بين عمر وأبي محجن! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1174 - عددالزوار : 130967 )           »          3 مراحل لانفصام الشخصية وأهم أعراضها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          متلازمة الشاشات الإلكترونية: كل ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          ما هي أسباب التعرق الزائد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أضرار الوجبات السريعة على الأطفال: عواقب يُمكنك تجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الوقاية من القمل بالقرنفل: أهم الخطوات والنصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          علاج جفاف المهبل: حلول طبيّة وطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الوقاية من التهاب الكبد: 9 خطوات بسيطة لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الوقاية من الجلطات: دليلك الشامل لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-01-2025, 11:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,857
الدولة : Egypt
افتراضي بين عمر وأبي محجن!

بين عمر وأبي محجن!
د. فهد بن إبراهيم الضالع
كَانَ أَبُو مِحْجَنٍ لَا يَزَالُ يُجْلَدُ فِي الْخَمْرِ، فَلَمَّا أَكْثَرَ عَلَيْهِمْ سَجَنُوهُ وَأَوْثَقُوهُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْقَادِسِيَّةِ رَآهُمْ يَقْتَتِلُونَ، فَكَأَنَّهُ رَأَى الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ أَصَابُوا فِي الْمُسْلِمِينَ، فَأَرْسَلَ إِلَى أُمِّ وَلَدِ سَعْدٍ أَوْ إِلَى امْرَأَةِ سَعْدٍ يَقُولُ لَهَا: إِنَّ أَبَا مِحْجَنٍ يَقُولُ لَكِ: «إِنْ خَلَّيْتِ سَبِيلَهُ وَحَمَلْتِيهِ عَلَى هَذَا الْفَرَسِ، وَدَفَعْتِ إِلَيْهِ سِلَاحًا لَيَكُونَنَّ أَوَّلَ مَنْ يَرْجِعُ إِلَّا أَنْ يَقْتُلَ» ، وَقَالَ أَبُو مِحْجَنٍ يَتَمَثَّلَ:
كَفَى حُزْنًا إِنْ تردي الْخَيْلُ بِالْقِنَا ... وَأُتْــرَكَ مَشْــدُودًا عَلَيَّ وَثَــاقِيَا
إِذَا شِئْتُ عَنَّانِي الْحَدِيدُ وَغُلِّقَتْ ... مَصَارِيعُ مَنْ دُونِي تُصَمَّ الْمُنَادِيَا
فَذَهَبَتِ الْأُخْرَى فَقَالَتْ: ذَلِكَ لِامْرَأَةِ سَعْدٍ، فَحَلَّتْ عَنْهُ قُيُودَهُ، وَحُمِلَ عَلَى فَرَسٍ كَانَ فِي الدَّارِ وَأُعْطِيَ سِلَاحًا، ثُمَّ جَعَلَ يَرْكُضُ حَتَّى لَحِقَ بِالْقَوْمِ، فَجَعَلَ لَا يَزَالُ يَحْمِلُ عَلَى رَجُلٍ فَيَقْتُلُهُ، وَيَدُقُّ صُلْبَهُ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ سَعْدٌ، فَتَعَجَّبَ، وَقَالَ: «مَنْ هَذَا الْفَارِسُ؟» قَالَ: " فَلَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى هَزَمَهُمُ اللَّهُ، فَرَجَعَ أَبُو مِحْجَنٍ وَرَدَّ السِّلَاحَ، وَجَعَلَ رِجْلَيْهِ فِي الْقُيُودِ كَمَا كَانَ، فَجَاءَ سَعْدٌ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ - أَوْ أُمُّ وَلَدِهِ: كَيْفَ كَانَ قِتَالُكُمْ؟ فَجَعَلَ يُخْبِرُهَا وَيَقُولُ: لَقِينَا وَلَقِينَا حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ رَجُلًا عَلَى فَرَسٍ أَبْلَقَ، لَوْلَا أَنِّي تَرَكْتُ أَبَا مِحْجَنٍ فِي الْقُيُودِ لَظَنَنْتُ أَنَّهَا بَعْضُ شَمَائِلِ أَبِي مِحْجَنٍ، فَقَالَتْ: وَاللَّهِ إِنَّهُ لَأَبُو مِحْجَنٍ، كَانَ مِنْ أَمْرِهِ كَذَا وَكَذَا، فَقَصَّتْ عَلَيْهِ الْقِصَّةُ قَالَ: "فَدَعَا بِهِ وَحَلَّ عَنْهُ قُيُودَهُ، وَقَالَ: " لَا نَجْلِدُكَ فِي الْخَمْرِ أَبَدًا، قَالَ أَبُو مِحْجَنٍ: وَأَنَا وَاللَّهِ لَا تَدْخُلُ فِي رَأْسِي أَبَدًا، إِنَّمَا كُنْتُ آنَفُ أَنْ أَدَعَهَا مِنْ أَجْلِ جَلْدِكَ قَالَ: فَلَمْ يَشْرَبْهَا بَعْدَ ذَلِكَ".
هذا هو الصحابي أبو محجن الثقفي..جلده عمر مرارا في الخمر، ونفاه بسببها ومع ذلك بقي مقيما عليها إلى نهاية هذا الحدث الآنف ذكره.

والملمح من هذه القصة ملحظان جديران بالإشارة:
فالكثير من بني عالم اليوم حيث يقع في زلل يظل يجلد ذاته ويأكلها من اللوم، وينظر إلى نفسه نظرة قاتمة قاتلة فيجردها من كل جميل. وبسبب (تحفظ محصور) يبدأ مشروعا من التحطيم والتحطم الداخلي، فيستطرد في التخلي عن كمالات كبيرة من حسن الخلق وطيب المعاملة وخصال نوادر تكمن في شخصيته، ويبقى حبيسا ذهنيا لسلبية واحدة فيعممها على نفسه فتهون عليه شخصيته في عينه ولا يبالي أي تصرف يقتحم وهكذا، فمتى تنطلق هذه النماذج الجميلة (بالجملة) إلى أفق الثقة الرحب وإلى سعة (مئات الكمالات أمام العثرة الواحدة) حيث يكونون صفحات مشرقة أمام أنفسهم ليجدوها كذلك مع الناس؟!

وأما الملحظ الآخر فإلينا نحن حين ننظر إلى مدخن أو غيره ممن وقع في أمر نتفق على ضعفه أمامه سواء كان ولدا أو قريبا أو صديقا، فحقه أن نبني فيه شخصيته الجميلة ونذكره كثيرا بكمالات تطويها شخصيته، ونذكره دائما أننا ننتظر منه الكثير من الإنتاج والعطاء وأنه ـ وإن تعثر بحجر صغير ـ فهو قادر على صعود الجبال واعتلاء القمم، وأنه لا يزال فيه من الخير الكثير لدينه ووطنه.
وأما الإقصاء والتقصد والترصد وشعوره معنا بالنبذ والأنفة منه ومن مجالسته، بل وأحيانا تهميشه وتهشيمه فهذا سيجعله أسيرا منزويا منطويا على ذاته؛ حتى تتمكن منه النظرة السلبية وتغرس بأنيابها سما لا يكاد ينفك.. حيث قلاه من حقيق به أن يكون طبيبه.
إن أخذ الناس بنفس نسبة الخير والشر التي فيهم؛ ستريحنا كثيرا من إسقاط الكثيرين في لجج الإقصاء الكامل؛ بسبب تحفظ على نسبة قليلة من العثرة أمام كم كبير من الكمالات إذ حقيق بنا تحريك الركود الإيجابي الكامن في النفس؛ حتى يتكاثر ويشيع ويشع نوره، ثم يكتسح زوايا السلبية المظلمة في الشخصية.

إن أبا محجن ذلك الصحابي الجليل رضي الله عنه، علمنا أن كؤوس الخمر التي تعاقبت على فيه ولم توقفها سدود عمر ولا تغريبه بل ظل يشرب وعمر يقيم الحد، حتى ما يزيد على سبع مرات ويلحق بسعد ابن أبي وقاص، ويُمنع من الجهاد بسبب شربه ثم لما رأى الموت يجتال المسلمين يتفجر في أعماقه شيء لا يكاد يصبر دونه، فيرثي نفسه ويبكيها حتى ترق له امرأة وتمكن ذلك الخير الذي كان مغطى بطبقة رقيقة من الكؤوس أن يثور كالبركان فيملأ ساح الوغى رصيدا يُردد ويمجد حتى ساعتنا تلك ..!!
فلما ملأ الكون درسا بالعطاء البدني
رجع ليملأ الكون مرة أخرى بالخير والعطاء المعنوي الروحي، الذي يدل بجلاء على كمال نادر فيضع رجله بالقيد ليعاد إليه قيده وفاء منه بوعده !
فتأمل كيف كان وديعا في قيده ..هصورا في سيفه !
فهل يا ترى حدث نفسه: أنا شارب للخمر فلا خير ؟؟!
أم أن هذا البركان من الفضل غلب الخمر بالنهاية ؟؟


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.45 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.41%)]