خطبة: الحذر من فتنة الولد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سُنّة: النفث في الكف وقراءة المعوذات قبل النوم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          آيات قرآنية تبين لنا واقعنا الأليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          أخطاء بعض طلاب العلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          العلاقات العاطفية وأثرها على الشباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          صلاة الضحى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          سنن الذهاب إلى المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          حياةٌ مضاعفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          أصحاب الأخدود وأصحاب غزة .. دروس وعبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          أخي المُعافى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          النَّفَّاثَات في الْعُقَد.. وحقيقةُ السحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-10-2023, 02:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,497
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة: الحذر من فتنة الولد

خطبة: الحذر من فتنة الولد
عدنان بن سلمان الدريويش

إنَّ الحمد لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَنْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومَنْ يُضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا ‌اللَّهَ ‌حَقَّ ‌تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، وقال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ‌لَا ‌تُلْهِكُمْ ‌أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المنافقون: 9]، أما بعدُ:
أولادنا نعمة من الله سبحانه وتعالى، وهم زينة الحياة الدنيا، وهم معونة ورِدْء وعون لنا في الشدائد والكرب، وراحة نفسية، وقرة عين عند استقامتهم ونضوجهم وصلاحهم؛ لكنهم أيضًا شقاء ونقمة، وبلاء وفتنة، ومسؤولية ثقيلة، وهَمٌّ بالليل والنهار، وقلق وألم؛ إن هم انحرفوا، وتنكبوا الجادة، وعصوا ربهم، واتبعوا الشهوات، وقعدوا عن الإيجابية.

يقول الغزالي: "الصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة ساذجة، خالية من كل نقش وصورة، وهو قابل لكل ما نُقِش عليه، ومائل إلى كل ما يُمال به إليه، فإن عوده خيرًا وعلَّمه نشأ عليه، وسعد في الدنيا والآخرة أبواه، وإن عوَّدَه شرًّا، وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القائم عليه".

يا عباد الله، ومعنى كلام الغزالي رحمه الله: أن القائم على تربية الأولاد إذا كان صالحًا ومصلحًا؛ فالولد يكون من باب الزينة، ويخرج من دائرة الفتنة إلى دائرة النعمة، وإن خالف المربي التربية السليمة كان الولد داخلًا في دائرة الفتنة.

أيها المسلمون، لقد حذَّر الله أهل الإيمان من فتنة المال والولد، وأخبرهم أن من أولادهم وأزواجهم من هو عدوٌّ لهم، وذلك في قوله سبحانه: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ ‌أَزْوَاجِكُمْ ‌وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [التغابن: 14-15].

فعداوتهم لكونهم ربما أبعدوا المؤمن عن سبيل ربه، ودفعوه إلى الشهوات، والارتكان للدنيا ومحبَّاتها، والمراد بهذه العداوة أن الإنسان يلتهي بهم عن العمل الصالح، أو يحملونه على الخطأ، أو الوقوع في المعصية، فيستجيب لهم بدافع المحبة لهم، فالأولاد قد يكونون مشغلة وملهاة عن ذكر الله، كما أنهم قد يكونون دافعًا للتقصير في السنن والواجبات؛ ولهذا قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ‌لَا ‌تُلْهِكُمْ ‌أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المنافقون: 9].

يا عباد الله، كم من الآباء والأمهات من انشغل بالأبناء والبنات عن أداء الواجبات الشرعية؛ كالصلاة وصلة الأرحام، وعن طلب العلم الشرعي، وقد لا يأمرهم بالواجبات الشرعية؛ بل وقد يسهل عليهم الحصول على ما حرم الله، ويقرهم على فعل القبيح، ويُعادي بسببهم الأقارب والجيران، وقد يكسب المال من حرام من أجل إسعاد أولاده، وهذه من أخطر الصور وأضرها على المرء، وعلى أهله وأولاده؛ لهذا عندما رأى رسولنا صلى الله عليه وسلم الحسنَ يُلقي تمرةً من تمر الصدقة المحرمة في فِيْه، قال له: ((كخ كخ)) حتى ألقاها، وعندما علم أبو بكر أن غلامه تكهَّن وأتاه بطعام تقيَّأه بعدما أدخله في فِيْه، وقال: لو لم يخرج إلا مع نفسي لأخرجته.

نفعني الله وإيَّاكم بهدي نبيه وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، أقول قولِي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين والمسلمات، من كل خطيئة وإثم، فاستغفروه وتوبوا إليه، إن ربي لغفور رحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله، خلَق فسوَّى، وقدَّر فهَدَى، وَصَلَّى الله وسلم على نبي الرحمة والهدى، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى.

قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ ‌رَبَّنَا ‌هَبْ ‌لَنَا ‌مِنْ ‌أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74]، أما بعد:
إن تربية الأولاد على المنهج السليم والصراط المستقيم ليس بالأمر الهيِّن، وخاصة في عصر الفتن، فلا بد من التوجيه والنصح والتعليم، والمتابعة بأساليب الرحمة والرفق واللين، وإعطائهم الوقت الكافي للتربية.

يا عباد الله، إن من الواجبات التي أمر الله تعالى بها الوالدين، وأمر بها النبي صلى الله عليه وسلم وقاية الأولاد من النار؛ يقول الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ‌قُوا ‌أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]، وفي تفسير الإمام الطبري لقوله تعالى: ﴿ ‌قُوا ‌أَنْفُسَكُمْ ﴾؛ أي: علِّموا مَن تعرفونه ما يقيه من نار جهنم من طاعةٍ لله تعالى ورسوله، وعلِّموا أنفسكم أيضًا من الطاعات ما تقون به أنفسكم".

فلنتَّقِ الله يا عباد الله في أولادنا، ولنُحسِن إليهم وفقًا لما أمر الله سبحانه به، ولنتوسَّط في حبهم، ولنقدم محبة الله سبحانه وواجباته على محبتهم وواجباتهم، ولنستدعي الحكمة في سلوكياتنا تجاههم ومعهم، وفيما يخصهم.

هذا وصلُّوا وسلِّموا عباد الله على نبيكم؛ استجابةً لأمر ربكم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ ‌يُصَلُّونَ ‌عَلَى ‌النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ وسلِّم على محمد، وعلى آل محمد، كما صليتَ على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم.

اللهم أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، وأعلِ بفضلكَ كلمةَ الحق والدين، اللهم آمنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيِّد بالحق إمامنا، وولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين، اللهم وَفِّقْه لِمَا تحب وترضى، وخُذ بناصيته للبر والتقوى، اللهم وفقه وولي عهده إلى ما فيه صلاح البلاد والعباد، وإلى ما فيه الخير للإسلام والمسلمين، اللهم ارزقهما البطانة الصالحة، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطول والإنعام، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، واحقن دماءهم، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم احفظ على هذه البلاد عقيدتها، وأمنها، ورخاءها واستقرارها، وسائرَ بلاد المسلمين، اللهم اجعلها دائمًا حائزة للخيرات والبركات، سالمة من الشرور والآفات، اللهم اصرف عَنَّا شر الأشرار، وكيد الفجار، وشرَّ طوارق الليل والنهار، رُدَّ عَنَّا كيدَ الكائدين، وعدوانَ المعتدين، ومكرَ الماكرين، وحقدَ الحاقدينَ، وحسدَ الحاسدينَ، وحسبُنا اللهُ ونِعْمَ الوكيلُ.

اللهم أبرم لأمة الإسلام أمرًا رشدًا، يُعَز فيه أهل طاعتك، ويُهدى فيه أهل معصيتك، ويُؤمر فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر، يا سميع الدعاء.

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، وألِّف ذات بينهم، وأصلح قلوبهم وأعمالهم، واجمعهم يا حي يا قيوم على العطاء والسنة، يا ذا العطاء والفضل والمنة.

اللهم انصر جنودنا، ورجال أمننا المرابطين على ثغورنا وحدودنا، اللهم تقبل شهداءهم، اللهم اشفِ مرضاهم، وعافِ جرحاهم، وردهم سالمين غانمين.

﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ‌وَقِنَا ‌عَذَابَ ‌النَّارِ ﴾ [البقرة: 201]، ﴿ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ ‌أَنْتَ ‌السَّمِيعُ ‌الْعَلِيمُ ﴾ [البقرة: 127]، ﴿ وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 128]، واغفر لنا ولوالدينا ووالديهم، والمسلمين والمسلمات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات، ﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ ‌الْعِزَّةِ ‌عَمَّا ‌يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180-182].


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.36 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.68 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.26%)]