حياة القلوب في محبة علام الغيوب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1082 - عددالزوار : 127421 )           »          أدركتني دعوة أمي! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الوقف الإسلامي وصنائعه الحضارية .. روائع الأوقاف في الصحة العامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حقيقة الإسلام ومحاسنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          المرأة .. والتنمية الاقتصادية في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          أسباب الثبات على الدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          مكارم الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 4776 )           »          مفاسد الغفلة وصفات أصحابها! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          من جهود علماء الكويت في ترسيخ عقيدة السلف الصالح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          سفراء الدين والوطن .. الابتعاث فرص تعليمية وتحديات ثقافية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 26-08-2020, 02:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,722
الدولة : Egypt
افتراضي حياة القلوب في محبة علام الغيوب

حياة القلوب في محبة علام الغيوب
أحمد الجوهري عبد الجواد





إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

أما بعد، فيا أيها الإخوة، لا يستكمل العبد الإيمان حتى يحب الله ورسوله أكثر مما سواهما، ولا يجد حلاوة الإيمان ولذته إلا أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ولا يستمتع بهذا الدين ويجد ثماره إلا أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وهذه المحبة هي جنة الدنيا التي من حرمها حرم الخير في الدنيا بل وربما حرم جنة الآخرة، قال الحسن: "إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة".

نعم، في الدنيا جنة من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة، هي جنة الحب وأوله حب الله ورسوله، وفي الدنيا نعيم من لم يذقه فلن يذوق نعيم الآخرة هو نعيم القرب من الله تعالى، وفي الدنيا حلاوة من لم يجدها فلن يجد حلاوة الآخرة، هي حلاوة طاعة الله ورسوله، ولا يستقيم ذلك كله للعبد إلا بعد أن تستقيم له المحبة، فالمحبة أصل كل عمل إن صحت المحبة، هان العمل يسيره وعسيره، فتعالوا بنا - أيها الإخوة - نعيش هذه اللحظات في هذه الحديقة الغناء والبستان الرائع الماتع بستان المحبة وكما تعودنا فسوف نقسم الحديث حفظًا للكلام وتقديرًا للوقت والمقام إلى العناصر التالية:
أولًا: ما هي المحبة؟
ثانيًا: فهيا نؤصل المحبة في القلوب لتؤتي ثمارها الشهية.
ثالثًا وأخيرًا: جولة في بستان المحبين ونزهة المشتاقين.

فأعيروني القلوب والأسماع - أيها الإخوة - والله أسأل أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يجعلنا ممن أوتي بصيرة، فصارت له سراجًا يضيء له الظلمات، حتى نصل إلى الأمن والأمان في الدنيا والآخرة، محفوظين بعين الله التي لا تنام، مكلوئين بكلئه الذي لا يرام ولا يضام.

أولًا: ما هي المحبة؟
أيها الإخوة الكرام!
سأل سفيان الثوري رجلًا يومًا كيف حبك لأبي بكر - رضي الله عنه -؟ فقال: شديد، قال سفيان: فكيف حبك لعمر؟ قال: شديد، قال: فكيف حبك لعثمان؟ قال: شديد، قال: فكيف حبك لعلي؟ فقال الرجل: شديد - وأطال فيها – فقال سفيان: هذه الشديدة الأخيرة تحتاج إلى ضربة على رأسك لتعتدل.

قال العلماء: إن المحاب ترتيبها توقيفي لا ينبغي أن يعطى أحد منها فوق من هو أفضل منه، فينبغي أن يحب المرء الصحابة أكثر مما يحب غيرهم، ويحب الخلفاء الراشدين منهم أكثر مما يحبهم، ويحب أبا بكر أكثر من عمر، وعمر أكثر من عثمان، وعثمان أكثر من علي، وهكذا على حسب درجاتهم ومراتبهم، ينبغي أن يترتب في القلب حبهم.

فينبغي أن يترأس حبهم في القلب على حب كل بشر سواهم أيًّا كان هذا البشر، خلا الأنبياء، وأعلى من هذا وأغلى حب الرسول صلى الله عليه وسلم، وأعلى وأغلى منه وأفضل وأكبر وأكثر حب الله تعالى، فهو الحب الأول، وكل شيء يُحَبُّ لله، إلا حب الله؛ فهو يحب لذاته.

ولذلك كانت محبة الله هي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون، وإليها شخص العاملون، وإلى عَلمَها شمر السابقون، وعليها تفانى المحبون، وبروح نسيمها تروح العابدون، فهي قوت القلوب، وغذاء الأرواح، وقرة العيون، وهي الحياة التي من حرمها فهو من جملة الأموات، والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات، والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الأسقام، واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام، وهي روح الإيمان والأعمال والمقامات والأحوال التي متى خلت منها فهي كالجسد الذي لا روح فيه، تحمل أثقال السائرين إلى بلاد لم يكونوا إلا بشق الأنفس بالغيها، وتوصلهم إلى منازل لم يكونوا بدونها أبدًا واصليها، وتبوؤهم من مقاعد الصدق مقامات لم يكونوا لولاها داخليها، وهي مطايا القوم التي مسراهم على ظهورها دائمًا إلى الحبيب وطريقهم الأقوم الذي يبلغهم إلى منازلهم الأولى من قريب، تالله لقد ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة إذ لهم من معية محبوبهم أوفر نصيب، وقد قضى الله يوم قدر مقادير الخلائق بمشيئته وحكمته البالغة أن المرء مع من أحب فيا لها من نعمة على المحبين سابغة، تالله لقد سبق القوم السعاة وهم على ظهور الفرش نائمون، وقد تقدموا الركب بمراحل وهم في سيرهم واقفون.

من لي بمثل سيرك المدلل تمشي رويدًا وتجيء في الأول

أجابوا منادي الشوق إذ نادى بهم حي على الفلاح، وبذلوا نفوسهم في طلب الوصول إلى محبوبهم وكان بذلهم بالرضا والسماح، وواصلوا إليه المسير بالإدلاج والغدو.

والرواح تالله لقد حمدوا عند الوصول سراهم وشكروا مولاهم على ما أعطاهم، وإنما يحمد القوم السرى عند الصباح
فحيهلا إن كنت ذا همة فقد
حدا بك حادي الشوق فاطو المراحلا

وقل لمنادي حبهم ورضاهم
إذا ما دعا لبيك ألفا كواملا

ولا تنظر الأطلال من دونهم فإن
نظرت إلى الأطلال عدن حوائلا

ولا تنتظر بالسير رفقة قاعد
ودعه فإن الشوق يكفيك حاملا

وخذ منهم زادًا إليهم وسر على
طريق الهدى والفقر تصبح واصلا

وأحي بذكراهم سراك إذا ونت
ركابك فالذكرى تعيدك عاملا

وإما تخافن الكلال فقل لها
أمامك ورد الوصل فابغ المناهلا

وخذ قبسًا من نورهم ثم سر به
فنورهم يهديك ليس المشاعلا

وحي على جنات عدن بقربهم
منازلك الأولى بها كنت نازلا

ولكن سباك الكاشحون لأجل ذا
وقفت على الأطلال تبكي المنازلا

فدعها رسوما دارسات فما بها
مقيل فجاوزها فليست منازلا

رسوم عفت يفنى بها الخلق كم بها
قتيل وكم فيها لذا الخلق قاتلا

يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 132.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 130.29 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.30%)]