شيخُ الشباب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13946 - عددالزوار : 746465 )           »          التحذير من فتنة النظر إلى نِعمة الكفار وحسن أثاثهم وجمال صورهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الموظف القاتل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          النهايات اللائقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          يجب ألا ينسى الناس المآسي في غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من عظم أمر الله أذل الله له عظماء خلقه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          التحذير من بغض أهل البيت بسبب بعض الظالمين منهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          التحذير العظيم من إضاعة الصلوات الخمس والتهاون بها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          النَّمَّامُ وَعَمَلُ السَّاحِرِ وَالشَّيْطَانِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          تجاعيد الزمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 23-05-2025, 12:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,255
الدولة : Egypt
افتراضي شيخُ الشباب

شيخُ الشباب


حين أطالع تراجم الأئمة في سير الذهبي، وطبقات السبكي، ووفيات ابن خلّكان، أوقن أن الأثر لا يُصنع بصوتٍ مرتفع، بل بخطى ثابتة على درب الحق، ولم تكن العظمة في فصاحة اللسان، بل في عمق الفكرة، وسكينة المقصد، ومتانة البناء الخفيّ، وفي هذا السياق، خطر لي لقبٌ اجتهدتُ في تسميته: “شيخ الشباب”، لا على جهة الترف، بل على جهة التمييز بين الحماسة العابرة والبصيرة الراسخة.
هو من يَجمع حرارة الجيل بوعي التأسيس، ويصوغ وعيًا لا يذوب عند أول اصطدام، ذلك مقامٌ لا يُوهب بكثرة الكلام، بل يُمنح لمن نهض بتكاليفه في زمنٍ كثرت فيه الألقاب وقلّت فيه الأثقال.
وهو ليس وصفًا طارئًا يُعلّق على الأكتاف، ولا لقبًا يُنتزع من زحمة الأضواء، بل مقامٌ تولّده الموازنة الدقيقة بين حرارة التغيير وسكون التمكُّن، بين توثُّب البدايات ورسوخ النهايات، هو ذلك النموذج النادر الذي إذا تحدّث إلى الشباب لم يتكلف النزول إليهم، لأنه لم يغادرهم أصلًا، وإذا جالس الشيوخ لم يداور لغتهم، لأنه يحمل من سكينتهم ما يليق بالمقام.
شيخُ الشباب هو من جمع الله له في قلبه حدّة النظر وبُعد الخُطى، فإذا فكرَ، ربط بين السنن لا بين الشعارات، وإذا قرر، مدّ بصره إلى العواقب لا إلى فتنة التأثير. لا يستخفّه التصفيق، ولا تجرّه المجازفة، لأنه يزن الأشياء بميزانٍ أدق من الضجيج، وأثقل من وهج اللحظة.
هو من يَفهم أن الميدان لا يُدار بردّات الفعل، ولا يُبنى بصخب الحشود، بل بمن امتلك وعيًا مركّبًا: يُبصر هشاشة الواقع، لكنه لا يسقط في اليأس، ويؤمن بسنن الإصلاح، لكنه لا يُسرع على جسرٍ لم يُشدَّ بعد.
شيخُ الشباب ليس ابنًا للمرحلة، بل هو ناظمٌ لاتّزانها، يَعرف مداخل الانهيار، ويُحسن صناعة المفاتيح، فيكون دعامةً فكرية حين تميل الموازين، وصمام توازن حين يشتدّ التيار.
شيخ الشباب هو الذي إن مشى مع الجيل الصاعد لم يتصاغر، بل شبّ هو بهم، وإن جلس إلى الشيوخ لم يتكلّف، بل تلبّس سمتهم وكأنه أحدهم، يحمل مشروعًا يتنفّس، لا فكرةً تتردّد، ويعرف أن التغيير لا يكون بانفجار العاطفة، بل بانضباط الشعور وامتداد النظر.
هو من إذا تكلّم مع الشيوخ فهموه، وإذا نادى الشباب تبعوه، لأنه لا يتكلّف لسان أحد، بل يجمع لغتين: لغة الجيل القادم، ولسان الخبرة المتراكمة، فتستقيم له المعادلة التي تُخفق فيها المؤسسات وتُرهق بها المشاريع.
وإذا أردت أن تراه، فلا تبحث عنه في أعمار الرجال، بل التفت إلى من يحمل في صدره جذوةً لا تحرق، وبصيرةً لا تتكاسل، وعزيمةً لا تنكسر، فذاك هو شيخ الشباب، وإن لم تبيّض لحيته بعد.
منقول








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.55 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.83 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.04%)]