|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أمران من عقائد النصارى أبطلهما القرآن بسهولة ويسر وإقناع عجيب د. محمد أحمد صبري النبتيتي الأمر الأول: أن عيسى جاء مخلصًا للناس من خطية آدم: الله أكرم من أن يأخذ أحدًا بجريرة أحد؛ بل هو يتوب على من تاب وإن كفر وقتل وزنى؛ انظر إلى الآيات ﴿ فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى * ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى ﴾ [طه: 121، 122]. عصى فغوى، ثم لما تاب آدم لربِّه، ماذا حدث؟ الله اجتباه وتاب عليه وهداه بكل سهولة ويسر ورحمة. قال تعالى في القرآن العظيم: ﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ [الأنعام: 164]. قال رمضان الغانم في مقاله بين قاعدة توريث الذنب الكتابية وقاعدة العدل القرآنية: قاعدة: ﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ هي إحدى قواعد منظومة العدل القرآنية، ولعظم هذه القاعدة وجلال قدرها جاءت بنصِّها في خمس سور مختلفة من سور القرآن الكريم، فوردت في سور: الأنعام: (164)، والإسراء: (15)، وفاطر: (18)، والزمر: (7)، والنجم: (38)، قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾، وجاءت هذه القاعدة بصيغ أخرى بحيث يصعب على مقال كهذا حصرها وسردها؛ فالقرآن كله، بل الدين كله قائم على أعمدة، والقاعدة التي بين أيدينا إحدى هذه الأعمدة. ومن الصيغ الأخرى المكافئة لقاعدة: ﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾، قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ ﴾ [النساء: 111]، وقوله تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ﴾ [المدثر: 38]. وقال أيضًا: وبالنظر إلى موقع مسألة "توريث الذنب" من النصرانية نجد أنها أصل أصيل في هذه الديانة، بل هي الأصل الأول الذي قامت عليه كل معتقدات النصرانية؛ فالنصارى ادَّعوا لعيسى عليه السلام الألوهية، ثم زعموا أنه الفداء عما اقترفه آدم في حق نفسه، ومن ثم أورثه لذريته، ثم جاءت فكرة الصلب لتمثل طريقة الفداء أو الكيفية العملية التي خلَّص المسيح بها أتباعه من ذنب أبيهم الأول. فجاء في إنجيل يوحنا (3/ 16-17): "لأنه هكذا أحب الله العالم؛ حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية؛ لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليُخلص العالم". وفي إنجيل متى (26/ 28) جاء على لسان المسيح عليه السلام، وهو يتحدث عن دمه: "هذا هو دمي الذي للعهد الجديد، الذي يُسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا". الأمر الثاني: أن عيسى ابن الله؛ لأنه أتى من أنثى بلا ذكر: أتركك مع جمال هذه الآية: ﴿ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [آل عمران: 59]. قال السعدي رحمه الله: فآدم عليه السلام خلقه الله من تراب لا من أب ولا أم، فإذا كان ذلك لا يوجب لآدم ما زعمه النصارى في المسيح، فالمسيح المخلوق من أم بلا أب من باب أَوْلى وأَحْرى، فإنْ صحَّ ادِّعاء البنوَّة والإلهية في المسيح، فادِّعاؤها في آدم من باب أولى وأحرى. قال ابن عاشور: اسْتِئْنافٌ بَيانِيٌّ: بَيَّنَ بِهِ ما نَشَأ مِنَ الأوْهامِ عِنْدَ النَّصارى، عَنْ عِيسى بِأنَّهُ كَلِمَةٌ مِنَ اللَّهِ، فَضَلُّوا بِتَوَهُّمِهِمْ أنَّهُ لَيْسَ خالِصَ النّاسُوتِ. وهَذا شُرُوعٌ في إبْطالِ عَقِيدَةِ النَّصارى مِن تَأْلِيهِ عِيسى، ورَدِّ مَطاعِنِهِمْ في الإسْلامِ، وهو أقْطَعُ دَلِيلٍ بِطَرِيقِ الإلْزامِ؛ لِأنَّهم قالُوا بِإلَهِيَّةِ عِيسى مِن أجْلِ أنَّهُ خُلِقَ بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ ولَيْسَ لَهُ أبٌ، فَقالُوا: هو ابْنُ اللَّهِ، فَأراهُمُ اللَّهُ أنَّ آدَمَ أَوْلى بِأنْ يُدَّعى لَهُ ذَلِكَ، فَإذا لَمْ يَكُنْ آدَمُ إلَهًا مَعَ أنَّهُ خُلِقَ بِدُونِ أبَوَيْنِ فَعِيسى أوْلى بِالمَخْلُوقِيَّةِ مِن آدَمَ. ومَحَلُّ التَّمْثِيلِ كَوْنُ كِلَيْهِما مِن دُونِ أبٍ، ويَزِيدُ آدَمُ بِكَوْنِهِ مِن دُونِ أُمٍّ أيْضًا؛ ولِذَلِكَ احْتِيجَ إلى ذِكْرِ وجْهِ الشَّبَهِ بِقَوْلِهِ: ﴿ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ﴾ [آل عمران: 59]، الآيَةَ؛ أيْ: خَلَقَهُ دُونَ أبٍ ولا أُمٍّ بَلْ بِكَلِمَةِ "كُنْ"، مَعَ بَيانِ كَوْنِهِ أقْوى في المُشَبَّهِ بِهِ عَلى ما هو الغالِبُ. وإنَّما قالَ: ﴿ عِنْدَ اللَّهِ ﴾؛ أيْ: نِسْبَتُهُ إلى اللَّهِ لا تَزِيدُ عَلى آدَمَ في كَوْنِهِ خَلْقًا غَيْرَ مُعْتادٍ لَكم؛ لِأنَّهم جَعَلُوا خَلْقَهُ العَجِيبَ مُوجِبًا لِلْمَسِيحِ نِسْبَةً خاصَّةً عِنْدَ اللَّهِ وهي البُنُوَّةُ. هذا والحمد لله على نعمة الإسلام والقرآن.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |