اسم الله "المنتقم" - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 52012 )           »          الحرص على الائتلاف والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 80 - عددالزوار : 45813 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 196 - عددالزوار : 64220 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 374 - عددالزوار : 155230 )           »          6 مميزات جديدة فى تطبيق الهاتف الخاص بنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 12 و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          برنامج الدردشة Gemini متاح الآن على Gmail لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          كيفية حذف صفحة Word فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          خطوات.. كيفية إعادة ترتيب الأزرار وتغيير حجمها في مركز التحكم بـiOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-01-2025, 03:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,565
الدولة : Egypt
افتراضي اسم الله "المنتقم"

اسم الله "المنتقم"

حسان أحمد العماري

الخطبة الأولى
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]، أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، أما بعد:
عباد الله، إن معرفة العبد لأسماء الله وصفاته تزيد في إيمانه، وتكسب العبد محبة الله وتعظيمه، وبها يتعرف على خالقه عز وجل وكمال قدرته وسلطانه، وتكسبه الثقة وحسن الظن بخالقه سبحانه، قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ * مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [الحج: 73، 74].

وإن من أسماء الله التي ينبغي أن نتدبرها ونفهم معناها ونتعرف على آثارها في حياتنا اسم الله "المنتقم"، والمنتقم هو الذي يقسم ظهور الطغاة، ويشدد العقوبة على العصاة، وذلك بعد الإنذار والإمهال، والله يغضب في حق خلقه بما لا يغضب في حق نفسه، فينتقم لعباده بما لا ينتقم لنفسه، وإنه إن عرفت أنه كريم رحيم فاعرف أنه منتقم شديد عظيم. واسم الله "المنتقم" لا يطلق على الله إلا مضافًا أو مقيدًا، قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ﴾ [المائدة: 95]، قال العلامة حافظ الحكمي في "معارج القبول" (1/ 147): "واعلم أن من أسماء الله عز وجل ما لا يطلق عليه إلا مقترنًا بمقابله، فإذا أطلق وحده؛ أوهم نقصًا - تعالى الله عن ذلك-، ومن ذلك "المنتقم"؛ لم يأتِ في القرآن إلا مضافًا إلى "ذو"؛ كقوله: ﴿ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ﴾ [آل عمران: 4]، أو مقيدًا بالمجرمين؛ كقوله: ﴿ إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ ﴾ [السجدة: 22]، والمنتقم هو الذي يعاقب من يشاء، أما الإنسان فلا يستطيع أن يعاقب من يشاء؛ إذ لا يعاقب إلا من هو دونه، ولا يستطيع أن يعاقب نِدًّا أو مساويًا له، وأما أن يعاقب من هو أعلى منه فهذا مستحيل، لكن الله سبحانه وتعالى ينتقم ممن يشاء؛ أي: يعاقب من يشاء، فإذا كنت مع القوي فأنت قوي، مهما يكن عدوك كبيرًا، أو قويًّا أو جبارًا، أو طاغيًا، أو متطاولًا، فالله جل جلاله ينتقم منه ويوقفه عند حده، ويحجزه عن أن يؤذي خلق الله عز وجل، وبهذا المعنى نفهم الانتقام.

معاشر المؤمنين، كثير من الناس يظن أن انتقام الله من الظلمة والطغاة والعصاة لا بُدَّ أن يكون سريعًا بعد ظلمهم مباشرةً، ويمكث يرقب نزول انتقام الله عز وجل العاجل على الظالم، فإذا ما تأخَّرت العقوبة، ولم يرَ بعينه مصارع الظالمين شكَّ ويأس وقنط، وهذا خطأ كله، وعدم فهم لتعامل الله عز وجل مع الظالمين. فالظالم يمر بأربع مراحل- قبل أن يحق عليه القول- لا بد من فهمها جيدًا:
المرحلة الأولى: الإمهال والإملاء، ﴿ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ﴾ [القلم: 45]، وفيها يمهل الله الظالم لعله يتوب أو يرجع عما فعل؛ فالله سبحانه لا يعاجل بالعقوبة والانتقام.

المرحلة الثانية: الاستدراج: ﴿ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [القلم: 44]، وليس معناه أن تضيق الدنيا عليه، لا، بل تفتح عليه الدنيا وترتفع الدرجة، وتبسط عليه اللذات، ويعطيه الله ما يطلب ويرجو، بل وفوق ما طلب؛ لأن الدرج يدل على الارتفاع، والدرك يدل على النزول.

المرحلة الثالثة: التزيين: ﴿ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ ﴾ [النمل: 24]، وفيها يموت قلب الظالم فيرى ما يراه حسنًا بل هو الواجب فعله. لم يعد في قلبه حياة ليلومه على ما يفعل.

المرحلة الرابعة: الأخذ والانتقام: ﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى ﴾ [هود: 102]، وفيها تتنزل العقوبة من الله تعالى على الظالم، وتكون العقوبة شديدة جدًّا بحيث تكون عبرة وعظة للعالمين. وهي قد تكون في الدنيا؛ ليرتدع بها الناس، وينزجر بها من تسول له نفسه سلوك نفس الطريق، وقد يؤخرها الله عز وجل ليوم القيامة؛ حيث العقوبة أشد، والفضيحة أخزى، هذا فرعون كان يملك كل شيء؛ مالًا وجاهًا ومنصبًا وجيوشًا وأتباعًا، وادَّعى لنفسه الألوهية والربوبية وتكبَّر وتجبَّر سنوات وسنوات هو وجنوده، ثم جاء أمر الله، قال تعالى: ﴿ فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ﴾ [الأعراف: 136]، والتاريخ حافل بتساقط الظالمين وخذلان الله لهم، وانتقامه منهم بعد أن بلغوا غاية القوة والتسلط والجبروت؛ بلغ الفساد والظلم بالبرامكة- وكانوا ولاة في الدولة العباسية ووزراءها- مبلغًا عظيمًا، إلى جانب الإسراف والتبذير، حتى قاموا بطلاء قصورهم بماء الذهب، فإذا أشرقت الشمس في الصباح انتشر الضوء الوهاج في أرجاء المدينة، حتى جاء الخليفة هارون الرشيد وقضى عليهم، ووضع لهم حدًّا، وألقى بهم في السجون، فقال ابن ليحيى البرمكى وزير هارون الرشيد وهم في السجن والقيود في أيديهم وأرجلهم: يا أبتاه، بعد الأمر والنهي والنعمة صرنا إلى هذا الحال! فقال: يا بني، دعوة مظلوم سرت في جوف الليل غفلنا عنها ولم يغفل عنها الله، وصدق الله إذ يقول: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ﴾ [إبراهيم: 42- 43].

وهكذا هو انتقام الله عبر التاريخ والأمم، وورد في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري أن الحبيب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته))، وقرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - قول الله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴾ [هود: 102]، وسبب تأخير انتقام الله من الظلمة والطغاة والعصاة والجبابرة هو تمحيص واختبار المؤمنين، وأيضًا إقامة الحجة والإعذار، وحتى يعلم المسلمون أن سلعة الله غالية ولا تنال إلا بالصبر والمصابرة، ومواجهة الباطل والتصدي للظلم، وعدم السماح لليأس أو الشك أن يتسربا إلى نفوسهم.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.

الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:
أيها المسلمون، ذكر الإمام الذهبي في كتاب الكبائر أن رجلًا مقطوع اليد كان ينادي: من رآني فلا يظلمن أحدًا، فقال له رجل: ما قصتك؟ قال: يا أخي، قصتي عجيبة، وذلك أني كنت من أعوان الظلمة، فرأيت يومًا صيادًا قد اصطاد سمكة كبيرة فأعجبتني، فجئت إليه وقلت له: أعطني هذه السمكة، فقال: لا أعطيكها؛ أنا آخذ بثمنها قوتًا لعيالي، فضربته وأخذتها منه قهرًا ومضيت بها، قال: فبينما أنا ماشٍ بها إذا عضت إبهامي عضة قوية وآلمتني ألمًا شديدًا حتى لم أنم من شدة الوجع وورمت يدي، فلما أصبحت أتيت الطبيب وشكوت إليه الألم، فقال: هذه بدوّ أكلة، اقطعها وإلا تلفت يدك كلها، قال: فقطت إبهامي، ثم ضربت يدي فلم أطق النوم ولا القرار من شدة الألم فقطعتها، فقال لي بعض الناس: ما سبب هذا، فذكرت له قصة السمكة، فقال لي: لو كنت رجعت من أول ما أصابك الألم إلى صاحب السمكة، فاستحللت منه واسترضيته، لما قطعت يدك، فاذهب الآن وابحث عنه، واطلب منه الصفح والمغفرة قبل أن يصل الألم إلى بدنك، قال: فلم أزل أطلبه في البلد حتى وجدته فوقعت على رجليه أقبلهما وأبكي، وقلت: يا سيدي، سألتك بالله إلا ما عفوت عني، فقال لي: ومن أنت؟ فقلت: أنا الذي أخذت منك السمكة غصبًا، وذكرت له ما جرى وأريته يدي، فبكى حين رآها، ثم قال: قد سامحتك لما قد رأيت من هذا البلاء، فقلت: بالله يا سيدي، هل كنت دعوت عليَّ؟ قال: نعم، قلت: اللهم هذا تقوَّى عليَّ بقوَّته عليَّ وضعفي، وأخذ مني ما رزقتني ظلمًا، فأرني فيه قدرتك. إنـــــــه الجبـــــــــــــار المنتقـــــــــم جــــــل جلالـــــه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اتقِ دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب))؛ (متفق عليه).

لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرًا
فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
تنام عينك والمظلوم منتبه
يدعو عليك وعين الله لم تنم


عباد الله، إذا علم العبد أن ربه هو المنتقم من الظلمة والطغاة والعصاة خاف على نفسه من التقصير، أو أن يتصف بهذه الأخلاق والسلوكيات السيئة، فاستراح في نفسه وأراح الناس من حوله، وفاز برضا ربه وجنته، ومن آثار ذلك: يقين العبد بعدل الله وانتقامه، ورفع البغي والظلم ولو بعد حين، ومن ذلك بيان قدرة الله وعظمته وسعة ملكه وسلطانه، فيزيد الخشوع والخضوع والإجلال للمولى سبحانه، ومن آثار ذلك: لجوء العبد إلى الله، وطلب المعونة والنصر والتمكين منه سبحانه؛ هذا لوط عليه السلام بعد أن رأى كفر قومه وعنادهم بعد أن بيَّن لهم ما ينفعهم دون فائدة توجَّه إلى الله بحاله ومقاله، قال تعالى على لسان لوط: ﴿ قَالَ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ * لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ * فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ * فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ * وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ * وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ * فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ ﴾ [الحجر: 71 - 79].

اللهم احفظنا بحفظك لنا على الحق، وثبتنا عليه، وانتقم من الظالمين، وأخرجنا من كيدهم سالمين، هذا وصلِّ اللهم وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.37 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.99%)]