|
هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
||||
|
||||
![]() ![]() تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن الإمام محمد بن جرير الطبري الجزء التاسع تَفْسِيرِ سُّورَةِ النِّسَاءُ الحلقة (501) صــ 96 إلى صــ 110 القول في تأويل قوله ( فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة ) قال أبو جعفر : يعني بقوله جل ثناؤه : " فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة " ، فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم ، على القاعدين من أولي الضرر ، درجة واحدة يعني فضيلة واحدة وذلك بفضل جهاده بنفسه ، فأما فيما سوى ذلك ، فهما مستويان ، كما : - [ ص: 96 ] 10252 - حدثني المثنى قال : حدثنا سويد قال : أخبرنا ابن المبارك : أنه سمع ابن جريج يقول في : " فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة " ، قال : على أهل الضرر . القول في تأويل قوله ( وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما ( 95 ) ) قال أبو جعفر : يعني جل ثناؤه : " وكلا وعد الله الحسنى " ، وعد الله الكل من المجاهدين بأموالهم وأنفسهم ، والقاعدين من أهل الضرر الحسنى ويعني جل ثناؤه : ب الحسنى الجنة ، كما : - 10253 - حدثنا بشر بن معاذ قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة : "وكلا وعد الله الحسنى" ، وهي الجنة ، والله يؤتي كل ذي فضل فضله . 10254 - حدثنا محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن مفضل قال : حدثنا أسباط ، عن السدي قال : الحسنى الجنة . وأما قوله : " وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما " ، فإنه يعني : وفضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين من غير أولي الضرر ، أجرا عظيما ، كما : - 10255 - حدثني القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، [ ص: 97 ] عن ابن جريج : " وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه ومغفرة " ، قال : على القاعدين من المؤمنين غير أولي الضرر . القول في تأويل قوله ( درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما ( 96 ) ) قال أبو جعفر : يعني جل ثناؤه : "درجات منه" ، فضائل منه ومنازل من منازل الكرامة . واختلف أهل التأويل في معنى "الدرجات" التي قال جل ثناؤه : درجات منه . فقال بعضهم بما : - 10256 - حدثنا بشر بن معاذ قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة : " درجات منه ومغفرة ورحمة " ، كان يقال : الإسلام درجة ، والهجرة في الإسلام درجة ، والجهاد في الهجرة درجة ، والقتل في الجهاد درجة . وقال آخرون بما : - 10257 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : سألت ابن زيد عن قول الله تعالى : " وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه " "الدرجات" هي السبع التي ذكرها في "سورة براءة" : ( ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ) فقرأ حتى بلغ : [ ص: 98 ] ( أحسن ما كانوا يعملون ) [ سورة التوبة : 120 - 121 ] . قال : هذه السبع الدرجات . قال : وكان أول شيء ، فكانت درجة الجهاد مجملة ، فكان الذي جاهد بماله له اسم في هذه ، فلما جاءت هذه الدرجات بالتفصيل أخرج منها ، فلم يكن له منها إلا النفقة ، فقرأ : ( لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ) ، وقال : ليس هذا لصاحب النفقة . ثم قرأ : ( ولا ينفقون نفقة ) ، قال : وهذه نفقة القاعد . وقال آخرون : عنى بذلك درجات الجنة . ذكر من قال ذلك . 10258 - حدثنا علي بن الحسن الأزدي قال : حدثنا الأشجعي ، عن سفيان ، عن هشام بن حسان ، عن جبلة بن سحيم . عن ابن محيريز في قوله : " وفضل الله المجاهدين على القاعدين " ، إلى قوله : درجات قال : الدرجات سبعون درجة ، ما بين الدرجتين حضر الفرس الجواد المضمر سبعين سنة . قال أبو جعفر : وأولى التأويلات بتأويل قوله : "درجات منه" ، أن يكون معنيا به درجات الجنة ، كما قال ابن محيريز . لأن قوله تعالى ذكره : "درجات منه" : ترجمة وبيان عن قوله : "أجرا عظيما" ، ومعلوم أن "الأجر" ، إنما هو الثواب والجزاء . [ ص: 99 ] وإذ كان ذلك كذلك ، وكانت "الدرجات والمغفرة والرحمة" ترجمة عنه ، كان معلوما أن لا وجه لقول من وجه معنى قوله : "درجات منه" ، إلى الأعمال وزيادتها على أعمال القاعدين عن الجهاد ، كما قال قتادة وابن زيد : وإذ كان ذلك كذلك ، وكان الصحيح من تأويل ذلك ما ذكرنا ، فبين أن معنى الكلام : وفضل الله المجاهدين في سبيل الله على القاعدين من غير أولي الضرر ، أجرا عظيما ، وثوابا جزيلا وهو درجات أعطاهموها في الآخرة من درجات الجنة ، رفعهم بها على القاعدين بما أبلوا في ذات الله . ومغفرة يقول : وصفح لهم عن ذنوبهم ، فتفضل عليهم بترك عقوبتهم عليها ورحمة يقول : ورأفة بهم وكان الله غفورا رحيما يقول : ولم يزل الله غفورا لذنوب عباده المؤمنين ، يصفح لهم عن العقوبة عليها "رحيما" بهم ، يتفضل عليهم بنعمه ، مع خلافهم أمره ونهيه ، وركوبهم معاصيه . [ ص: 100 ] القول في تأويل قوله ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا ومن ( 99 ) ( 97 ) ) قال أبو جعفر : يعني جل ثناؤه بقوله : " إن الذين توفاهم الملائكة " ، إن الذين تقبض أرواحهم الملائكة "ظالمي أنفسهم" ، يعني : مكسبي أنفسهم غضب الله وسخطه . وقد بينا معنى "الظلم" فيما مضى قبل . "قالوا فيم كنتم" ، يقول : قالت الملائكة لهم : "فيم كنتم" ، في أي شيء كنتم من دينكم " قالوا كنا مستضعفين في الأرض " ، يعني : قال الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم : " كنا مستضعفين في الأرض " ، يستضعفنا أهل الشرك بالله في أرضنا وبلادنا بكثرة عددهم وقوتهم ، فيمنعونا من الإيمان بالله ، واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم ، معذرة ضعيفة وحجة واهية " قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها " ، يقول : فتخرجوا من أرضكم ودوركم ، وتفارقوا من يمنعكم بها من الإيمان بالله واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم ، إلى الأرض التي [ ص: 101 ] يمنعكم أهلها من سلطان أهل الشرك بالله ، فتوحدوا الله فيها وتعبدوه ، وتتبعوا نبيه؟ يقول الله جل ثناؤه : " فأولئك مأواهم جهنم " ، أي : فهؤلاء الذين وصفت لكم صفتهم الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم "مأواهم جهنم" ، يقول : مصيرهم في الآخرة جهنم ، وهي مسكنهم " وساءت مصيرا " ، يعني : وساءت جهنم لأهلها الذين صاروا إليها "مصيرا" ومسكنا ومأوى . ثم استثنى جل ثناؤه المستضعفين الذين استضعفهم المشركون " من الرجال والنساء والولدان " ، وهم العجزة عن الهجرة بالعسرة ، وقلة الحيلة ، وسوء البصر والمعرفة بالطريق من أرضهم أرض الشرك إلى أرض الإسلام ، من القوم الذين أخبر جل ثناؤه أن مأواهم جهنم : أن تكون جهنم مأواهم ، للعذر الذي هم فيه ، على ما بينه تعالى ذكره . ونصب "المستضعفين" على الاستثناء من "الهاء" و "الميم" اللتين في قوله : "فأولئك مأواهم جهنم" . يقول الله جل ثناؤه : " فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم " ، يعني هؤلاء المستضعفين ، يقول : لعل الله أن يعفو عنهم ، للعذر الذي هم فيه وهم مؤمنون ، فيفضل عليهم بالصفح عنهم في تركهم الهجرة ، إذ لم يتركوها اختيارا ولا إيثارا [ ص: 102 ] منهم لدار الكفر على دار الإسلام ، ولكن للعجز الذي هم فيه عن النقلة عنها "وكان الله عفوا غفورا" يقول : ولم يزل الله "عفوا" يعني : ذا صفح بفضله عن ذنوب عباده ، بتركه العقوبة عليها "غفورا" ساترا عليهم ذنوبهم بعفوه لهم عنها . وذكر أن هاتين الآيتين والتي بعدهما ، نزلت في أقوام من أهل مكة كانوا قد أسلموا وآمنوا بالله وبرسوله ، وتخلفوا عن الهجرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين هاجر ، وعرض بعضهم على الفتنة فافتتن ، وشهد مع المشركين حرب المسلمين ، فأبى الله قبول معذرتهم التي اعتذروا بها ، التي بينها في قوله خبرا عنهم : " قالوا كنا مستضعفين في الأرض " . ذكر الأخبار الواردة بصحة ما ذكرنا : من نزول الآية في الذين ذكرنا أنها نزلت فيهم . 10259 - حدثنا أبو هشام الرفاعي قال : حدثنا ابن فضيل قال : حدثنا أشعث ، عن عكرمة : " إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم " ، قال : كان ناس من أهل مكة أسلموا ، فمن مات منهم بها هلك ، قال الله : " فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان " إلى قوله : "عفوا غفورا" قال ابن عباس : فأنا منهم وأمي منهم . قال عكرمة : وكان العباس منهم . 10260 - حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال : حدثنا أبو أحمد الزبيري قال : حدثنا محمد بن شريك ، عن عمرو بن دينار ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : كان قوم من أهل مكة أسلموا ، وكانوا يستخفون بالإسلام ، فأخرجهم [ ص: 103 ] المشركون يوم بدر معهم ، فأصيب بعضهم ، فقال المسلمون : "كان أصحابنا هؤلاء مسلمين ، وأكرهوا" فاستغفروا لهم ، فنزلت : " إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم " الآية ، قال : فكتب إلى من بقي بمكة من المسلمين بهذه الآية ، لا عذر لهم . قال : فخرجوا فلحقهم المشركون فأعطوهم الفتنة ، فنزلت فيهم : ( ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله ) [ سورة العنكبوت : 10 ] ، إلى آخر الآية ، فكتب المسلمون إليهم بذلك ، فحزنوا وأيسوا من كل خير ، ثم نزلت فيهم : ( إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم ) ، [ سورة النحل : 110 ] ، فكتبوا إليهم بذلك : "إن الله قد جعل لكم مخرجا" ، فخرجوا فأدركهم المشركون ، فقاتلوهم حتى نجا من نجا ، وقتل من قتل . 10261 - حدثني يونس بن عبد الأعلى قال : أخبرنا ابن وهب قال : أخبرني حيوة أو : ابن لهيعة ، الشك من يونس ، عن أبي الأسود : أنه سمع مولى لابن عباس يقول عن ابن عباس : إن ناسا مسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم ، فيأتي السهم يرمى به ، فيصيب أحدهم [ ص: 104 ] فيقتله ، أو يضرب فيقتل ، فأنزل الله فيهم : " إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم " حتى بلغ "فتهاجروا فيها" . 10262 - حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال : حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ قال : أخبرنا حيوة قال : أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدي قال : قطع على أهل المدينة بعث إلى اليمن ، فاكتتبت فيه ، فلقيت عكرمة مولى ابن عباس . فنهاني عن ذلك أشد النهي ، ثم قال : أخبرني ابن عباس أن ناسا مسلمين كانوا مع المشركين ثم ذكر مثل حديث يونس ، عن ابن وهب . 10263 - حدثني محمد بن سعد قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي [ ص: 105 ] قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : " إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم " ، هم قوم تخلفوا بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، وتركوا أن يخرجوا معه ، فمن مات منهم قبل أن يلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم ضربت الملائكة وجهه ودبره . 10264 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن عكرمة قوله : " إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم " ، إلى قوله : "وساءت مصيرا" ، قال : نزلت في قيس بن الفاكه بن المغيرة ، والحارث بن زمعة بن الأسود ، وقيس بن الوليد بن المغيرة ، وأبي العاص بن منبه بن الحجاج وعلي بن أمية بن خلف . قال : لما خرج المشركون من قريش وأتباعهم لمنع أبي سفيان بن حرب وعير قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وأن يطلبوا ما نيل منهم يوم نخلة ، خرجوا معهم شباب كارهين ، [ ص: 106 ] كانوا قد أسلموا واجتمعوا ببدر على غير موعد ، فقتلوا ببدر كفارا ، ورجعوا عن الإسلام ، وهم هؤلاء الذين سميناهم ، قال ابن جريج ، وقال مجاهد : نزلت هذه الآية فيمن قتل يوم بدر من الضعفاء من كفار قريش ، قال ابن جريج ، وقال عكرمة : لما نزل القرآن في هؤلاء النفر إلى قوله : " وساءت مصيرا إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان " ، قال : يعني الشيخ الكبير والعجوز والجواري الصغار والغلمان . ![]()
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 0 والزوار 20) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |