الوأد المعنوي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4954 - عددالزوار : 2057198 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4529 - عددالزوار : 1325307 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 52134 )           »          الحرص على الائتلاف والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 80 - عددالزوار : 45913 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 196 - عددالزوار : 64250 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 374 - عددالزوار : 155317 )           »          6 مميزات جديدة فى تطبيق الهاتف الخاص بنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 12 و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          برنامج الدردشة Gemini متاح الآن على Gmail لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-04-2021, 12:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,565
الدولة : Egypt
افتراضي الوأد المعنوي

الوأد المعنوي
كمال عبدالمنعم محمد خليل






عُرف الوأد في الجاهلية على أنه قتل المولودة الأنثى بمجرد ولادتها؛ لأنها أنثى؛ وذلك خشية العار الذي يلحق الوالد، حسب اعتقادهم وتفكيرهم السيئ، وقد سجَّل القرآن ذلك في أكثر من مشهد قرآني؛ قال الله تعالى: ﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ﴾ [التكوير: 8، 9]، وقال سبحانه: ﴿ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ [النحل: 58، 59].

وإذا كان هذا السلوك المشين ينهي حياة البنت الوليدة ويقضي عليها، فإن هناك سلوكًا آخر قد يرتكبه الوالدان في عصرنا لَيقضي على الأبناء وإن لم يكن بالقتل كما في الجاهلية، لكنه بالإهمال والتقصير في التربية تجاه الأبناء من الذكور والإناث، فيخرج هؤلاء على غير قيم أو أخلاق، وينزلقون بأفعالهم نحو الجريمة بكافة أشكالها، وهذا وأْدٌ من نوع آخر؛ وأد معنوي يَقتل في داخل صاحبه كلَّ فضيلة، وينمي ويشجع كل رذيلة، وما فائدة أن يعيش الإنسان جسدًا خاويًا من التربية والأخلاق الحسنة؟!

فإكرام الأبناء يستلزم القُرب منهم، والتعرُّف على أفكارهم، واختيار أصدقائهم، ومعاونتهم في حل المشكلات التي تواجههم، وقبل كل هذا وبعده تدريبهم وتعويدهم على الفرائض والفضائل؛ ففي الحديث: ((مُرُوا أولادَكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضرِبوهم عليها وهم أبناء عشر، وفَرِّقوا بينهم في المضاجع))[1].

وروى الشيخان عن الرُّبَيِّع بنت مُعوِّذ، قالت: أَرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: ((مَن أصبحَ مفطرًا، فليُتمَّ بقية يومه، ومَن أصبحَ صائمًا، فلْيَصمْ))‏، قالت: "فكنَّا نصُومه بعدُ، وَنُصَوِّم صبياننا، ونجعل لهم اللعبة مِن العهن، فإذا بكى أحدُهم على الطعام، أعطيناه ذاك، حتى يكونَ عند الإفطار".

قال ابن حجر: "في الحديث حجةٌ على مشروعية تمرين الصبيان على الصيام".

وروى مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي ركبًا بالرَّوْحاء، فقال: ((مَن القومُ؟))، قالوا: "المسلمون"، فقالوا: "مَن أنتَ؟"، قال: ((رسول الله))؛ فرَفعتْ إليه امرأةٌ صبيًّا فقالت: "ألِهذا حَجٌّ؟"، قال: ((نعم، ولكِ أجرٌ))‏.

كل ذلك مِن أجل تنشئتهم تنشئةً صالحةً، ووقايتهم مِن عذاب الله تعالى يوم القيامة حينما يبلغون سن التكليف؛ حيث تكون الفضيلة لديهم محبَّبة، وأداء الفريضة سهلًا ميسورًا عليهم؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].

إنَّ غياب التوجيه من الوالدين له مردوده السيِّئ على الأبناء، وقد يُفاجَأ الوالدان بانحراف الأبناء ووقوعهم في براثن الجريمة، ويومَها لا يجدي النصح ولا ينفع الندم، وليس للوالدين أدنى حجة في إهمال الأبناء وعدم مراقبتهم والاهتمام بهم؛ فما فائدة أن يكدَّ الوالدان ويجلبَا المال الوفير، وفي المقابل يضيع الأبناء فلا تكون منهم ثمرة مرجوة؟!

إن المتابِع والمحلِّل للحوادث والجرائم التي يرتكبها الناشئة والفتيان - يجد القاسم المشترَك بينها: إهمال هؤلاء، وعدم العناية بهم، وعدم تربيتهم تربية صالحة، وتَرْكهم فريسة للمغريات حولهم على كثرتها؛ فمِن قنوات فضائية إلى مواقع إباحية، إلى صديق سوء، إلى غير ذلك مِن المغريات والمفسِدات للأخلاق، وفي النهاية ينتهي هؤلاء الأبناء، فكأنهم وُئدوا، وقُضي عليهم، فهم أحياء أموات؛ نتيجة التقصير والغفلة.

إنَّ حُسن تربية الأبناء له أعظمُ الأجر من الله تعالى، ويؤتي ثماره المرجوة، على مستوى الفرد نفسه، وعلى مستوى الأسرة، وعلى مستوى المجتمع بأسره.


فالوعيَ الوعيَ بهذه الأهمية للتربية الصالحة؛ حتى يكون الأبناء بمنأى عن أن تُرتكَب جريمة الوأد المعنوي في حقهم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



[1] رواه أبو داود والحاكم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.57 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.39%)]