الأقوال والأفعال فرع على أصل هو العلم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 131 - عددالزوار : 73143 )           »          (موقعة الزلاقة) إنقاذ دولة الإسلام في الأندلس خلفيات وأسباب وتوابع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 12 )           »          قضية التوحيد بين الثوابت والمتغيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          قضايا دعوية معاصرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 356 )           »          الإمام البويطي (حياته وفقهه وصبره وثباته) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الدعاة في مواجهة مشاريع تقسيم الأمة الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          (ولا تهنوا في ابتغاء القوم) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          مرجعية الحضارة الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الأقوال والأفعال فرع على أصل هو العلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          مواقف الغرب من الحضارة الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم اليوم, 04:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,100
الدولة : Egypt
افتراضي الأقوال والأفعال فرع على أصل هو العلم

الأقوال والأفعال فرع على أصل هو العلم

ياسر جابر الجمال

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أمّا بعد:
فمن المسلَّم أنَّ الأقوال والأفعال إنما تصدر عن أصلٍ راسخ، وهو العلم، إذ به تتحدد المواقف وتُبنى السلوكيات. وهذه القاعدة تُبرز لنا أن ما يظهر من أقوال الإنسان وأفعاله لا بد أن يكون ثمرة معرفةٍ سابقة، وإدراكٍ حقيقي، إذ لا يصدر القول الرشيد ولا الفعل السديد إلا عن علمٍ صحيحٍ يهدي: وإذا كانت الأقوال والأفعال صادرة عن أصلها، وهو العلم، فإنها قد تكون صائبة وقد تقع في الخطأ، تبعًا لطبيعة العلم الذي تستند إليه. فهذا العلم قد يتعلّق بأمور تعبديّة، أو سلوكيّة، أو عمليّة، أو بفروع أخرى من الحياة.

ومن ذلك أن العبادات لا تصحّ إلا عن علم؛ فالصلاة مثلًا تحتاج إلى معرفةٍ بأحكام الطهارة أولًا، ثم بأركان الصلاة وشروطها، ثم بما يتبعها من الذكر والآداب، وكذلك سائر العبادات كالصيام والزكاة والحج. وكذلك الشأن في الأخلاق والمعاملات؛ فهي لا تستقيم إلا بالعلم والوعي.

ولذا جاء التوجيه الإلهي واضحًا في قوله تعالى: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [محمد: 19]، فابتدأ سبحانه بالعلم قبل القول والعمل، ليكون أساسًا لكل عبادة وسلوك.

وتأسيسًا على ما سبق، فإن ثمة علمًا قد يكون في ذاته باطلًا أو مزيفًا، وهو ما يُعرف بالعلم الفاسد، الذي يقوم على البدع والمنكرات والمخالفات. ومن هنا جاء التحذير من التلقي عن غير أهله.

وقد رُوي أن رجلًا سأل الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله – أن يأذن له في تعلّم الصرف على يد أبي علي الجبائي المعتزلي (وكان مشهورًا بالجدل والخصومة)، فقال له الإمام أحمد: "لا". فاستغرب الرجل وقال: "يا إمام، إنما هو صرف"؛ فأجابه الإمام أحمد مبينًا أن صاحب الفكرة إذا كان متشبّعًا بها فإنه لا بد أن يُلحّ في الدعوة إليها، سواء كانت صوابًا أو خطأً.

وفي هذا تنبيهٌ بليغ إلى خطورة التلقي عن أهل الأهواء، إذ إن المعلّم لا يقتصر على نقل فنّ أو علمٍ مجرّد، بل يؤثّر بمنهجه وفكره ومعتقده، ومن هنا كانت العناية البالغة عند السلف في اختيار الشيوخ الذين يُؤخذ عنهم العلم.

إن العلم في عصرنا الحاضر لم يعد مقتصرًا على مجرّد تحصيل المعلومات أو حفظ النصوص والأقوال، إذ أصبح هذا الأمر ميسورًا للقاصي والداني، بل حتى الأجهزة الحديثة تحفظ آلاف الكتب والمؤلفات وتخزّنها بسهولة.

لكن القيمة الحقيقية للعلم تكمن في قدرة الإنسان على معالجة المعرفة وتنقيحها؛ في أن يُحسن النظر في النصوص، ويستطيع أن يفرّق بين الغثّ والسمين، ويُميّز بين الصواب والخطأ، ويستخلص من المعارف ما هو نافع وعملي. فليست الغاية أن يُكدّس المرء المعلومات، وإنما أن يمتلك منهجًا يُمكّنه من التعامل مع هذه المعلومات بوعيٍ ونقدٍ وتمحيص.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.93 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.58%)]