ثواب الصيام
أ. د. صالح بن علي أبو عراد
أخي الصائم، تذكَّر أن من عظيم فضل الله تعالى على عباده أن ثوابَ الصيام غيـر مُنحصِـرٍ في أن تكون الحسَنةُ بعشـر أمثالِها؛ كما جاء في قوله تعالى: ﴿ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ﴾ [الأنعام: 160]، وما ذلك إلا لأن أجرَ الصيام وثوابه يكون بغيـر حسابٍ؛ قال (عليه الصلاة والسلام): "قال الله: كلُّ عملِ ابن آدمَ له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أَجزِي به"؛ (متفق عليه).
والمعنى أن ثواب الصِّيامِ لا يُحْصِيه إلَّا اللهُ تعالَى، ولم يَكِـلْه سبحانه إلى مَلائكتِه، بلْ تَولَّى جَزاءَه بنفْسِه جل في عُلاه، واللهُ تعالَى إذا تَولَّى شَيئًا بنفْسِه دلَّ على عِظَمِ هذا الثَّوابِ وذلك الأجْرِ، وقد علَّق على ذلك ابن رجبٍ (رحمه الله) بقوله: "الأعمالُ كلُّها تُضاعَفُ بعشر أمثالِها إلى سبعمائةِ ضعفٍ إلا الصيام؛ فإنه لا ينحصرُ تضعيفُه في هذا العدَد، بل يُضاعِفُه الله أضعافًا كثيـرةً بغيـر حصـرِ عدَد".