نداء الفلاح - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4954 - عددالزوار : 2057206 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4529 - عددالزوار : 1325323 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 52138 )           »          الحرص على الائتلاف والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 80 - عددالزوار : 45915 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 196 - عددالزوار : 64251 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 374 - عددالزوار : 155317 )           »          6 مميزات جديدة فى تطبيق الهاتف الخاص بنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 12 و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          برنامج الدردشة Gemini متاح الآن على Gmail لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-02-2021, 12:40 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,565
الدولة : Egypt
افتراضي نداء الفلاح

نداء الفلاح


د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم


الحمد لله عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته، عمّ خيره كل مخلوقاته، ووسع علمه أرضه وسماواته، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له في أسمائه وصفاته، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى أصحابه وذرياته.

أما بعد، فاتقوا الله – عباد الله -، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ... ﴾.
أيها المؤمنون!
لنداء الفلاح حين تصدح به الحناجر وقع إيماني مجلل في ردهات الكون وأعماق النفس المؤمنة لا تملك التعبير عنه إلا بدمع العين وتهدّج الكلم، كما حدّث أبو بكر بن أبي طالب عن أذان معروف الكرخي قائلاً: دخلت مسجد معروف، ثم أذن، فلما أخذ في الأذان اضطرب وارتعد حين قال: أشهد أن لا إله إلا الله، فقام شعر حاجبيه ولحيته حتى خفت أن لا يتم أذانه، وانحنى حتى كاد أن يسقط. في ذلك النداء تتوالى كلمات الأذان الندي على المسامع مجددةً حقيقة الإيمان، ومذكرةً بالقضايا الكلية الكبرى التي شهد عليها الوجود وصلح بها أمر الحياة. حتى بات الكون الصامت بدوابه وحجره ومدره وشجره وما لا يُرى فيه شاهداً للصادح بذلك النداء الإيماني العظيم إن بلغه صوته، قال أبو سعيد الخدري- رضي الله عنه – لعبدالله بن عبدالرحمن بن أبي صعصعة: إني أراك تحب الغنم والبادية، فإذا كنت في غنمك، أو باديتك، فأذنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء، فإنه: «لا يسمع مدى صوت المؤذن، جن ولا إنس ولا شيء، إلا شهد له يوم القيامة»، قال أبو سعيد: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم (رواه البخاري). وبلوغ الغاية من المغفرة ببلوغ الغاية في رفع الصوت بالنداء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "المؤذن يُغفر له مدى صوته" رواه أحمد بإسناد حسن جيد كما قال المنذري. وبرفع ذاك النداء ترفع الأعناق وتشرف يوم القيامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة" رواه مسلم. ولأولئك الصادحين أجر من لبّى النداء وأمّ المساجد للصلاة؛ فهم من دعاهم إليها ودلّهم عليها، و"من دل على هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه". وبنداء الفلاح تطلب السكينة والأمن وتطرد الشياطين وتُبعد، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان، وله ضراط؛ حتى لا يسمع التأذين " رواه البخاري ومسلم. ومَن لازَم نداء السكينة أمّنه الله يوم الفزع الأكبر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا يهولهم الفزع الأكبر، ولا ينالهم الحساب، هم على كثب من مسك حتى يفرغ من حساب الخلائق" وذكر منهم: "وداع يدعو إلى الصلاة ابتغاء وجه الله" رواه الطبراني بإسناد لا بأس به كما قال المنذري. ولأذان الفلاة والقفار والوحدة مزية وأجر عظيم؛ لعظم ما قام فيها من دلالة الخشية والإيمان بالغيب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يعجب ربك - عز وجل - من راعي غنم في رأس شظية ( أي: قطعة) بجبل يؤذن للصلاة ويصلي، فيقول الله - عز وجل -: انظروا إلى عبدي هذا يؤذن ويقيم للصلاة ؛ يخاف مني ؛ قد غفرت لعبدي، وأدخلته الجنة " رواه أبو داود وصححه الألباني. ولو علم الناس ما يحويه الأذان من فضائل وذخائر؛ لما سبق إليه سابق إلا اقتراعاً؛ لتنافسهم عليه، وتشاحّهم فيه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا" رواه البخاري ومسلم.

أيها المسلمون!
إن لِجلجلة المآذن بالنداء اليومي للصلوات الخمس معنى عميقاً، تُربط به مناحي الحياة بسر الوجود وغاية الخلق، وتصحح الاهتمامات، وتُرتّب الأولويات. يفتتح المؤذن نداء الفلاح بتكبير الله المتوالي؛ تكبيرة إثر تكبيرة؛ ليسمع الكون وما حواه بأن الله أكبر من كل شأن بالغاً في الشأن ما بلغ؛ الله أكبر من كل همّ، الله أكبر من كل مكر، الله أكبر من كل فقر، الله أكبر من كل قهر، الله أكبر من كل خوف، الله أكبر من كل طاغ جبار، الله أكبر من مكر الليل والنهار. فإذا ما تشرّبت نفس العبد معنى هذا التكبير، وعاش مع دلائل حقائقه؛ عاد ذلك على قلبه بالسكينة والرضا بأنه عبد للكبير المتعال، وأنه في تدبير أكبر شاهد، وصح ميزانه الذي أقام قسطه على ألا أحد أكبر من الله؛ فلا يُعظِّم شيئاً حقّره الله، ولا يحقّر شيئاً عظّمه الله، ولا يقدّم بين يدي مولاه رأياً أو شخصاً أو هماً، وقاده ذلك التكبير إلى إحضار قلبه في صلاته وانكساره أمام خالقه الذي كبّره. ولتكبير الأذان رسالة للأمة؛ أنه لن يكبر عليكم شيء ما دامت كلمتكم: الله أكبر! فإذا استتم الصادح في تكبيره المربّع أعقبه بشهادة التوحيد المثنّاة؛ أعظم شهادة نطقت بها شفاه، جعلت النبي صلى الله عليه وسلم حين سمع المؤذن يدّوي بها يقول: "خرجت من النار " رواه مسلم. شهادة تشع بالتوحيد الذي أضاءت بسناه القلوب كما أضاء به الوجود؛ شهادة تجوب الدنا؛ لتقطع الشرك من جذوره، وتنقّي دنسه ورجزه، وتبقي الوجود على فطرة التوحيد التي براه الله عليها، وتجعل العبد حاضر الغاية التي خُلق لأجلها، مؤمّلاً عيشَه في ظلها، وموتَه عليها، وحشرَه في زمرة أهلها، وفوزَه بثوابها. وإتباع شهادة توحيد الإلهية بشهادة الرسالة المحمدية من أجلى صور رفع الذكر النبوي. "وعجيب أن يجهل المسلمون حكمة ذكر النبي العظيم خمس مرات في الأذان كل يوم، ينادى باسمه الشريف ملء الجو! وهل الحكمة من ذلك إلا الفرض عليهم ألا ينقطعوا عن نبيهم ولا يوماً واحدًا من التاريخ، ولا جزءًا واحداً من اليوم؛ فيمتد الزمن مهما امتد والإسلام كأنه على أوله، وكأنه في يومه لا في دهر بعيد؛ والمسلم كأنه مع نبيه بين يديه تبعثه روح الرسالة، ويسطع في نفسه إشراق النبوة، فيكون دائماً في أمره كالمسلم الأول الذي غيّر وجه الأرض".

الخطبة الثانية
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
ودعوة المؤذن العباد إلى الصلاة بالدعوة المثناة استحثاث لهم بالإقبال عليها والمبادرة بها؛ إقبالاً بحضور قلب وذل بدن، دون تلكؤ أو تباطؤ أو تشاغل. وقد كان ذا شأن النبي صلى الله عليه وسلم في إجابة منادي الصلاة، فقد سأل الأسود بن يزيد عائشة - رضي الله عنها -: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في البيت؟ قالت: «كان يكون في مهنة أهله، فإذا سمع الأذان خرج» رواه البخاري. وقد جاء في تفسير قوله تعالى: ﴿ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ الله ﴾ أنهم كانوا حدادين وخرازين؛ فكان أحدهم إذا رفع المطرقة أو غرز الإشفى، فسمع الأذان لم يخرج الإشفى من المغرز، ولم يوقع المطرقة ورمى بها، وقام إلى الصلاة. هكذا كان ينهزهم داعي الصلاة بالمبادرة إذ يدعوهم أن هلمّوا إليها سراعاً، ولا يشغلنكم عنها شاغل. ويزيد حدْوَهم إلى الإقبال وإسلام الوجه إعقابُ الصادح دعوتَه إلى الصلاة بالدعوة إلى الفلاح بالنداء المثنى " حي على الفلاح"؛ دعوة إلى الفوز والنجاة الباقيين بإقام الصلاة التي هي أعظم أسبابه بعد الإيمان، والتي كان بها مفتتح صفات المفلحين وختمه كما حواه صدر سورة (المؤمنون). وذا ما جعل الربيع بن خثيم يتناسى آلام إعاقته بعدما سقط شقه، فكان يُهادى بين رجلين الى مسجد قومه، فكان أصحابه يقولون: يا أبا يزيد! لقد رخّص الله لك، لو صليت في بيتك؟ فيقول: إنه كما تقولون، ولكني سمعته ينادي: "حي على الفلاح"؛ فمن سمع منكم ينادي: "حيّ على الفلاح "؛ فليجبه ولو زحفاً، ولو حبواً. وللتكبير المثنى رجعة في ختم النداء كما كان مربعاً في ابتدائه؛ ليظل العبد مستحضراً كبرياء ربه التي عمت السماوات والأرض ومن فيهن؛ فـ ﴿ وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾. وللنداء ختام مسك بكلمة التوحيد التي من كانت آخر كلامه من الدنيا دخل الجنة. إن الأذان دعوة تامة كاملة لا نقص فيها؛ إذ هو دعاء إلى أشرف العبادات، ونداء للقيام في مقام القرب والمناجاة الإلهية؛ فهلمّوا لإجابته.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.13 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]