|
الحدث واخبار المسلمين في العالم قسم يعرض آخر الاخبار المحلية والعالمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() البينة- وكالات
دار أخيراً، ولا يزال، جدل سياسي وفكري حول انتصار حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وقبلها فوز الإخوان المسلمين بنحو 25 % من المقاعد في الانتخابات البرلمانية في مصر، على رغم التضييق الشديد عليهم، وعلى رغم ان لدى الحزب الحاكم من الامكانات (ادوات الدولة) ما يفوق ما لدى الاخوان؟... ويعزو محللون هذه النجاحات الى القدرات التنظيمية التي يتمتع بها الاخوان، فيما يرى آخرون ان بساطة الرسالة السياسية التي وجهوها الى الناخب المصري (الاسلام هو الحل) هي السبب المباشر لهذا الفوز. وذهب بعضهم الى ان افلاس البرنامج السياسي والاقتصادي للنظام العربي يساهم في دفع المواطن العربي البسيط للتوجه إلى الجماعات الاسلامية بحثاً عن مخرج من هذا الانسداد في الافق السياسي والاقتصادي، فيما يرى بعض آخر ان السبب يكمن في تغلغل الاسلاميين في المنابر والمدارس وادوات الإعلام وسيطرتهم عليها في الأعوام الثلاثين الاخيرة. المحاضرات لم تعد السبيل الوحيد لنشر رسالة الجماعات الاسلامية كان الاعتقاد الشائع ان الضجيج السياسي والحزبي والإعلامي والدعوي للجماعات الاسلامية هو سبب النجاحات التي حققتها. لكن ما لم ينتبه اليه كثير من السياسيين والمحللين ان هناك سبباً مستتراً يقف وراء اكتساح الجماعات الاسلامية الساحة السياسية والتأثير في الرأي العام، بل وفي تشكل توجهاته السياسية والاجتماعية، يكمن في نفوذ الحركات الاسلامية في البناء الاجتماعي، وقدرتها على التمدد في بنية المجتمع ومفاصله ومراكزه العصبية، عبر البوابة العريضة للعمل الاجتماعي والخيري والتطوعي، وحسن استغلال الجماعات الاسلامية لأدواته: تحفيزاً وتجنيداً وتنظيماً وتطوعاً وتمويلاً، وبأداء رائع منظم يتسم بالانضباط والمتابعة والنفس الطويل وعدم الملل أو الكلل، كما يتسم بالابتكار والإبداع وجودة الاخراج، والعرض بأسلوب شائق وجذاب لقطاع واسع من شرائح المجتمع، خصوصاً بين الشباب والفئات المحتاجة، وفوق كل ذلك ما يظهره المنتمون الى الجماعات الاسلامية من نظافة يد ونزاهة في التعاملات وطهورية في المظهر والتصرفات، ما مكنهم من الوصول الى ما وصلوا اليه في عدد من الدول. وهناك نماذج عصرية تقدم مقاربة حقيقية للطريقة التي تتشكل بها "الامبراطوريات الاجتماعية" للحركات الاسلامية، في كل من مصر والاردن وفلسطين، حيث اصبحت الجماعات الاسلامية قوى مؤثرة وضاغطة على سياسات الحكومات في تلك الدول، أو وصلت الى سدة الحكم كما هي الحال مع حماس. وقد نجح المحامي منتصر الزيات في رسم صورة من الداخل لكيفية تمكن الجماعات الاسلامية من التغلغل في المجتمع المصري، عبر بوابة العمل الاجتماعي التطوعي الخيري، ويشكل كتابه "الجماعات الاسلامية... رؤية من الداخل" منجما للباحث في الجماعات الاسلامية واساليبها المبتكرة للتأثير في المجتمع، اذ يشرح القدرات التواصلية الهائلة التي تتوافر لهذه الجماعات للتواصل مع بسطاء الناس، واساليبها في جمع التبرعات وتقديم المساعدات للفقراء، وإنشاء محال البيع المخفضة وتقديم البازارات الاجتماعية للبضائع الاساسية التي تحتاجها الاسر الفقيرة، واعطاء دروس مجانية لابناء الفقراء، وكل ذلك في منظومة متكاملة توضح كيف تمكنت تلك الجماعات من السيطرة على النشاط الاجتماعي في المجتمع المصري. كما يقدم بسام بدارين قراءة مفصلة في امبراطورية النفوذ الاجتماعي للحركة الاسلامية في الاردن، وكيف تمكنت هذه الجماعات من ادارة ألف مسجد، وتعاملت باستثمارات تجاوزت مئات الملايين من الدينارات الاردنية، والاشراف المباشر او المستتر على 500 جمعية خيرية في البلاد. ويقدم الكاتب صورة دقيقة لتغلغل الجماعات الاسلامية في النسيج الاجتماعي الاردني، ويعطي مثلا كيف عينت المجالس البلدية الاسلامية مراقبين حكوميين على المحال التجارية يجرون - باحترام شديد - تفتيشهم الصحي ويتأكدون من سلامة البضائع من دون ان يطلبوا شيئاًَ من الباعة ولا يحررون المخالفات بقصد الحصول على رشوة، فيما كان المراقب البلدي في السابق ينغص على هؤلاء الباعة البسطاء حياتهم، اذ يضطرون الى إعطائه كميات من بضائعهم تجنباً لتحرير المخالفات بحقهم. من حفلة زواج جماعي في الأردن وتبني الجماعات الاسلامية بصمت "امبراطورية الإعجاب الشعبية" عبر اقامة شبكة واسعة للرعاية الاجتماعية من خلال جمعيات ولجان خيرية في البلاد. فالناشطون الاجتماعيون من هذه الجماعات على تماس مباشر بالسواد الاعظم من الناس، وبغالبية الفقراء، ويعرفهم الناس اكثر من الساسة وموظفي الدولة، واكثر من منظري السياسة ورواد الصالونات الادبية والاجتماعية والسياسية. والمفارقة ان الجماعات الاسلامية تتقصد- باحتراف- عدم تسليط الاضواء على نشاطاتها الاجتماعية الممتدة في المجتمع، والتي تنافس فيها- وبجدارة- المؤسسات الاجتماعية للدولة. فهذه النشاطات تنظم من دون ضجيج، بل ان بعضهم يعتقد ان هذه الجماعات نجحت في التمويه على نشاطاتها الاجتماعية والخيرية عبر تسليط الاضواء بين حين وآخر على نشاطاتها ذات الطابع السياسي التي انشغلت بها الصحافة والحكومة، فيما تجري ترتيبات اكثر عمقاً على المستوى الجماهيري والاجتماعي والخيري لبناء امبراطوريتها وتوسيع نفوذها. ووفقاً للكاتب، مولت الجماعات الاسلامية بناء زهاء الف مسجد من بين 2500 مسجد مرخصة من وزارة الاوقاف الاردنية، معظمها بتبرعات اهلية شاركت فيها الجماعات الاسلامية. كما تسيطر اللجان التنظيمية لهذه الجماعات على نشاطات الوعظ والارشاد، وعلى جمعيات تحفيظ القرآن، وعلى الخطابة في معظم المساجد. وتدير الجماعات . الإسلامية، بنفسها وبكفاءة عالية، استثماراتها التجارية وإمبراطوريتها المالية مستخدمة التعاملات الشرعية التي تقدمها بنوك اسلامية. وتدير العمل الاجتماعي والخيري الإسلامية جمعية خيرية عملاقة تقدر أصولها المالية وعملياتها الاستثمارية بـ 100 مليون دينار أردني (150 مليون دولار). وتدير هذا الجمعية الخيرية أعمالها على أسس تجارية واستثمارية بحتة، وتنفق على نشاطاتها من عوائد استثمارات ضخمة في المجالات الصحية والتعليمية، وتوفر التعليم لعشرات الآلاف من التلاميذ المتفوقين من أبناء الطبقة الفقيرة والمحتاجة. وتدير نشاطات اجتماعية وخيرية خاصة في مجال كفالة الأيتام، وفي شؤون الزواج وتنظم حفلات زواج جماعي. يتضح من استعراض تجربة الجماعات الإسلامية في مصر والأردن وفلسطين مدى تأثيرها في المشهد السياسي وقدراتها على التغلغل في بنية المجتمعات العربية والإسلامية، ليس بالضرورة عبر البوابة السياسية عن طريق الانتخابات، أو عبر البوابة الثقافية من خلال الكتاب والمحاضرات، أو عبر البوابة الإعلامية من خلال الصحيفة والبرنامج الإذاعي أو التلفازي، أو عبر البوابة الدعوية من خلال المسجدر، أو البوابة التعليمية عبر المناهج والمعلمين. وانما عبر التغلغل العميق في المجتمع لتحقيق أهداف اجندتها بهدوء بعيداً من الضجيج. مع ذلك قد يكون لها التاثير الأبلغ والتغلغل الأعمق والتمدد الأوسع في شرايين المجتمع والوصول الى شرائح مختلفة من المواطنين بخاصة فئات الشباب، وهو ما يجب ان يفطن إليه الساسة ويعملوا على التعاطي معه بحذر واحتواء والعمل على إيجاد بديل موثوق به عبر تشجيع جماعات أخرى، بخاصة جمعيات المجتمع المدني التي تفتقر إلى وجودها وفاعليتها غالبية المجتمعات العربية والإسلامية م ن ق و ل
__________________
![]() ![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ما امر حديث الثلاثة وسبعون فرقة؟ وايهما الفرقة الناجية؟وهل الجماعات ظاهرة صحية؟ | ابو ايمان | ملتقى الفتاوى الشرعية | 7 | 31-07-2008 09:17 AM |
{{لبؤة تتبنى ظبيا ...}} | الــخــنــســاء | ملتقى غرائب وعجائب العالم | 18 | 12-12-2007 01:29 PM |
أناشيد جمعية الاصلاح الاجتماعي | عبد الحكيم | اطلب انشودتك المفضلة | 1 | 26-12-2005 04:19 PM |
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |