|
ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
||||
|
||||
![]() سعيد بن عامر سأتحدث في هذه القصة عن الصحابي الجليل سعيد ابن عامر . أراد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يولي سعيد ابن عامر ولاية حمص .لكن سعيد قال له لا تفتني يا أمير المؤمنين . أصر أمير المؤمنين على تكليف سعيد بهذه المهمة . فهو يرى فيه رجلاً تقيلاً صالحاً عادلاً حكيماً وحليماً يصلح لسياسة الناس وقيادتهم . لم يجد سعيد أمام إصرار عمر رضي الله عنهما إلا أن يرضخ . وخصوصاً بعد أن قال له معاتباً والله لا أدعك أتضعون أمانتكم وخلافتكم في عنقي ثم تتركوني ؟ استلم سعيد ابن عامر ولاية حمص فعمل في أهلها بما يرضي الله ورسوله فأحبه معظم أهلها وكانوا يمدحونه كلما سألهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه . لكن بعض أهل حمص كان لهم رأي أخر في هذا الوالي فانتهزوا زيارة عمر بن الخطاب إلى حمص عندما مر بها وهو ذاهب إلى القدس في فلسطين وشكوا إليه واليهم سعيد بن عامر . تلخصت شكايتهم بأربعة أمور هي أن هذا الوالي لا يخرج للناس حتى يتعالى النهار . ولا يجيب أحداً بالليل وله يومان بالشهر لا يخرج فيهما للقاء الناس أبداً . وهناك مشكلة رابعة لا حيلة له بها ولكنها تضايقنا . وهي أنه يغمى عليه بين الحين والأخر. استمع عمر إلى لشكوى أهل حمص باهتمام لكنه لم يكتفي بما سمع منهم فجمع بينهم وبين واليهم ليتحقق من صحة هذه الاتهامات . أعاد المشتكون شكاواهم الأربعة أمام الوالي وجاء دور سعيد ابن عامر ليدافع عن نفسه فقال: يا أمير المؤمنين والله لقد كنت أكره ذكر السبب لكن لابد من ذلك . أما قولهم إني لا أخرج إليهم حتى يتعالى النهار .فإنه ليس لأهلي خادم وأنا أعجن عجيني ثم أدعه حتى يختمر ثم أخبز خبزي ثم أتوضأ للضحى وأخرج إليهم . أما قولهم أني لا أجيب أحداً في الليل فإني قد جعلت النهار لهم والليل لربي . أما قولهم أن لي يومان بالشهر لا أخرج فيهما للقاء الناس فليس لي خادم يغسل ثوبي وليس لي ثياب أبدلها فأنا أغسل ثوبي وانتظر حتى يجف وأخرج أخر النهار . سكت سعيد ابن عامر هنيهة وقد غص حلقه بالكلام هناك اتهام رابع كان بوده أن لا يبوح بالسر الذي ادخره لنفسه طوال تلك السنوات لكن باليد حيلة فقال: أما قولهم أني يغمى علي بين الحين والحين . فقد شهدت مصرع خبيب بن ابن عدي الأنصاري بمكة وقد قطعت قريش لحمه ثم حملوه على خشبة فصلبوه وقالوا له أتحب أن محمد مكانك وأنك سالم في أهلك وولدك فصاح فيهم . والله ما أحب أني في أهلي وولدي وأن محمداً يشاك في شوكة في قدمه . والله يا أمير المؤمنين ما ذكرت ذلك اليوم الذي كنت فيه كافراً فلم أنصر خبيب ابن عدي إلا ظننت أن الله عز وجل لا يغفر لي ذلك الذنب أبداً فيغمى علي وتصيبني تلك الغشية . استبشر وجه أمير المؤمنين أمام هذا الدفاع الصادق وقال لسعيد: الحمد لله الذي لم يخيب فراستي فيك يا سعيد . ثم أمر له بمالٍ أعطاه إياه قائلاً له استعن بأمرك . عندما علمت زوجة سعيد بأمر المال قالت بفرح الحمد لله الذي أغنى . لكنه قال لها . هل لكِ خير من ذلك . ندفعه إلى من يأتينا به عندما نكون أحوج ما نكون إليه . فهمت الزوجة الصالحة ما يرمي إليه زوجها . ورغم أنها كانت بحاجة إلى المال لسد حاجات المنزل والعيال . إلا أنها آثرت أن تنفقه في سبيل الله عندما علمت بحرص زوجها على ذلك . فأومأت برأسها قائلة لك ما تشاء يا سعيد . وضع سعيد المال في صرر صغيرة . ثم طلب من أحد مساعديه الذين يثق بهم أن يذهب بهذه الصرة إلى أرملة آل فلان. وبهذه إلى يتيم آل فلان وبهذه إلى مسكين آل فلان وبهذه إلى مبتلى آل فلان وبقيت منها واحدة فأعطاها لزوجته وهو يقول أنفقي هذه على حاجاتك ثم عاد إلى عمله وهو يرجو الله تعالى أن يكون في إنفاق ذلك المال على الفقراء ما يعينه على عتق رقبته ورقبة زوجته من النار . يقول الله تعالى في كتابه الكريم (من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسنة فيضاعف له أضعافاً كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |