العقيدة وأثرها في تسلط الشيطان .

[نورها]

العقيدة وأثرها في تسلط الشيطان

بسم الله الرحمن الرحيم

أود التطرق إلى نقطة مهمة جداً أراها المفتاح الأساس لكل المشاكل التي نعاني منها، سواء في صحتنا أو مرضنا، أو في معاملاتنا مع بعضنا البعض أو علاقتنا مع خالقنا ومع ديننا الذي ارتضاه الله لنا.

تلك هي مسألة العقيدة ودورها في تغيير حالنا، وتأثيرها القوي في عملية العلاج التي يبتغيها كل واحد منا في هذه الحياة.

لقد كانت مكة قبل البعثة تعج بالشياطين وكانت هذه الأخيرة تُعبد من دون الله، ولكن بعد قدوم الرسول صلى الله عليه وسلم، حارب الشيطان في النفوس وأخرجه منها ليملأها بحب الله وطاعته وتقواه.

ظل النبي صلى الله عليه وسلم يبني العقيدة في نفوس أصحابه لمدة ثلاثة عشر عاماً، ليعرفهم بحقيقة خالقهم، فالله هو الذي ينبغي أن يُعبد ويطاع في هذه الأرض، حتى إذا جاءت أوامره ونواهيه وجدت الآذان الصاغية والأيدي العاملة لتنفيذ هذه الأوامر والانتهاء عن تلك النواهي، ومن ثم تحقيق العبادة كاملة كما أراد الله لعباده {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.

لأن العقيدة الإسلامية حينما تملأ قلب المؤمن ، تحدد سلوكه وتضبطه بضوابط شرعية لعلاج كل علاقات الإنسان سواء مع خالقه أو مع نفسه أو مع محيطه الذي يعيش فيه.

لقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم حقيقة الشيطان، حيث وضح لنا أنه عدو للإنسان، دوره هو صرف هذا الأخير عن هذه العبادة ويكون ذلك بتحريف عقيدته وتشويهها في عقولهم وعبر سلوكياتهم.

كيف يكون هذا التشويه ؟ يكون بتغيير خلق الله ، ويكون بالوسوسة لهم ، ويكون بغوايتهم وتزيين المعاصي لهم، ويكون بإيقاعهم في الشرك الأصغر مثل الرياء وارتكاب الكبائر وإغراقهم في ملذات الدنيا وتحبيب المحرمات لهم وتنفيرهم عن الطاعات والواجبات.

ويكون أيضاً بتسلطه على الصالحين والوقوف لهم في طريق الدعوة والحسبة، حيث شوه عقيدة العلماء والدعاة ، وصرفهم عن مهماتهم الحقيقية وأغرقهم في الاهتمام بالمصالح المادية وابتغاء الشهرة وحب الظهور والتقرب إلى السلاطين.

وفي ميدان العلاج الشرعي تسلط الشيطان على بعض العلماء والكثير من الذين يدعون أنفسهم بالمعالجين الشرعيين، حيث دخل عليهم من باب تعجيل حصول العلاج ورفع المرض والبلاء عن المريض ، فلجأوا إلى أساليب شيطانية في مناهج علاجهم، فأجاز البعض منهم اللجوء إلى السحر لفك السحر، أو إلى طرق صوفية مبتدعة وإلى الاستعانة بالجن لحصول العلاج وطرق أخرى كلها بعيدة عن المنهج الشرعي الأصيل يطول سردها في هذا المقام.

هذا بالإٌضافة إلى تأثير الشيطان على إخلاص أغلب المعالجين والعلماء فصار هدفهم هو الشهرة وحب الظهور وجمع أموال الناس بدل استعمال العلاج الشرعي كوسيلة للدعوة وابتغاء وجه الله.

فانتشرت المحرمات من ربا وزنا وظلم ومنع للزكاة ، فرُفع بعدها العلم عن هذه الأمة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث : " إن الله لا ينزع العلم انتزاعاً من الصدور ولكن ينتزعه بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا".

فانتشر الجهل بالعلم الشرعي الحقيقي وانتشرت الدعوات المنحرفة بدلاً منه،فعادت الجاهلية كما بدأت قبل البعثة، وعاد الناس يعبدون الشياطين والآلهة المتعددة مثل حب الدنيا والنساء والمناصب من دون الله، وتسلط الشيطان على العباد وصار هو الذي يوجههم في حياتهم، ففرض عليهم العادات الجاهلية وصار يلتزم بها الناس ويتركون أوامر الله ونواهيه وراء ظهورهم ، وذلك في أفراحهم وأقراحهم على حد سواء، حتى انقلبت الآية الكريمة التي تعتبر شعاراً للإيمان الخالص {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له} ، انقلبت بدلاً منها للشيطان والهوى والعياذ بالله.

وبهذا تزعزعت العقيدة الإسلامية الصحيحة في النفوس وضعف الإيمان من القلوب فأصبحت العقيدة مجرد أفكار ومجموعة آراء لا تصل إلى النفس ولا توجه التوجيه الصحيح ولا تأثر في سلوك المسلم، ولا تعدل غرائزه ولا تنظم معاملاته مع الناس ومع خالقه، فانحرف المسلمون عن المنهج الرباني، وانحرف سلوكهم عن الصورة الإسلامية الصحيحة فتميعت الشخصية المسلمة وصارت شخصية جبانة يائسة، تحب النوم والكسل والراحة.

وانطلاقاً من هذه الصورة المخزية التي وصلت إليها الأمة، يتضح لنا أن اغلب ما يصيب الانسان من أمراض إنما بسبب تسلط الشيطان على جسده وعقله.

فينبغي أن نعلم أن الشيطان يتسلط على الإنسان إما عن طريق المعصية أو الغفلة أو العين أو المس أو السحر. فهذه الثغرات كلها موجودة ومنتشرة في مجتمعاتنا، فالناس غافلون وغارقون في المعاصي من رؤوسهم وحتى إخمص أقدامهم.

وفُتحت بينهم معارك سببها الحسد والانتقام وحب السيطرة، سلاحها الأساسي الذي يُستعمل فيها هو السحر بوحي من الشيطان وبتنفيذ جيوش من السحرة بدل اللجوء إلى شرع الله وإلى العلماء لفصل هذه النزاعات والخصومات.

ويتساوى في هذا العاميون ورجال السلطة وحتى العلماء فيما بينهم نراهم يتصارعون ويتباغضون من أجل الفوز برضا أصحاب القرار بدل السعي إلى إرضاء الله وحده ونشر منهجه في الأرض.

فعلينا أن نركز في عملية العلاج على تصحيح العقيدة وتثبيتها في النفوس، حتى نسيطر على الشيطان بدلاً من أن يسيطر علينا، ونوقف سمومه التي ينفثها ويبثها في أجسادنا وعقولنا.

ونحقق بذلك قول الله تعالى {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان}

[الريحان]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورها

[SIZE=4]

العقيدة وأثرها في تسلط الشيطان

[/Fوانطلاقاً من هذه الصورة المخزية التي وصلت إليها الأمة، يتضح لنا أن اغلب ما يصيب الانسان من أمراض إنما بسبب تسلط الشيطان على جسده وعقله.

فينبغي أن نعلم أن الشيطان يتسلط على الإنسان إما عن طريق المعصية أو الغفلة أو العين أو المس أو السحر. فهذه الثغرات كلها موجودة ومنتشرة في مجتمعاتنا، فالناس غافلون وغارقون في المعاصي من رؤوسهم وحتى إخمص أقدامهم.

وفُتحت بينهم معارك سببها الحسد والانتقام وحب السيطرة، سلاحها الأساسي الذي يُستعمل فيها هو السحر بوحي من الشيطان وبتنفيذ جيوش من السحرة بدل اللجوء إلى شرع الله وإلى العلماء لفصل هذه النزاعات والخصومات.

بارك الله فيك أختي الفاضلة نورها فقد وقفت على نقاط مهمة جداً غفلنا عنها كثيراً ووقع أغلبنا في شراك

الشيطان ونحسب أننا سالمون وفي مأمن من هذا الكيد الشيطاني.

[نورها]

بسم الله الرحمن الرحيم

نعم أخي الفاضل العقيدة هي الأساس وهي السلاح الأهم في

معركتنا مع الشيطان ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

بارك الله فيك على مرورك وتعليقك الطيب.

[rose3000]

جزاك الله كل خير أختي نورها على هذا الموضوع الهام جداااااا

[نورها]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rose3000

جزاك الله كل خير أختي نورها على هذا الموضوع الهام جداااااا

وخيراً جزاك أختي الكريمة وجعلنا من عباده الصالحين.