تفسير سورة الأنعام الآيات (122: 123) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14853 - عددالزوار : 1086016 )           »          بيع العربون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أحكام من أدرك وقت الصلاة فلم يصل ثم زال تكليفه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          بيع حبل الحبلة والمضامين والملاقيح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          لماذا أحب رسول الله؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          علة حديث: ((من غسل واغتسل يوم الجمعة وبكر وابتكر، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الحديث العاشر: صلة الرحم تزيد في العمر والرزق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبال في الجحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          رفع الارتياب في بيان أحكام إجازة القراءة والسماع عن بعد ومن وراء حجاب لأحمد آل إبراهي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 483 - عددالزوار : 174560 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 15-08-2024, 08:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,449
الدولة : Egypt
افتراضي تفسير سورة الأنعام الآيات (122: 123)

تفسير سورة الأنعام الآيات (122: 123)

يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف


﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 122].

﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا ﴾ بِالْكُفْرِ وَالْجَهْلِ وَالْمَعَاصِي ﴿ فَأَحْيَيْنَاهُ أي: فَأَحيَا اللهُ تَعَالَى قَلْبَهُ بِالْإِسْلَامِ وَالْعِلْمِ وَالطَّاعَةِ[1].

﴿ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ يَتَبَصَّرُ بِهِ الحَقَّ مِنْ غَيْرِهِ، وَهُوَ نَورُ الْإِيْمَانِ وَالْقُرْآنِ[2]، كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورى: 52].

﴿ كَمَنْ مَثَلُهُ ﴾ أيْ: كَمَنْ هُوَ ﴿ فِي الظُّلُمَاتِ﴾ ظُلُمَاتِ الْكُفْرِ وَالْجَهْل وَالْمَعَاصِي[3] ﴿ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ﴾ لَا يُفَارِقُهَا، وَلَا يَسْتَطِيعُ الْخَلَاصَ مِنْهَا[4]، وَهُوَ الْكَافِرُ؟ لَا[5].

﴿ كَذَلِكَ كَمَا زَيَّنَ لِلْمُؤْمِنِينَ الْإِيْمَانَ ﴿ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَمِنَ الْكُفْرِ وَالْجَهْلِ وَالْمَعَاصِي[6].

وَالْآيةُ فِيهَا فَوائِدُ:
مِنْهَا: أَنَّ الْإِيْمَانَ وَالْقُرْآنَ حَياةُ الْقُلُوبِ؛ لِقَولِهِ تَعَالَى: ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ ﴾ [سورة الأنعام:122][7].

وَمِنْهَا: أَنَّ النُّورَ الَّذِي يَحْصُلُ عَلَيهِ الْمُؤْمِنُ فِي قَولِهِ: ﴿ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ﴾ [سورة الأنعام:122] إِنَّمَا هُوَ نُورُ الْإِيْمَانِ وَالطَّاعَةِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ ﴾ [الزمر: 22]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحديد: 28][8].

وَيُحْرَمُ مِنْهُ الْكَافِرُ وَالْجَاهِلُ وَالعَاصِي؛ لِقَولِهِ تَعَالَى: ﴿ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ﴾ [سورة الأنعام:122]، وَقَالَ تَعَالَى ﴿ وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ﴾ [النور: 40]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا ﴾ [الحديد: 13].

﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴾ [الأنعام: 123].

﴿ وَكَذَلِكَ كَما جَعَلْنا رُؤَسَاءَ ودُعَاةً إِلَى الْكُفْرِ فِي مَكَّةَ ﴿ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا بِالصَّدِّ عَنِ الْإِيْمَانِ وَالدَّعْوةِ إِلَى الضَّلَالَةِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ * وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [سبأ: 31، 33][9].

﴿ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ لِأَنَّ ضرَرَهُ عَائِدٌ عَلَيْهِمْ[10]؛ كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ﴾ [فاطر: 43] ﴿ وَمَا يَشْعُرُونَ بِذَلِكَ[11].

وَالْآيَةُ فِيهَا فَوائِدُ:
مِنْهَا: أَنَّ فَيهَا تَسْلِيَةً للنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وَتَقْوِيَةً لِقَلْبِهِ، وَتَثْبِيتًا لَهُ، وَلِلعُلَمَاءِ وَالدُّعَاةِ مِنْ بَعْدِهِ، فَكَمَا جَعَلْنَا فِي مَكَّةَ -يَا مُحَمَّدُ -أَكَابِرَ مِنَ الْمُجْرِمِينَ، ورُؤَسَاءَ ودُعَاةً إِلَى الْكُفْرِ وَالصَّدِّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ، كَذَلِكَ كَانَتِ الرُّسُلُ مِنْ قَبْلِكَ يُبْتَلون بِذَلِكَ، ثُمَّ تَكُونُ لَهُمُ الْعَاقِبَةُ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ﴾ [الفرقان: 31][12].

وَمِنْهَا: أَنَّ أَكَابِرَ الْمُجْرِمِينَ وَدُعَاةَ الْكُفْرِ وَالضَّلَالِ إِنَّمَا يَمْكُرُونَ بِأَنْفُسِهِمْ، فَمَكْرُهُمْ وَكَيْدُهُمْ إِنَّمَا يَعُودُ عَلَيْهِمْ[13]،كَمْا قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ ﴾ [العنكبوت: 13]، وقَالَ: ﴿ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ﴾ [النحل: 25].

[1] ينظر: تفسير السعدي (ص271)، فتح القدير (2/ 181).

[2] ينظر: تفسير الجلالين (ص183).

[3] ينظر: تفسير السعدي (ص271).

[4] ينظر: تفسير النسفي (1/ 534).

[5] ينظر: تفسير الجلالين (ص183). و(لا) هنا جواب للسؤال الوارد في الآية: (أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها).

[6] ينظر: الوجيز للواحدي (ص373)، تفسير الجلالين (ص183).

[7] ينظر: تفسير ابن كثير (8/ 155).

[8] ينظر: تفسير ابن كثير (7/ 93).

[9] ينظر: تفسير ابن كثير (3/ 331).

[10] ينظر: تفسير القرطبي (7/ 79).

[11] ينظر: تفسير الرازي (13/ 135)، تفسير الجلالين (ص183)، أيسر التفاسير (2/ 113).

[12] ينظر: تفسير ابن كثير (3/ 331).

[13] ينظر: التفسير الوسيط للواحدي (2/ 319)، تفسير البغوي (3/ 185).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 70.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 68.54 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.44%)]