|
رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الدرس العشرون: الهجر عفان بن الشيخ صديق السرگتي مصدر قولهم: هجَر الشيء يَهجُره، وهو مأخوذ من مادة (هـ ج ر) التي تدل على القطيعة؛ قال المناوي: الهجر والهِجران: مفارقة الإنسان غيره؛ إما بالبدن، أو اللسان، أو القلب. أنواع الهجر: يختلف الهجر باختلاف المهجور، ويمكن تلخيص ذلك في الأنواع الآتية: 1- هجر القرآن. 2- هجر الرجل زوجته، أو نساءه. 3- هجر الأقارب (وهو نوع من قطيعة الرحم). 4- هجر أهل البدع والأهواء. 5- هجر المسلمين بعضهم بعضًا، ويسمى بالتهاجر. حكم الهجر: يختلف حكم الهجر باختلاف المهجور، فإن تعلق الهجر بالمرأة كان ذلك جائزًا، وذلك عند النشوز أو مخافته؛ مصداقًا لقوله تعالى: ﴿ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ ﴾ [النساء: 34]. وإن تعلَّق الهجر بالمسلم، فإنه يُعد كبيرة كما صرَّح بذلك ابن حجر؛ شريطة أن يكون فوق ثلاث، وليس بغرض شرعي؛ لما في ذلك من التقاطع والإيذاء والفساد، ويُستثنى من تحريم هذا الهجر مسائل حاصلها أنه متى عاد (الهجر) إلى صلاح دين الهاجر والمهجور جاز، وإلَّا فلا. وإذا كان المهجور من ذوي الرحم، فإنه كبيرة حتى وإن لم تبلغ المدة ثلاثة أيام؛ لأن الهجر هنا أضيف إليه قطيعة الرحم، وقد عد الإمام الذهبي هجر الأقارب مطلقًا من الكبائر، أما هجرُ أهل البدع والأهواء، فإنه مطلوب على مرِّ الأوقات ما لم تَظهَر منهم التوبة والرجوع إلى الحق، كما قال ابن الأثير، وفيما يتعلق بحكم هجر القرآن. بم يكون الهجر؟ والهجر والهجران: يكون بالبدن وباللسان وبالقلب، وقوله تعالى: ﴿ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ ﴾ [النساء: 34]؛ أي: بالأبدان، وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ [الفرقان: 30] باللسان أو بالقلب، وقوله تعالى: ﴿ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا ﴾ [المزمل: 10] محتمل للثلاثة، وقوله تعالى: ﴿ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ﴾ [المدثر: 5]، حثٌّ على المفارقة بالوجوه كلها. الآيات والأحاديث الواردة في الهجر: 1) قال تعالى: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ﴾ [النساء: 34]. ﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ﴾ [النساء: 35]. 2- قال تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا * يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا * قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا * قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا * وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا ﴾ [مريم: 41 - 48]. 3) عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ وَهُوَ ابْنُ أَخِي عَائِشَةَ لِأُمهَا أَن عَائِشَةَ حَدثَتْ أَن عَبْدَ اللهِ بْنَ الزبَيْرِ قَالَ فِي بَيْعٍ أَوْ عَطَاءٍ أَعْطَتْهُ: وَاللهِ لَتَنْتَهِيَن عَائِشَةُ أَوْ لَأَحْجُرَن عَلَيْهَا، قَالَتْ عَائِشَةُ حِينَ بَلَغَهَا ذَلِكَ: إِن لِلهِ عَلَي نَذْرًا أَلا أُكَلمَ ابْنَ الزبَيْرِ أَبَدًا، فَاسْتَشْفَعَ ابْنَ الزبَيْرِ حِينَ طَالَتْ هِجْرَتُهَا لَهُ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: وَاللهِ لَا أُشَفعُ فِيهِ أَحَدًا وَلَا أَحْنَثُ فِي نَذْرِي الذِي نَذَرْتُ أَبَدًا، فَلَما طَالَ ذَلِكَ عَلَى ابْنِ الزبَيْرِ كَلمَ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرحْمَنِ بْنَ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ، وَهُمَا مِنْ بَنِي زُهْرَةَ، فَقَالَ لَهُمَا: نَشَدْتُكُمَا بِاللهِ إِلا أَدْخَلْتُمَانِي عَلَى عَائِشَةَ، فَإِنهُ لَا يَحِل لَهَا أَنْ تَنْذِرَ فِي قَطِيعَتِي، فَأَقْبَلَ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ وَعَبْدُ الرحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ بِعَبْدِ اللهِ بْنِ الزبَيْرِ وَقَدِ اشْتَمَلَا عَلَيْهِ بِبُرْدَيْهِمَا حَتى اسْتَأْذَنَا عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَا: السلَامُ عَلَى النبِي (صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ)، إِيهٍ نَدْخُلُ يَا أُم الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: ادْخُلَا، فَقَالَا: كُلنَا؟ قَالَتْ: نَعَمِ ادْخُلُوا كُلكُمْ، وَلَا تَعْلَمُ عَائِشَةُ أَن مَعَهُمَا ابْنَ الزبَيْرِ، فَلَما دَخَلُوا اقْتَحَمَ ابْنُ الزبَيْرِ الْحِجَابَ وَدَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ، فَاعْتَنَقَهَا وَطَفِقَ يُنَاشِدُهَا وَيَبْكِي، وَطَفِقَ الْمِسْوَرُ وَعَبْدُ الرحْمَنِ يُنَاشِدَانِ عَائِشَةَ، وَيَقُولَانِ لَهَا: إِن رَسُولَ اللهِ (صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ) قَدْ نَهَى عَما عَمِلْتِيهِ، وَإِنهُ لَا يَحِل لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ، فَلَما أَكْثَرَا عَلَى عَائِشَةَ التذْكِرَةَ، طَفِقَتْ تُذَكرُهُمْ وَتَبْكِي، وَتَقُولُ: إِني نَذَرْتُ وَالنذْرُ شَدِيدٌ، فَلَمْ يَزَالَا بِهَا حَتى كَلمَتِ ابْنَ الزبَيْرِ، ثُم أَعْتَقَتْ عَنْ نَذْرِهَا ذَلِكَ أَرْبَعِينَ رَقَبَةً، ثُم كَانَتْ بَعْدَمَا أَعْتَقَتْ أَرْبَعِينَ رَقَبَةً تَبْكِي حَتى تَبُل دُمُوعُهَا خِمَارَهَا[1]. 4- عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ (صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ): إِني لَأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَني رَاضِيَةً وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى، قَالَتْ: فَقُلْتُ: وَمِنْ أَيْنَ تَعْرِفُ ذَلِكَ؟ قَالَ: أَما إِذَا كُنْتِ عَني رَاضِيَةً، فَإِنكِ تَقُولِينَ: لَا وَرَبِّ مُحَمدٍ (صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ)، وَإِذَا كُنْتِ غَضْبَى قُلْتِ: لَا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ، قَالَتْ: قُلْتُ: أَجَلْ وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَهْجُرُ إِلا اسْمَكَ)[2]. من مضار الهجر: 1) الهجر صفة قبيحة تُسخط الله عز وجل على المتهاجرين. 2) وهو سببٌ في تأخير المغفرة من الله عز وجل. 3) الهجر بين الإخوان فوق ثلاث حرام، ويسبب تفككًا اجتماعيًّا. 4) هجر المرأة فراش زوجها سببٌ في لعنة الله والملائكة لها. 5) الهجر من حبائل الشيطان يُغوي بها أتباعه حتى يسوقهم إلى الجحيم. [1] رواه ابن حبان وصححه الشيخ ناصر الدين الألباني. [2] رواه مسلم.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |