القمة... واعتصموا بحبل الله جميعا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14853 - عددالزوار : 1086288 )           »          بيع العربون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          أحكام من أدرك وقت الصلاة فلم يصل ثم زال تكليفه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          بيع حبل الحبلة والمضامين والملاقيح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          لماذا أحب رسول الله؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          علة حديث: ((من غسل واغتسل يوم الجمعة وبكر وابتكر، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الحديث العاشر: صلة الرحم تزيد في العمر والرزق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبال في الجحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          رفع الارتياب في بيان أحكام إجازة القراءة والسماع عن بعد ومن وراء حجاب لأحمد آل إبراهي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 483 - عددالزوار : 174624 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 12-10-2025, 11:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,449
الدولة : Egypt
افتراضي القمة... واعتصموا بحبل الله جميعا

القمة... واعتصموا بحبل الله جميعًا

يحيى سليمان العقيلي

معاشر المؤمنين:
لله تعالى سنن كونية لا تتبدل ولا تتحوَّل، سنن حاكمة ونافذة على البشر جميعًا، جعلها عز وجل من دلائل قدرته، وآيات قهره، دبَّر سبحانه بها خلقه، وبيَّنها لعباده فيما أنزل في كتابه؛ قال تعالى: ﴿ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا ﴾ [فاطر: 43].

والأمة التي تفقه هذه السنن، فتؤمن بها وتتعامل مع أسبابها ومقتضياتها، لتنال نتائجها الموعودة؛ هي الأمة الحكيمة التي تكون عاقبتَها النصرُ والسُّؤدد والتمكين.

أما من خالف هذه السنن وعارضها، ولم يعمل بمقتضاها، فلن يكون مآله إلا الهزيمة والخسران، والذل والهوان؛ ﴿ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا ﴾ [فاطر: 43].

سنن الله تعالى تشمل جوانبَ الحياة جميعًا: الرزق والنصر والتمكين، وعاقبة الظلم والإفساد، وغيرها من السنن، دعا ربنا جل وعلا عباده للنظر والتدبر في أحوال الأمم التي حاقت بها تلك السنن؛ قال تعالى: ﴿ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾ [آل عمران: 137].

فسُنَّة النصر لها شروط وأسباب، إذا توافرت تحقق النصر وتنزَّل؛ قال تعالى: ﴿ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [محمد: 7].

ومن مقتضيات سُنَّة النصر الابتلاء والتمحيص: ﴿ ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ ﴾ [محمد: 4]، ومن شروط سنة النصر طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، والوحدة وعدم التنازع؛ قال تعالى: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 46].

وسنة الله في أخذ الظالمين وإهلاكهم؛ قال فيها تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا ﴾ [يونس: 13].

ويسبق هذه السُّنة الإملاء والاستدراج؛ قال تعالى: ﴿ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ﴾ [الأعراف: 182، 183].

وهناك سنة الاستبدال: يذهب الله بقومٍ إذا تولَّوا عن أمر الله وشرعه، ويأتي بآخرين؛ قال تعالى: ﴿ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ﴾ [محمد: 38].

وسنة التمييز والتمحيص: كتبها ربنا جل وعلا على المؤمنين؛ فقال تعالى: ﴿ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ﴾ [آل عمران: 179].

معاشر المؤمنين، ومن الأمثلة الشاهدة على سنة النصر والتمكين، كيف تحققت للأمة بعد أن أخذت بأسبابها ومتطلباتها، استجابةً لِما أمر الله تعالى به، وبيَّنه صلى الله عليه وسلم؛ بقوله: ((إذا تبايعتم بالعِينَة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلَّط الله عليكم ذُلًّا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم))؛ [صحيح أبي داود].

مثال يحاكي حال الأمة اليوم في مواجهتها لأعدائها:
في عهد ملوك الطوائف في الأندلس، الذي ظهر بعد قرون ثلاثة من العزة والقوة والحضارة خلال عهد الخلافة الأموية في الأندلس، اثنتان وعشرون دولة مسلمة، لكل دولة ملك ولها عَلَم وعملة، تفرقت بهم الأمة أشتاتًا وفِرقًا وأحزابًا، ليس هذا فقط، بل أقام بعضهم معاهداتِ سلام واستسلام مع النصارى، الذين أخذوا يُعِدون العُدة لحرب أسمَوها "حرب الاسترداد"؛ لطرد المسلمين من الأندلس، ولم يكتفِ أولئك الملوك بتلك المعاهدات، بل تواطأ بعضهم مع النصارى ضد إخوانهم المسلمين، فحاقت بهم سُنة الهزيمة والذل، والضعف والهوان؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [المائدة: 51].

وكانت الشرارة الأولى لعاقبة ذلك التفرق سقوط طليطلة بيد النصارى، والتي كان لسقوطها دويٌّ هائل في العالم الإسلامي أجمع، هذا الدوي هزَّ قلوب علماء الأندلس الذين تجمَّعوا وقاموا بواجب النصح لأولئك الملوك، فما استجاب لهم إلا القلة، وعندها لم يجدوا بدًّا من السفر إلى بلاد المغرب؛ ليستنجدوا بدولة المرابطين التي أُسِّست على تقوى من الله ورضوان، وعلى يد عالم جليل هو عبدالله بن ياسين، أسسها على العلم والإيمان والقوة، فوحَّدت بلاد المغرب الأقصى، وانضوت تحتها لوائها القبائل، انتقل علماء الأندلس لقائدها يوسف بن تاشفين، الذي تولى قيادتها بعد استشهاد عالمها ومؤسسها الأول، يستنصرونه ويطلبون منه القدوم مع جيشه ليُوقِف الهجوم النصراني، فاستجاب رحمه الله وانتقل بجيشه للأندلس، واستقبله ملوك الطوائف الذين أيقنوا بالهزيمة، إلا أن يتحدوا تحت راية المرابطين.

وعندما علم ألفونسو قائد النصارى بقدوم ابن تاشفين، أرسل له رسالةً مِلؤها التكبر والغطرسة والغرور، يهدِّده ويتوعده ويسخر منه ومن جيشه، كما يفعل هذا النتن الصهيوني الغادر اليوم مع العرب والمسلمين، فما كان من ابن تاشفين إلا أن قلب الرسالة وكتب عليها: "الجواب ما تراه لا ما تسمعه".

وهذا الرد الصارم هو نفسه ما ردَّ به هارون الرشيد قبل قرون على نقفور ملك الروم، قرأ عليه كتابه يتوعد فيه ويهدد، فكتب على ظهره: "بسم الله الرحمن الرحيم، من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم، قد قرأت كتابك يا بن الكافرة، والجواب ما تراه دون ما تسمعه، والسلام"، ثم سار من يومه حتى نزل على هرقلة ففتح وغنم وأحرق، ونفس الرد كتبه قائد الموحدين المنصور ردًّا على كتاب ألفونسو الحفيد بعد قرن من الزمان، فكتب على ظهر الكتاب: "الجواب ما تراه لا ما تسمعه"، وانتصر على النصارى نصرًا ساحقًا في معركة "الأرك".

وهذا ما ينبغي أن تكون عليه ردود قادة المسلمين مع هؤلاء، فإن الله تعالى كتب عليهم الذِّلة والمسكنة، وباؤوا بغضب من الله.

معاشر المؤمنين، واتحدت صفوف المسلمين جميعًا أهل الأندلس والمرابطين؛ كما أمر ربنا جل وعلا: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103]، ولجأ الجميع إلى الله بقلوب صادقة؛ نصرةً لدين الله ولعباده، والتقى الجيشان في وادي الزَّلَّاقة عام 479 هجرية، جيشُ النصارى واحتشدت له جيوش عدة من أوروبا، مائة وثمانون ألف فارسٍ وراجلٍ، في مقابل ستة وأربعين ألف مجاهدٍ عدة جيش المسلمين، وبدأت المعركة وكادت كفة النصارى أن تتغلب، ولكن الثبات والصبر من المسلمين قادهم للنصر؛ كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الأنفال: 45].

وقام ابن تاشفين بحركة التفاف على معسكر النصارى، فأوقع فيهم قتلًا وجرحًا وأسرًا، حتى أُصيب قائدهم ولم ينجُ إلا خمسمائة من جيشه، وحملوه جريحًا كسيرًا ذليلًا، ونصر الله جنده، وصدق وعده، وهزم الأحزاب وحده، وكان نصرًا مشهودًا أمدَّ في عمر المسلمين في الأندلس أربعة قرون أخرى، وتورَّع ابن تاشفين عن أخذ الغنائم وتركها للأندلسيين، وأمرهم بالوحدة وترك الفرقة، والاعتصام بحبل الله جميعًا وعاد إلى المغرب.

هكذا هي سُنة الله تعالى في النصر والتمكين، نسأل الله تعالى أن ينصر عباده ويمكِّن لدينه وأوليائه، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
معاشر المؤمنين، اجتمع قادة الأمتين العربية والإسلامية هذا الأسبوع في قطر، نصرةً لها على الهجوم الغادر والغاشم عليها من الصهاينة، ونصرة لغزة وفلسطين، وقد كانت استجابةً محمودة مشهودة، وفزعةً مستحقة، بعد أن تمادى الصهاينة في التعدي والغطرسة، مما أوجب على الأمة أن تتحد كلمتها وتتراصَّ صفوفها، لتحقِّق آمال شعوبها بالأخذ بزمام المبادرة، والتصدي لهذا العدوان الآثم على قطر وغزة والضفة الغربية، بما يتطلبه ذلك من إعداد القوة والوحدة، واستعادة العزة والكرامة لهذه الأمة، وطريقها واضح معلوم وأكيد: ﴿ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [آل عمران: 160].

الدعاء....




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 69.30 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 67.58 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.48%)]