النفسية اليهودية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الحاجة إلى القرآن لتحديد الصلة بين الدين والعلم بدران بن لحسن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          ما أصول التكريم السبعة للإنسان الأول آدم عليه السلام ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          متى يكرهك الطفل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كتاب “حضارة الإسلام” .. تشريح لروح الحضارة بعيون غربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          3 ألعاب لتعزيز تعليم القراءة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          بيان فضل علم النبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          نقد المنهج المعاصر في تضعيف الأحاديث الصحيحة: دراسة في مظاهر الخلل المنهجي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          ذكر الله سبب من أسباب مغفرة الله لك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          النهي عن إنزال الحاجة بالناس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 473 - عددالزوار : 157603 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-11-2023, 07:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,222
الدولة : Egypt
افتراضي النفسية اليهودية

النفسية اليهودية
سعد محسن الشمري




إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل، فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:
فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحْدَثاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

عباد الله:
إن الله سبحانه وتعالى بيَّن لنا في كتابه العظيم عداوة اليهود للمؤمنين المسلمين: ﴿ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا [المائدة: 82]؛ لِما قام في قلوبهم من بُغْضِ المسلمين، والحَنَق عليهم وحسدهم، والبغي عليهم، وأن النفس اليهودية قد مُلِئت من أمراض القلوب وخُبث النفوس ما سطَّره الله عز وجل في كتابه، ما يستوجب على المسلمين الحذر منهم، وعدم ائتمانهم في أمر دين أو دنيا، وقد أوضح الله عز وجل لنا في كتابه سبيل المغضوب عليهم؛ وهم اليهود، وأنبأنا من أخبارهم: ﴿ وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ [الأنعام: 55]، وحقيقتهم أنهم: ﴿ وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ [الأعراف: 146]، فاليهود منذ أن بُعث فيهم نبي الله ورسوله موسى عليه السلام وهم أهل كفر وعناد، وأهل شرك وشقاق، حاشا من آمن بموسى واتبع ما جاء به، ولكن جمهورهم آذَوا موسى أشد الأذى وأعظمه، ثم تُوفِّيَ موسى وأخوه هارون، وما زالت الأنبياء تَسُوسهم؛ ولكن كما قال الله تعالى: ﴿ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ [البقرة: 87]، ثم بعث الله نبيه ورسوله المسيح عيسى ابن مريم، وبدلًا من أن يتبعوه ويطيعوا أمره، ويصححوا انحرافهم، ويكفوا عن كفرهم وخبثهم، أجمعوا على قتله؛ إذ بلغت بهم الوقاحة مبلغًا عظيمًا، وقالوا متحدين مستهزئين: ﴿ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ [النساء: 157]، واختلقوا على عيسى وأمِّه الأكاذيبَ، ونعتوه بالسحر والجنون، وأحرقوا الإنجيل، وهدموا كنائس النصارى، حتى جاءتهم ضربة الرومان، وسلَّط الله تعالى عليهم النصارى، فشتتوا أمرهم فصاروا مطرودين منبوذين في الأرض، وكان منهم من سكن جزيرة العرب، وسكن يثرب ثلاث قبائل؛ منهم: بنو نضير، وبنو قريظة، وبنو قينقاع، وكانوا ينتظرون نبي آخر الزمان الذين يعرفون اسمه ونعته ودعوته: ﴿ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ [الأعراف: 157]، ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ [الأنعام: 20]، ولكن بعدما ظهر النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعرفوه، كفروا به: ﴿ وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ [البقرة: 89]، فصاروا في المدينة مجاورين للنبي صلى الله عليه وسلم بعد هجرته، فأخذ عليهم العهود والمواثيق، ولكن ما منهم من أحد إلا ونقض العهد والميثاق، حتى كادوا يقتلون النبي صلى الله عليه وسلم.

فمنهم من نُفِيَ من المدينة، ومنهم من قُتل، ولكون اليهود - عبادَ الله - أهلَ مكر وخداع، وأهل لؤم وخِسَّة، وأهل حقد وحسد، وأهل غدر وخيانة، لا يفتؤون عن أذى الإسلام وأهله بكل ما أُوتُوا من سبيل لذلك، وقوة لتحقيق فسادهم، وبثِّ الفتن في المجتمعات: ﴿ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ [المائدة: 64]، حسدوا الإسلام وأهله على ما آتاهم الله من فضله: ﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا [النساء: 54].

حسدوا المسلمين على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.

حسدوا المسلمين على السلام، وتحية بعضهم بعضًا بالسلام، والتأمين في صلاتهم بقولهم: آمين.

حسدوا المسلمين على الجمعة التي نجتمع فيها نسمع فيها المواعظ.

حسدوا المسلمين على القِبلة التي هدى الله المسلمين إليها.

حسدوا المسلمين على صفوفهم في الصلاة خاشعين خاضعين.

عباد الله:
إن أعظم سلاح استخدمه اليهود لضرب الإسلام ودولته زرعُ الخلافات بين المسلمين، ونشر الفتن في أوساط المسلمين: فتن الشبهات، وفتن الشهوات.

عباد الله:
ما من أحد ينتسب إلى الإسلام يشُذُّ عن جماعة المسلمين، وعن عقيدة المسلمين بمقولة غريبة، وبمذهب غريب خرج به عن جماعة المسلمين، إلا ولمَّعه اليهود بطرق خفيَّة؛ ليهدموا البيت من داخله، وأنَّى لهم؟

عباد الله:
إن لليهود إخوانًا مندسِّين بين المسلمين يُظهرون الإسلام، ويتكلمون بلغة العرب، وهم من أنساب عربية لا يشك فيها، وهم المنافقون، فاتخذهم اليهود وسيلة لهم لتشكيك المسلمين في دينهم، وترغيبهم في الخروج عن دينهم الحق، وأنى لهم؟ ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [التوبة: 32].

لقد اتخذوا سلاح إفساد الشعوب، وتحطيم الأخلاق، وإشعال الفتن، وإفساد الأمر بين الحكومات وشعوبها، ويَرَون في أنفسهم أنهم أبناء الله عز وجل وأحباؤه، وأنهم شعب الله المختار، وأنهم أفضل عند الله من ملائكته، ويدَّعون أنه لو لم يخلق الله اليهود، لانعدمت البركة في الأرض؛ هذه عقائدهم!

ومن عقائدهم:
أن كل إنسان غير يهودي فهو مُحتقَر النفس والمال والعِرض، ومن يَقتل غير يهودي فهو في جنة الخلد؛ فاليهود - عباد الله - يقاتلوننا عن عقيدة ودين.

اليهود أعداء للإسلام وأهله، لا يرضون بك إنسانًا، فكيف يرضون بك مسلمًا حنيفًا، تعبد الله ولا تشرك به شيئًا؟ ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [البقرة: 120].

يمتهنون الكذب، ويستحلون المال الحرام: ﴿ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ [المائدة: 42].

عُبَّاد للدنيا: ﴿ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ [البقرة: 96].

قساة القلوب: ﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ [المائدة: 13].

جبناء: ﴿ لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ [الحشر: 14].

يُبغِض بعضهم بعضًا: ﴿ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ [الحشر: 14].

تجار حروب: ﴿ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ [المائدة: 64].

اقرأ التاريخ إذ فيه العبر
ضل قوم ليسوا يدرون الخبر




ولا سيما في هذه الأزمان المتأخرة من سقوط دولة الإسلام، وانقسام المسلمين إلى دول عدة، وإلى أحداث فلسطين، وما كان من وعد فاجر لاحتلالها من إخوانهم النصارى، وإلى الحرب التي حدثت بيننا وبينهم ليدرك خطورة اليهود.

عباد الله:
إن كل ما في أيدي اليهود من كُتُب لا سيما التلمود والبرتوكولات، وما فيها من تعاليم لهم وأحكام، قد كشفها الله في كتابه من قبل، وفَضَحَهم بها ما يُوجِب الحذر منهم، والله المستعان.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه من كل ذنب يُغفَر لكم؛ إنَّه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم؛ أما بعد:
فيا عباد الله:
إن اليهود مهما عَلَتْ بهم الدنيا، فإنهم إلى ذِلَّة وهوان: ﴿ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ [البقرة: 61].

كتب الله عز وجل على اليهود التمزُّق في وجوه الأرض: ﴿ وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا [الأعراف: 168].

أما دولتهم التي يزعُمون، فهي دولة قرطاس، ودولة خيال باتَ وشيكًا أن يزول.

أما ما أصاب إخواننا في فلسطين وغزة من ويلات ومِحَنٍ متعاقبة، فما لهم فيها إلا الثبات والتعلُّق بالله عز وجل: ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ [آل عمران: 173، 174].

عباد الله:
إن هذا المصاب الجَلَلَ والخطب العظيم لَيُوجِب دمعة تُحرِّك اللُّحمة الإسلامية، وتحرك الجسد الواحد، الذي مُلئ توادًّا وتراحمًا وتعاطفًا.

قُتل سبعون قارئًا للقرآن غدرًا، فاغتمَّ النبي صلى الله عليه وسلم لذلك، وحزِن حزنًا شديدًا، ودعا على الكفرة الغادرين شهرًا يقنُت في الصلوات.

عباد الله:
لا بد من مشاعر صادقة تجاه إخواننا في فلسطين وغزة، ولا بد من حسٍّ إيماني معهم، من تقريب القلوب، ولهج الألسن بذكر مصابهم، والدعاء لهم، ولا بد من ترسيخ معاني الإخاء بيننا وبينهم.

الدين دين الله، والمؤمنون الصادقون عبادُ الله سبحانه، علَّام الغيوب، وله الحكمة البالغة: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ [آل عمران: 5]، ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ [الأنعام: 18]، سترى إن عشتَ كيف هؤلاء اليهود يُقتلون ويُمزَّقون شرَّ مُمزق، وسترى كيف تكون دائرة السوء عليهم بإذن الله، وسترى كيف تكون عاقبتهم الوخيمة.

عباد الله:
عودة صادقة إلى الله، وتوبة نصوحًا إلى الله تعالى، فبالإيمان والعمل تتحرر القلوب والأوطان، ويندحر الأعداء، فهذا الحدث لا يمر على مؤمن إلا ويزداد تعلقه بالله عز وجل، والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.94 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.90%)]