الأمثلة عند جمهور الأصوليين واقعها وآفاقها​ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 131 - عددالزوار : 73236 )           »          (موقعة الزلاقة) إنقاذ دولة الإسلام في الأندلس خلفيات وأسباب وتوابع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 23 )           »          قضية التوحيد بين الثوابت والمتغيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          قضايا دعوية معاصرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 362 )           »          الإمام البويطي (حياته وفقهه وصبره وثباته) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الدعاة في مواجهة مشاريع تقسيم الأمة الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          (ولا تهنوا في ابتغاء القوم) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          مرجعية الحضارة الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الأقوال والأفعال فرع على أصل هو العلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          مواقف الغرب من الحضارة الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 13-11-2025, 10:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,100
الدولة : Egypt
افتراضي الأمثلة عند جمهور الأصوليين واقعها وآفاقها​


الأمثلة عند جمهور الأصوليين واقعها وآفاقها​
الكاتب : أ.د. غازي بن مرشد العتيبي
( 1/2 )


الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

مما تكثر مباحثته والحديث عنه في مجالس طلاب العلم ولا سيما المشتغلين بعلم أصول الفقه واقعُ الأمثلة في مدونات أصول الفقه ، بعد الإمام الشافعي رحمه الله ، وأثرُ هذا الواقع في وضوح علم أصول الفقه ، وتحصيل المقصود منه وهو معرفة مآخذ الأحكام ، وتفقيه المتعلم .

وقبل الحديث عنه أشير إلى أن الإمام الشافعي في رسالته الأصولية الشهيرة كان شديد العناية ببيان الأمثلة للأصول التي يقررها ، وكانت الأمثلة التي يوردها نابعة من فهمه العميق لنصوص الكتاب والسنة ودلالاتها على ما تقتضيه في الخطاب العربي ، أو راجعة للإجماعات الثابتة والأقيسة الصحيحة التي انتزعها من دلالات النصوص ، وقد يكرر الأمثلة ، ويورد الاعتراضات عليها ، ويجيب عنها ، في أسلوب حواري ممتع .

ومن ذلك قوله – عند كلامه على علل الحديث - : ( فقال لي قائل : فمثل لي كل صنف مما وصفت مثالاً تجمع لي فيه الإتيان على ما سألت عنه ، بأمر لا تكثر علي فأنساه ، وابدأ بالناسخ والمنسوخ من سنن النبي صلى الله عليه وسلم ، واذكر منها شيئاً مما معه القران ، وإن كررت بعض ما ذكرت ، فقلت : ... ) ([1]) .

وقوله : ( ولهذا أشباه في السنة من الناسخ والمنسوخ . وفي هذا دلالةٌ على ما كان في مثل معناها ، إن شاء الله . وكذلك له أشباه في كتاب الله ، قد وصفنا بعضها في كتابنا هذا ، وما بقي مفرق في أحكام القران والسنة في مواضعه )([2]) .

ولما ذكر صفة نهي الله ونهي رسوله صلى الله عليه وسلم قال : ( قال : فصف لي هذا الوجه الذي بدأت بذكره من النهي بمثال يدل على ما كان في مثل معناه . فقلت له ... )([3]) ، وذكر مجموعة من الأمثلة ثم قال : ( ومثله – والله أعلم – أن النبي نهى عن الشغار ، وأن النبي نهى عن نكاح المتعة ، وأن النبي نهى المحرم أن ينكح أو ينكح )([4]) .

ولما ذكر أن المعصية المتعلقة بالمباح لا تحرمه على كل حال قال : ( فإن قيل : فما مثل هذا ؟ قيل له : الرجل له الزوجة والجارية ، وقد نهي أن يطأهما حائضتين وصائمتين ، ولو فعل لم يحل ذلك الوطء له في حاله تلك ، ولم تحرم واحدة منهما عليه في حال غير تلك الحال ، إذا كان أصلهما مباحاً حلالاً )([5]) .

وقال – في باب الاختلاف - : ( فأما ما كلفوا فيه بالاجتهاد فقد مثلته لك بالقبلة والشهادة وغيرها . قال : فمثل لي بعض ما افترق عليه من رُوي قوله من السلف مما لله فيه نص حكم يحتمل التأويل ، فهل يوجد على الصواب فيه دلالة ؟ )([6]) .

وهذه الحقيقة – وهي اهتبال الإمام الشافعي بالأمثلة الواقعية المأخوذة من الأدلة المعتبرة – أوضح من الشمس في رابعة النهار .

وبعد الإمام الشافعي سلك الأصوليون مسلكاً آخر ، سوف أذكره ، ثم أوضح الأثر الذي ترتب عليه ، ثم أذكر بعض الآفاق لما يؤمل أن تكون عليه الأمثلة في البحوث والدراسات الأصولية المعاصرة ، وذلك كما يلي :

توصيف واقع الأمثلة في كتب أصول الفقه عند الجمهور :

يمكن توصيف واقع الأمثلة في كتب أصول الفقه عند الجمهور في العناصر التالية :

1- التسامح في الأمثلة :

فيورد الأصوليون أمثلة وإن كانت مدخولة ؛ لأن المقصود بالتمثيل عندهم إنما هو تصوير القاعدة وتوضيحها ، قال ابن قاسم العبادي – مقرراً ذلك - : ( التمثيل كثيراً ما يتسامح فيه ؛ لأن المقصود به الإيضاح )([7]) .

ومن ذلك :قول محمد البرَوي الشافعي: ( والجنس في العين : كتعليل رخصة الجمع في الحضر بعذر المطر ، فجنس الحرج معتبر في عين هذه الرخصة بالإجماع ) ، ثم قال : ( وليس من غرضنا تصحيح المثال ، والمقصود تصوير القاعدة )([8]) ، فهو يشير إلى أن المثال المذكور فيه بحث ، لكن عادة الأصوليين يتساهلون في مثل هذا ؛ لأن مقصودهم ليس تحقيق المثال وإنما هو توضيح القاعدة .

وقد ذكر الجلال المحلي مثالاً لتعذر ترك الحرام إلا بترك غيره من المباح ، فقال : ( كماءٍ قليلٍ وقع فيه بول ) ، قال البناني : ( تبع في التمثيل به المحصول ، ونوقش بأنه إنما يتمشى على مذهب الحنفية من أن الماء باق على طهوريته [ ثم قال ] : وقد يجاب عن الشارح بأنه قد اشتهر أن المثال يتسامح فيه ، ويكتفى فيه بالغرض ، فضلاً عن كونه على قول )([9]) .

2- عدم التقيد في التمثيل بمذهب معين :

وذلك لما تقدم من أن المقصود هو تصوير القاعدة ، ويوضح ذلك : أن أبا الربيع الطوفي لما ذكر مسألة اجتماع مطلق ومقيدين متضادين أورد المثال الذي ذكره ابن قدامة في الروضة وهو : الصوم ، فهو في كفارة الظهار مقيد بالتتابع ، وفي متعة الحج مقيد بالتفريق ، وفي كفارة اليمين ورد مطلقاً ، وشرح المثال ، ثم ذكر أن الأصح في التمثيل هو : أن غسل الأيدي في الوضوء ورد مقيداً بالمرافق ، وقطعها في السرقة ورد مقيداً بالكوع ، ومسحها في التيمم ورد مطلقاً .

ثم قال : ( أما تردد صوم كفارة اليمين بين صوم الظهار والحج فمثال ذكره أبو محمد ، وفيه نظر ؛ لأن الصوم في كفارة اليمين ما ورد عن الشرع إلا متتابعاً ، بناء على العمل بقراءة ابن مسعود رضي الله عنه : ( فصيام ثلاثة أيام متتابعات ) ، وأنها إما قرآن ، أو خبر ، كما تقدم .

[ ثم قال ] : نعم يصح تمثيل الشيخ أبي محمد به بناء على قول من لا يرى التتابع فيه ، وضرب الأمثلة في أصول الفقه لا يختص بمذهب )([10]) .

وللحديث بقية ....


-----------------------------------

([1]) الرسالة ، فقرة ( 600 ) .

([2]) الرسالة ، فقرة ( 707 – 709 ) .

([3]) الرسالة ، فقرة ( 930-931 ) .

([4]) الرسالة ، فقرة ( 939 ) ، وانظر الفقرات : ( 942 ، 943 ، 946 ) .

([5]) الرسالة ، فقرة ( 957-958 ) .

([6]) الرسالة ، فقرة ( 1680-1681 ) .

([7]) الآيات البينات ( 4/253 ) .

([8]) المقترح في المصطلح ( ص:221 ) .

([9]) شرح المحلي على جمع الجوامع بحاشية البناني ( 1/197 ) ، وانظر : شرح الكوكب المنير ( 4/27 ) .

([10]) شرح مختصر الروضة ( 2/645-646 ) .



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 89.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 87.97 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.92%)]