الغيرة .. داءٌ أم ملح الحياة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         أبناؤنا وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          7خطوات تعلمكِ العفو والسماح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          تربية الزوجات على إسعاد الأزواج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الغزو الفكري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          حدث في العاشر من صفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الإنسان القرآني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الخطابة فنّ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الرحمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          متاعب الحياة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الاستقامة سبيل السلامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-10-2020, 03:10 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,915
الدولة : Egypt
افتراضي الغيرة .. داءٌ أم ملح الحياة

الغيرة .. داءٌ أم ملح الحياة
عبير النحاس




هي خصلة من الخصال التي رسخت جذورها في قلوبنا نحن النساء.. إنها الغيرة وما أدراكم ما الذي قد تفعله الغيرة بنا.
أحيانا يحلو لي أن أشبهها بملح الطعام.. فغيابه يجعل الطعام بلا مذاق.. ووجوده بكمية محدودة يجعل الأكل شهيا محببا.. ولو زاد عن حده الطبيعي، رفع الضغط، وعندما تزداد كميته أكثر؛ نزهد بالطعام ولا نستسيغه مهما عظمت بقية المكونات..



ليست المشكلة في الغيرة، فهي كما أسلفت من طباع البشر جميعا، لكن القضية في تعامل الرجل مع غيرة زوجته عليه، وظنها به، وغيرة الرجل على زوجته، وظنه بها..
كنت دائما أحرص على الوضوح في علاقاتي وبخاصة تلك الأدبية والمهنية، وبشكل خاص تلك التي تكون مع الرجال، وكنت أحرص على أن أذكر أمام زوجي كل اسم وكل موضوع وكل مسألة تحصل، فلا يجد في نفسه شيئا..
وكذلك بالنسبة للجوال والبريد الالكتروني فهو مفتوح بلا كلمات سر، وقد عودت نفسي على تقبل فكرة دخوله أو أحد الأولاد إليه، فهذا سبب كاف يمكنني أنا أيضا من التجول في بريد الجميع بحرية، فيكون الأمر داعيا لكل منا للحرص على نقاء بريده وعلاقاته وجواله ونكون صفحة بيضاء مفتوحة للأسرة كلها، وبالتالي نجدهم كما كنا لهم..
لكن عندما لمحت يوما نظرات إعجاب من عين إحداهن وجهتها نحو زوجي كدت أشعل نارا لا تنطفئ، ووجدتني مضطرة لرفع درجة التأهب والاستعداد للمراقبة والترصد حتى اطمأننت لسلوكه واسترحت..



الغيرة في بيت النبوة:
وهناك في بيت النبوة كانت الغيرة الحلوة. وكانت الحبيبة التي تغار على الحبيب من بقية الزوجات فتلاحقه بظنونها، وكان هناك بحبه وسعة صدره يطيب خاطرها ويهدئ من روعها ويطمئنها على مكانتها وحبه..
قد تبدو الغيرة بوجوه أخرى غير الشك والظن، فتجدنا نحن النساء نسوِّد كل جمالٍ سوى جمالنا في عيون الزوج، وقد فعلت هذا الحبيبة أيضا، وكسرت طبق ضرتها، وعالج المصطفى الموضوع أيضا بطريقته السحرية..



هنا الحكاية:
عن أنس - رضي الله عليه - أنه قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - عند بعض نسائه، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام، فضربت التي النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيتها يد الخادم فسقطت الصحفة فانفلقت، فجمع النبي - صلى الله عليه وسلم - فِلَقَ الصحفة ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة ويقول: ((غارت أمكم))، ثم حبس الخادم حتى أتي بصحفة من عند التي هو في بيتها فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كًسرت صحفتها، وأمسك المكسورة في بيت التي كَسَرَت[أخرجه البخاري]..



وقد خادعته مرة بالاتفاق مع حليفتها حفصة - رضي الله عنها -، لتثنيه من رؤية إحدى نسائه؛ وكان بهاؤها يشعل في قلوبهن فتيل الغيرة فكيف عالج الأمر يومها؟!
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحب العسل والحلواء، وكان إذا انصرف من العصر دخل على نسائه فيدنو من إحداهن، فدخل على حفصة بنت عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - فاحتبس عندها أكثر ما كان يحتبس، فغِرتُ، فسألت عن ذلك فقيل لي: أهدت لها امرأة من قومها عكة من عسل (العُكَّة بالضم آنية السَّمنِّ) فسقت النبي - صلى الله عليه وسلم - منه شربة. فقلت: أما والله لنحتالن له، فقلت لسودة بنت زمعة: إنه سيدنو منك، فإذا دنا منك فقولي له أكلت مغافير؟ (هو صمغ حُلو له رائحة كريهة) فإنه سيقول لك: لا. فقولي له: ما هذه الريح التي أجد منك؟ فإنه سيقول لك: سقتني حفصة شربة عسل، فقولي: جرست نحلة العرفط (هو نبات مُرٌ له ورقة عريضة وهو خبيث الرائحة) وسأقول ذلك، وقولي أنت يا صفية ذاك.



قالت: تقول سودة: فوالله ما هو إلا أن قام على الباب فأردت أن أبادئه بما أمرتني به فرقاً منك (أي خوفاً منك)، فلما دنا منها قالت له سودة: يا رسول الله أكلت مغافير؟، قال: "لا"، قالت: فما هذه الريح التي أجد منك؟) زاد أبو أسامة: عن هشام عن أبيه عن عائشة: وكان رسول الله يشتدُّ عليه أن يُجَدَ منه الريح)، قال: "سقتني حفصة شربة عسل". فقالت: جرست نحلة العرفط، فلما دار إلى حفصة قالت: يا رسول الله ألا أسقيك منه؟ قال: "لا حاجة لي فيه"، قالت: تقول سودة: والله لقد حرمناه (أي منعناه)، قلت لها: اسكتي. [أخرجه البخاري ومسلم].



إحدى قريباتي ملأت الغيرة قلبها على زوجها الذي يعمل في محل لبيع الملابس النسائية، وعاجلته بالكثير من الزيارات والاتهامات، وكانت عصبيته تقابل غيرتها، وانتهى الأمر بانفجار أدى إلى الطلاق بعد قصة حب كانت تصلح لرواية أدبية رائعة..



العلاج النبوي للغيرة
إن الكثير والكثير من قصص الألم نسمعها من الأزواج، وحلها يحتاج أمرين فقط استقيتهما من قصص النبي - صلى الله عليه وسلم - مع غيرة نسائه عليه وهما:
- أن نتقبل الغيرة والظن، ونعزي الأمر للحب وللفطرة الإنسانية.
- أن نأخذ الأمر بروح رياضية وببرود يطفئ ذلك اللهيب الذي يحرق الطرف الأخر الحبيب أيضا.



فعن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج من عندها ليلاً، قالت: فغِرت عليه، فجاء فرأى ما أصنع، فقال: ((ما لك يا عائشة!، أغرت؟))، فقلت: ومالي لا يغار مثلي على مثلك؟، فقال رسول الله: ((أقد جاءك شيطانك؟))، فقلت: يا رسول الله! أو معي شيطان؟، قال: ((نعم))، قلت: ومع كل إنسان؟، قال: ((نعم))، قلت: ومعك يا رسول الله؟، قال: ((نعم ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم))[أخرجه مسلم وأحمد].



ومرة أخرى:
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: لما كانت ليلتي التي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- فيها عندي، انقلب فوضع رداءه، وخلع نعليه، فوضعهما عند رجليه وبط طرف إزاره على فراشه فاضطجع فلم يلبث إلا ريثما (أي قدر ما) ظن أني قد رقدت، فأخذ رداءه رويداً، وفتح الباب فخرج ثم أجافه (أي أغلقه وفي شرح مسلم أنه فعل ذلك كي لا يوقظها فربما لحقتها وحشة في انفرادها في ظلمة الليل) رويداً، فجعلت درعي في رأسي واختمرت، وتقنعت إزاري، ثم انطلقت على إثره، حتى جاء البقيع فقام فأطال القيام، ثم رفع يديه ثلاث مرات، ثم انحرف فانحرفت. فأسرع فأسرعت فهرول فهرولت، فأحضر فأحضرت (هو العدو وهو فوق الهرولة)، فسبقته فدخلت. فليس إلا أن أضجعت فدخل، فقال: "مالك؟ يا عائش حَشيَا رَابِية؟ "(أي وقع عليك الربو والتهييج الذي يعرض للمسرع في مشيه)، قالت: قلت لا شيء، قال: ((تخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير)). قلت: يا رسول الله -بأبي أنت وأمي- فأخبرته، فقال: ((فأنت السواد الذي رأيت أمامي؟))، قلت: نعم، فلهذني (ضربني: بجمع الكف في الصدر) في صدري لَهدَةً أوجعتني، ثم قال: ((أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله؟))، قالت: مهما يكتم الناس يعلمه الله، نعم.



قال: "فإن جبريل أتاني حين رأيت، فناداني فأخفاه منك، فأجبته. فأخفيته منك، ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك، وظننت أن قد رقدت. فكرهت أن أوقظك، وخشيت أن تستوحشي، فقال: إن ربَكَ يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم"، قالت: قلت: كيف أقول لهم يا رسول الله؟. قال: قولي: ((السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون))[أخرجه مسلم والنسائي].



وقصة سحرية أخرى:
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأقول: أتهب المرأة نفسها؟ فلما أنزل الله -تعالى-: (تُرْجِي مَن تَشَاء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاء وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ...)[الأحزاب: من الآية 51)]. قلت: (ما أرى ربك إلا يسارع في هواك) [رواه البخاري ومسلم].
ويبقى حسن الظن هو الأجمل والأكمل، وتبقى الثقة في الطرف الآخر هي الحل الأكيد والمفتاح الجميل لكل حياة سعيدة، ولم تخل السنة النبوية بالتأكيد من تنبيه للأمر: "فقد نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يطرق الرجل أهله ليلاً يتخونهم، أو يلتمس عثراتهم"[رواه مسلم].
وهنا أقول لبنات جنسي:
اتركن البحث والمراقبة طلبا لراحة بالك طبعا؛ إلا أن يظهر لك شيء بوضوح جلي؛ وهنا لا تتهاوني في إيجاد الحلول أبدا..
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.03 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.05%)]