرة: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8].

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.98 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]