الإحسان للوالدين: فضائل وغنائم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14853 - عددالزوار : 1086098 )           »          بيع العربون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أحكام من أدرك وقت الصلاة فلم يصل ثم زال تكليفه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          بيع حبل الحبلة والمضامين والملاقيح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          لماذا أحب رسول الله؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          علة حديث: ((من غسل واغتسل يوم الجمعة وبكر وابتكر، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الحديث العاشر: صلة الرحم تزيد في العمر والرزق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبال في الجحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          رفع الارتياب في بيان أحكام إجازة القراءة والسماع عن بعد ومن وراء حجاب لأحمد آل إبراهي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 483 - عددالزوار : 174589 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-10-2025, 10:56 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,449
الدولة : Egypt
افتراضي الإحسان للوالدين: فضائل وغنائم

الإحسان للوالدين فضائل وغنائم

عبدالعزيز أبو يوسف

الخطبة الأولى
الْحَمْدُ لِلَّهِ الذي خلق فسوَّى، وقدَّر فهدى، أحمده حمدًا كثيرًا طيبًا كما يُحب ربُّنا ويرضى، وأُصلي وأُسلم على خير البرية، وأزكى البشرية، صاحب الحوض المورود، والمقام المحمود نبينا محمد وعلى آله وصحبه، ومَن تبِعهم بإحسان إلى يوم النشور، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء: 1]؛ أما بعد:
فعباد الله، من هدايات السنة النبوية ولطائفها: ما رواه الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ الرُّبَيِّعَ عَمَّتَهُ كَسَرَتْ ثَنِيَّةَ جَارِيَةٍ، فَطَلَبُوا إلَيْهَا العَفْوَ فأبَوْا، فَعَرَضُوا الأرْشَ فأبَوْا، فأتَوْا رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَبَوْا إلَّا القِصَاصَ، فأمَرَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالقِصَاصِ، فَقالَ أنَسُ بنُ النَّضْرِ: يا رَسولَ اللَّهِ، أتُكْسَرُ ثَنِيَّةُ الرُّبَيِّعِ؟ لا والذي بَعَثَكَ بالحَقِّ لا تُكْسَرُ ثَنِيَّتُهَا، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا أنَسُ، كِتَابُ اللَّهِ القِصَاصُ، فَرَضِيَ القَوْمُ فَعَفَوْا، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ مِن عِبَادِ اللَّهِ مَن لو أقْسَمَ علَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ".

وروى الإمام مسلم رحمه الله في صحيحة أن عمر بن الخطابِ رضي اللهِ عنه كان إذا أتَتْ عليهِ أمدادُ أهلِ اليمنِ سألَهمْ: أفيكُمْ أُويسُ بِنُ عامرٍ؟ حتى أتى عليهِ أُويسٌ، فقال: أنتَ أويسُ بنُ عامرٍ مِنْ مُرادٍ ثمَّ مِنْ قرنٍ؟ قال: نعمْ، قال: كان بِكَ برصٌ فبَرئتَ مِنهُ إلا موضعَ درهمٍ؟ قال: نعم، قال: لك والده؟ قال: نعم، قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: يأتي عليكَ أويسُ بنُ عامرٍ معَ أمدادِ أهلِ اليمنِ مِنْ مرادٍ ثمَّ مِنْ قرنٍ، كان بهِ برصٌ فبرِأَ منهُ إلا موضعَ درهمٍ، لهُ والدةٌ هوَ بِها برٌّ، لوْ أقسمَ على اللهِ تباركَ وتعالى لأبرَّهُ، فإنِ استطعتَ أنْ يستغفرَ لكَ فافعلْ، فاستغفر لي، فاستغفَر له، فقال له عمر رضي الله عنه: أينَ تريدُ؟ قال: الكوفةَ، قال: ألا أكتبُ لكَ إلى عاملِها أستَوصي فيكَ؟ قال: لا، لأنْ أكونَ في غُبَّرِ الناسِ أحبُّ إليَّ".

قال الإمام النووي رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم: "لو أقسم على الله لأبرَّه"؛ أي: لو حلَف على وقوع شَيْءٍ أَوْقَعَهُ اللَّهُ إِكْرَامًا لَهُ بِإِجَابَةِ سُؤَالِهِ وَصِيَانَتِهِ مِنَ الْحِنْثِ فِي يَمِينِهِ، وَهَذَا لِعِظَمِ مَنْزِلَتِهِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى".

أيها المسلمون، بلوغ العبد منزلة مَن لو أقسم على لله لأبره غايةُ كلِّ مؤمنٍ، ومنتهى أمله ومُناه، فما أجملها من مكانه، وما أعظَمه من نُزل! وإن الغايات والمطالبات بأسبابها، فتقوى الله تعالى وخشيته والإنابة إليه، والإخبات له - أعظمُ سبيلٍ لنيل ولاية الله تعالى القائل: ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾ [يونس: 62، 63]، فمن حقَّق التقوى وأناب لربه جل وعلا، فإنه حريٌّ بهذا الفضل والعطاء من الكبير المتعال.

وإن من أسباب نيْل هذه المكانة، وتحقيق هذا الفضل الكبير والعطاء العظيم، بأن يكون العبد ممن لو أقسم على الله سبحانه لأبرَّه - عبادة عظيمة وطاعة لها منزلة سامية بين الطاعات والقُرب، وقد لا يُتنبه لها، ولا يُلتفَت إليها أو يُغفَل عنها، وقد يَزهَد فيها بعضُ العباد أو يقلِّل من أثرها، وهي عظيمة عند الله عز وجل، وقدذكرها النبي صلى الله عليه في صفة أويس القرني رحمه الله حين قال: "له والدةٌ هو بها بَرٌّ"، فبر الوالدين والإحسان إليهما، وبذل الجهد لتحقيق رضا الله تعالى برضاهما - عبادة عظيمة، وسبيل لنيل المنزلة الكبرى عند المولى جل وعلا، وإن من ثمارها العاجلة إبرار القسم، برضا الله تعالى عند العبد؛ يقول النبي عليه الصلاة والسلام: "رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين"؛ رواه الترمذي.

أيها الفضلاء، مَقام البر بالوالدين كبيرٌ، وعظيمٌ في دين الإسلام، عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: "قلت: يا رسول الله، أي العمل أحبُّ إلى الله؟ فقال: الصلاة لوقتها، قال: قلت: ثم أي، فقال صلى الله عليه وسلم: بر الوالدين"؛ رواه البخاري.

والآيات والأحاديث الدالة على وجوب البر وفضله كثيرة، والموفَّق من عباد الله تعالى من استغل هذا الفضل الكبير والعبادة المباركة ببقاء والديه أو أحدهما على قيد الحياة بالبر بهما غايةَ البر وأحسنَه، بعد تحقيق الإيمان بالله تعالى والسعي لنيل رضاه؛ قال صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئتَ فأضِع ذلك الباب أو احفَظه"؛ رواه الإمام أحمد.

أيها المباركون، البار بوالديه ماله لهما مبذولٌ، ووقته بهما مشغولٌ، ينتقي لهما أطيبَ الأقوال، ويصطفي لهما أشرفَ الأفعال، ويُقبِل عليهما بقلبه وجوارحه، ويَلين لهما جانبه، يتحاشى من الأخبار ما يؤذيهما، ويتجنَّب من الشكوى ما يؤلِمهما، وينتقي من الحديث لهما ما يؤنِسهما، ويَصبِر على ما قد يلاقيه منهما من شدة أو جفاء، أو حاجة لعناية خاصةٍ لمرضٍ أو كِبرٍ، ويُبادر لقضاء وسدِّ ما يحتاجان قبل السؤال منهما والطلب، وكل ابن وبنت أعلم بما يُدخِل السرور على والديه، وأعلم بما يُلحق بهما الهم والحزن.

وأما المحروم من عباد الله والمخذول - نسأل الله السلامة والعافية - فمَن استحوذ عليه الشيطان حتى أبلغه بالجفاء لوالديه وعقوقهما مُنتهاه، لم يَرعَ حقَّ الله تعالى وطاعته فيهما، ولم يَشكُر حُسنَ صَنيعهما وبذْلهما له زمنَ صِغَرِه، ولم يتزوَّد ببرِّهما لآخرته، لم يَستجب لنداء الفطرة بردِّ الجميل والرحمة لهما بعد هجْره الاستجابةَ لنداء الشريعة، قد خاب وخسِر، ورَغِمَ أنفُه إن لم يتدارك برَّهما والإحسان إليهما، وطلبَ العفو منهما عما بدَر منه من عقوق قبل رَحيله من هذه الدار الفانية أو رحيلهما!

العقوق عباد الله شؤمُه عظيم وذنبُه كبير؛ قال صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا ينظُر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، ومدمن الخمر، والمنَّان"؛ رواه النسائي، وقال صلى الله عليه وسلم: "رَغِمَ أنفه، ثم رَغِمَ أنفه، ثم رَغِمَ أنفه، قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك والديه عند الكبر أحدَهما أو كليهما، ثم لم يدخل الجنة"؛ رواه مسلم، ولو لم يكن في العقوق إلا أنه من أكبر الكبائر، لكفى بذلك زاجرًا عن الوقوع فيه أو مقاربته؛ قال صلى الله عليه وسلم: "أَلا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ قُلْنا: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ، وكانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فقالَ: ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ، ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ"؛ رواه البخاري.

وإن عقوق الوالدين وإلحاق الحزن والهم بهما، من أسباب الشقاء والخِذلان وعدم التوفيق، تأملوا قول نبي الله عيسى عليه السلام في كتاب الله تعالى: ﴿ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ﴾ [مريم: 32]، فلا شقاء ولا خِذلان مع البر والإحسان إلى الوالدين، فمن كان مهديًّا موفَّقًا للبر، فليَزِد في بره وإحسانه؛ ليزداد به توفيقًا وأجرًا عظيمًا، ومن كان مقصرًا أو واقعًا في العقوق، فليُبادر للتوبة وإصلاح ما أفسَد قبل الفوات، ووقوع الحسرة والندم على التفريط والإضاعة.

اللهم أعِذنا من العقوق، وارزُقنا برَّ والدينا أحياءً وأمواتًا، وارزُقنا رضاهما بعد رضاك يا رحمن.

بارك الله لي ولكم في الكتاب والسنة، ونفَعنا بما فيهما من الآيات والحكمة، أقوُلُ ما سمعتم، وَأسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلكُم وَلسَائرِ المُسلِمينَ مِنْ كُلِ ذَنْبٍ وَخطيئةٍ، فَاستغفِرُوهُ، وتوبوا إليه إنَّهُ هَوَ الغفورُ الرَحِيمُ.

الخطبة الثانية
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
أيها المسلمون، ليس البِر بالوالدين مقتصرًا حال حياتهما فقط، بل شأنه بعد وفاتهما أو أحدهما، آكدُ وأهم وأعظم نفعًا لهما؛ أخرج الإمام أحمد وأبو داود عن مالك بن ربيعة رضي الله عنه قال: "جاء رجل من بني سُليم، فقال: يا رسول الله، هل بقي من بِر أبوي شيء أَبِرُّهما به بعد موتهما؟ قال: نعم، الصلاة عليهما - أي الدعاء لهما - والاستغفار لهما، وانفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما".

اللهم اغفِر لوالدينا وراحَمهما كما ربَّونا صغارًا، اللهم من كان منهم حيًّا فمتِّعه بالصحة والعافية، وأطِل عمره على طاعتك وعافيةٍ منك، ومن كان منهما ميتًا فأنزِل على قبره إلهنا شآبيبَ الرحمة والمغفرة، ووسِّع له في قبره، ومُدَّ له فيه مَدَّ بصره، واجعَله روضةً من رياض الجنة، وأسكِنه الفردوس الأعلى من الجنة.

عباد الله، صلُّوا وسلِّموا على مَن أمرنا المولى بالصلاة والسلام عليه، فقال عزَّ من قائل عليمًا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

الدعاء.....




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.50 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]