|
الحدث واخبار المسلمين في العالم قسم يعرض آخر الاخبار المحلية والعالمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() سعوديون - الرياض : نشر الشيخ عادل بن سالم الكلباني بحثا عن "لهو الحديث" المنصوص عليه في الاية الكريمة (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم) هذا نصه: الحمد لله حق حمده ، وصلى الله وسلم بارك على نبيه وعبده ، وبعد ،،، فإن أقوى أدلة المحرمين للغناء ، والمعازف ، وأكثرها اشتهارا عندهم ، قول الله تعالى في سورة لقمان { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم } قالوا إن ابن مسعود وابن عباس ، رضي الله عنهما ، قالا : إن لهو الحديث هو : الغناء . ولكي نصل إلى معنى الآية بوضوح ، فإنه يجب أن ننظر في الآية بحيادية غير مسبوقة بمذهب أو رأي . وسأبين لك ذلك في نقاط ، حتى يسهل استيعاب ما أريد إيضاحه : · يقول جل وعلا : وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ! فالحجة من الله تبلغنا بسماع كلامه ، لا بتفسيره ، وفي كثير من الأحيان يحبس المرء في نطاق قول من سبق ، وآراء تجعل القرآن جامدا ، لا يواكب العصور! إذ إنها تزعم أني لا أستطيع ، وكذا أي مسلم عربي ، لا يستطيع أن يفهم كلام الله إلا عن طريق عالم !!! ولا يمكنه أن يعي ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عن طريق عالم !!! · إن من أخطاء التفسير أن تؤخذ الكلمة من سياقها ، ويبنى الحكم على ذلك ، فلو قرأت قوله تعالى { فويل للمصلين } ووقفت ، كان المعنى تهديدا للمصلين ووعيدا ، ولا ريب أن هذا عكس المراد تماما ، فلا يستقيم المعنى إلا بإكمال الآية بعدها ليتضح أن المراد صنف من المصلين ، وهم الذين جاء وصفهم في الآيتين بعدها ، فالآية مرتبطة بالآيتين ، لا تنفك عنهما ، فتأمل . · وكذا قوله تعالى { لا تقربوا الصلاة } فإن المعنى لا يستقيم إلا بإكمال الآية { لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى } فأصبح النهي عن حالة معينة لا عن قرب الصلاة بالكلية . · وكذا لو قرأت قوله { ذق إنك أنت العزيز الكريم } فقد تفهم منه التكريم وحسن الوفادة ، فلا يتضح المعنى ـ ولا يظهر المراد من التوبيخ والإهانة إلا بالآيتين قبلها { خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم ، ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم ، ذق إنك أنت العزيز الكريم } وكذا بالآية بعدها { إن هذا ما كنتم به تمترون } . · سورة لقمان مكية ، وكل آية يستدلون بها في تحريم الغناء مكية ، وهذا من العجيب ، وقد أقر الشيخ عبدالعزيز الطريفي بذلك فقال في كتابه ( الغناء في الميزان ) : وقد حرمه الله على عباده في مكة ، وهذا يدل على عظم خطر الغناء ، وأثره على العباد . · قلت : وهذا من أعجب ما قرأت ، ومن أكبر الأدلة على أن القوم يرددون ما قال الأوائل هكذا ، دون أن يعملوا عقولهم ، وهذا هو الذي دعاني لقول ما قلت من ترديدهم مقولة الكافرين ، وهم لا يشعرون : إنا وجدنا آباءنا على أمة ، وإنا على آثارهم مقتدون . · فتأمل معي يا رعاك الله ، كيف يحرم الله تعالى المعازف في مكة ، ويترك تحريم الخمر التي هي أم الخبائث إلى ما بعد الهجرة بزمن طويل ، ويتدرج في تحريمها ، إلى وقت نزول سورة المائدة ، وقد قيل إن تحريم الخمر نزل بعد أحد . فكيف لا تحرم الخمر إلا في المدينة وينزل تحريم المعازف في مكة ؟ ألهذا بلغت الخطورة في المعازف على الدين ، فهل حرمت المعازف في الديانات الأخرى ، فكيف تكون المعازف أشد حرمة من الخمر والزنا ، ثم لا تحرم بنص قاطع مثلهما ؟ وكيف يلعن في الخمر عشرة ولا يلعن المغني ؟ · إلا إن قالوا إن المعازف ، أو الغناء بالأحرى لأن تفسير الصحابة على الغناء لا على المعازف ، إنه أشد خطرا على القلوب من الخمر ، وأشد فتكا بالأعراض من الزنا ؟ · ومن أعجب ما يمكن أن يقال إن المحرمين للمعازف ، يستدلون بهذه الآية في تحريم الغناء ، وعلى حديث أبي مالك في تحريم المعازف ، ومن الدلالات على التحريم في حديث أبي مالك قولهم : إنه قرن المعازف مع المحرمات ، فدل على تحريمها ، فانقلبوا على أنفسهم ، إذ إن المفترض أن يكون العكس ، فلما حرم الله الغناء والمعازف في مكة كما يزعمون ، فإن اقتران الخمر بها هو المفترض أن يكون دليلا على تحريمها ، لكنهم هنا جعلوا تحريم الخمر دليلا على تحريم المعازف ، لأن تحريم الخمر لا جدال فيه ، وكذا الزنا ، وكذا الحرير على الرجال . مع أن دلالة الاقتران ضعيفة عند الأصوليين . · وقد قدمت لك أن الآيات التي يستدلون بها على تحريم الغناء آيات مكية ، كما في قولهم عن آية النجم ، { وأنتم سامدون } وفي آية الإسراء { واستفزز من استطعت منهم بصوتك } وحتى آية الفرقان { والذين لا يشهدون الزور } كل ذلك مكي ، مما يجعلك إن تحررت من التعلق بالآخرين تتأمل كيف يأتي تحريم الغناء في مكة ويهمل الحديث عنه في المدينة ، فإن فعلت ثبت لك ما سأقوله في آخر هذا البحث القصير ، وتبين لك معنى الآية بإشراق ووضوح . · إنهم يتهموننا بالخلط وهم الذين يخلطون ، فإنهم يقولون إن الله حرم الغناء في مكة لشدة خطره كما نقلت لك ، ثم يستدلون عليك بحديث أبي مالك وهو في المدينة بلا شك ، وهو في المعازف لا في الغناء ، إلا إذا قالوا إنه لا معازف بلا غناء ، ولا غناء بلا معازف ، ولا أظن ذلك هو قولهم فقد قال الشيخ الطريفي : ولذلك يعلم أن ما يطلق من أقوال بعض الصحابة وأشعار العرب من ذكر الغناء ، فالمراد به الأشعار ، وما يسمى في زمننا بالأناشيد . والمراد من ذلك أنه ينبغي أن يفرق بين اصطلاح أهل العصر ، واصطلاح الأوائل ، وإن كان اللفظ واحدا . فهذا دال على أنه يريد التفريق بين الغناء والمعازف ، فكيف حرم الغناء بمكة وترك تحريم المعازف إلى ما بعد الهجرة ؟ والعلة واحدة ، بل إن مقاله هذا يفهم منه أن الغناء المسمى بالأناشيد حلال ، فلنا أن نسأل من أين له أنها حلال وهو يستدل بقول ابن مسعود وحلفه ، فهل قول ابن مسعود ( هو الغناء ) باصطلاح أهل العصر أم باصطلاح الأوائل ؟ فإن كان باصطلاح الأوائل فيلزمه أن يحرم الأناشيد والأشعار ، وإن كان باصطلاح العصر فمن هو الذي لم يفرق بين الاصطلاحين !!!! · ولأننا سنحتاج إلى ما يقنع القوم فإن طريقة السلف في التفسير أن يبينوا المعنى المراد ، دون الكلام على كل لفظة . ذكر ذلك شيخ الإسلام في كتابه تفسير آيات أشكلت . ( لاحظ أن ابن تيمية سيتكلم في هذا الكتاب عن تفسير آيات أشكلت على السلف } ويزيل غموضها ، ثم لا يقرون لك بأن الإشكال قد يقع فيه حتى حبر الأمة وترجمان القرآن ، رضي الله عنه . فلنأخذ المعنى الجامع للآيات : · إن السورة تتكلم في فاتحتها عن هذا القرآن ، واقرأها من أولها ليستقيم لك المعنى إجمالا ، وتذكر أني قلت لك إن السورة مكية ، ثم لا يغب عن ذهنك أنها بعد الروم ، وفي آخر آية من الروم يقول تبارك وتعالى { فاصبر إن وعد الله حق ، ولا يستخفنك الذين لا يوقنون } ثم جاءت هذه السورة مفتتحة بـ { الم ، تلك آيات الكتاب الحكيم . هدى ورحمة للمحسنين ، الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ، وهم بالآخرة هم يوقنون ، أولئك على هدى من ربهم ، وأولئك هم المفلحون } ومن تأمل السورة علم أنها تفننت في إثبات حكمة هذا الكتاب، وأن ما سواه من الأساطير والأحاديث ليست إلا ضلالا مبينا متى كانت للصد عنه ، ولهذا ناسب أن يقول تلك آيات الكتاب الحكيم ، ومن ثم قال { ولقد آتينا لقمان الحكمة } وقال { إن الله عزيز حكيم } ورد الخاتمة على ما افتتح به ، فقال في الخاتمة { إن وعد الله حق ، فلا تغرنكم الحياة الدنيا ، ولا يغرنكم بالله الغرور } حيث قال في بدايتها { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم ، خالدين فيها ، وعد الله حقا } وتنبه : وهو العزيز الحكيم ، ولم يقل : إنه لا يخلف الميعاد مثلا ، فالسورة تريد إثبات الحكمة ، والعزة ، والقدرة ، وتحث في ثناياها على بر الوالدين وإقام الصلاة والأمر بالمعروف ، وغير ذلك من خصال الخير مدمجة في وصايا لقمان ( الحكيم ) لابنه . · ومن المفارقات أن يأتي في السورة ، وليس في سورة أخرى قط الإشارة إلى الصوت البشع ، { إن أنكر الأصوات لصوت الحمير } بعد الأمر بالغض من الصوت . · فالسورة تتحدث عن فريقين ، فريق أحسن فاتبع الحكمة ، ولزمها ، وسار عليها ، فأقام الصلاة ، وآتى الزكاة ، وأمر بالمعروف وصبر على الطاعة ، وتفكر في مخلوقات الله ونعمه ، وعبد الله مخلصا له الدين في كل أوقاته وأحايينه . · يقابله فريق آخر اشترى لهو الحديث، وغرته الحياة الدنيا، وغره بالله الغرور ، فلم يقف عند حكمة الله من خلقه ، وإيجاده ، ولم ينظر في نعم الله التي أسبغها عليه ظاهرة وباطنة ، بل اشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله ويتخذ آيات الله وسبيله هزوا ، فإذا ذكر بالقرآن أعرض كأن لم يسمعه ، وإذا نهي ووعظ وقيل لهم { اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا } وتأمل خاتمة الآية ، فإنه لم يقل مثل ما قال في البقرة والمائدة { أولو كان آباؤهم لا يعقلون ( لا يعلمون ) شيئا ولا يهتدون } بل قال هنا { أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير } ! فبينت الآيات أن النجاة في إسلام الوجه لله ، وأن الكافر لا يجب أن يحزن النبي وأتباعه لكفره ، فإن الموعد عند الله ، وإليه المرجع والمعاد . · إذا استوعبت المعنى إجمالا ، ومناسبة الآيات وربطها مع بعضها البعض، تبين لك بوضوح مناسبة الآية المشكلة بيننا { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين ، وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها ، كأن في أذنيه وقرا ، فبشره بعذاب أليم } إنك إن تأملت السياق بحدود الحرية المتاحة لك سترى أن الكلام عن قوم يقابلون القوم الأولين ، فالأولون هم المحسنون ، والمقابل لهم هم الكافرون ، وهو الذي جاء في نصوص السورة كلها ، مقابلة بين فريق آمن وفريق كفر ، ولا يمكن حمل الآية على المسلم أبدا كما نص على ذلك قتادة في التفسير . · ونفس الفكرة تعرضها سورة البقرة في أوائلها ، حديث عن المتقين ، ثم حديث عن الكافرين . · ثم لو أضفت إليها ، كما هو المفترض فيمن يفسر القرآن أن ينظر في القرآن ليضم بعضه إلى بعض فإن ما أجمل هنا فصل هناك وهكذا ، فإنك ستجد أن من أهم أسلحة الكافرين في بداية البعثة كان في الصد عن سماع القرآن ، كما قال جل وعلا حاكيا عنهم { وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون } وفي قصة إسلام الطفيل بن عمرو الدوسي دليل على خوفهم من أن يسمع الناس كلام الله ، فيحولون بينهم وبينه ، بالأساطير والقصص المخترعة والأكاذيب والأشعار وما أشبه ذلك ، ولهذا كان من أهم أسباب الهداية سماع القرآن ، كما أخبر جل جلاله فقال { وإن أحد من االمشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله } . سيتبين لك أن الآية تتكلم عن أناس همهم ، وشغلهم ، وهدفهم الصد عن القرآن وإشغال الناس عنه ، حتى لا يسمعوه ، ولا يعملوا به . · فتعال لنرى أين الخلل في فهم الآية عند بعض الناس ، وقبل أن نبدأ لك أن تسأل وهم يقولون : إن لهو الحديث هو الغناء ، فقل لي بربك أين هذا المعنى في لغة العرب !! ؟؟؟ وأين هو في أشعارها ؟ فأين دليل ذلك من كتاب الله تعالى ؟ أين دليله من سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم ؟؟ · إنك لن تجد الحق تبارك وتعالى عبر عن الغناء بلهو الحديث أبدا ، ولن تجد ذلك في سنته صلى الله عليه وسلم ، ولن تجد ذلك في لغة العرب أبدا ، ولا في أشعارها ! نعم الغناء من اللهو ، ولكن ليس معنى اللهو الغناء ! · إذا كيف قال ابن مسعود إنه الغناء ، وحلف على ذلك ، إنه أمر بسيط جدا يعرفه كل من عرف طريقة السلف في تفسيرهم ، فهم يفسرون بالمثال ، كما ذكر شيخ الإسلام وغيره عنهم في أمثلة كثيرة ، ليس هذا مقام بيانها . · ولكي أثبت لك ذلك تعال معي في جولة من أقوال بعض المفسرين الذين خالفوا في معنى الآية ، ولم يحصروه في الغناء كما يلتزم بذلك العلماء الذين يقولون بتحريم الغناء والمعازف استدلالا بحلف ابن مسعود رضي الله عنه . · قال الرازي : لما بين أن القرآن كتاب حكيم ، يشتمل على آيات حكمية ، بين حال الكفار أنهم يتركون ذلك ويشتغلون بغيره ، ثم إن فيه ما يبين سوء صنيعهم من وجوه الأول : أن ترك الحكمة والاشتغال بحديث آخر قبيح الثاني : هو أن الحديث إذا كان لهوا لا فائدة فيه كان أقبح الثالث : هو أن اللهو يقصد به الإحماض ، كما ينقل عن ابن عباس أنه قال : أحمضوا . ونقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : روحوا القلوب ساعة فساعة ، رواه الديلمي ، عن أنس مرفوعا ، ويشهد له ما في مسلم : يا حنظلة ، ساعة وساعة ، والعوام يفهمون منه الأمر ، بما يجوز من المطايبة ، والخواص يقولون : هو أمر بالنظر إلى جانب الحق ـ فالترويح به لا غير ، فلما لم يكن قصدهم إلا ألإضلال لقوله : ليضل عن سبيل الله كان فعله أدخل في القبح . · قال الدكتور وهبة الزحيلي في التفسير المنير لهو الحديث : ما يلهي منه عما يعني ويفيد ، من الحكايات والأساطير ، والمضاحك ، وفضول الكلام ، وكتب الأعاجم ، والجواري والقينات . واللهو : كل باطل ، ألهى عن الحق ، والخير · قال هود بن محكم الهواري – من علماء القرن الثالث - في تفسيره كتاب الله العزيز : قوله { ومن الناس من يشتري لهو الحديث } يعني الشرك ، وهو قوله : اشتروا الضلالة بالهدى . أي اختاروا الضلالة على الهدى ، وقتال بعضهم : استحبوا الضلالة على الهدى . قال بعضهم يختار باطل الحديث على القرآن . قال : ليضل عن سبيل الله : أي عن سبيل الهدى ، وهو سبيل الله ... ويتخذها هزوا . أي ويتخذ آيات الله ، أي القرآن هزوا . قال : وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا . أي عن عبادة الله ، جاحدا لآيات الله ، ... · قال القنوجي في فتح البيان في مقاصد القرآن : لهو الحديث : وهو كل باطل يلهي ، ويشغل عن الخير من الغناء والملاهي والأحاديث المكذوبة ، والأضاحيك ، والسمر بالأساطير ، التي لا أصل لها ، والخرافات والقصص المختلفة ، والمعازف والمزامير ، وكل ما هو منكر ... قال الحسن : لهو الحديث المعازف والغناء ، وروي عنه أنه قال : هو الكفر والشرك . وفيه بعد ، والمراد بالحديث الحديث المنكر والمعنى يختارون حديث الباطل على حديث الحق .... إلى أن قال : ليضل عن سبيل الله : اللام للتعليل ، ... أي ليضل غيره عن طريق الهدى ، ومنهج الحق ، وقرئ بفتح الياء أي ليضل هو في نفسه ويدوم ، ويستمر ويثبت على الضلال . ثم قال : فأفاد هذا التعليل أنه إنما يستحق الذم من اشترى لهو الحديث لهذا المقصد ، ويؤيد هذا سبب النزول . · قال القاسمي : ومن الناس ... تعريض بالمشركين ، وأنهم يستبدلون بهذا الكتاب المفيد الهدى والرحمة والحكمة ما يلهي من الحديث عن ذلك الكتاب العظيم . ليضلوا أتباعهم ، عن الدين الحق . القاسمي هو من يعتمد عليه جل علمائنا على تقليد المفتي ، استدلالا بقوله تعالى { فاسألوا أهل الذكر } وهو أول من قال بذلك ، وقد توفي سنة 1330 ، وإلا فكل من سبقه من المفسرين يقولون إن أهل الذكر هنا يعني أهل الكتاب ...وهذا من الأخذ عن الشيوخ دون تمحيص ولا تفكير ، مجرد استنساخ . وقد نص ابن عباس على أن أهل الذكر هم ( أهل القرآن ) فتأمل قولهم : ما أنت إلا قارئ ، واحكم ، مع أني لا أوافقه رضي الله عنه في قوله هذا ، وقد رده ابن كثير أيضا ، ولكن أردت فقط أن أرد عليهم بقول صحابي ، فليتهم يعقلون ! · قال المظهري في تفسيره : بعد ذكر المعلوم من التفسير فيها ... قلت مورد النص وإن كان خاصا وهو الغناء أو قصص الأعاجم ، لكن اللفظ عام ، والعبرة بعموم اللفظ لا لخصوص السبب ، ومن هنا قال قتادة هو كل لهو ولعب ، وقال الضحاك هو الشرك . ثم ذكر أحاديث تحريم الغناء والمعازف ثم قال : والأحاديث الموجبة لحرمة الغناء مخصوصة بالبعض لورود أحاديث أخر دالة على الإباحة ، فحملنا أحاديث حرمة الغناء على ما كان منه على قصد اللهو لا لغرض مشروع داعيا إلى الفسوق ، فلنذكر الأحاديث الدالة على إباحة الغناء ، فذكر منها حديث الربيع بنت معوذ الذي فيه وفينا نبي يعلم ما في غذ .... وحديث إن الأنصار يعجبهم اللهو ... وحديث أعلنوا هذا النكاح .... يا عائشة ألا تغنين فإن هذا الحي ... رواه ابن حبان ... ,,,فإن رخص لنا في اللهو عند العرس ... وحديث الجاريتين ، إلى أن قال : فظهر أن المحرم من الغناء ما يدعو إلى الفسق ويشغل عن ذكر الله ، وما ليس كذلك فليس بحرام ... · قال ابن عادل الدمشقي في كتابه اللباب في علوم الكتاب : روي عن عبدالله بن مسعود وابن عباس وعكرمة وسعيد بن جبير قالوا : لهو الحديث هو الغناء . والآية نزلت فيه ، ومعنى قوله : يشتري لهو الحديث أي يستبدل ويختار الغناء والمزامير والمعازف على القرآن ، ... وقال قتادة : حسب المرء من الضلالة أن يختار حديث الباطل على حديث الحق . · قال ابن الجوزي في زاد المسير : وفي المراد بلهو الحديث أربعة أقوال : أحدها : أنه الغناء . .... والثاني أنه ما ألهى عن الله قاله الحسن ، وعنه مثل القول الأول . الثالث أنه الشرك : قاله الضحاك . والرابع : الباطل : قاله عطاء . قال : وإنما قيل لهذه الأشياء لهو الحديث لأنها تلهي عن ذكر الله . يتبع
__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |