|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أغلقت قلبي في وجهه أ. رضا الجنيدي السؤال: ♦ الملخص: فتاة كانت تميل لابن عمها، قبل وقوع مشاكل بين العائلتين، فأغلقت قلبَها تجاهه، ولما هدأت المشاكل، وتقدم إليها ابن عمها، وخُطبت له، شعرت أنها ليست سعيدة، وأن قلبها ما زال مغلقًا، وتسأل: ما الحل؟ ♦ التفاصيل: خُطبت لابن عمي منذ ستة أشهر، قبل خِطبتنا كان هناك نوعٌ من المَيل ولو قليلًا، ولكن حدثت بين عائلتي وعائلته مشاكل، فأغلقتُ قلبي من ناحيته تمامًا، ولم أعد أفكر به، ولمَّا حُلت تلك المشاكل ثم تقدم إليَّ وأنا في الصف الثالث الثانوي، وافقتُ، لكني لم أفكر في الأمر مليًّا؛ ربما لأنه ذو خلق ودين، وطيب، ومحبوب من الجميع، ومنذ خِطبتنا لم أجدني سعيدة، وليس هناك مَيل من ناحيتي تُجاهه، حتي إنه إذا أهداني هدية، لا أفرح، وإذا تكلم أحدٌ عنه أمامي، تعكَّر مِزاجي، وأُغيِّر الموضوع، لا أدري سببَ هذا النفور الشديد منه، إذ لم يصدر منه أي شيء، ولم أرَ فيه عيبًا، ولكن كل ما أعلمه أني لست سعيدة معه، ولو قالوا لي: غدًا عقدُ قِرانك، لبكيْتُ، وقلت: لا، أنا حائرة، حاولت كثيرًا أن أحَكِّمَ عقلي؛ لأنه ذو خلق ودين، وأقول لنفسي: إن أهم شيء في الزواج هو الاحترام وحسن المعاملة، ولا بد أن يأتي الحب بعد الزواج، ولكني لا أطلب حبًّا، بل أطلب فقط أن أكون سعيدة ولو قليلًا، حتى عندما يذكرون اسمه فقط، أبكي كثيرًا، استخرت كثيرًا ودعوت الله أن يختار لي الخير، ولكن نفوري وضيقي هذا خارج عن إرادتي، أيضًا شاورت نفسي، فلم أجدني أنفر منه، وفي الوقت نفسه لا أريد الزواج منه، لم أجد سببًا لذلك سوى أنه عندما أغلقت قلبي من ناحيته فيما مضى كان هذا نهائيًّا، ولم أستطع تغييره، فكرت أنه إذا تزوجنا، نعم، ستكون الحياة جيدة، وبها احترام، ولكن أنا من سيعاني، أعلم أن مع المعاملة الحسنة يأتي الحب، ولكني أعلم شخصيته جيدًا، لأنه ابن عمي، وقد عشنا في بيت واحد، فهو قليل الكلام والأفعال، وسوف يتوجب عليَّ أن أبدأ وأن أُحسِّنَ العلاقة بيننا، ولكني لن أستطيع أن أفعل ذلك، أرجو أن تساعدوني؛ فقد تعبت كثيرًا، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي رزق الإنسان عقلًا وقلبًا لتتوازن أفعاله، فيعيش حياة مستقرة نفسيًّا لا يخضع فيها لعقله فحسب، فيعيش حياة جافة بلا مشاعر، ولا يخضع فيها لقلبه فحسب، فيعيش حياة بلا حكمة. أسأل الله أن يجعلك ممن توازنت مشاعرهم، وأفكارهم، وأفعالهم. بداية - يا بنيتي - عليكِ بالنظر إلى قلبكِ وعقلكِ بعين الحكمة؛ لتستخرجي منهما الداء الذي تسبب في وصولكِ إلى هذه المرحلة مع ابن عمكِ، ذلك الشاب الذي تصفينه بالخُلُق والدين، بل ولتستخرجي منهما الداء الذي قد يحول بينكِ وبين السعادة في كثير من جوانب حياتكِ لاحقًا، هذا الداء يظهر في عدم التوازن في الحكم على الأمور، والنظر إلى الأمور من زاوية واحدة، والصلابة في التعامل مع المواقف، وأخشى ما أخشاه أن تكون هذه الصلابة ظاهرة في أمور أخرى، فكونكِ تغلقين قلبكِ وعقلكِ أمام شيء ما، عندما تصبح الظروف غير مواتية لتحقيق هذا الأمر، فهذا شيء جميل؛ كيلا تعاني النفس من ألم الحرمان، ولكن من غير الجميل ألَّا نفتح الأبواب إذا صارت الظروف مواتية؛ وذلك لأننا حين نغلق الأبواب نغلقها نهائيًّا. هذا السلوك إن زاد مع الإنسان جعله مع الوقت يتعامل مع أمور الحياة بقاعدة الأبيض والأسود؛ فالأمور عنده تندرج تحت هذين اللونين فقط، ولا مجال لأي لون آخر، وبهذا ربما تنغلق النفس تمامًا أمام الآخرين، وتبتعد رويدًا رويدًا عن أقرب الناس. الأمور لا يمكن أن تُؤخَذ بهذه الطريقة التي إن أُغلقت فيها النفس أمام أمرٍ ما ظلَّت هكذا دائمًا، وصعب عليها أن تعود لطبيعتها، بل علينا أن نكون أكثر مرونة؛ حتى تستقيم لنا الحياة بإذن الله. تُرى كيف ستتعاملين مع زوجكِ في المستقبل حين تمر بكما المشكلات، أو حين تكتشفين ما بين شخصيتكما من اختلافات، أو حين تجدين في زوجكِ عيبًا يزعجكِ؟ هل ستغلقين قلبكِ أمام زوجكِ، ثم إذا بكِ تكتشفين أن الأبواب موصدة، ولا يمكنكِ فتحها أبدًا مرة ثانية؟ هل إذا أساء لكِ أحد أبنائكِ في المستقبل ستغلقين قلبكِ أمامه غلقًا نهائيًّا؟ الحياة بهذه الطريقة مُرهقة للنفس، بل ومُرهقة للآخرين ممن نتعامل معهم، فانتبهي لهذا الأمر، وحاولي تدريب نفسكِ على التخلص منه؛ بالدعاء إلى الله عز وجل، وصدق اللجوء إليه، ثم بالنظر إلى الناس والأشياء، والمواقف والأحداث نظرة عادلة بلا إفراط ولا تفريط. بنيتي، هل كما استطعتِ إغلاق قلبكِ وعقلكِ أمام خطيبكِ بسبب المشكلات بين العائلتين - هل يمكنكِ إعطاء قلبكِ وعقلكِ الأوامر ليفتحا الأبواب، ولو قليلًا لبعض الوقت لترى عيناكِ الجمال في الأشياء الموجودة من حولكِ، ولتحكم على الناس بعين العدل؟ إن كان بمقدوركِ أن تفعلي ذلك، فافعلي وامنحي نفسكِ الفرصة بعد ذلك للنظر إلى خطيبكِ السابق نظرة جديدة وعادلة، وانظري هل ستتغير مشاعركِ أم لا؟ فإن تغيرت فبها ونِعْمَتْ، وإن لم تتغير وظلت كما هي، فلا ضيرَ من الفراق؛ حتى لا تؤذي نفسكِ، وكيلا تعيشي حياة يحيط بها الهم والغم وعدم الرضا، فالانسحاب في هذا الوقت أفضل لكِ من الاستمرار، ولا تكلفي نفسكِ ما لا تطيقين. أسأل الله أن يلهمكِ رشدكِ، ويوفقكِ للاختيار الصحيح الذي يسعد قلبكِ، ويحقق لكِ الاستقرار النفسي.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |