|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() حقوق الزوجة على زوجها (1) د. أمير بن محمد المدري إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. وبعد: حديثنا عن الحقوق الزوجية. لماذا الحديث عن الحقوق الزوجية؟ نتكلم عن الحقوق الزوجية لأنه على قدر صلاح الأسرة يكون صلاح الفرد. نتكلم عن الحقوق الزوجية لأن ما يحدث من مشاكل وكوارث ومصائب في الأسر إنما هو نتيجة عدم علم كل من الزوج والزوجة بالحقوق والواجبات. نتكلم عن الحقوق الزوجية ونحن نرى الكثير من المسلمين من الرجال أو النساء لا يدركون هذه الحقوق، ولا يعرفون هذه الواجبات والمسؤوليات، وكل الذي يفهمونه من الحياة الزوجية أنه لقاء جنسي يقضي الإنسان وطره من زوجته، وتقضي المرأة وطرها من زوجها فقط. نتكلم عن الحقوق الزوجية لأننا نجد كثيراً من البيوت تعيش مشاكل وهموم مستعصية؛ لأنها لا تقوم على المودة والرحمة، بل تقوم على السباب والإهانة والاحتقار والشتم والتسلط والسخرية والكراهية. إن الإسلام قد وضع حقوقاً على الزوجين، وهذه الحقوق منها ما هو مشترك بين الزوجين، ومنها ما هو حق للزوج على زوجته، ومنها ما هو حق للزوجة على زوجها. وإن الزوجين إذا التزما منهج الإسلام الكامل في الحقوق الزوجية عاشا في ظلال الزوجية الوارف سعداء آمنين. لا تعكرهما أحزان المشاكل؛ ولا تقلقهما حادثات الليالي. الحياة الزوجية في نظر الإسلام شركة فيها طرفين: الزوج والزوجة، على الزوج حقوق وواجبات، وعلى الزوجة حقوق وواجبات، وقد جعل الله عز وجل الحياة الزوجية آية من الآيات الدالة عليه فقال جل من قائل: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]. هذه الشركة قائمة على عنصرين الأول: المودة، والثاني: الرحمة، وإذا لم يتوفر هذين العنصرين في الحياة الزوجية تحولت إلى حياة بهيمية، لا علاقة ولا مودة ولا رحمة ولا تقدير ولا احترام، وإنما مشاكل على مشاكل، وكل هذا نتيجة عدم علم كل من المرأة والرجل بالواجب والمسؤولية الملقاة على عاتقهما تجاه بعضهما البعض. حقوق الزوجة على زوجها إن للزوجة حقوقٌ عظيمة على الزوج لأنها أقرب الناس إليه، فهي قرينته والمطلعة على أسراره، وشريكته في فراشه، وأم أبنائه، ورفيقته في درب الحياة، فلابد أن يعرف لها حقوقها ويؤديها على أتم وجه. وإن من الناس - للأسف- من يرى أن زوجته أمَةٌ عنده أو خادمة عنده، فهي طوع أمره ورهن إشارته، ومن الرجال من يخالف زوجته ولو كانت على حق، فمعنى القوامة عنده أنه إذا قالت: شرق. قال: غرب. وإن قالت: شمال. قال: جنوب وإن قالت: نعم. قال: لا. وإن قالت: لا، قال: نعم، فيعاكسها ويخالفها في كل شيء، فإن قلت له لماذا تفعل ذلك؟ قال: لأظهر سلطتي وقدرتي، إني أنا الرجل، إني صاحب القرار، صاحب الكلمة، إنني الأول والأخير في الأسرة، سبحان الله ومن قال لك يا هذا أن هذا هو الإسلام؟ وهكذا كان محمد صلى الله عليه وسلم. استشارة الزوجة إن أجّل نعمة أنعمها الله على المسلمين هي نعمة الحرية، حُريّة الرأي وحرية الكلمة، فلا يجوز لأحد أن يمنعها مهما كان، ومتى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا. أيها الزوج: أنت صاحب القرار، لكن لابد لك من أخذ رأي الرعية، فها هو رسول الله حبيب الله في عمرة الحديبية، دخل مغضباً على زوجه أم سلمة وقال: «هلك قومك»، قالت: لماذا يا رسول الله؟ قال: «آمر فلا أطاع»، قالت: «يا رسول الله أدع بحلاق واحلق شعرك»، فما أعظم عقلها وحكمتها. أيها الرجل: أنت مسؤول عن زوجتك وستُسأل عنها يوم القيامة، فهي أمانة في عنقك، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «فاتقوا الله في النساء، فإنهن عوان عندكم» [ أخرجه مسلم في: الحج، باب: حجة النبي (1218)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما]. أي أسيرات عندكم، مسكينة زوجتك أيها الرجل، سلمها لك أبوها لتكون في حمايتك ورعايتك وإكرامك، ولا يدري أبوها ماذا تصنع بها؟ ولا تدري أمها ماذا تصنع بها؟ ولا يدري أخوها ولا أقاربها، تعذبها في البيت فلا تخبر أهلها حتى تعيش معك وحتى لا يضيع الأولاد، وتهينها وتسبها لا يدري أهلها عنها، لكن الله يعلم ويرى ويطلع على حالك وحالها. إنها أسيرة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إنهن عوان عندكم أخذتموهن بكلمة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله» [صحيح، أخرجه مسلم: كتاب الحج - باب حجة النبي، حديث (1218). ]، وكان يقول صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي»[ صحيح، سنن الترمذي ح (3895) وقال: حسن غريب صحيح، وأخرجه ابن ماجه ح (1977).]. أفضلكم عند الله منزلة من كان أفضلكم وأحسنكم عند أهله، فأهله يحبونه ويحترمونه لمعاملته الحسنة والله يحبه من أجل ذلك، إن الذي ليس فيه خير لأهله ليس فيه خير لنفسه أو للناس خارج الأسرة. من حق الزوجة على زوجها: أولاً: توفية مهرها كاملاً امتثالاً لقوله تعالى:﴿ وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ﴾ [النساء: 4]. فلا يجوز للزوج ولا لغيره من أب أو أخ أن يأخذ من مهرها شيئاً إلا برضاها. ﴿ فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا ﴾ [النساء: 4]. الحق الثاني: الإنفاق عليها: وهذه النفقة تتناول نفقة الطعام والكسوة، والعلاج والسكن لقوله تعالى:﴿ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [البقرة: 233]. وللعلم فما من شيء ينفقه الرجل على زوجته أو أولاده، إلا كان له به عند الله أجر وثواب. فقد قال صلى الله عليه وسلم: «دينار أنفقته في سبيل الله. ودينار أنفقته في رقبة. ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك»[رواه مسلم عن أبي هريرة]. الحق الثالث: وقايتها من النار: امتثالاً لقوله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]. قال علي رضي الله عنه في الآية السابقة: «أدبوهم وعلموهم»، وكذلك يخبر أهله بوقت الصلاة: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾ [طه: 132]، وإذا كان الزوج لا يستطيع تعليم امرأته فلييسر لها أسباب التعليم، بدخولها في مراكز تحفيظ القران وغيرها من المراكز الشرعية. لكن المصيبة إذا كان الزوج نفسه واقع في الحرام؛ فهي الطامة الكبرى، لأن الرجل قدوة أهل بيته، والقدوة من أخطر وسائل التربية. عن فضيل بن عياض قال: «رأى مالك بن دينار رجلاً يسيء صلاته، فقال: ما أرحمني بعياله، فقيل له: يا أبا يحيى يسيء هذا صلاته وترحم عياله؟ قال: إنه كبيرهم ومنه يتعلمون». مصيبةٌ عُظمى ومن المصيبة والنقص العظيم أن يُنزل الرجل نفسه في غير منزلتها اللائقة بها، فإن الله تعالى جعل الرجال قوامين على النساء، ومن شأنه أن يكون مطاعاً لا مطيعاً، متبوعاً لا تابعا. وما المرء إلا حيث يجعل نفسه ![]() فإن شاء أعلاها وإن شاء سفّلا ![]() ![]() ![]() وقد استشرى داء تسلّط المرأة وطغيانها في أوساطنا بسبب التقليد تارة، وبسبب ضعف شخصية الزوج أو التدليل الزائد تارة أخرى. وهو من أخطر الأمور وأكثرها إيذاءً، فالكلمة الأولى والأخيرة بيد المرأة، والزوج مجرد منفذ لهذه الأوامر، ومن هنا ننبه أن بعض الرجال ولا يستحقوا أن نسميهم رجال بعضهم لا يتكلم كلمة ولا يأكل أكلة ولا يفعل فعل إلا بأمر وزير الداخلية (زوجته)بل كم من نساء كُن سبب في دمار الرجال. الحق الرابع: أن يغار عليها في دينها وعرضها، إن الغيرة أخص صفات الرجل الشهم الكريم. وليست الغيرة تعني سوء الظن بالمرأة والتفتيش عنها وراء كل جريمة دون ريبة. فعن جابر بن عتيك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من الغيرة غيره يبغضها الله وهي غيرة الرجل على أهله من غير ريبة» [رواه أحمد وأبو داود، وحسنه الألباني في الارواء]. فمن الرجال من لا يغار حين يمشي معه زوجته أو أخته أو ابنته وهي متبرجة ومتعطرة ومتزينة، وتعرض نفسها لأعين الناس. ولا يغار حينما تصافح الرجال الغير محارم لها. ولا يغار إذا تكلمت مع الرجال وضاحكتهم ومازحتهم. ولا يغار حين يراها تخرج من منزلها بالكعب العالي والملابس المثيرة، وتخرج أمام الناس متراقصة كأنها طاووس تختال. ولا يغار بل هو الذي يطلب من زوجته أن لا تتحجب أمام أقاربه زاعماً أن تحجبها سيفرق بينهم. الحجاب يفرق بين الأهل؟!.، ولا يغار ولا يتنبه لما يحضره إليها إلى المنزل من مجلة خليعة، أو موقع انترنت، أو انشغالها بمواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من مثل هذه الأمور التي ينبغي على الرجل فيها أن يكون رجلاً. رجلاً حقيقياً فعلاً. كما قال أحد السلف: «ما من امرئ لا يغار إلا منكوس القلب». وما أجمل قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الصحيحين عن أبي هريرة مرفوعا: «إن الله يغار والمؤمن يغار». ويقول صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا يدخلون الجنة، العاق لوالديه، والديوث، ورجلة النساء» [رواه الإمام أحمد بسند صحيح]. ومعنى الديوث أي الرجل الذي لا يغار على عرضه والعياذ بالله. تخاصم رجل وزوجته في نفقة، فاحتكما للقاضي، فقال الوكيل للمرأة: قومي، قال الزوج: ولم. قال الوكيل حتى ينظر إليها الشهود وهي مسفرة عن وجهها. فقال الزوج للقاضي: أنا أُشهد القاضي أن لها علي المهر الذي تدعيه، ولا تسفر عن وجهها فأجابت المرأة ـ والمرأة تحترم الرجل الذي يغار عليها ـ قالت: وأنا أُشهد القاضي: أني قد وهبت له هذا المهر، وأبرأته منه في الدنيا والآخرة. هكذا كان مفهوم الغيرة. الحق الخامس: وهو من أعظم حقوقها: المعاشرة بالمعروف. المعاشرة بالمعروف ولذلك أمر الله تعالى بحُسن العشرة فقال:﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [النساء: 19]، ومن معاني العشرة بالمعروف: • أن تذكر اسم الله حين دخولك لبيتك وتذكر دعاء الدخول إلى المنزل، فإن الشيطان حريص على الدخول معك وعلى أن يشاركك في الطعام والشراب والسكنى وحتى في نكاح زوجتك، ثم توطن نفسك أنك داخل على أم أولادك، أنك داخل على هذه المسكينة التي تتعب في خدمتك وتبقى في المنزل طوال يومها، وهي تنتظر منك كلمة طيبة وبسمة صادقة، وعليك مجاملتها بالكلمة الطيبة فتثني عليها وعلى مظهرها وتشكرها على إعداد الطعام وتمدح طعامها حتى لو كان فيه عيب، امدح ثم انصحها فيما بينك وبينها بأسلوب طيب. • ومن حُسن العشرة أن تسلم على أهلك وتبتسم في وجه زوجتك «فتبسمك في وجه أخيك صدقة»، وهذا من حق إخوانك المسلمين الذين تراهم في الشارع فكيف بزوجتك وأقرب الناس إليك. • ومن حُسْن العشرة السؤال عن زوجتك وعن حالها، ومحادثتها وعدم العبوس في وجهها. • ومن حُسْن العشرة أيضاً تحمّل زوجتك والنظر إلى محاسنها وعدم النظر إلى المساوئ فقط، فإن الكمال في الناس وخاصة النساء غير موجود، «فإنهن خلقن من ضلع أعوج، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فاستمتعوا بهن على عوجهن» كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلموقال في حديث آخر: «فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستمتعوا بهن على عوجهن» [البخاري (3331)، ومسلم (1468)]. ولا تُقم على كل كلمة قضية ومحكمة، فإن من الناس من يُطلّق زوجته من أجل قشة، ويتجاهل جهدها وإحسانها كله. جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يريد أن يشكو طول لسان زوجته عليه، وأنها بذيئة عليه، فلما دخل فإذا زوجة عمر تتكلم من وراء الحجاب بلسان شديد، رغم هيبة عمر ورغم أن الناس تخاف منه حتى الشياطين، قال عمر: «أما يرضيك أنها طبّاخة طعامي ومغسلة ثيابي ومربية ولدي وكانسة بيتي وأقضي منها وطري» كأنه يقوله له: أما أتحملها في بعض الجزئيات البسيطة، فيا أيها الرجل قدّر هذه النعمة أن سخّر لك هذه المرأة لرعايتك وخدمتك رغم أنها أجنبية عنك. ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره من خلقاً رضي آخر» [ أخرجه مسلم في: الرضاع، باب: الوصية بالنساء (1469)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بنحوه] أي لا يكره. ومن حُسْن العشرة حُسن الخلق معها، فقد روى الطبراني عن أسامة بن شريك مرفوعاً: «أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقاً» [(الطبراني عن أسامة بن شريك، انظر حديث رقم: 179 في صحيح الجامع)]. ومن حُسن الخلق أن تحترم رأيها وأن لا تهينها سواءً بحضرة أحد أم لا. ومنها استشارتها في أمور البيت وخطبة البنات، وقد أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بإشارة أم سلمة رضي الله عنها يوم الحديبية كما أسلفنا سابقا. ومنها: أن يكرمها بما يرضيها، ومن ذلك أن يكرمها في أهلها عن طريق الثناء عليهم بحقٍ أمامها ومبادلتهم الزيارات ودعوتهم في المناسبات. المزاح مع الزوجة ومن المعاشرة بالمعروف أن يمازحها ويلاطفها، ويدع لها فُرَصاً لما يحلو لها من مرح ومزاح، وأن يكون وجهه طلقاً بشوشاً، وإن رآها متزينة له لابسة لباساً جديداً عليه أن يمدحها ويبين لها إعجابه فيها، فإن النساء يُعجبهن المدح. ولهن مثل الذي عليهن ومن جوانب المعاملة الطيبة أن تتهيأ لزوجتك كما تتزين هي لك، فليس من العدل أن تطلب منها أن تتهيأ لك بالزينة ثم تأتيها أنت برائحة العرق ورائحة الدخان والملابس المتسخة، فإنها بشرٌ مثلك تتأذى مما تتأذى أنت منه، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتدئ بالسواك إذا دخل بيته حتى لا يُشم منه إلا طيّب، فعن عائشة رضي الله عنها أنه «كان صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته بدأ بالسواك» [رواه مسلم وأبو داود]. وهذا أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، وهو صاحب الشخصية القوية، والذي كان الشيطان يهرب منه إذا رآه، كان يقول: ينبغي للرجل أن يكون في أهله كالصبي (يعني في الأنس والبشر والسهولة) فإذا كان في الناس وجِد رجلاً. ولنا في رسول الله أُسوة حسنة فقد ورد أن عائشة رضي الله عنها كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وهي جارية، قالت: لم أحمل اللحم ولم أبدن (أي لم أسمن) فقال لأصحابه: «تقدموا فتقدموا، ثم قال: تعالي أسابقك فسابقته، فسبقته على رجلي. فلما كان بعد، خرجت معه في سفر، فقال لأصحابه: تقدموا، ثم قال: تعالي أسابقك، ونسيت الذي كان وقد حملت اللحم وبدنت (أي وسمنت)، فقلت، كيف أسابقك يا رسول الله وأنا على هذه الحال، قال: لتفعلن، فسابقته، فسبقني. فجعل يضحك ويقول: «هذه بتلك» أي بتلك السبقة [أبو داود والنسائي]. عذرها عند التقصير: ومن جوانب المعاشرة الطيبة أن تعذرها إذا قصَّرت في شيء بسبب كثرة مشاغلها أو لخطأٍ بشري، وقد كان أكمل الناس في هذا، وهو قدوتنا، فمن ذلك تقول عائشة رضي الله عنها فيما رواه البخاري: «ما عاب رسول الله طعاماً قط، إن اشتهى شيئاً أكله، وإلا تركه»، أما عندنا فكم من حالة طلاق كان سببها أن الزوجة تأخرت في إعداد الطعام أو أن الطعام لم يعجب الزوج. فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: «لم يقل لي قط أفٍ ولا قال لشيء فعلته لم فعلته؟ ولا لشيء لم أفعله لا فعلت كذا« [رواه البخاري ومسلم]. ومنها أن يشاركها في خدمة بيتها إن وجد فراغاً. فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: «كان النبي يكون في مهنة أهله -يعني خدمة أهله- فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة» [رواه البخاري].
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |