خطبة قصيرة عن الاسـتغفار - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 52068 )           »          الحرص على الائتلاف والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 80 - عددالزوار : 45845 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 196 - عددالزوار : 64230 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 374 - عددالزوار : 155273 )           »          6 مميزات جديدة فى تطبيق الهاتف الخاص بنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 12 و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          برنامج الدردشة Gemini متاح الآن على Gmail لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          كيفية حذف صفحة Word فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          خطوات.. كيفية إعادة ترتيب الأزرار وتغيير حجمها في مركز التحكم بـiOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-06-2021, 03:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,565
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة قصيرة عن الاسـتغفار

خطبة قصيرة عن الاسـتغفار


أحمد عبدالله صالح



إن الحمد لله... الاستغفار له مكانته العظيمة ومنزلته العلية في دين الله فهو أساسٌ لاستجلابِ الخيرات وحلولِ البركات، ونزولِ النعم وزوال العقوبات والنقم.
إنه منهج كامل وشامل لصلاحِ الدين والدنيا، فما أحوجنا إلى الاستغفار في زمن كثُرت فيه الفتن والمحن والشدائد، وما أحوجنا إلى الاستغفار في وقت كثرت فيه ذنوبنا ومعاصينا، وما أحوجنا إلى الاستغفار في حال قلَّت فيه الأمطار وأصاب بلادنا القحط والجدب، وإذا كانت الشعوب تتضررُ اليوم بسببِ الجفاف والجدب، ولا يستطيع أحدٌ أن يستمطر السماء مهما أوتي من قوة، فإن الاستغفار وسيلةٌ لطلب هطـولِ الأمطـار وازدهـارِ الزراعة وحصولِ النماء، وكثرةِ الرزق والعزة والمنعة، اقرؤوا إن شئتم ما قاله نوح لقومَه ناصحًا لهم: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10، 12].
فمن أراد الغيث فإن الاستغفار سببٌ لنزولِ الغيث من السماء: ﴿ يُرْسِلِ السَمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ﴾.
ومن يتمنى الغنى بعد الفقر فإن الاستغفار سببٌ لكثرة المال: ﴿ وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ ﴾.
ومن أراد البنين والأولاد فإن الاستغفار سببٌ لمجيء البنين: ﴿ وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ ﴾.
ومن أراد جنَة ربه ورضوانه ونعيمه وجنانه، فإن الاستغفار سببٌ لدخولِ الجنة: ﴿ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾.
وهذا الفـاروق عمـر رضي الله عنه يخـرج يومًا ليستسقي، فلم يزد على الاستغفار، فقالوا:
ما رأيناك استسقيت؟ فقال: لقد طلبتُ الغيثَ بمجاديحِ السماء الذي يُستنزل به المطر، ثم قـرأ هذه الآيات: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَكُمْ إِنَهُ كَانَ غَفَارًا ﴾.
وجاء رجل إلى الحسن البصري يشكو إليه الجدب والقحط، فأجابه قائلًا: استغفرِ الله، ثم جاءه رجل آخر يشكو الحاجة والفقر، فقال له: استغفرِ الله، ثم جاءه ثالثُ يشكو قلة الولد، فقال له: استغفرِ الله، فتعجبَ القوم من إجابته، فقالوا له في ذلك؟‏ فقال:‏ ما قلت من عندي شيئًا إن الله تعالى يقول في سورة نوح: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾؛ فمـا أجمل الاستغفـار، وما أروع تلك الألسن التي تلهج بالاستغفار دون كسلٍ أو كللٍ أو مللٍ، والأجمل من ذلك تلكمُ العبارات، وتلكم اللوحات الرائعة التي نجدها معلقةً على الأبواب المزدحمة وعلى جدران وصالات الانتظار في البيوت أو المشافي، أو المدارس أو المكاتب الحكومية: (دقائقُ الانتظار امْلَأْها بالاستغفار).
وتلكم الدقائق التي ملأتها بالاستغفار ستملأ صحيفتك بالحسنات، وترفع لك الدرجات، وتطرد عنك الشيطان؛ ففي الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الشيطان قال: وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامتْ أرواحهم في أجسادهم، فقال الرب تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني"، فالله سبحانه يدعونا إلى الاستغفارِ من خطيئاتنا، وهو القائل سبحانه: ﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ﴾ [هود: 3].
وقال في الحديث القدسي: «يا عبادي إنكم تخطؤون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعًا، فاستغفروني أغفر لكم».
وفي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
« قال الله: يا بن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني، غفرتُ لك على ما كان منك ولا أبالي، يا بن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني، غفرتُ لك ولا أبالي، يا بن آدم إنك لو أتيتني بقُراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا، لأتيتك بقرابها مغفرة».
﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 135].
بـارك الله لـي ولكم بالقـرآن العظيم، ونفعنــي وإيــاكــم بمــا فيه مـن الآيات والـذكر الحكيم، وأقـول مـا سمـعتم واستغفروا اللـه لـي ولــكم مـن كل ذنـب، فيا فوز المستغفرين ويــا نجاة التــائبين.
الخطبــة الثانيــة
أمــا بعــد:
فيتعدد حشر الخلق، ويتباين ويختلف عرضٌ البشر والناسِ يوم القيامة، فمجموعات من الناس يأتون ووجوههم كالحة، عليها الظلمةُ والسواد، وآخرون يأتون وتظهر على مُحيَّاهم الكآبةُ والإحباط، وآخرون يأتون محملين بأوزار غيرهم، بينما يأتي أناس أخرون يوم القيامـة وهم في غايةِ السرورِ والحبور، في غايةِ الفرحِ والبهجة، في غايةِ الابتهاجِ والغبطة، في غايةِ السعادةِ والمرح، إضافةً إلى الثواب الجزيل والأجر العظيم والرحمة والمغفرة والعتق من النار، والسلامة من العذاب، الذي يُمنحونه من رب العزة والجلال سبحانه.
أتدرون من همْ؟ إنهم المستغفرون؛ قال عليه الصلاة والسلام كما روى ذلك ابن ماجه ومسند البزار من حديث عَبْدَاللَهِ بْنَ بُسْرٍ يَقُولُ: قَالَ النَبِيُ صلى الله عليه وسلم: «طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِي صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا»، وفي المعجم للطبراني عن الزبير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أحب أن تسره صحيفته، فليُكثر فيها من الاستغفار".
وأَولى من يُستغفَرُ لهم الوالدان تأسيًا بالأنبياء، وطاعةً لله عز وجل؛ حيث قال: ﴿ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 24].
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الاستغفار للوالدين ينفعهما فقال: "إن الرجل لتُرفع درجته في الجنة، فيقول: يا رب أنى هذا؟ فيقول: باستغفار ولدك لك".

فعليكم بالاستغفار يا عباد الله، أكثروا منه في بيوتكم، وعلى موائدكم وعلى فُرشكم، وفي طرقكم وأسواقكم وسياراتكم، وأينما كنتم، فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة، وليكن الاستغفار ماحيًا للذنوب والخطايا محققًا للسعادة والرخاء للفرد المسلم والمجتمع المسلم والأمة المسلمة، جالبًا لخيرات الأرض وبركات السماء، ليكن الاستغفار سلاحًا يُصَدُّ به تسلُّطُ الأعداء ومنكرات السفهاء والأمراض المعدية، والزلازل والفيضانات وسائر الابتلاءات، ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ وسلِّم وباركْ على نبينا محمد، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومَن تبِعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنِّك ورحمتك، يا أرحم الراحمين.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.24 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.22%)]