حين تبتعد القلوب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4904 - عددالزوار : 1940099 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4475 - عددالزوار : 1249195 )           »          أفضل ألعاب الرياضة لعام 2025: استمتع بالمنافسة مجانًا (اخر مشاركة : رامي محمود - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 180 - عددالزوار : 129172 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14215 - عددالزوار : 753989 )           »          15 صورة ترصد أجواء المتعة والبهجة لسياح العالم فى معالم الأقصر الأثرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          عون المعبود شرح سنن أبي داود- الشيخ/ سعيد السواح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 732 - عددالزوار : 95543 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 471 )           »          {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 381 - عددالزوار : 83352 )           »          إنها صلاة الضحى… صلاة الأوّابين. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 11-06-2025, 10:06 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,702
الدولة : Egypt
افتراضي حين تبتعد القلوب



حين تبتعد القلوب

عبدالله بن إبراهيم الحضريتي




في زمنٍ ضاق فيه العالم حتى غدا في كفِّ اليد، وتسارعت فيه وسائل الوصل حتى ما عاد للغائب عذر… تتَّسِع المسافات بين القلوب عجبًا!

أصبحنا نُمسك بالهاتف أكثر مما نُمسك الأيدي، ونعرف الأخبار أسرع مما نعرف الأحباب… ومع ذلك، نفتقد الدفء!

غريبٌ أن تتعدد أدوات القرب، ويقلَّ التراحم، وتُهجر الأرحام، وتضيق الصدور بلا إنذار.

نبحث عن السبب، فنصطدم بصمتٍ باردٍ، ونفورٍ صامتٍ، وخصوماتٍ ضبابيَّة لا يُعْرَف لها رأس من ذيل.

لكن إن غُصْنا قليلًا في أعماق النفوس، وجدنا داءَيْنِ قديمينِ يتسلَّلان دون صوت: الحسد والضغينة.

الحسد… ليس دومًا تمنِّي زوال النِّعْمة.

أحيانًا يكفي أن يضيق صدرُك من نعمةٍ على غيرك، أو يتعكَّر خاطرُك؛ لأنك لست في الصدارة.

شعورٌ يسلب لذَّة ما تملك، ويُعْمي قلبك عن نِعَمٍ لا تُعَدُّ.

هو أول سهمٍ سُمِّم به قلب إبليس تجاه آدم، وهو ما فجَّر دم أخٍ على يد أخيه.

واليوم! لا دماء تُسفك، ولكن علاقات تُهدم، وقلوب تُستنزف، وأرواح تُثقَل.

وأما الضغينة… فهي نارٌ ساكنة تحت رماد الصمت.

لا ترى دخانها، لكنك تشمُّ رائحتها في البرود، وفي نظراتٍ تغيَّرت، وفي مسافاتٍ تزداد رغم القُرْب.

تنشأ من كلمةٍ عابرةٍ، أو نظرةٍ متأولةٍ، أو موقفٍ لم يُفهَم… ثم تُترك لتختمر، حتى تُنتن القلب وتُفسد الصفاء.

عندها… يتسلَّل الشيطان، لا من بابٍ مفتوح، بل من شقٍّ صغيرٍ في جدار المحبة.

قال نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم: "إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون، ولكن في التحريش بينهم".

فتأمَّل… كم من خصومةٍ اشتعلت بسبب ظن، لا يقين؟!

كم من ودٍّ انطفأ بسبب مقارنة؟!
كم من قلبٍ هجرك، لا لشيء، إلا لأنه جُرح، ولم يُمسح على جرحه بلطفٍ أو كلمة؟!

الحياة أقصر من أن نُحمِّلها كدرًا.
القلوب بيوت… فإما أن تُسكنها الرحمة، أو تُسلمها لعدوِّها الأول: الحقد.

ليس القوي من يردُّ الكلمة بأشدِّ منها، بل من يبلع الغصَّة، ويبتسم، ويقول لنفسه:
"سأصل من قطعني، وأُحسن إلى من أساء، فربما أثقله الجرح، لا الطبع".

فلنُصلح ما انكسر، قبل أن يتحوَّل إلى رماد.
ولنطهِّر قلوبنا، فإن النقاء راحة، والعفو شفاء، والصفح رفعة.

تذكَّر…
بركة الحياة لا تُقاس بكثرة المال، ولا بجماهير التصفيق، ولا بعقود المجد.

البركة… في قلبٍ نقيٍّ، وعينٍ راضيةٍ، وعلاقاتٍ تُرضي الله، وتُسكِن الروح.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.87 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.03%)]