|
ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا.... التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل... الحلقة الحادية عشرة... في الحلقة الماضية: تساءل هيثم حائرا: ترى هل فعلا السعادة قرار؟ أم أننا تحت وطأة القدر ندعي الاختيار؟ في هذه الحلقة بعون الله علق السؤال بذهن هيثم....مرت أسئلة متشابكة في مخيلته....ما دمنا نختار....لم نحاسب؟ ما دامت السعادة قرار الإنسان....لم نتأثر ونبكي ونشقى؟ لم نمرض؟ لم نتألم؟هل منى قررت أن تسعد فبدأت التغير إلى الأفضل؟ أم أنها موجة من الحماسة؟ هل فعلا المكتوب لا هروب منه؟..... أحس بصداع من كثرة التفكير والحيرة....دخل متاهة لم يظهر له فيها رأس الخيط...اختلطت عليه المعلومات وتشوشت لديه المفاهيم وبالتالي القناعات... شرب القهوة علها تزيل الصداع وتحفز الخلايا للعودة إلى التفكير في التصميم والعمل.. أما منى فقد رتبت بيتها وذهبت عند أهلها تزورهم بعد الاستئذان هاتفيا من زوجها الحبيب...وهاهي أمها تستقبلها بحرارة....وأبوها يعاتبها على الغياب....أما أختها وفاء فكانت متعطشة للأسرار والأخبار الجديدة....التي لم تعرف منها سوى خطوطا عريضة في الهاتف.... أمضت منى اليوم مع أهلها في صفاء غير معهود....فقد كانت تذهب إما غاضبة أو باكية أو شاكية...وفي أحسن الأحوال حائرة.... وبعد خروجها من بيت أهلها، مرت عند بيت زوجها....في نفس الحي....وحملت معها بعض الحلويات وهدايا رمزية.... نظرت إليها أم هيثم نظرة استغراب....عندما قبلت يدها....بعد أن كانت تسلم عليها كالغريب....أما حماها فدعا لها بعد أن قبلت يده أيضا....وأخفى استغرابه إلى حين .... دردشت معهما قليلا، وسألت عن ميساء فأخبرتها حماتها أنها خارج البيت....ففطنت أنها منهمكة في التجهيز لمناقشة رسالة الماجستير عن دور الأسرة في عزة الأمة أو هوانها.... خرجت منى عائدة إلى بيتها....وهاهي ميساء عائدة إلى بيتهم أيضا....والتقتا أخيرا.... يتبع بعون الله تعالى بقلم: نزهة الفلاح
__________________
![]() أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله أختكم: نزهة الفلاح |
#2
|
||||
|
||||
![]() يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل... الحلقة الثانية عشرة... في الحلقة الماضية: التقت منى وميساء بعد انقطاع وانشغال.... في هذه الحلقة بعون الله ميساء مرحبة: السلام عليكم....مفاجأة والله... منى بسعادة: وعليكم السلام حبيبتي...اشتقت لك.... ميساء بفرح: أهلا حبيبتي...وأنا أيضا... قريبا بعون الله أتفرغ....ونعيد أيامنا الجميلة.... وبعد السؤال عن الأحوال .....وتقصي آخر الأخبار.... منى وقد تذكرت هيثم : أود الحديث معك في موضوع لا يحتمل التأخير....لكن اقترب موعد أذان المغرب....ولابد من العودة.... ميساء بأسف: موضوع؟ بخصوص ماذا؟ منى: موضوع جارتي....موضوع اجتمعت فيه كل التعقيدات.... ميساء ضاحكة: مهما كان معقدا....فحله بسيط جدا....أحتاج سماع التفاصيل....والوقت قليل....أيمكنك استضافتي بعد أسبوع إن شاء الله؟ منى مستغربة: أسبوع؟ وقت طويل.... ميساء: نعم أسبوع، يعني بعد موعد تسليم رسالة الماجستير للدكتور المشرف....وحينها يكون لدي متسع من الوقت قبل مناقشتها.... منى بحزن: الله المستعان....اللهم يسر.... استأذنت منى....ودلفت ميساء إلى بيتهم....بعد يوم شاق بين محكمة الأسرة ووزارة التضامن ودور الأمهات العازبات للإطلاع على مواطن الخلل التي أدت إلى كل هذا الكم من المشاكل والصراعات.... ألقت السلام على والديها....وغيرت ملابسها....ثم أكلت وجبة ساخنة صنعتها لها أمها الحبيبة....وجلست معهما تعطي تقرير اليوم وتحكي مآسي توجع القلب....يعج بها مجتمعنا المسلم... أما منى فأسرعت إلى بيتها....مستقلة الحافلة....ووصلت بعد آذان المغرب.... صلت فرضها...وغيرت ملابسها....وشرعت في إعداد الطعام لزوجها.... بعد ساعة وصل هيثم....بعد يوم مرهق....من العمل...والتفكير المتشابك.....ومشاكل مع العمال بخصوص مواصفات البناء....وشروط سلامة الفندق الذي صممه ويشرف على تنفيذ بنائه بدقة وأمانة.... التقى الزوجان ....وكل منهما يحتاج لحظات صفاء تمحو الشوائب التي علقت بقلبه....من كدر أو نكد..... صليا معا صلاة العشاء....في تناغم وانسياب يؤلف الله به القلوب ويمحو به الذنوب ويعفو عمن يتوب.... تناولا طعام العشاء....وكل منهما صامت سعيا لبعض الهدوء.... إلى أن طرق ضيف الباب.... يتبع بعون الله تعالى بقلم: نزهة الفلاح
__________________
![]() أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله أختكم: نزهة الفلاح |
#3
|
||||
|
||||
![]() يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل... الحلقة الثالثة عشرة... في الحلقة الماضية: نعم الزوجان ببعض الهدوء والصفاء على مائدة الطعام.... وفجأة طرق ضيف الباب... في هذه الحلقة بعون الله قال هيثم باستهجان: من يزورنا الآن.....نظرت إليه منى نظرة توشي بتساؤل أتفتح الباب أم لا.... قام هيثم متثاقلا وقد فهم نظرة زوجته.... إنه وسيم صديق هيثم.... رحب به هيثم محاولا إخفاء انفعاله: أهلا يا وسيم، أطلت الغيبة يا رجل.... وسيم بضحكته المعهودة: إنها المحاماة وصراعاتها يا صديقي.... شغلتني عنكم.... دلف الرجلان إلى صالة الضيوف، وأسرعت منى لتحضر مشروبا .... نادت زوجها....أعطته الشاي والحلوى وسألته أتعد طعاما أم لا....فأجابها بالنفي....وانصرفت لغرفة الطعام نظفت المائدة ثم المطبخ....وذهبت إلى غرفتها....تقرأ صفحات من كتاب ثم تخلد إلى النوم....ملازمة السحر الرائع...الاستغفار.... بينما بدأت السهرة مع وسيم....وهيثم مرهق وبات النوم حلما لذيذا يداعب أجفانه....ويرجو من كل قلبه ألا تطول زيارة الضيف ثقيل الظل.... وسيم ضاحكا: ما أخبارك يا عم هيثم....اشتقنا لك....لم أرك منذ زمن مع المجموعة.... هيثم متذكرا أصدقاء لم يرهم منذ زمن: الحياة ومشاكلها....على ذكر المجموعة كيف حال الشباب؟.... وسيم: بخير....التقينا البارحة وسهرنا معا....افتقدنا صحبتك الجميلة.... هيثم مجاملا: جميل....بلغهم سلامي الحار...ثم قال بلهجة مبالغ فيها....وما الذي ذكرك بي اليوم..... وسيم محرجا: بصراحة جئت لموضوع مهم....منذ أسبوع وأنا أفكر فيه....ولم أعد أطيق الانتظار... هيثم: خيرا؟ لم لم تتصل بي هاتفيا لأستعد لاستقبالك؟ ... وسيم: اتصلت لكن يبدو أنك غيرت رقمك...وحاولت إرسال بريدا إلكتروني لكن لا جدوى.... هيثم: نعم غيرت رقم هاتفي وبريدي منذ سنة.... وسيم ممازحا: أهو الزواج يا أبو الأسود؟ ....وانفجر ضاحكا.... هيثم غاضبا: بل هو تمييز الخبيث من الطيب....وتنظيم العلاقات.... خيرا لم تقل لي ما الخبر؟ وسيم متلعثما: بدون مقدمات....أأأأأ....جئت خاطبا.... هيثم مستغربا: خاطبا؟ من؟ وسيم محرجا: أختك الكريمة ميساء... هيثم متمنيا أن يكسر كأس العصير على رأس صديقه: وأين رأيت ميساء....لتفكر في الزواج بها؟.... وسيم محرجا: في محكمة الأسرة، لمحتها ثلاث مرات....لم أجرأ على الاقتراب منها... تتبعتها....سألت وتحريت عنها...فعرفت اسمها الرباعي...وأفراد أسرتها....واكتشفت أنها أختك.... هيثم ممتعضا: ولم يا سيدي لم تجرأ للاقتراب منها...وأنت الوسيم الذي تتمنى النساء الفوز بنظرة منه؟ وسيم وقد زاد حرجه فهيثم صديقه ويعرفه جيدا: بصراحة انبهرت بزيها وأخلاقها...طالما تمنيت امرأة عفيفة طاهرة تحمل اسمي وتربي أولادي وتشاركني حياتي ....وما إن رأيت أختك حتى انبهرت وقلت هذه من تستحقني.... هيثم يخفي فخره بأخته ويسأل: وما أدراك بأخلاقها، ألم تقل لمحتها ولم تجرأ على الاقتراب؟ وسيم مصطبرا: تعاملها في المحكمة مع الناس، غضها بصرها، تعاملها المحدود والمنضبط مع الرجال، زيها الساتر...قصدها في مشيها....سمعتها الطاهرة...صديقاتها الصالحات....علمها...فكرها....فقد سألت عنها في الجامعة أيضا.... هيثم ببرود مصطنع: وامرأة بهذه المواصفات....ألا تتفق معي أن زوجها سيكون مميزا مثلها؟ وسيم وقد فهم ما يرمي إليه هيثم: هيثم أرجوك الماضي مضى ومات...دعنا في الحاضر والآت....اسألها...وما يدريك...لعلها توافق....وأي طلب أنا جاهز لتلبيته ....وصداقها فيلا مجهزة باسمها....وعشرة آلاف دولار وديعة في البنك.... نظر إليه هيثم وقال: سبحان الله...لم تتغير....يا وسيم القصة قصة توافق وليست قصة مغريات مادية....عموما لعله خير....أسأل أهل البيت وأرد عليك.... وسيم بلهفة: متى؟ هيثم: بعد ثلاثة أيام إن شاء الله.... انصرف وسيم بعد وعد من هيثم بذكر محاسنه فقط..... خلد هذا الأخير إلى النوم....بينما خرج سمير من بيتهم بهدوء...مخافة أن يراه أحد.... يتبع بعون الله تعالى بقلم: نزهة الفلاح
__________________
![]() أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله أختكم: نزهة الفلاح |
#4
|
||||
|
||||
![]() يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا.... التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل... الحلقة الرابعة عشرة... في الحلقة الماضية:جاء وسيم خاطبا ومتوسما خيرا في هيثم...وخرج سميرا متسللا.... في هذه الحلقة بعون الله تسلل سمير من شقتهم....على موعد مع رفاقه....لقضاء ليلة حمراء ونسيان مضايقات والده البلهاء..... قضى ليلة تعلم فيها كل جديد....شرب الخمر....دخن السيجارة....والحشيش أيضا.....وزنى....كأنه ينتقم لنفسه.....بإغراقها في الوحل.... مر الليل ساكنا في بيت هيثم ومنى....صاخبا تحت الأرض في الملهى الليلي الذي بدأت فيه سهرة الفتيان وأسفر الصبح عنهم في شقة صديق لهم، سافر والداه لعزاء عائلي.... أضاءت الدنيا بمصابيح الشمس الزاهية، معلنة تحد جديد في حياة البشرية....وهيثم في فراشه يتقلب حيرة بين طلب وسيم....وبين خوفه من عنوسة ميساء التي جاوزت الثلاثين من عمرها.... قام على عجل....غسل وجهه.....أفطر وانطلق في صمت إلى العمل.... احترمت منى صمته....وأدت واجبها ثم انطلق برنامجها اليومي.... وصل إلى العمل ....أتم بعض الأعمال ثم اتصل بميساء....يخبرها بأمر وسيم....فوجئت....وطلبت عقد لقاء بعيدا عن البيت في حضور هيثم....لمعرفة بعض الأمور....قبل الحكم على العريس.... أما بيت هدى وأسامة فقد شهد حربا صباحية....بدأت باكتشاف سكر سمير.....من طرف هدى....التي صرخت منادية أسامة.....فأتحف ابنه بضرب مبرح....ونهاية حياة مذياع على رأس هذا الأخير.....وانتهت بهروب سمير....من البيت.....ونوبة عصبية لوالده....وفرحة هدى بخلاصها من الضيف الثقيل.... خرج سمير من البيت محتجا على الظلم....الكره.....الجفاء....والصحراء القاحلة ..... لا كلمة طيبة....ولا تفهم....ولا حياة كريمة مع أب مريض....وزوجة أب مستبدة.....هرب الفتى ناجيا بنفسه.....لم يجد سوى الشارع يحتضنه....ويعلمه .....للحرية حلاوة في أولها....تراها تظل حلاوة أم تصير علقما؟.... في المساء، بعد عراك وحرق أعصاب,,,,اهتز لهم بيت هدى وأسامة.....طرقت باب منى تطلب الحل....تعبت....تريد حلا سريعا سحريا فعالا ينهي مأساتها في يومها....وينقذها وابنها من الضياع في هذا الطريق المجهول.... فقالت لها منى: يا جارتي العزيزة...أعطيتك كنزا لو عرفت قيمته لبلغت مرامك وأدركت كل صعب منال.... هدى: استغفرت كثيرا ولم أجد أثرا.... منى: وهل لزمته؟ هدى: نعم لزمته لكن لم أجد لا راحة نفسية ولا تيسير حال ولا شيء.....بل ازدادت الأمور سوء.....يارب لم كل هذا....أتصدق...لا أؤذي أحدا....أفعل الخير ....لم يارب؟ منى: اهدئي يا هدى فلابد أن في الأمر خلل....لقد حدثت أخت زوجي عنك دون ذكر اسمك كما وعدتك لكي ترشدنا إلى حل جيد....أسأل الله أن يسهل أمرك ويفرج همك.... هدى بشرود: آمين... رن جوال منى....فاستأذنت هدى كي لا يحترق طعام العشاء.... يتبع بعون الله تعالى بقلم: نزهة الفلاح
__________________
![]() أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله أختكم: نزهة الفلاح |
#5
|
||||
|
||||
![]() يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا.... التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل... الحلقة الخامسة عشرة... في الحلقة الماضية:رن جوال منى ....وذهبت هدى إلى بيتها... في هذه الحلقة بعون الله رن جوال منى....إنها ميساء.....تطلب من منى حضور اللقاء مع هيثم ووسيم....لتستأنس برأيها....وافقت منى....وكان اللقاء بعد ستة أيام .... في مجمع تجاري....حسب التنسيق المسبق مع هيثم.... وصل هيثم إلى بيته منهكا من العمل بين المكتب والموقع....تناول وجبة ساخنة....وصلى العشاء.....ثم نام مباشرة....متجاهلا منى.....ومعولا أن تلتمس له العذر..... نظرت إليه منى مشفقة....ودعت له بالصحة والعافية والقوة من الله.... قرأت صفحات من كتاب فكري....استمتعت بعمقه وسلاسة أسلوبه.....ثم أوت إلى فراشها مستأنسة بذكر ربها والتوبة إليه والتبرأ من زلاتها راجية منه دوام النعم وتحقق أحلامها الجميلة... اتصل باسل مرتين بهيثم.....لا أحد يجيب....لقد سأل زميلا له عن حالة أسامة.... وكان يفكر في وسيلة لإقناع هذا الأخير بحل أزمته النفسية.... أما أسامة فقد جلس شاردا....تعتريه مشاعر متناقضة....حزن على ابنه....وارتياح من عقدة كرهه....يتذكر يوم ولادته ونبأ موت حبيبته....طفولته الكئيبة...نسبه المجهول....لقيط لا يعرف والده....أمه التي هربت مع عشيقها تاركة إياه عند جارتها....انقبضت كل حواسه حزنا وألما ووجعا....تناقض رهيب يشتت ذهنه....ذكريات تحطم حياته الأسرية.....في الشارع والعمل نعم الرجل....ودود كريم جميل المعاملة.....في البيت رجل آخر...متسلط....عنيف....سب وشتم ....صراخ وجدال مع هدى.....التي تحولت بدورها إلى زوجة نكدية تطلب الطلاق في كل حين.....تهدد برفع دعوى قضائية وحكم المحكمة بطلاقها ونصف ما يملك أسامة...... بيئة مهزوزة جعلت سمير يفر كرها وتمردا....خرج من بيتهم.....نام في حديقة عامة....مفترشا العشب وأمعاؤه تتضور جوعا....النمل يؤنسه....والبعوض يترك بصماته على بشرته البيضاء .... الظلمة ترهب نفسه....وقلبه يخشى مستقبله المجهول....والأرق يتفق مع كل هؤلاء فيطرد النوم مؤذنا بليل طويل موحش في رحاب عالم فسيح..... صلت ميساء العشاء ثم ركعتي استخارة ودعت ربها باكية بين يديه....أن يختار لها الخير وأن يحقق رجاءها بزوج صالح مصلح....يعينها على أداء الأمانة ويأخذ بيدها إلى أعالي الجنان ويسعى معها إلى رضا الرحمن في كل حين وآن.... بينما جلس وسيم يفكر ويخطط.....ويتوقع سؤالا ويجهز إجابة منمقة متقنة.....كأنه يجهز مرافعة عن متهم في قضية خطيرة..... ................................ مرت ستة أيام وكل يغني على ليلاه....وسمير انقطع عن الذهاب إلى المدرسة.....تعلم لعبة الشارع.....أتقن لغة أهله....واحترف بيع المناديل الورقية عند إشارات المرور....مستعينا بأصدقائه الجدد....ممن كانوا ضحية آباء لامسؤولين ونزوات عابرة مروا منها ظنا منهم أنها مضت بسلام.... قدمت ميساء رسالة الماجستير للدكتور المشرف عليها.....وأخيرا تفرغت للرؤية الشرعية.....ومشكل جارة منى..... وحان الوقت لتلتقي بالعريس.....وكلها أمل أن تجد فيه ما ترجو من الله يتبع بعون الله تعالى بقلم: نزهة الفلاح
__________________
![]() أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله أختكم: نزهة الفلاح |
#6
|
||||
|
||||
![]() يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل... الحلقة السادسة عشرة... في الحلقة الماضية:بدأ سمير يتأقلم مع حياته الجديدة....وميساء تتهيأ نفسيا للقاء وسيم.....ومنى لازالت تصطبر على تغير هيثم نحو الأفضل.... في هذه الحلقة بعون الله رن جرس الباب...فإذا بها ميساء .... نظرت إليها منى في سعادة آملة من الله أن يكون اليوم نقلة نوعية في حياتها....ثم قالت: أهلا ميوس، اشتقت لك.... ميساء: أهلا حبيبتي....وأنا أيضا.... منى: كأنك ذاهبة إلى الجامعة لا إلى مقابلة عريس.....وضحكت مازحة.... ميساء مبتسمة: عريس أو غيره...لن أري زينتي إلا لمن كتبه الله لي....أنا كما أنا....من تقبلني أهلا به....ومن لم يتقبلني أعانه الله ووفقه.... منى معتذرة: لم أقصد شيئا حبيبتي ....فقط أحببت أن تكوني مختلفة.... ربتت ميساء على كتف منى وقالت: بفضل الله مختلفة، ألم يخلق الله كل إنسان فريدا من نوعه.... منى ضاحكة: تفوقت علي كالعادة.... وهاهو هيثم يرحب بأخته بعد أن خرج من غرفته في أبهى حلة....فضحكت ميساء....كأنك أنت العريس يا أخي.... هيثم مازحا: ولم لا؟ لنا مثنى وثلاث ورباع....ونظر إلى منى منتظرا ردة فعلها .... ضحكت منى كاتمة غيرتها وقالت: تستحق أكثر....ويا سعد من تحيا معك.... صمت هيثم ولم يفهم شيئا....أهذه منى التي كانت تنكد حياتي أسبوعا كاملا على كلمة عابرة عن زميلة أو تعليق عن امرأة في التلفاز؟ سبحان مغير الأحوال.... انطلق الثلاثة في سيارة هيثم....وصلوا إلى المكان المحدد....ووسيم ينتظر بشوق وقلبه يرقص خوفا وفرحا وخجلا ....مطعم فاخر ....يبدو أن طعام الغذاء سيكون مميزا اليوم....في عطلة الأسبوع.....في يوم مشمس جميل.....هكذا قال هيثم مازحا وهم يدخلون المطعم وعيناه تتصفحان المكان بحثا عن وسيم ..... التقوا أخيرا.....بعد السلام والسؤال عن الأحوال صمت الجميع منتظرا من يبادر بالكلام.....ميساء تغض بصرها لم تميز شكل وسيم بعد....وسيم يتصنع الحياء....يغض بصره وقد رآها بدقة....وهيثم متردد في بدء الحوار....منى متفرجة على المشهد في صمت ودعاء بتيسير الأمر....ميساء قلبها يخفق بسرعة لغرابة الموقف....أول رؤية شرعية في حياتها كلها....رغم تميزها إلا أن الرزاق لم يأذن بعد بزواجها.....لحكمة منه سبحانه.... جاء النادل....كسر الصمت .....دون طلبات الأربعة.....وانطلق..... انتهز هيثم الفرصة فقال مازحا: هيا يا محامي يا مفوه....ألن نبدأ المفاوضات؟ ابتسم وسيم متصنعا الحياء ....وقال بصوت خافت: هيا ابدأ أنت.... منى لا تنبس بكلمة.....فقط تدرس الوضع.....أما ميساء فكانت تتهيأ لإظهار شخصيتها الحقيقية....قناعة منها أن التمثيل غش وتدليس....وأن تعامل الإنسان بطبيعته لكي يتعرف عليه الطرف الآخر مطلوب لحياة سعيدة مبنية على الوضوح والصدق من أول وهلة..... بدأ هيثم يتكلم عن السياسة ومشاكل البلد وارتفاع الأسعار...لعلمه بأن الطرفين مهتمين بالموضوع ..تمهيدا للتواصل المباشر بين وسيم وميساء....وبدأ وسيم يناقش ويدافع.....وصوته يرتفع شيئا فشيئا وهيثم يختلف معه في وجهات النظر.....وميساء تسمع وتنتظر الفرصة السانحة للتدخل..... وما إن وصل الحوار إلى ذروته....حتى تدخلت ميساء....والتفت الجميع.....وكله آذانا صاغية..... يتبع بعون الله تعالى بقلم: نزهة الفلاح
__________________
![]() أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله أختكم: نزهة الفلاح |
#7
|
||||
|
||||
![]() يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا.... التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل... الحلقة السابعة عشرة... في الحلقة الماضية:بدأ اللقاء بنية الزواج بين وسيم وميساء بحضور هيثم ومنى.... في هذه الحلقة بعون الله جاء النادل بالطلبات.....ووضع لكل واحد طلبه..... مما جعل ميساء ترجئ كلامها قليلا.... ارتشف وسيم القهوة وهو مشتاق لسيجارة ....لكنه يتصنع عدم التدخين....لكي لا ترفض ميساء....ولو أن أسنانه ووجهه يؤكدان وجود السيجارة في حياته....كرفيق دائم.... أما ميساء فشربت بعض العصير وقالت بجدية واضحة: تابعت باهتمام نقاشك يا هيثم مع الأخ الكريم وسيم، ولي ملاحظة لو سمحتما لي....حين نتحدث عن السياسة، فالمصلحة هي الأولوية عند الساسة، طالما أنها تضمن لهم الجاه والمال والسلطة....لكن ألا تريا معي أن الخلل ليس في ظلمهم واستبدادهم، فهو نتاج أمر خطير....تبلد الفطرة....وفساد العقيدة.... بحلق وسيم ببلاهة وقال: بمعنى؟ ميساء : بمعنى أن تحليل ما يجري لا يعود إلى الماسونية والمؤامرة العالمية ولاعب "الماريونيت" الذي يحكم السيطرة على خيوط اللعبة، فلاعب "الماريونيت" لم يمسك الخيوط عبثا، ولكن انعدام تقوى الله لدى من يمسكون بزمام الأمور سببيا لا فعليا، هو السبب الوحيد والرئيسي الذي نتقن إخفاءه في نظريات عدة وأسباب عدة.... هيثم متدخلا: ولكن كل ما قلناه حقيقة يا ميساء.... ميساء: لم أقل أنه ليس حقيقة، ووجهة نظركما أحترمها، ولأوضح وجهة نظري سأضرب لك مثالا من تخصصك، لو فرضنا أننا نبني عمارة سكنية، وحيدة، يعني لا تتاخم أي بنايات أخرى، لو لا قدر الله انهار جزء علوي منها، فهل سيؤثر عليها بشكل كامل؟ هيثم: طبعا لا ميساء: وهل يمكن إصلاحه؟ هيثم: طبعا.... ميساء: وإن انهار جزء من أساس العمارة الذي بنيت عليه؟ هيثم: طبيعي سيسقط البناء كاملا، وفي وقت قياسي..... ميساء: فما بالك إن اعترته انهيارات متفرقة؟ ولأضرب مثالا من تخصص أخونا الفاضل وسيم....حين يترافع عن متهم في قضية قتل، بالميزان البشري هو قتل ويبحث عن محام محترف يخفف عنه الحكم ولا يفكر في أنه قتل نفسا بغير حق وسيظهر الله الحق ولو بعد حين، حتى لو نفيت عنه التهمة وتأكدت براءته منها..... استمر النقاش....ووسيم فاغر فاه....لأول مرة يرى امرأة يهذه القوة الفكرية والتقوى....نور يزين وجهها وفتح من الله يبهر من يحاورها....بات يتمناها بقوة....ودعا الله سرا أن يحقق أمنيته وهو الذي لم يسجد له منذ زمن بعيد.... تناول الأربعة غداء فاخرا، واستمرت ميساء في اكتشاف شخصية وسيم وأخلاقه وفكره ولم تميز شكله بعد، حياء وغضا للبصر رغم أن رؤيته من حقها، إلا أنها تفضل أن ترى خلفيته أولا ثم شكله..... انتهى اللقاء باقتراح هيثم: أن يفكر الطرفان ويستخيرا الله عز وجل وبعد يومين يكون القرار النهائي بإذن الله.... أوقف هيثم سيارته فجأة وهم عائدون إلى البيت....لقد رأى مشهدا اهتز له كيانه..... يتبع بعون الله تعالى بقلم: نزهة الفلاح
__________________
![]() أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله أختكم: نزهة الفلاح |
#8
|
||||
|
||||
![]() يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل... الحلقة الثامنة عشرة... في الحلقة الماضية:أوقف هيثم سيارته فجأة وهم عائدون إلى البيت....لقد رأى مشهدا اهتز له كيانه..... في هذه الحلقة بعون الله توقف هيثم فجأة وقد شخصت عيناه واضطرب قلبه جزعا....أما منى فقد أغلقت فمها بيدها مانعة صرخة خوف وهلع....وسيطرت ميساء بصعوبة على أعصابها.....ثم انتظرت ردة فعل هيثم....الذي ما إن توقف حتى حار في أمره..... أربع فتيان أعمارهم لا تتجاوز العشرين سنة....يلتفون حول فتاة....شاهرين سلاحهم الأبيض....أحدهم يمسك كيسا بلاستيكيا في يده اليمنى يغوص بأنفه داخله مستنشقا مادة مخدرة....ويمسك سكينا بيده الأخرى....والثاني يمسك سيجارة وينتفش فرحا بالفريسة.....ويستفز الفتاة بكلمات مقززة....والثالث يضع سلاحه على عنقها ويطلب منها الذهاب معهم بالحسنى....لسرقة حليها وكل ما لديها....وسلبها عفتها وعزتها أيضا....أم الرابع فقد كان جديدا في المجال ....يقف متفرجا....يتعلم كيفية اقتناص الضحايا وجلب المال أيضا لشراء المخدر الذي ينسيهم مآسي الحياة وآلام القلب ووجعه.... والفتاة مذعورة تقاوم بحذر خوفا من السكاكين التي تحيط بها....وتلعن اليوم الذي مرت فيه من هذا الشارع المشؤوم....ذاهبة إلى الحديقة المجاورة لتلتقي بحبيبها وصاحبها.....الذي ينتهك عفتها بالتقسيط.....وهي راضية....كيف لا وكل بنات الثانوية يفعلن ذلك؟ أتخرج هي من الجماعة؟ عيب، الشيطان سيحزن....عيب أن ينعتها الجميع بالمعقدة والمتخلفة .....وتبا لهؤلاء الذين يطلبون منها عزتها بالجملة.....هنا فقط يحل الرعب والخوف على "الشرف"،....وتخيلت في لحظات كل السيناريوهات الممكنة بعد هذا اللقاء المنحوس.... كل هذا والناس تمر بشكل عادي....وكأن مسلسلا تركيا يعرض مشهدا دراميا عنيفا في التلفاز.... تبلد مشاعر مقيت....خنق المروءة وأقبر الرجولة تحت ثرى "كل واحد حر...وأنا لا دخل لي" ..... المشهد يتسارع....والعنف يشتد....وهيثم يزداد حيرة....أيتدخل ويعرض حياته للخطر؟ أم يمر وينسى الأمر برمته....وللفتاة رب يحميها؟ ستهتز صورته أمام زوجته وأخته....ماذا لو كانت إحداهما.....صراع بين النفس اللوامة والأمارة بالسوء....بين اليقظة والتبلد...فتح الباب مسرعا.....داعيا ربه أن ينجيه.....وما إن وصل للإسفلت الذي يقل الحدث....حتى ظهر باسل وصديق له.....وتعاركوا مع الشباب.....تدخل هيثم مساعدا.....كانت ميساء قد رأت الرجلين يركضان نحو الحدث....فكرت في الفتاة.....فركضت لتقف غير بعيد منتظرة فرار الفتاة.....وهاهي الفتاة تجري إلى الحديقة....نحو صديقها.....استوقفتها ميساء ....وطلبت منها بلطف التحدث معها بعض الوقت....لكن الفتاة جرت نحو صديقها ولم تأبه لنداء ميساء.....عادت من حيث أتت أسفا على عقلية الفتاة وخوفا عليها من حفر زينت بالمتعة..... وعلى حين غرة، وقعت أرضا....وهيثم يشتاط غضبا ....... يتبع بعون الله تعالى بقلم: نزهة الفلاح
__________________
![]() أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله أختكم: نزهة الفلاح |
#9
|
||||
|
||||
![]() يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا.... التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل... الحلقة التاسعة عشرة... في الحلقة الماضية: على حين غرة، وقعت ميساء أرضا....وهيثم يشتاط غضبا ....... في هذه الحلقة بعون الله وقعت ميساء أرضا، بعدما لكزها أحد الفتيان الأربعة.....كان يركض هربا من هيثم.... ارتعش قلبه خوفا من تسليمه للشرطة أو ملجأ من الملاجئ.....لكن لما اصطدم بميساء.....تلكأ لحظات فكانت فرصة هيثم ليلحق به .....وهو غاضب ومشفق عليه في نفس الوقت....كيف لا وهو سمير ابن جاره، بلا أم وأب قاس عليه....أمسكه وهو يقاوم دمعة تصر على الخروج ....رفقا بحال الفتى التي يرثى لها.....ثياب رثة.....رائحة لا تطاق....عقل مغيب بمادة مخدرة.....يدان احترفتا السرقة وقطع الطريق... وقفت ميساء وهي تخفي غضبها من المسؤولين عن هذا الوضع....ومشفقة على الفتى.....يشغلها أمره وتتحرق فضولا للسؤال عنه والسعي لتكون سببا في إسعاده...... ذهب الثلاثة نحو سيارة هيثم، حيث تنتظر منى ملازمة رفيقها الجميل، الاستغفار وداعية بتيسير الأمور وتسهيلها....وباسل وصديقه والفتيان الثلاثة ينتظرون هيثم غير بعيد للاتفاق على الخطوة التالية.....دلفت ميساء إلى السيارة وهي تفكر في حل حاسم للأمر يجمع بين الرحمة وبين التغيير المطلوب نحو سعادة الفتيان وحياة أفضل لهم.... احتار هيثم والرجلين في أمر الفتيان، هل يأخذوهم إلى الشرطة؟ أم يبحثون في أمرهم؟ اقترح صديق باسل دار الرعاية الاجتماعية، فيم قال باسل أنه من الأفضل المساهمة في بناء حياة جديدة لهم، أما هيثم فكان يفكر في سمير بالذات، هل يعيده إلى بيت والده أم ماذا؟ والفتيان يقفون لا يفهمون شيئا، محاولين الهرب ولكن الشباب كانوا يحكمون قبضتهم..... اتصل باسل بعلي رفيقه الذي يقطن معه في الشقة.....وطلب منه أن يرافق ثلاث أصدقاء..... وصل علي فرافقه هيثم ورضا ومعهما فتيان في سيارته ..... ورافق باسل صديقين وفتيان..... أما ميساء فقد تولت قيادة سيارة هيثم وذهبت ومنى إلى البيت..... وانطلق الرجال إلى مصحة الدكتور يوسف صديق باسل.... وصلت ميساء إلى البيت وهي تحس بالعجز، لأنها لم تدلي برأيها....لكنها لم تستسلم، صلت استخارة ثم أرسلت بريدا إلكترونيا تفصيليا بالحلول لهيثم....ثم أرسلت له رسالة قصيرة في الجوال تخبره بذلك..... وبينما كانت تتهيأ للذهاب إلى بيتهم.....رن جرس الباب...... يتبع بعون الله تعالى بقلم: نزهة الفلاح
__________________
![]() أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله أختكم: نزهة الفلاح |
#10
|
||||
|
||||
![]() يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا.... التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل... الحلقة الواحدة والعشرون...... في الحلقة الماضية:ابتسمت ميساء رغم أسفها على أزمة الفهم التي يغرق فيها الكثيرون.....ثم تهيأت للإجابة.... في هذه الحلقة بعون الله اعتدلت ميساء مصطبرة على الحلم....واستشفت من خلال كلام هدى أنها من النوع الذي يفكر بالمنطق....ثم قالت مبتسمة: بل الدين هو الحل الأمثل لمشاكلنا.... لكن في غمرة المادية التي غرقنا فيها وحب الدنيا....نسينا أن الله هو الذي خلقنا....وشرع لنا تشريعا كاملا صالحا لكل زمان ومكان.....أليس هو خالق الزمان والمكان؟....تشريعا أمثل لكل مشاكلنا.....ولنتفق معا على ثوابت لننطلق منها نحو حلول جذرية لكل مشاكلك....ولكن قبل ذلك سأسألك سؤالين وأرجو أن تجيبيني عليهما..... أومأت هدى موافقة....فقالت ميساء: كيف كانت علاقتك بوالديك قبل الزواج؟ هدى مندهشة: عادية .... ميساء: ما مدى عفتك قبل زواجك....؟ هدى وقد غضبت: وما علاقة عفتي بمشاكلي..... فهمت هدى من خلال ردات الفعل وحركة هدى ما تريد.... ثم هدأتها قائلة: آسفة أختي لم أقصد الخوض في عرضك ولكن لسؤالي علاقة بنقاشنا..... لم تسألها هدى عن السبب خشية أن تخوض في أمور أخرى....فقد بدأت تفهم أنها تتعامل مع شخص غير عادي....وخفق قلبها مترقبا.... أما عن الثوابت....فنحن مسلمون.....وديننا هو عقيدة أولا....بمعنى أننا نوحد الله تعالى ولا نشرك به شيئا وهذا يقتضي منا أن نمتثل لأوامره ونجتنب ما نهى عنه وهنا يأتي التشريع ولكل شيء في حياتنا علاقة بالله .....فنحن في أرضه....وهنا بأمره....لنعبده كما يريد لا كما نريد....ونعمر الأرض بالخير ونحارب الفساد....ربما تقولين ....أعلم هذا....نعم أكيد تعلمين وعلاقة هذا بكلامنا هو أن العقيدة والتشريع إن لم يتحولا إلى منهج حياة تحكم كل أمر من أمورنا ضعنا وغرقنا وعشنا حياة ضنكا....ودعينا نعود لأصلنا....أبونا آدم ....وأظنك من محبي المنطق والدليل أيضا....انظري معي هذه الآية: قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) سورة البقرة ومعادلة السعادة واضحة: إيمان حقيقي بالله+ عمل صالح = سعادة والدليل: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97) سورة النحل وفي حال الإعراض عن تقوى الله: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) سورة طه ربما تقولين لي.....لم الله يعاملنا بهذه القسوة؟ إذا عبدته سعدت وإذا أعرضت عنه تعست أقول لك: حاشاه سبحانه أن يكون ظالما....هو خلقك وأنعم عليك كل النعم....أعطني ميزة واحدة تملكينها أنت دون تدخل منه؟ أليس من حق من أنعم أن يطاع؟ أليس من حق من يملك كل شيء أن يتحكم في ملكه؟ إذا أردت ذلك فاتركي ملكه واخرجي منه....وقبل ذلك اتركيك في ملكه لأنه هو من خلقك....وانظري ما تبقى لك.... وبعيدا عن هذا كله.....قلت آنفا أنك جربت الاستغفار ولم يفعل لك شيئا.....كم لازمته؟ هدى: يومين.... ميساء مبتسمة: لنفرض أن إنسانا لم يغتسل مدة سنة كيف سيكون جسمه؟ هدى: أكيد رائحته لا تطاق والأوساخ ملتصقة به.... ميساء: وكم يحتاج ليعود نظيفا دون أثر للأوساخ؟ هدى: أكيد استحمام لعدة مرات..... ميساء: والاستغفار صابون الذنوب.....والذنوب هي أساس كل المشاكل.....فكم نحتاج من توبة على ما تقدم من عمرنا.....ألم يقل الله جل في علاه... وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30) سورة الشورى وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96) سورة الأعراف ومن جهة أخرى.....يبدو أنك تجترين الذكريات والأحزان كثيرا....ولهذا فمهما استغفرت فلن يجدي، لسبب واحد فقط سأوضحه بمثال.....لو فرضنا أن لدينا برميلا فيه ثقوب في قعره....إن وضعنا فيه ماء....فإن هذا الماء سيخرج من الثقوب ولن يمتلأ أبدا.....ولنعتبر هذا البرميل قلبك.....تدخلين له الاستغفار ليطهره ويجليه من الذنوب والهموم والأحزان....ثم تدخلين معه أحزانا متجددة ....فهل ستحسي بفعله....أكيد لا....لهذا أخيتي مشاكلك كلها بلا استثناء....لها مواطن خلل وهي العلاقة مع الله....الثقة بالله....التعامل بما يرضي الله....وحلها في: القرب من الله...الاستغفار والتوبة والمداومة عليهما....وتصحيح العقيدة وبالتالي التعامل بما يرضي الله.... وزوجك لابد أن يعالج نفسيا وروحيا أيضا وهذا سنستعين فيه بالله ثم هيثم وأصحابه.... وابنك لابد أن تتعلمي كيف تربيه وتتعاملي معه بطريقة سوية....والدعاء دوما بصلاحه....وصلاحك وأبوه من أسباب صلاحه.... أما ابن زوجك فلابد أن تعامليه بما يرضي الله وتتقي فيه الله....لابد أن يعود إلى حضن أبيه....ما ذنب أبيه إن كان ابن زنا؟ وما ذنب الابن إن ماتت أمه؟ فالموت أجل بيد الله.... اتق الله وستجدي ثمار ذلك يوما بعد يوم في حياتك....وأنا سأتابع معك....من خلال الهاتف والنت وأيضا التواصل المباشر إلى أن تصلي إلى الحياة التي تتمنين بعون الله تعالى.... رقص قلب هدى فرحا وقالت: رحم الله والديك وجزاك عني كل خير.... وبينما هن كذلك....رن جرس الباب.... يتبع بعون الله تعالى بقلم: نزهة الفلاح
__________________
![]() أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله أختكم: نزهة الفلاح |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |