|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() الحقد والكره يملأ بيتنا أ. منى مصطفى السؤال: ♦ الملخص: فتاة تشكو جو الشحناء والبغضاء الذي يعم بيتها، فبيتها في مشاكل دائمة، وبين إخوتها جميعًا كُره وحقدٌ متصلان، وهي تريد الهروب من هذا الجو بأن تعمل، لكن العمل مختلط، وتسأل: ما الرأي؟ ♦ تفاصيل السؤال: أنا في الثامنة والعشرين من عمري، ملتزمة بالنقاب، أعيش مع والديَّ وإخوتي الثلاثة، المشاكل في بيتنا تختلف عن غيره من البيوت، فأختي تتمني لأخي أن يموت محروقًا في الدنيا، وأن يخلد في النار في الآخرة، وأخي يسب الدين ويكسر أبواب البيت، وزجاجه، صراخ أمي لا يُطاق، الجيران كلهم يسمعون صراخها، ثمة قطيعة وكره بين أخوين لي منذ عشر سنوات؛ حتى إنهما كادا – في آخر شجار لهما - يقتل أحدهما الآخر، أخي أساء لأختي وقال عنها عند الناس: إنها ترافق الشباب، أخٌ آخر من إخوتي يبتز والديَّ بالأموال، الكراهية تعم البيت، وأبي وأمي لا يحركان ساكنًا، ويقولون: هم أبناؤنا، لم أُرزق بالزوج الصالح بعدُ، وبسبب أجواء الكراهية التي تعم أرجاء بيتنا؛ قررت أن أعمل في مصر، والعمل في مصر مختلط، أعلم أن هذا ضرر، لكن البيت فيه ضرر أيضًا؛ فلا أدري ما أفعل، أنا متعبة، وقلبي يحمل الكثير من الحقد والغل والضغينة، فهل عليَّ إثمٌ إن أنا خرجت للعمل هروبًا من تلك المشاكل؟ فقد أصبحت في ذعر وخوف دائمين متصلين، لم تعد لديَّ القدرة على الاحتمال، أريد متنفسًا، فهل يسمح لي الشرع بذلك؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين؛ سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد: فقد قرأت رسالتكِ وتسرب لقلبي ما تجدينه في قلبكِ من هذه الأجواء المشحونة التي عشتِ فيها عقودًا ثلاثة من عمركِ، ولا حول ولا قوة إلا بالله، عوضكِ الله خيرًا. هذا الحال الذي تصفينه لا بد له من أسباب، ولا بد كذلك أن الوالدين أحدهما أو كليهما سبب في حدوثها! في العموم أمامكِ سبيلان لا ثالث لهما مع هذه العائلة: الأول: محاولة الإصلاح، وخاصة أن الله عز وجل رزقكِ شيئًا من الدين والخُلُق، وهداكِ للنقاب وتعلُّم الدين، ولكن هذا الطريق (هدايتهم) بالطبع يحتاج منكِ صبرًا ونفسًا قوية، وحجة أقوى، ونصحًا، بالحسنى، وتفقهًا في الدين، وكل هذا ميسور بإذن الله، وخاصة مع توفر اليوتيوب، ومواقع العلماء والشيوخ الثقات، وقبل كل هذا التوكل على الله واستمداد العون منه. ربما تقولين: لا طاقة لي بهذا؛ فقد كبروا وتعودوا ولن يستمعوا إليَّ. نعم، صحيح أوافقكِ، ولكن الأجر كبير يستحق التجربة، ربما تعتقين رقابهم من هذا الضياع، ويحييهم الله بك، وتكونين خير مبلغ عن ربكِ سبحانه ونبيه صلى الله عليه وسلم، وفي النهاية لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، حاولي فإن استطعت فخير، وإلا فحسبكِ شرف المحاولة. الطريق الثاني: هجر هذه الأجواء فورًا؛ لأنكِ ستخسرين دينكِ بينهم، وخاصة بعدما تسربت لكِ أمراض القلب كالغل والكراهية والحقد كما تصفين. نعم، الاختلاط له عواقبه، والعمل نفسه للمرأة شيء صعب جدًّا، إلا أن ضررًا أخف من ضرر، وإن كان الشرع أباح العمل لكسب المال عند الضرورة، فحتمًا يبيحه للحفاظ على الدين، ولكن يجب عليكِ الالتزام بأمرين اثنين: 1- حاولي البحث عن عمل في محيط نسائي قدر الإمكان، ولأنكِ لم تذكري تخصصكِ لنفكر معًا ما الذي يناسبكِ، فمهما كان تخصصكِ، يمكنكِ بدء تجارة متواضعة في أي سلعة تناسبكِ، هذا العمل سوف يأخذ وقتكِ ويشغلكِ عن المحيط السيئ الذي تعيشين فيه، وفي نفس الوقت الاختلاط فيه قليل يقتصر على البيع والشراء، دون الرؤية الدورية؛ كالوظيفة مثلًا، والتي تسبب الميل وغيره من مشاكل الاختلاط. 2- إن تعذر الأمر السابق، واضطررتِ للعمل المختلط، فعليكِ أولًا معاهدة الله وإصلاح نيتكِ في خروجكِ من البيت، ولتشهدي الله أنكِ تفرين بدينكِ من مكانٍ البقاء فيه سيؤدي بكِ للانحدار الديني والأخلاقي، وربما المرض، ولتتجنبي الاختلاط قدر المستطاع، وليكن على قدر الحاجة لا أكثر، ومن استعان بالله، أعانه بلا شك، وأنتِ توشكين على الثلاثين فلديكِ من العقل والنضج ما يكفي لقيادة نفسكِ بإذن الله. 3- لا تنسَي تزكية نفسكِ قدر المستطاع، والتداوي بالذكر: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]، ومجالسة الصالحات قدر المستطاع؛ فكل ذلك يجلو القلب ويعيده علِقًا بالله جل وعلا. 4- أكثري من الدعاء بالزوج الصالح والعمل الصالح، والهداية لأهلكِ وإخوتكِ، فمهما كانوا، فإن وجودهم خير من عدمه، والله سميع مجيب الدعاء بحوله وطَوله؛ تدبري دائمًا قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186]؛ فليكن دعاؤكِ بيقين، وليس على الله بعزيزٍ أن يغنيَكِ ويرزقكِ بزوج يوفر لكِ حياة طيبة. أهم وآخر ما أقوله لكِ: اختبري قوتكِ وصبركِ قبل الخروج للعمل، فالشارع ليس بأطيب ولا أهدأ من بيتكم، ربما يكون أصعب وأشد قسوة. ربما تكون الميزة الوحيد في الخروج للعمل أنكِ تستطيعين مفارقة من لا يعجبكِ، غير آسفة عليه دون قيود ولا أواصر؛ لأنه غريب، وكذلك لن يؤذيكِ فساده؛ لأنه لا يهمك، لكن حتمًا ستجدين نفورًا من الناس، ولن تجدي فرقًا يُذكر بين البيت والشارع؛ لأن كليهما انعكاس للآخر. فعليكِ بجلسة صراحة مع نفسك، وقراءة سورة الكهف بانتظام، وسوف يجعل الله لكِ نورًا، فإن استطعتِ مواجهة الناس والصبر عليهم، فخوضي تجربة العمل بالضوابط المعروفة (الزي المحتشم، والخلق القويم). وإن لم تستطيعي، فبيتكِ أولى بكِ، واشغلي نفسكِ بعلم أو بتجارة أو حتى استقبال أطفال صباحًا إذا كان هناك متسع. ويعجبني المثل القائل: (كل منا يعرف من أين تشرق شمس داره). هداكِ الله للخير، وهدى بكِ.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |