الفعل الشاذ في هدم القاعدة العامة

[اخت الاسلام]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن من النظريات الخاطئة التي يقع فيها الإنسان بقصد أو بدون في مناقشاته وجميع قراراته المتعلقة بالحياة التي تؤثر سلبيا على نتاج هذه المناقشة والقرارات هو هدم قاعدة عامة بفعل شاذ و هذا من شأنه أن يقودنا إلى أخطاء فادحة نتيجة هذا الأسلوب الخاطئ الذي يعبر عن خلل في ثقافة هذا المجتمع الإنساني و وضعف القدرات لدية ..
القاعدة العامة هي الأساس والمقاس عليه والتي عرفت بثباتها نتائجها في جميع الأحوال الطبيعية فهي ثابتة لا تتغير أبدا والفعل الشاذ هو فعل لا قاعدة له ويكون غالباً مخالفاً لقاعدة عامة ويعتبر حدث غير طبيعياً والشاذ لا حكم له فهو غير صالح للاستدلال به في كثير من الأفكار والآراء الهامة .. !!

إن الأفعال أو الأحداث الشاذة تحدث ولا أحد يستطيع التنبؤ بها قبل حدوثها لأن الإنسان لا يستطيع أن يتنبأ بشيء من هذه الأفعال ولكنه ربما يخمن وقد يحدث وقد لا يحدث ، فهنا مثال لتوضيح قرأته في احد الصحف المحلية أن رجلا سقط في بركة ماء ومن سوء حظه انه كان لا يجيد السباحة ولكن ماذا حدث ؟ لقد بقي هذا الرجل على قيد الحياة قرابة العشر دقائق حياُ وتم إنقاذه بالصدفة
من احد المارين بالقرب من البركة ؟ علماً بأن الماء يقتل من لا يجيد السباحة من بني الإنسان وغيرهم ، فهنا يمكننا القول بأن نجاة هذا الرجل حدث شاذ لا قاعدة له ، وبالمقابل لا يجوز لنا أن نقول بأن الرجل الذي لا يجيد السباحة يستطيع البقاء في الماء عشر دقائق ويبقى حياً بدلالة هذا الحدث ، لأن القاعدة العامة تقول بأن الماء يقتل من لا يجيد السباحة إذا ليس من الصحيح معارضة هذه القاعدة العامة بنجاة هذا الرجل وإن فعلنا نكون قد هدمنا قاعدة عامة بفعل شاذ لا قاعدة له ..
إن هذا الخلل الكبير في فهم الأمور و ووزنها بالطريقة الصحيحة يقود إلى ما لا تحمد عقباه ، فبعض البائسين يستخدمون هذا الخطأ لإثبات نظرياتهم وقراراتهم الغير صحيحة عندما يصطدمون بجدار الحقيقة الذي يحول دون الوصول إلى رغباتهم الشخصية وأهدافهم الخاصة ، وهناك فئة يقودها الجهل وتدني الثقافة إلى الانجراف إلى مثل هذه الأسلوب الذي يغيب الحقائق و ويلغي فوائدة جمة
يُحرمونها بسبب هذا الجهل وهذا الأسلوب .. وهذه النظرية الفاشلة ألا وهي هدم قاعدة عامة بفعل شاذ تطبق على نطاق واسع في
الحياة لأغراض غير شرعية ولا شريفة ولا يقرها عقل ولا دين فهذا سلاح غير شريف ويبطئ من نهضة الأمم .. وعند قراءة هذه النظرية من جهة أخرى يتضح لنا الأمر جليا أن خلف هذه النظرية الفاشلة سلبيات عديدة تختبئ خلف هذا القناع تؤثر في الفرد والمجتمع بالكذب والأقاويل فيتأثر المجتمع ويصيبه الخلل فيقع الغالبية في الخطأ ..


ليس كل ما يحدث في العالم صحيحاً و ترك قاعدة عامة والذهاب الى فعل شاذ خطأ