تسلية المصاب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 79 - عددالزوار : 45802 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 196 - عددالزوار : 64220 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 374 - عددالزوار : 155218 )           »          6 مميزات جديدة فى تطبيق الهاتف الخاص بنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 12 و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          برنامج الدردشة Gemini متاح الآن على Gmail لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          كيفية حذف صفحة Word فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          خطوات.. كيفية إعادة ترتيب الأزرار وتغيير حجمها في مركز التحكم بـiOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          يوتيوب يقدم الآن رموز qr لمشاركة القنوات.. كيف تحصل عليه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          تعملها إزاى؟.. كيفية إضافة صفحات متعددة إلى مركز التحكم بأيفون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-11-2020, 09:42 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,560
الدولة : Egypt
افتراضي تسلية المصاب

تسلية المصاب


أ. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي





الخطبة الأولى

أما بعد:

أيها المسلمون: يقول الله تبارك وتعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة:155- 157]. وقال تعالى: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [التغابن:11]. قال أهل التفسير: "هي المصائب تصيب الرجل؛ فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم".



عباد الله: إن المصاب لا بد أن يعلم أن الذي ابتلاه بـمصيبة هو أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين، وأنه سبحانه لم يرسل البلاء ليُهلكه به ولا ليعذبه، وإنما ليمتحن صبرَه ورضاه عنه؛ وإيمانه به، وليسمعَ تضرّعه وابتهاله؛ وليراه طريحاً على بابه لائذاً بجنابه، مكسور القلب بين يديه؛ رافعاً الشكوى إليه. قال تعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ﴾ [محمد:31].



إخوة الإيمان؛ إن الله - سبحانه وتعالى - قد بشّر أصحاب المصائب إنْ هم صبروا بالأجر العظيم والكبير، فلله الحمد على فضله وجزيل عطائه، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر:10]، وهذا رسوله صلى الله عليه وسلم يبشر الصابرين على المصائب، بقوله: (ما يصيب المسلمَ من نصب ولا وصبٍ ولا همٍّ ولا حزن ولا أذىً ولا غم، حتى الشوكة يشاكها؛ إلا كفَّر الله بـها من خطاياه).



وقال -عليه الصلاة والسلام-: (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراءُ شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراءُ صبر فكان خيراً له). قال الفضيل بن عياض -رحمه الله-: "إن الله عز وجل ليتعاهدُ عبدَه المؤمنَ بالبلاء كما يتعاهدُ الرجلُ أهلَه بالخير".



عبد الله: متى ما أصابك مكروه في بدنك، أو مالك، أو ولدك، أو حبيبك فاعلم أن الذي قدره حكيم عليم؛ لا يفعل شيئاً عبثاً، ولا يقُدِّر شيئاً إلا بحكمة، وهو- تعالى-رحيم قد تنوعت رحمته على عبده، يرحمه فيعطيه؛ ثم يرحمه فيوفقه للشكر، ويرحمه فيبتليه، ثم يرحمه فيوفقه للصبر؛ ويرحمه فيكتب له الأجر على صبره، ويرحمه أيضاً بأن يجعل له ذلك البلاء مكفراً لذنوبه وآثامه؛ ومُنَمِّياً لحسناته ورافعاً لدرجاته.



أيها الإخوة المؤمنون انظروا في حال الأنبياء وهم أرفع درجة من غيرهم؛ إلا أن الله-سبحانه وتعالى-ابتلاهم بأنواع الابتلاءات لكي يختبرَهم، ويمتحنَهم، ويرفعَ درجاتِهم؛ فكانوا أصبر الناس على البلوى، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، أي الناس أشد بلاءً؟ قالالأنبياء) قلت: ثم من؟ قال: (الصالحون إن كان أحدهم ليُبتلى بالفقر حتى ما يجد إلا العباءة يحتويها، وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء). فما عليك أيها المصاب إلا أن تتأسى بأنبياء الله، فتصبر على ما أصابك، وتحتسب الأجر من الله عز وجل. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) رواه مسلم، ومعنى هذا الحديث أن كل مؤمن مسجون ممنوع في الدنيا من الشهوات المحرمة والمكروهة؛ مكلف بفعل الطاعات التي ربما يجد فيها شيئا من المشقة؛ فإذا مات استراح من هذا؛ وانقلب إلى ما أعد الله تعالى له من النعيم الدائم والراحة الخالصة من المنغصات، وأما الكافر فإنما له من ذلك ما حصل في الدنيا مع قلته وتكديره بالمنغصات فإذا مات صار إلى العذاب الدائم وشقاء الأبد.



عباد الله؛ إن الجزع لا يرد المصيبة بل يضاعفها، وهو في الحقيقة يزيد في مصيبته، بل ليعلمَ المصابُ أن الجزع يشمتُ عدوه؛ ويسوء صديقه؛ ويغضب ربه؛ ويسرُّ شيطانه؛ ويحبط أجره؛ ويضعف نفسه، إما إذا صبر واحتسب أخزى شيطانه؛ وأرضى ربه؛ وسر صديقه؛ وساء عدوه.



إخوة الإسلام: إن الناس مع المصائب ينقسمون إلى أقسام؛ كل بحسب إيمانه وصبره ورضاه بقضاء الله وقدره، فمنهم من يتسخط إما بقلبه وإما بلسانه وإما بجوارحه وكل ذلك حرام، ومن الناس من إذا ابتلي صبر وإن كان يتحسس مشقة هذه المصيبة، ومن الناس من يرضى حتى إنه يتناسى مشقة هذه المصيبة، ومن الناس من إذا نزلت به المصيبة شكر الله على حكمته في ابتلائه له؛ وما وفقه إليه من الصبر والإيمان؛ وما يأمل من المثوبة والأجر؛ وتكفير السيئات ورفعة الدرجات.

اللهم اجعلنا من الصابرين الراضين الشاكرين. نفعني الله وإياكم...



الخطبة الثانية

إخوة الإيمان: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله به، إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها، إلاَّ آجره الله في مصيبته وأخلف الله له خيراً منها). ولذلك فهذا الذكر عند المصيبة علاج عظيم عند المصائب؛ يعود على العبد في عاجله وآجله.

والمصاب لا بد أن يتذكر أموراً لكي يتسلى بها عن مصابه، فمن هذه الأمور ما يلي:

أولاً: الإيمان بالقضاء والقدر؛ وأن تعلم أن ما أصابك إنما هو بقدر الله، لم يأت من عدو ولا حاسد قال تعالى: ﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة:51].



ثانياً: العلم بأن أعظم المصائب الدنيوية الموتَ؛ ومع ذلك فهو سبيلُ كلِّ حي، والجميعَ مصيرُهم إليه. قال تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ﴾ [آل عمران: 185].



ثالثاً: العلم بأن الدنيا بطبيعتها التي خلقها الله دار ابتلاء وامتحان، لذا فهي مليئة بالمصائب والأكدار والأحزان.



رابعاً: العلم بأن الجزع لا يفيد، بل يضاعف المصيبة، ويُفوِّتُ الأجر، ويُعَرِّضُ المرءَ للإثم. قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "إن صبرت جَرَتْ عليك المقادير وأنت مأجور، وإن جزعت جرت المقادير وأنت مأزور".



خامساً: أن نتذكر أننا وأهلَنا وأموالَنا ملكٌ لله عز وجل فله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شي عنده بأجل مسمى.



سادساً: التعزي بالمصيبة العظمى، وهي مصيبة فقد النبي صلى الله عليه وسلم كما قال صلى الله عليه وسلم: (إذا أصاب أحدَكم مصيبةٌ فليذكر مصيبته بي، فإنها أعظم المصائب). فلم ولن تصاب الأمة مجتمعات وأفرادًا بعد نبيها بمثل مصيبتها بفقده-عليه الصلاة والسلام-. ومن جهة أخرى فينظر في أن هناك من أصيب بأعظم مما أصيب به، فيحمد الله أن مصيبته لم تكن أعظم مما هي.




سابعا: إذا كانت المصيبة في أمور الدنيا فإنها لا تقارن بالمصائب في أمور الدين، فيحمد الله أن المصيبة لم تكن في دينه.



ثامناً: الاستعانة على المصيبة بالصلاة، قال تعالى: ﴿ واسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاة ﴾ [البقرة: 153] وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى ".



تاسعاً: تذكر ثواب المصائب والصبر عليها؛ فقد وعد الله الصابرين بالجنة: قال تعالى: ﴿ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد:24]. اللهم اجعلنا شاكرين لنعمك؛ صابرين عند بلائك.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.84 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.01%)]