|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل سمعت بدائرة سيمون سينك الذهبية؟ مصعب الخالد البوعليان هل توقَّفت في يوم من الأيام عن القيام بعمل ما، بينما تفكِّر في النتائج التي سيؤول إليها عملك هذا؟ إذا كانت إجابتُك "نعم"، فتعالَ وقِفْ إلى جانبنا يا صاحِ، نحن هنا مجموعةُ التفكير التقليدي، وأمامنا تصطفُّ مجموعة التفكير غير التقليدي، وهم وإن كانوا أفضلَ منا حالاً، فإن فرصة التغيير مازالت سانحةً؛ فالقاعدة تقول: غيِّر أفكارك تتغيَّر مشاعرك، غيِّر مشاعرك تتغير سلوكياتك، أليس هذا جميلاً؟ هذا الذي يَقِفُ بينَنا هو سيمون سينك، وقد أعلن في إحدى مؤتمرات Ted عام 2009م عن نظريَّته الجميلة؛ الدائرة الذهبية، التي تُقسِّمُ أساليبنا في التحفيز والتسويق إلى واحدٍ من تسلسلَيْنِ اثنين، أولهما هو: دوافع، كيفيات، نتائج: وهو تسلسل غير التقليديين، وحين تَتَّبِعُه فإنك تُفكِّر - كما يقول سيمون سينك - كالكبار الذين حققوا نجاحات كبيرة، وضرب لهم مثلاً بشركة آبل، و"الأخوان رايت"، والمناضل الحقوقي مارتن لوثر كينج. وبحسب نظريَّته، فإن هؤلاء هم الذين ينجحون في تحفيزِ أنفسهم، وتحفيز طاقم عملهم؛ لأنهم ينطلقون من أساس ثابت يعرفونه جيدًا، ويتمثلونه باستمرار (الدوافع)؛ لذلك تكون طاقتُهم الروحية عالية دائمًا، ولديهم قدرة على مواجهة التحديات وتجاوز العَقَبات بينما يطاردون أحلامهم عبر السنين بجدٍّ واجتهاد وكفاح متواصلٍ، دون كللٍ أو ملل! نتائج، كيفيات، دوافع: أما هذا التسلسل الآخر فهو التسلسل المعاكس، حيث يبدأ أصحابُه من النتائج التي ينصبُّ تركيزهم عليها، ثم ينتقلون إلى الكيفيَّات؛ حيث يقضون هناك الكثير من الوقت، لكنهم لا يتقدَّمون - وللأسف! - إلى المنطقة الثالثة وهي الدوافع؛ لأن التفكير في النتائج يَشغلُهم عن التواصل بفعاليَّة مع ذواتِهم، والتعرُّف بشكلٍ أفضلَ على دوافعهم؛ لذلك فإنهم لا يُحقِّقون أيَّ نجاح، أو يحققون نجاحًا محدودًا ومتوقَّعًا، وفي حالات نادرة يُحقِّقون نجاحًا كبيرًا لكن دون ذلك الشَّغَف الذي يجعل للنجاح طعمًا رائعًا. أما بالنسبة لي: فقد كنت شخصًا شغوفًا جدًّا بما أقوم به، وقد قمتُ به دون تردُّد، وفعلت لأجله ما في وسعي، وأفنيت فيه جزءًا مهمًّا وخاصًّا جدًّا من وقتي، وفي لحظةٍ ما استولى عليَّ شيطان النتائج، وصار السؤالُ الذي أطرحه قبل كل عمل: كيف أضمن أفضلَ النتائج؟ ولأن القضية عقليَّة بَحْتة، فإن الإجابة التي أحصلُ عليها في كل مرة هي: توقَّفْ.. راجع نفسك.. حاول استكمال كلِّ التفاصيل قبل الانطلاق. ولا حاجةَ بطبيعة الحال لأن أخبرك عن مصيرِ مشروعي في ظلِّ هذا النمط من التفكير، فما يجري عادةً هو الآتي: ♦ تضغطُ عليَّ أسئلة الكمال (كيف يظهر العمل في أفضل صورة؟ ماذا سيقول الآخرون؟ كيف يكسب عملي اهتمامهم؟). ♦ تنخفض طاقتي الروحيَّة؛ بضغط هذه الأسئلة. ♦ أفقد رغبتي في العمل، ثم أتوقَّف. ♦ الأدهى والأمرُّ أن تَجِدَ بعد فترة يسيرة أن آخَرَ قد اهتدى إلى الفكرة، وشرع في تنفيذها، ونجح! سلسلة مأساوية: إنها كذلك فعلاً تُشبِهُ - إلى حدٍّ كبير - ما جرى مع أحد الباحثين في علوم الطيران، حين توقَّف عن تطوير أبحاثه؛ مُدَّعيًا أن الإنسان لن يستطيع الطيران باستخدام آلة قابلةٍ للتحكم، وما لبث أن أُعلِنَ عما توصَّل إليه، حتى كان الأخوان رايت قد أقلعا بطائرتهما، فتوقَّف تمامًا عن العمل بدل أن يتعاون معهما، ويغتنم الفرصةَ التي سنحت أخيرًا. ويُفسِّر سيمون سينك ذلك بأن النتائج المتمثِّلة بالشُّهرة والمال الوفير، والأمجاد الشخصية التي استولت على هذا الرجل - منعَتْه من مصافحة النجاح الذي حقَّقه الأخوان رايت؛ من أجل نجاح آخر في المستقبل، فتوقَّف عند النقطة التي انطلق منها، وهي نقطة النتائج. النتائج لا تصلح للتحفيز: هذا التفسيرُ يجعلُنا أمامَ استنتاج مهم جدًّا، وهو أن (النتائج) قضيَّة عقلية لا تَصلُحُ للتحفيز، فالذين يجري تحفيزهم بالنتائج (أموال، مرتبات أعلى، امتيازات شخصية،... إلخ) يفقدون طاقتَهم الروحيَّة بسرعة تحت ضغط الانتظار، وبذلك يخسر كثيرٌ منهم السباق، أما الذين يتحفَّزون أو يجري تحفيزُهم باستخدام الدوافع، فإنهم - وعلى العكس من ذلك - يحصلون على طاقة روحيَّة عالية ومستديمة، تنبعث من إيمانهم بما يقومون به، وقَناعَتِهم بأهميَّته وشعورهم بالمسؤولية عنه؛ لذلك يتقدَّمون حين يتأخَّر غيرُهم، ويواصلون المسير حين يتوقَّف الآخرون. هل هذا يعني إهمال النتائج؟! سؤال مهم إجابتُه المباشرة: (لا)، ولكن يجدر بنا توظيفُها بطريقة صحيحة تسمح لنا بالاستفادة منها في إرشادنا إلى أكثر الطرق كفاءة وفعاليَّة، وأعتقد أنك تعرف الفرقَ الشاسع بين استخدام النتائج في تحفيزك على القيام بشيء ما، وهو استخدام خاطئ، واستخدامها في الاسترشاد بها، وهو الاستخدام الصحيح. فحين يكون دافعُك الإيمانَ بأهمية دورك بوصفك (معلِّمًا) فإنك ستفعل ما بوُسعِك، ولكي تقيس تقدُّمَك في أداء رسالتك، وتطوِّر باستمرار أساليبك في التربية والتعليم - عليك أن تسأل نفسَك عن طلابك، كيف هو تحصيلهم؟ هل استفادوا فعلاً منك؟ كيف يتصرَّفون في المدرسة والمنزل؟ ما الذي وصلوا إليه بعد أن تركوك وانتقلوا إلى المرحلة التالية؟ وهذا كلُّه بالنسبة لك نتائجُ تَسترشِدُ بها في تقويم مسيرتك، وتذكَّر بأن التقويم شيء، والتوقُّف التام عن العمل لأجل التقويم شيء آخر تمامًا. والآن: هلاَّ جلست وحدك في مكانٍ هادئ، وحاولت التعرُّف على دوافعك؟ افعل ذلك باستمرار، وكن صريحًا مع نفسك. ألقاك ناجحًا!
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |