إنما هي أيام ونمضي! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         القواعد والضوابط الفقهية في الأعمال الخيرية والوقفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 38 - عددالزوار : 13093 )           »          الرعاية اللاحقة للمسلم الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          تكفير المسلم المعين وموانع التكفير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          حقوق غير المسلمين وواجباتهم في بلاد المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الاحتكار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أوقات النهي عن الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          خلاف العلماء في حكم النية في الوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الحديث السادس: صلة الرحم لوجه الله ليست مبادلة ومعاوضة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 481 - عددالزوار : 167290 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3105 - عددالزوار : 397509 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-10-2023, 06:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,508
الدولة : Egypt
افتراضي إنما هي أيام ونمضي!

إنما هي أيام ونمضي!




كتبه/ وائل رمضان
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فيتبايَن موقف كثيرٌ من الناس تجاه الحياة الدنيا، فمن مُنكَبٍّ عليها، لاهث وراء ملذاتها وشهواتها، ومن منصرفٍ عنها زاهد فيها، لا يقيم لها وزنًا، ولا يلقي لها بالًا، وهي عنده لا تعدل جناح بعوضة، لقد افترق طريق الدنيا وطريق الآخرة في تفكير هؤلاء وواقعهم، ورأوا أنهم إما أن يختاروا طريق الدنيا فيهملون الآخرة، وإما أن يختاروا طريق الآخرة فيهملون الدنيا، ولا سبيل إلى الجمع بينهما في تصورهم القاصر.
وإنَّ المتأمل في المنهج الإسلامي ونصوص الكتاب والسُنَّة يجد توافقًا وتناسقًا عجيبًا، يجمع بين العمل للدنيا والعمل للآخرة؛ هذا التوافق الذي لا يُفوِّت على الإنسان دنياه لينال آخرته، ولا يُفوِّت عليه آخرته لينال دنياه؛ فالأصل في هذا المنهج أن يلتقي فيه طريق الدنيا وطريق الآخرة، وأن يكون الطريق إلى صلاح الآخرة هو ذاته الطريق إلى صلاح الدنيا.
وهكذا صحح المنهج الإسلامي النظرة إلى الدنيا، ووضع المسلم على الجادة المستقيمة؛ فالدنيا ليست غاية وإنما وسيلة، ولا بد من إعمارها بطاعة الله وعبادته وتوحيده، قال -تعالى-: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا) (القصص:77).
وبهذه النظرة المتوازنة انطلق الصحابة -رضوان الله عليهم- في أرض الله -عز وجل-، يعملون ويتكسبون، وينفقون على أنفسهم وعلى أهلهم، يتاجرون، ويزرعون، ويجاهدون في سبيل الله، ويتولون المناصب، والقيادات، ويخالطون الناس، ومع ذلك لم تمثِّل الدنيا شيئًا في أعينهم، فما أسهل أن يبذلوها رخيصةً في سبيل الله!
لمَّا قَدِمَ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى الشام تلقَّاه أبو عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه- وهو أميره على الشام آنذاك-، فمشى معه حتى دخلا منزل أبي عبيدة -رضي الله عنه-، فقلَّب عمر -رضي الله عنه- بصره في بيت أميره، فلم ير فيه شيئًا سوى سيفه، وترسه، ورحله، فقال له عمر -رضي الله عنه-: "أين متاعك؟ قال أبو عبيدة -رضي الله عنه-: إنّما هيّ أيامٌ ونَمْضِي!"، وفي رواية: "هذا يُبلّغنا المقيل".
هكذا كان فهم الصحابة -رضوان الله عليهم- لحقيقة الدنيا، أنها "أيامٌ ونمْضِي عنها"، وأن متاعها زائل، وأنها دار فناء لا دار بقاء، قال -تعالى-: (يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ) (غافر: 39)، وبالرغم من ذلك لم ينعزلوا عنها ويتركوها، وتعاملوا معها بنظرة متوازنة ومميزة؛ فكانت في أيديهم لا في قلوبهم، وهكذا يجب أن تكون الدنيا والآخرة في حسِّ المسلم وفي نفسه، طريقًا واحدًا وحِسبة واحدة.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 45.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.00 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.57%)]