نكران الذات وضعف الشخصية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4916 - عددالزوار : 1969840 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4487 - عددالزوار : 1266203 )           »          شرح سنن أبي داود للعباد (عبد المحسن العباد) متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 738 - عددالزوار : 202421 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 112 - عددالزوار : 53084 )           »          فضل الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم – (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 54 )           »          تمكين الصغار من مس المصحف والقراءة منه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          فضل صلاة الضحى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 468 - عددالزوار : 148099 )           »          وما خرفة الجنة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          تحريم صرف الخشية لغير الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-12-2022, 02:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,749
الدولة : Egypt
افتراضي نكران الذات وضعف الشخصية

نكران الذات وضعف الشخصية
أ. أميمة صوالحة


السؤال:

الملخص:
فتاة انتهتْ مِن دراستها الجامعية، لا تَثِق في نفسها، وشخصيتها ضعيفة، أصبحتْ تَميل إلى العُزلة بعد مواقفَ تعرَّضتْ لها مِن صديقاتها، ترى نفسها أقلَّ من باقي الفتيات.

التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاةٌ أنهيتُ دراستي الجامعية والحمد الله، أنا موهوبة لكني لا أثِق في نفسي، وشخصيتي ضعيفة، ولا أستطيع الدفاع عن نفسي، ولا أدري إن كنتُ أُبالغ أو لا، لكن هذا ما أراه من نفسي.


الناس يَسعدون برِفقتي، أما أنا فلا أسعَد برِفقة أحدٍ، في الفترات السابقة كنتُ أُشارِك صديقاتي لحظاتِ يومي وتنزُّهاتي وأعمالي، أما الآن فلا أشعُر إلا برغبةٍ في العُزلة والوحدة، وقد تعرَّضت سابقًا لخيبات أملٍ مِن صديقاتي، ومِن شاب لم أُصرِّح له بشيءٍ ولم أُحادثه أبدًا، وقد كان يَنتبه إلى تصرُّفاتي وخجلي وتوتُّري حين أراه، فأهانني بتصرُّفات تأويلها الانتقاص والاحتقار، فاكْتَأَبْتُ وفَقَدتُ الباعثَ والأمل، ذلك أني قد خيَّبتُ ظنَّ نفسي.


إن الفتيات اللاتي علِمنَ بشأن هذا الشاب قد رأيتُ في عيونهنَّ الغيرةَ، بل إن واحدةً منهنَّ انتقصتْ مني وجرَحتني جُرحًا عميقًا، وقالت لي: هذا الشاب أجملُ منك بكثيرٍ، ولن ينظُر إليك!


لم أَعُد أَقوى على مواجهة شيءٍ، فقد سَئِمْتُ دورَ الفتاة المسالمة، ولا أثِق في شكلي، حتى إني أَشُك في أنوثتي، وأُقارن بيني وبين غيري من الفتيات، وأَمْقُتُ أفكار الفتيات الساذجات اللاتي تَخيَّلْنَ أنهنَّ فاتنات، ويَتصرَّفنَ وَفْق ذلك، وأتساءل: أنَّى لهنَّ هذه الثقة؟!


لم أَعُد أفْهَم معنى التواضع والمسالمة، أشعُر بالكسل والخمول تُجاه التقدم في الحياة، لديَّ الكثيرُ لكن لا أَسْتَثْمِرُه ولا أَستغِلُّه، وقد صنعتُ لنفسي شخصيةً لا أُريد أن أظهَر بها، لكني أَظهَر بها حقيقةً مع رفضي إياها.


أَشكركم لأنَّكم منحتُموني هذه الفرصة التي قد تُنقذ شيئًا ما بي.



الجواب:

الابنة الكريمة، حفِظك الله وأسعَد قلبك، وأزال همَّك، ونرحِّب بك في شبكة الألوكة، ونشكُر لك توجُّهك بالاستشارة مِن خلالنا. أما بعدُ:
فأنتِ لا شكَّ شخصية إيجابية، ولديك ما يكفي من الثقة بالنفس، فإدراك الجانب الإيجابي في شخصيتك، وشعورك بحقيقة إمكانياتك، وإقرارك بأنك موهوبة ومتميزة عن الأُخريات - يُعد في حد ذاته مِفتاحَ النجاح والثقة بالنفس، وليس في هذه الحياة شيءٌ مطلق، أو صفة بارزة وثابتة بشكلٍ كلي، إنما خصائص وسمات الشخصية أمرٌ متغيرٌ ومكتَسبٌ، فيُمكنك تحسينُها وتطويرُ جوانب الضَّعف، من خلال الممارسة والتدريب للوصول إلى المستوى الكافي من القناعة والرضا عن الذات!

ونفيدك بالتفاصيل للمزيد من المساعدة:
أولًا: أسباب المشكلة:
تبدأ بؤرةُ المشكلات والاضطرابات الشخصية عند أي شخص سويٍّ، عندما يبدأ بمقارنة الذات مع الآخرين، فليس هنالك وجهٌ للتطابق التامِّ مع غيرك، ولا شكَّ أن لكل شخصية ما يُميِّزها عن غيرها.

الحاجة لاكتمال النضج العاطفي أو الانفعالي، فالارتقاءُ إلى مرحلة كافية من النضج الانفعالي، سيعمَل على تقليص حِدَّة تأثير الجوانب السلبية التي تطرَأ على نمط الحياة اليومي.

ثانيًا: علاج المشكلة:
التوقف الفوري عن مقارنة الذات بالآخرين، فللوصول إلى القناعة التامة بما لديك من سمات الشخصية، لا بد مِن التوقف عن عقد المقارنات ومراقبة الآخرين، فأنت متميزة بما تَملِكين، ومختلفة بما لديك، فلا تَجعلني الحزن يتمكَّن منك بسبب المقارنات غير المتكافئة.

مواجهة التحديات ومجابهة المخاوف والعقبات، وذلك بالبُعد عن الاستسلام للمواقف المحبطة، وعدم تصعيد المشكلات، فالمواقف والعقبات التي تُصادفك هي عقبات اعتيادية تواجه الجميع، ففي داخل كلِّ شخصٍ مِن حولك صراعٌ داخلي يُشبه ذاك الذي في داخلك، على الأقل في جانب من جوانب الحياة.

الإضاءة الإيجابية، فلكلِّ جانبٍ مُعتمٍ في طريقك إضاءةٌ إيجابية، عليك فقط توجيه بصرِك تُجاهها، وحتى عندما ترين الأمور تسير في طريقٍ غير سويٍّ، فإن الواقع يُخفي لك أشياءَ أجملَ مما تُظنين!

ثالثًا: كيف يُمكنك اكتساب الثقة بالنفس، والإيمان بإمكانيَّاتك واحترامها في كل لحظة، وفي كلِّ موقف مهما كانت الظروف قاسية؟!

في مقدمة المحاولات لا بأس مِن تقمُّص وتمثيل دور الثقة بالنفس، وبعد كلِّ محاولة ستجدين في داخلك قوةً تتضاعف تدريجيًّا؛ لتنالي ذاتَ يومٍ ما كنتِ تَحلُمين به من القناعة، وستبدأ أساسات الثقة في النمو في أعماقك يومًا بعد يومٍ، فالثقة ليستْ ظاهرةً اعتباطيَّة تظهَر بين عشيَّةٍ وضُحاها.

عليك التخلي عن كافة العلاقات التي تُمزِّق ثقتك في نفسك، فكثيرٌ من انهيارات الإنسان الداخلية وفِقدانه ثقتَه في نفسه، يأتي بسبب الأشخاص والعلاقات مِن حوله، فإن وجدتِ حولك شيئًا من تلك الشخصيات، فابتعدي عنه وابدَئي من جديد!

كوني حاضرةً دائمًا، فالتأهُّب والاستعداد للمواقف، واستحضارها في خيالك، سيُمكِّنك من تجاوز التوقُّعات المؤلمة.

اكتساب المعرفة والاعتناء بالفكر يساعد على تهذيبِ الذهن وزيادة الثقة في النفس.

التعامل مع الثقة في النفس على أنها أداةٌ، وبذلك يُمكنك استخدامُها متى شئتِ، لمواجهة تفاصيل حياتك اليومية، وإدارة الصعوبات في حياتك، واكتساب القدرة على أداء الكثير من المهام التي تَعنيك في الحياة.

الثقة في النفس عضلةٌ كسائر العضلات؛ تنمو باستخدامها، وتَضمُر عند إهمالها؛ فاحرِصي على تمرين تلك العَضلة.

وأخيرًا، لا تَحزني أبدًا إن لم تكوني مَحطَّ إعجاب الشباب، فأنتِ لم تُخلَقي لأكثر من رجلٍ واحد في هذا الكون، وهو ذاك القدرُ الذي ينتظرك وتَنتظرينه، ولقد أراد الله بكِ خيرًا أنْ حفِظك مِن أَعيُنٍ لا تستحقُّ النظر إليك، فاحمَدي الله كثيرًا، وتوجَّهي إليه سبحانه بالدعاء والطاعة.

مع تمنياتي بالسداد والتوفيق.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.97 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]