|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() النكاح وعقباته جمعية التنمية الأسرية بالمنطقة الشرقية (وئام) • أهمية الأسرة في الإسلام. • عقبات أمام النكاح وكيف عالجها الإسلام: 1. المغالاة في المهور. 2. عضل المرأة. 3. رد الخاطِب بحجَّة إكمال الدراسة أو طلب العلم. 4. الفقر والبطالة. النكاح وعقباته إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره[1]، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]. ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]. أما بعد[2]: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة[3]. عباد الله: أوصيكم ونفسي بتَقوى الله عز وجل؛ فهي وصيَّة الله للأولين والآخرين، كما قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [النساء: 131]. أيها المسلمون: إن في الإسلام نظامَ أسرة، والبيت يعتبر مثابة وسكنًا، في ظلِّه تلتقي النفوس على المودة والرحمة، والتعاطف والستر والتجمل، والحصانة والطهر، وفي كنفه تنبت الطفولة، وتدرج الحداثة، ومنه تمتدُّ وشائج الرحمة، وأواصر التكافل. والإسلام يصوِّر العلاقة الزوجيَّة تصويرًا رفافًا شفيفًا، يشع منه التعاطف، وترف فيه الظلال، ويشيع فيه الندى، ويفوح منه العبير: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]، ﴿ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ﴾ [البقرة: 187]. فهي صِلة النَّفس بالنفس، وهي صلة السكن والقرار، وهي صلة المودَّة والرحمة، وهي صلة الستر والتجمل، وإن الإنسان ليحس في الألفاظ ذاتها حنوًّا ورفقًا، ويستروح من خلالها نداوة وظلًّا، وإنها لتعبير كامل عن حقيقة الصِّلة التي يفترضها الإسلام لذلك الرباط الإنساني الرفيق الوثيق، ذلك في الوقت الذي يلحظ فيه أغراض ذلك الرباط كلها، بما فيها امتداد الحياة بالنسل، فيمنح هذه الأغراض كلها طابعَ النظافة والبراءة، ويعترف بطهارتها وجديتها، وينسق بين اتجاهاتها ومقتضياتها، ذلك حين يقول: ﴿ نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ ﴾ [البقرة: 223]، فيلحظ كذلك معنى الإخصاب والإكثار. ويحيط الإسلام هذه الخلية، أو هذا المحضن، أو هذه المثابة، بكلِّ رعايته وبكل ضماناته، وحسب طبيعة الإسلام الكلية فإنه لا يَكتفي بالإشعاعات الروحية، بل يتبعها التنظيمات والضمانات التشريعية. والذي ينظر في تَشريعات الأسرة في القرآن والسنَّة في كلِّ وضع من أوضاعها، ولكل حالة من حالاتها، وينظر في التوجيهات المصاحبة لهذه التشريعات، وفي الاحتشاد الظاهر حولها بالمؤثِّرات والمعقبات، وفي ربط هذا الشأن بالله مباشرة في كلِّ موضع - يدرك إدراكًا كاملًا ضخامة شأن الأسرة في النِّظام الإسلامي، وقيمة هذا الأمر عند الله...، وإن هذه العناية القُصوى بأمر الأسرة لتتناسقُ مع مجرى القدر الإلهي بإقامة الحياة البشرية ابتداء على أساس الأسرة، حين جرى قدَر الله أن تكون أول خليَّة في الوجود البشري هي أسرة آدم وزوجه، وأن يتكاثر النَّاس بعد ذلك من هذه الخلية الأولى، وكان الله سبحانه قادرًا على أن يخلق الملايين من الأفراد الإنسانيين دفعة واحدة، ولكن قدره جرى بهذا لحكمة كامِنة في وظيفة الأسرة الضَّخمة في حياة هذ المخلوق؛ حيث تلبي حياة الأسرة فطرته واستعداداته، وحيث تنمي شخصيَّته وفضائله، وحيث يتلقى فيها أعمق المؤثرات في حياته[4]. عباد الله: إنَّ مكانة الزواج وآثاره، وحِكَمه وأسراره - عظيمة، ومع هذا نجد بعضَ الشباب يحجم عنه لعوائق وعقبات، تقف في وجوه الشَّباب والفتيات، وتحول بينهم وبين تَطبيق هذه السنَّة، أو التأخر فيها. وهذه كارِثة اجتماعيَّة خطيرة، توازي أو تَفوق على مشكلاتٍ أخرى؛ سياسية وعسكرية، وأمنية واقتصادية وتعليمية، ومع ذلك فلم تأخذ حيِّزَها المناسب من الاهتمام الرَّسمي، وفي الأدبيات الفكريَّة، والندوات والفعاليات الثقافية، وفي عالم الإعلام، دون إغفال بعض الجهود المشكورة التي بُذلَت، ولا زال بعضها مستمرًّا، غير أنها تبقى محدودة الأثر بالنِّسبة إلى حجم المشكلة وانتشارها، وينبغي التذكير بأن كلَّ فتاة عانس يقابلها رجلٌ عانسٌ تقريبًا. والإحجام عن الزَّواج لأي سبب كان، هو سببٌ لضياع الفضيلة، وتفشِّي الرذيلة، والانحطاط الخلُقي، وضياع القيم الإنسانية. ولعلَّنا في هذه الخطبة نتكلَّم عن بعض هذه العوائق، وكيف حلَّها الإسلام، فمن العوائق التي تعيق الكثيرَ من الناس عن النكاح: • المغالاة في المهور: ارتفاع المهور وتكاليف الزَّواج، بالإضافة إلى ما يدفعه الخاطِب في بعض المجتمعات لأب الزوجة وأمها وأخيها، وقد تَطول هذه السلسلة الظالمة - يعدُّ هذا من أهم عقبات الزواج ومشكلاته. عباد الله: جاء الشرع بتخفيف المهر وتيسيرِه، وأنَّ ذلك من مصلحة الزوج والمرأة جميعًا، ولا بد أن نعرف أنَّ المهر ليس ثمنًا للمرأة، بل إيناسٌ لها، وتلطُّف معها، قبل الاستمتاع بها، وهو حقٌّ خالص لها، لا يشاركها فيه أحد، وأبرَكُ النساءِ أقلُّهنَّ وأيسرهنَّ مؤونة؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: ((خير النِّكاح أيسره))[5]. ويقول عمر رضي الله عنه: "ألا لا تغالوا في صُدُق النساء؛ فإنها لو كانت مكرُمة في الدنيا أو تقوى عند الله، كان أولاكم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما أصدق امرأةً من نسائه، ولا أُصدقَت امرأة من بناته فوق اثنتي عشرة أوقية"[6]. وقد زوَّج المصطفى رجلًا بما معه من القرآن[7]، وقال لآخر: ((التمس ولو خاتمًا من حديد))[8]، وتزوَّج عبدالرحمن بن عوف على وزن نَواة من ذَهب[9]، وقد أنكر على المغالين في المهور، فقد جاءه رجل يسأله، فقال: يا رسول الله، إنِّي تزوجتُ امرأة على أربع أواقٍ من الفضة - يعني مائة وستين درهمًا - فقال النبي: ((على أربع أَواق؟! كأنما تَنحتون الفضَّةَ من عُرض هذا الجبل، ما عندنا ما نُعطيك))[10]. وقد تكلَّم العلماء في هذه المسألة كثيرًا، وبيَّنوا الأضرار المترتبة على المغالاة في المهور، ومن هؤلاء العلماء الشيخ محمد بن إبراهيم، فله فتوى مطوَّلة في هذه المسألة، جاء فيها: "إن من الأشياء التي تَمادى الناس فيها حتى وصَلوا إلى حدِّ الإسراف والتباهي: مسألة التغالي في المهور، والإسراف في الألبسة والولائم، ونحو ذلك، وقد تضجَّر علماء الناس وعقلاؤهم من هذا؛ لِما سبَّبه من المفاسد الكثيرة، التي منها: بقاء كثير من النِّساء بلا زوج، بسبب عَجز كثير من الرجال عن تكاليف الزواج، ونجم عن ذلك مفاسد كثيرة متعددة"[11]. ثمَّ ذكر بعض هذه المفاسد والأضرار الناتجة عن المغالاة في المهور، ومنها: 1- ممَّا لا شك فيه أنَّ الزواج أمر مَشروع مرغوب فيه، وفي غالب الحالات يصِل إلى حدِّ الوجوب، وأغلب الناس لا يتمكَّن من الوصول إلى هذا المشروع أو المستحب مع وجود هذه المغالاة في المهور، ومن المعلوم أنَّ ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ومن هذا يؤخذ مشروعيَّة إرشاد الناس وردعهم عن التمادي في هذا الأمر الذي يَحول دون المرء ودون فِعل ما أَوجبه الله عليه، لا سيما والأمر بتقليل المهر لا يتضمَّن مفسدة، بل هو مصلحة مَحضة للزوج والزوجة، بل هو أمر محبوب للشارع مرغب فيه؛ كما تقدم. 2- أن امتِناع ولي المرأة من تزويجها بالكفء إذا خطبها ورضيت به إذا لم يدفع ذلك الصَّداقَ الكثير الذي يفرضه من أجل أطماعه الشخصية، أو لقصد الإسراف والمباهاة - أمرٌ لا يسوغ شرعًا، بل هو من باب العضل المنهي عنه، الذي يفسَّق به فاعله إذا تكرر. 3- أن كثرة المهور والمغالاة فيها عائق قويٌّ للكثير من التزوج، ولا يخفى ما يَنجم عن ذلك من المفاسد الكثيرة وتفشِّي المنكرات بين الرجال والنساء، والوسائل لها حكم الغايات، والشريعة المطهَّرة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، ولو لم يكن في السَّعي في تقليل المهور إلَّا سد الذرائع المسببة فعل المحرمات لكفى. 4- لا يخفى ما سبَّبَته المغالاة في المهور من المفاسد، فكم من حرَّة مصونة عضلها أولياؤها وظلموها، فتركوها بدون زوج ولا ذريَّة! وكم من امرأة ألجأها ذلك إلى الاستجابة لداعي الهوى والشيطان، فجرَّت العارَ والخزي على نفسها وعلى أهلها وعشيرتها مما ارتكبَته من المعاصي التي تُسبِّب غضب الرحمن! وكم من شابٍّ أعيَتْه الأسباب فلم يقدر على هذه التكاليف التي ما أَنزل الله بها من سلطان فاحتوشَتْه الشياطين وجلساء السوء حتى أضَلُّوه وأوردوه موارد العطب والخسران، فخسر أهله، وفسد اتجاهه، بل خسرَته أمَّته ووطنه، وخسر دنياه وآخرته! 5- من أضرار المغالاة في المهور: حدوث الأمراض النفسيَّة لدى الشباب من الجنسين بسبَب الكَبت، وارتطام الطموح بخيبة الأمل. 6- ومنها: أن تكليف الزوج فَوق طاقته يجلب العداوةَ في قلبه لزوجته؛ لما يَحدث له من ضيق ماليٍّ بسببها، والهدف هو السَّعادة وليس الشقاء. 7- أن كثرة الصَّداق لو كان فيها شيء من المصلحة للمرأة وأوليائها، فإن ما يترتب على ذلك من المفاسد يَربو على تلك المصلحة إن وجدت، والقاعدة الشرعيَّة أن درء المفاسد مقدَّم على جلب المصالح[12]. عضل المرأة: ومن معوقات الزَّواج العضل، وهو من المخالفات الشرعيَّة الشائعة في وقتنا الحاضِر، والعضل هو: مَنع المرأة من التزوج بكفئها، إذا رغب كل منهما في ذلك. وقد جاء النَّهي عن العضل في القرآن الكريم، فقال تعالى: ﴿ وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ ﴾ [البقرة: 232]. ومن صور العضل الذي نَهى عنه الإسلام: امتناع الولي من تزويج مَوْلِيَّتِه أو بنته إلى الرجل الكفء الذي قد رضيَتْه، وقد يكون المانع هنا طلب زيادة المال، أو طمعًا في شيء منها، أو لحجزها على ابن عمٍّ أو نحوه وهي لا تريده، أو التعصُّب للقبيلة أو العشيرة أو العائلة بتزويج ابنته من أحد القبائل أو العوائل المعروفة لديهم، وهذا موجود بكثرة في المجتمعات العربية، أو رغبة الولي في الاستفادة من راتب ابنته إذا كانت تعمل، أو قد يكون تعنتًا وعنادًا ومكابرة من الولي، أو اشمئزازًا من الخاطب. وقد ذكر أهلُ العلم رحمهم الله أنَّ الولي إذا امتنع من تزويج مَوْلِيَّتِه بكفء رضيَتْه، سقطَت ولايته، وانتقلَت لمن بعده، الأحق فالأحق، أو انتقلت إلى السلطان؛ لعموم حديث: ((فإن اشتجروا، فالسلطان ولي مَن لا ولي له))[13]، وقد قال أهل العلم أيضًا: إذا تكرَّر من الولي رد الخطَّاب، من غير سبب صحيح، صار فاسقًا، ودخل عليه النقص في دينه وإيمانه[14]. فعلى الآباء والأولياء أن يتَّقوا اللهَ عز وجل في بناتهم، ويعملوا على الوقوف معهن بالرَّحمة والرَّأفة، أما الصَّلَف فإنه لا يؤدِّي إلَّا إلى الأحقاد والقطيعة. وللمرأة إذا وصلَت لحال العضل الظَّاهر لمنعها من الزواج أن تتقدَّم إلى المحكمة الشرعية للنظر في دعواها، ويجوز للرجل أن يتقدَّم للمحكمة إذا رغب في المرأة ورغبَته، وأن المنع بدون سبَب، وإنما لأهداف لا تُرضي الله. عباد الله: إن في عضل النساء أضرارًا كبيرة، منها: • حرمان المرأة ممَّا أباحه الله لها من الزواج، مما يؤدِّي إلى حقدها على أهلها؛ لظلمهم لها، وتجاهلهم لمشاعرها، ورغبتها في تكوين عالمها الخاص بها، والعيش في ظلال الزوجية الوارفة. فكم من رجل دعَت عليه ابنتُه بدل أن تدعو له، وكم من بنتٍ تكنُّ لأبيها بغضًا وكرهًا، بدل الحبِّ والاحترام، وما ذاك إلَّا لظلمه لها، وعضلها عن الزَّواج، والوقوف حائلًا بينها وبين الحياة في ظلِّ حياة أسرية لها فيها بَعل، وأبناءٌ نصَّ الله على أنهم زينة الحياة الدنيا. • أن عضل المرأة من الرجوع لزوجها، أو البنت من الزواج من الخاطب الكفء، قد تسبَّبا في فساد المجتمع أخلاقيًّا، والضرر المترتب على مَنع النساء من التزويج بالكفء قد يودي بها إلى مهاوي الرَّذيلة، والبعد عن الفضيلة، خاصَّة مع وجود انفتاح في الثقافات، وسهول انتِشار الفساد، مما طال ونال الكثيرَ من أبناء هذه الأمَّة. • العضل تحكُّمٌ في عواطف النِّساء ومشاعرهن، وإهدار لكرامتهنَّ، بل هو إلغاء لإنسانيَّتهن من غير خوف من الله ولا حياء من خَلق الله، ومن غير نظر في العواقب، ولا رعاية لحقوق الرَّحم والأقارب، مخالفة لدين الله والفطرة، مجانبة لمسلك أهل العقل والحكمة، ومجافاة للخلق الكريم. والعضل مسلك من مَسالك الظلمة الذين يستغلُّون حياءَ المرأة، وخجلها، وبراءتها، وحسن ظنِّها، وسلامة نيَّتها، وما ذلك إلا لعصبيَّة جاهلية، أو حمية قبليَّة، أو طمع في مزيد من المال، أو أنانية في الحبس من أجل الخدمة. وتأمل المفارقة في هذا الزمان الذي كثرَت فيه الفتن، فبينما تجد الناس اليوم يؤخِّرون الزواج، ويعضلون البنات بحجَج واهية، كان للسَّلف في عصور العفَّة والحياء شأن آخر، فقد حرَص السَّلَف الصالح رضي الله عنهم على تَزويج بناتهم؛ حرصًا منهم على الاطمئنان عليهنَّ بإدخالهنَّ عالم الزوجية السعيد. يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |