صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14853 - عددالزوار : 1086098 )           »          بيع العربون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أحكام من أدرك وقت الصلاة فلم يصل ثم زال تكليفه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          بيع حبل الحبلة والمضامين والملاقيح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          لماذا أحب رسول الله؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          علة حديث: ((من غسل واغتسل يوم الجمعة وبكر وابتكر، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الحديث العاشر: صلة الرحم تزيد في العمر والرزق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبال في الجحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          رفع الارتياب في بيان أحكام إجازة القراءة والسماع عن بعد ومن وراء حجاب لأحمد آل إبراهي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 483 - عددالزوار : 174589 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن
التسجيل التعليمـــات التقويم

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 10-12-2020, 06:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,449
الدولة : Egypt
افتراضي صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان

صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان
أ. د. مصطفى مسلم








﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا * وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا * وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا * وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا * وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا * أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا * خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا * قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا ﴾ [الفرقان: 63 - 77].







بين يدي المقطع الحادي عشر (خاتمة السورة):



آثار العقيدة في سلوك الأفراد والمجتمعات:



لكل عقيدة آثارها على مستوى الأفراد، وحضارتها على مستوى المجتمعات.



فالعقائد القديمة الوضعية: الآيونية واليونانية والرومانية أوجدت أفراداً يهتمون بإشباع الرغبات والشهوات والنزوات، وأوجدت حضارات مادية تجسدت في التماثيل والنصب والمسارح التي ترمي إلى إشباع السعار الجنسي وشهوة الانتقام وتقديس القوة والجمال الجسدي، ولا زلنا نرى ذلك من خلال التماثيل وحلبات الصراع والمدرجات.








والعقائد المعتمدة في أصولها على ديانات سماوية كاليهودية والنصرانية بعد إدخال أصحابها التحريفات عليها أوجدت انفصاماً في الشخصية الإنسانية حيث حصرت الجانب الروحي في المعابد، وأطلقت البهيمية للأفراد خارجها فاعتمدت على الحضارات القديمة في هذا الجانب، فنتج عن هذا الانفصام حضارة مادية قاسية لا مجال للجانب الإنساني فيها.








والحضارة الشرقية الروحية أوجدت الشخصية المتقوقعة على نفسها التي لا تتطلع إلى أكثر من تعذيب الجسد لتضخيم الجانب الروحي، ولم تفكر في إعمار الأرض وإقامة أنظمة للمدنية لمعتقديها.








والإسلام هو الدين الوحيد الوسط الذي لبَّى متطلبات الروح، فهذّب وربّى من غير أن يخل بالجانب المادي سواء على مستوى متطلبات النفس البشرية أو على مستوى العطاء الحضاري للإنسانية.



أ- فأوجد لدى الفرد القناعات العقلية في جانب العقائد، فلا يحس المسلم بأي تناقض بين ما يعتقد وبين ما يستنتجه العقل السليم والتفكير السوي.



ب- وأشبع الأشواق الروحية لدى الفرد بالعبادات البدنية والمالية والشرائع التفصيلية في مجالات الحياة كلها.



جـ- وأعطى للجانب المادي حقه فلبَّى الحاجات العضوية من المأكل والمشرب، وأشبع الغرائز الفطرية بعد تهذيبها بالهدايات الربانية، وما حرّم على الإنسان شهوة مادية أو نفسية إلا وأوجد له البدائل الصحيحة السليمة من الآفات والمفاسد.



فكان نتيجة المنهج الرباني الذي أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم الفئة المؤمنة من عباد الرحمن التي تتحدث عنها الآيات الكريمة في آخر سورة الفرقان.



وكانت الحضارة الإنسانية الربانية التي لم يعرف تاريخ البشرية لها مثيلاً نتيجة تطبيق عباد الرحمن لشرائع ربهم المنزلة.







المناسبة بين خاتمة السورة والمقطع العاشر:



لما ذكر الكفار بالفظاظة والغلظة على النبي صلى الله عليه وسلم وعداوتهم له ومظاهرتهم على خالقهم، وختم الحديث عنهم وعن عدم انتفاعهم بالآيات الكونية، فعباد الشيطان لا يتذكرون، ولا يشكرون لما لهم من القسوة. عطف على هذا المقدّر أضدادهم واصفاً إياهم بأضداد أوصافهم مبشراً لهم بضدِّ جزائهم، فقال: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ... ﴾ فأضافهم إليه رفعة لهم، وإضافتهم إلى صفة الرحمن أبلغ عندما أنكر الكفار هذه الصفة.








لقد ختمت السورة بذكر أوصاف عباد الرحمن فكأنهم الثمرة الجنية للجهاد الشاق الذي بذله الذي أُنزل عليه الفرقان، ووصفهم بخصال تتعلق بتعاملهم مع أنفسهم، وتعاملهم مع غيرهم من الناس ومعاملتهم لربهم جلَّ جلاله. عباد الرحمن هم المثل الحية الواقعية للفئة التي أراد الإسلام تكوينها بمنهجه التربوي الخاص، وهم الذي يستحقون أن يعبأ بهم رب السماوات والأرض، ولولاهم ولولا تضرعهم إلى ربهم لَمْ يعبء الرحمن أن ينزل بأسه بأهل الأرض جميعاً.








المعنى الإجمالي للمقطع:



جاءت خصال عباد الرحمن في خاتمة السورة للإشارة إلى أن القرآن المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم قد اشتمل على الرسالة الربانية والمنهج الإلهي الذي من شأنه أن ينشئ فئة من الناس هذه أوصافها وخصائلها. وهي شهادة ضمنية لرسول الله صلى الله عليه وسلم بنجاح دعوته، فالمذكورون هم أتباع الفرقان عامة، ويدخل فيهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دخولاً أولياً.







وجاءت هذه الخصال على أربعة أقسام:



أ- قسم هو من التحلي بالكمالات الدينية، وهي قوله: ﴿ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾ [الفرقان: 63].








ب- وقسم هو من التخلي عن ضلالات أهل الشرك[1]، وهي قوله: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ﴾ [الفرقان: 68].








جـ- وقسم من الاستقامة على شرائع الإسلام، وهي قوله: ﴿ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا * وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا * وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا * وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ﴾ [الفرقان: 64 - 72].








د- وقسم من تطلب الزيادة من صلاح الحال، وهي قوله: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾[2]. [الفرقان: 74].








وجاءت هذه الصفات من خلال اثني عشر خُلقاً هي من أسس الأخلاق الإسلامية[3] وهي:



1 - خلق التواضع.



2 - والحلم.



3 - والتهجد.



4 - والخوف.



5 - وترك الإسراف والإقتار.



6 - والبعد عن الشرك.



7 - واجتناب القتل.



8 - والنزاهة عن الزنى.



9 - والتوبة.



10 - وتجنب الكذب.



11 - وقبول المواعظ.



12 - والابتهال إلى الله تعالى.







ومن المستحسن أن نخص كل صفة من صفات عباد الرحمن بكلام مختصر نذكر فيه أهمية هذه الصفات للمؤمن والأسلوب القرآني في التعبير عنها:



الأول: التواضع:



وهو خُلق جبلي فيهم، وذكر الأرض في سياق التعبير عن تواضعهم للتذكير بالأصل الإنساني الذي خلق من الأرض، فمن تذكر أصله لا يمكن أن يتكبر على عباد الله، وهو يعلم أنه مخلوق من هذه التربة المحقرة التي تداس بالأقدام ﴿ مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى ﴾ [سورة طه: 55].



ولذا كان من المناسب أن يذكّر المتكبر المتعجرف على عباد الله المتمرد على أحكام شرع الله، بأصله والتربة التي خلق منها. ﴿ قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا ﴾ [الكهف: 37].



والتواضع خُلُق رفيع يزين أهل العلم والفضل والنسب والجاه ويزيدهم جمالاً على جمال، وبهاء وعزاً على ما هم فيه.







الثاني: الحلم:



فبالإضافة إلى الكمالات الذاتية مع أنفسهم، يتحلون بالكمالات الخلقية عند تعاملهم مع غيرهم، وعلى رأس هذه الكمالات الحلم، فإذا تعرضوا لخطاب فاقدي العلم والحكمة، ظهرت آثار علمهم وحكمتهم على تصرفهم فأعرضوا عن سفاهة الجاهلين وتركوا المقابلة بالمثل، ﴿ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾ [الفرقان: 63]، وهو سلام متاركة وإعراض، وليس سلام تحية وترحيب، وهو شأن المؤمن في كل تصرف مع أهل السفه والطيش.








كما جاء ذلك في قوله تعالى: ﴿ وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ﴾ [القصص: 54 - 55].



والحُلم على أذى الآخرين والإعراض عن الجهالات من الآداب الرفيعة والمروءات المستحسنة. فالنزول إلى درجة السفهاء نوع من الطيش.







الثالث: التهجد:



وبعد ذكر تعاملهم مع أنفسهم وتعاملهم مع غيرهم، ذكرت صلتهم بخالقهم المحسن إليهم، وخصوا الليل بالصلاة والقيام ليكون أبعد عن الرياء، ولأن الخشوع فيه أكثر، كما أشارت الآيات الكريمة إلى هذه الحقيقة ﴿ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ﴾ [المزمل: 6].



وعندما علّل الرب عزَّ وجلّ لتبوئ المتقين الجنات والعيون، ذكر قيامهم الليل: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 15 - 18].








وقد أُمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ورائه أمته بالاستمرار والدوام على الذكر وقيام الليل، لما في الليل من الصفاء الروحي والتلذذ بالمناجاة والابتهال: فقال تعالى: ﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا * وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ﴾ [الإسراء: 78 - 79]. وخص السجود بالذكر، والتقديم على القيام لأن العبد يكون أكثر قرباً من الله وهو ساجد، ولبيان المقابلة بين حالهم وحال المعاندين الذين ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا ﴾ [الفرقان: 60]، فعباد الرحمن نهارهم في خشوع، وليلهم في خضوع وتذلل لباريهم عزَّ وجلّ.







الرابع: الخوف من سوء المآل والمصير:



إن المؤمن يعيش بين الخوف والرجاء، فعباد الرحمن على الرغم من صلاتهم وقيامهم بالليل، يلجؤون إلى ربهم العلي القدير أن يجنبهم سوء العاقبة، فلا يحتفلون بأعمالهم، ويخشون ردها عليهم ويتهمون أنفسهم بعدم القيام بها على الوجه الأكمل من صدق النية والتوجه والإخلاص فيها، كما قال الله تعالى عنهم: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴾ [المؤمنون: 60 - 61].



قالت عائشة: يا رسول الله أهو الذي يزني، ويسرق، ويشرب الخمر وهو يخاف الله عزَّ وجلّ؟ فقال لها: "لا يا بنت الصديق، ولكنه الذي يصلي ويصوم ويتصدق وهو مع ذلك يخاف الله عزَّ وجلّ"[4].



وفي وصف العذاب بالغرام، إشارة إلى كونه مضرة خالصة عن شوائب النفع، وهو الشأن في عذاب الكافر.



وفي وصف جهنم بأنها المقر السيِّئ والمقام البئيس، لبيان أنها مصير العصاة من المؤمنين والعتاة من الكافرين.
يتبع





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 171.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 169.79 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.00%)]