النقد اللاذع ولعن الظلام في ميزان الفائدة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الآيات الإنسانية في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3108 - عددالزوار : 413369 )           »          وقفات تربوية مع سورة قريش (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          فضل كلمة التوحيد «لا إله إلا الله» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الأدلة العلمية على وجود الخالق جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          استجابة الله تعالى لأدعية الأنبياء عليهم السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          رسائل قلبية إلى المبتلى بالأمراض الروحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الجزاء من جنس العمل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          قصة عجوز بني إسرائيل والمسائل المستنبطة منها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          كتاب الصيام والحج من الدر المختار وحاشية ابن عابدين (رد المحتار) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 55 - عددالزوار : 74 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-07-2021, 06:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,787
الدولة : Egypt
افتراضي النقد اللاذع ولعن الظلام في ميزان الفائدة

النقد اللاذع ولعن الظلام في ميزان الفائدة
أبو حاتم محمد عيد المحارب


لا تظن أنك بنقدك اللاذع المباشر ستَكسب محبة الناس؛ لأن كثيرًا من النقاد يبحثون عن كثرة الإعجابات والتعليقات على منشوراتهم، ولا يجدون وسيلةً لذلك إلا بالنقد المقذع، وهذا أسلوب غيرُ محبَّب، ولو كان طيبًا لسلكه رسول الله صلى الله عليه وسلم.


قد تقول: إني لا أبحث عن حبِّ أحد ولا مَرضاة أحد؛ إنما أريد الإصلاح، فأقول لك: قد ضللت الطريقَ إذًا وما أنت من المهتدين؛ فالله أرسل موسى لفرعون، وأوصى موسى وهارون، فقال لهما: ﴿ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾ [طه: 44].
فالمريد للإصلاح لا بد أن يسعى جاهدًا لبعث صوت العقل والحق في الشخص المفسد أو الفاسد، ومحاولة إيقاظ ضميره، لعله يتذكَّر ربَّه أو يخشى عقاب الله، فيرتدع عمَّا هو فيه، ولا سبيل لذلك إلا بالوصول لعقله وقلبه، ولا سبيل لذلك إلا بالحكمة والموعظة الحسنة.


ثم إنك تلاحظ كثرةَ من يريد الإصلاح، ويرفعون أصواتَهم، ويسبُّون ذاك المفسد، ويشتمون هذا الفاسد؛ لكنك تكاد تشعر بالغثيان والاشمئزاز منهم رغم أنك تتَّفق معهم على حرب المفسدين، وما ذلك إلا لأنهم سلكوا غيرَ الطريق الذي رسمَه القرآن الكريم لمواجهة المفسدين.

ومن الأساليب الفعَّالة أيضًا للإصلاح: زيارةُ الفاسدين والمفسدين ومواجهتهم وجهًا لوجه، وإظهار الحقائق لهم، وإحقاق الحقِّ، وإبطال الباطل، ومجادلتهم ولكن بالتي هي أحسن، فهذا خير من الصياح عليهم ليلَ نهارَ مِن خلف الشاشات دون إشعال جَذوة من النور - فقد أمر الله تعالى موسى بمواجهة فرعون وجهًا لوجه - ولا تَخف من المفسد؛ فإنه أضعف من إبليس، فليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربِّهم يتوكَّلون؛ قال تعالى: ﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى * قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى * قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ﴾ [طه: 43 - 46].

إنك لن تصلح الفساد إلا بالمواجهة الحقيقية ومجادلة أهله، ولكن بالتي هي أحسن دون عنفٍ، بل بلينٍ ورِفق، فإن ذلك أقرب لقلبه وعقله، وأما المهاترات الفيسبوكية والمجابهات من خلف الشاشات، فإنها سحابة صيف وجَعجعة بلا طحنٍ، فخير لك مِن لعن الظلام أن تُشعل شمعة وجَذوة من الهدى تُريهم طريقَ الحقِّ والهدى.
ولكن ماذا يفعل مَن لا يَملِك إلا الجعجعة ورفع الصوت من خلف الجدران، فإذا واجه المفسد وجهًا لوجه طأطأَ رأسَه، بل كاد يَمسَح نعلَه برِيقه.

الفيسبوك لا يحل المشاكل، بل يزيد الطين بِلَّة، والمرض عِلَّة؛ لذا حاول أن تكون كالماء يتسرَّب تحت الأرض فنرى الأرض بعده مُخضرةً نَضرةً، ولو استمرَّ الرعد والبرق دون نزول الماء، لَما أينعت الأرض، وازَّيَّنت، وأنبتتْ من كل زوج بهيج، فهذه دعوة للفعال لا للأقوال، وإشعال شمعة خير من لعن الظلام.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.78 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.52%)]