ضبابية ثقافة الرقمنة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 52029 )           »          الحرص على الائتلاف والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 80 - عددالزوار : 45816 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 196 - عددالزوار : 64221 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 374 - عددالزوار : 155243 )           »          6 مميزات جديدة فى تطبيق الهاتف الخاص بنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 12 و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          برنامج الدردشة Gemini متاح الآن على Gmail لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          كيفية حذف صفحة Word فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          خطوات.. كيفية إعادة ترتيب الأزرار وتغيير حجمها في مركز التحكم بـiOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-01-2023, 07:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,565
الدولة : Egypt
افتراضي ضبابية ثقافة الرقمنة

ضبابية ثقافة الرقمنة
نايف عبوش




في عصرنة جارفة، استولدت في سيرورتها الزاحفة ثورة الإنترنت والمعلوماتية المفتوحة في كل الاتجاهات؛ حيث شاع مؤخرًا استخدامُ الشبكة العنكبوتية في كل المجالات الاجتماعية والتجارية والعلمية والتكنولوجية بلا قيود، وهو ما أدَّى إلى ظهور نمط من الثقافة الأفقية السطحية وشيوعها على نطاق واسع بين الجمهور بشكل عام، وفي أوساط الشباب بشكل خاص، وبشكل كادت فيه ثقافة النخب والاختصاص أن تتنحَّى من التداول جانبًا، وذلك بعد أن أُتيحت المعلومة في ساحة الفضاء الرقمي للجميع دون تمييز، وصار مجال التعاطي معها متاحًا دون معايير تحكمها، وبات بمستطاع الكل الاطِّلاع على المعلومة، ومشاهدتها في لحظة تدفُّقِها، وتحميلها على مواقع التواصُل الاجتماعي، ومن ثم إمكان التعاطي معها، وتداولها على عواهنها، أو بعد تعديلها بسرعة عجيبة، ومن دون التفكير بتمحيص المحتوى، أو اكتراث بدقَّة المعلومات التي يتضمَّنُها.

ومع كل الإيجابيات التي أفرزتها ثورة الاتصال والمعلوماتية في اختراق كل الحدود، ونجاحها في إشاعة نمط التثقيف العام أمام المستخدمين دون استثناء، إلا أنها بإتاحة الفرصة لهذا النمط من التثقيف الأفقي؛ ليكون في متناول الجميع، ومن دون قيود، أدَّت إلى تسطيح الثقافة، وإشاعة هيمنة العمومية في الكتابة على مصراعيها، حتى إن الكثير من المستخدمين، استساغ أن يطلق لذَاته ما شاء من الألقاب التي كانت سابقًا حكرًا على النُّخَب، وذوي الاختصاص، بعد أن أصبح الكثير من المستخدمين يتعاطى الكتابة، أو على الأقل، إعادة إنتاجها، حتى إن كان غير مؤهَّل لها، سواء تمَّ ذلك بإبداعه الذاتي، أو باستخدام تقنية النسخ واللصق، ودون أن يكلف نفسه مشقَّةَ البحث العمودي، والقراءة المكثفة، كما كان الحال عليه من قبل، حتى بتنا اليوم إزاء تدفُّق سيل من النصوص الباهتة، لغةً ومبنًى، ومحتوًى، في ذات الوقت الذي تُطالعنا فيه وبدرجة أقل، نتاجات بمنشورات رصينة، ومفيدة، وترتقي بالحسِّ الأدبي، والوعي الثقافي إلى آفاق رحبة.

وتجدر الإشارة في هذا المجال إلى أن شريحة الشباب من مستخدمي الفضاء المعلوماتي، والمنغمسين فيه، باتت تهتمُّ بتقنيات، وبرامج الاستخدام، وتعمل على إتقان استخدام مختلف تطبيقات التواصُل الاجتماعي، وتركز جهدها على طريقة الإبداع في إتقانها، والتفنُّن في أساليب استخدامها بالدرجة الأولى، ودون اكتراث يذكر بالتعمُّق في المعلومات، ومحتويات المنشورات المتداولة في الفضاء الرقمي على الشبكة العنكبوتية، وهو ما أسهم إلى حدٍّ كبيرٍ في تكثيف خبرة التقانة المجردة لدى المستخدمين بشكل ملحوظ، بحيث باتت الثقافة الشبابية الراهنة تقنية مجردة، وربما كانت ضبابية المحتوى، لا رصينة كما كان عليه الحال مع ثقافة جيل شباب أيام زمان التي كانت تهتمُّ عند التلقِّي بدقَّة المعلومة، وموضوعيَّتها، ورصانة مرجعها، ومدى الانتفاع منها.

وبغض النظر عن السلبيَّات الأخرى، وفي مقدمتها الانغماس التام إلى حدِّ الإدمان في دردشات ركيكة اللغة، وغريبة الألفاظ، وما أفرزه هذا التحدِّي، من عزلة في واقع التواصُل الاجتماعي الحقيقي التقليدي بين الأجيال الجديدة، ناهيك عن الاستخدامات الأخرى غير اللائقة، فإن ضبابية الثقافة الرقمية التي ترتَّبَتْ على غيبوبة الحسِّ بخطورة التسطيح الأفقي للثقافة في أوساط الشباب بشكل خاص، وفي الوسط الاجتماعي بشكل عام، قد تحدُّ من حماسهم لتنمية ثقافة رصينة، وتختزل تطلُّعاتهم بالمتاح أمامهم من معطيات وهمية متواضعة وحسب، ما دام الحسُّ العام لهم بات شبه غارق في أوهام ثقافة ضبابية رقمية، ويرضى منها بما تُغذِّيه به من مخرجات، وهو ما يعكس غيبوبة ثقافية، لا بدَّ من مغادرتها بأسرع وقت ممكن، واستبدالهما بثقافة خلَّاقة، وإبداعية، تستوعب معطيات التقنيات الرقمية الحديثة، وما وراءها من مستجدَّات، ولا تقف في تلقِّيها عند حدود مجرد الاستخدام التقني المحض لها، وحسب.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.82 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.52%)]