القائل عند فتنة النساء: إني أخاف الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 52015 )           »          الحرص على الائتلاف والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 80 - عددالزوار : 45815 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 196 - عددالزوار : 64221 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 374 - عددالزوار : 155232 )           »          6 مميزات جديدة فى تطبيق الهاتف الخاص بنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 12 و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          برنامج الدردشة Gemini متاح الآن على Gmail لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          كيفية حذف صفحة Word فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          خطوات.. كيفية إعادة ترتيب الأزرار وتغيير حجمها في مركز التحكم بـiOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-10-2020, 03:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,565
الدولة : Egypt
افتراضي القائل عند فتنة النساء: إني أخاف الله

القائل عند فتنة النساء: إني أخاف الله


د. محمد ويلالي





المستظلون في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله (5)




انتهينا من الحديث عن الصنف الرابع من الأصناف السبعة الذين يظلهم الله - تعالى - في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وهو صنف المتحابِّين في الله، الذين اجتمعوا عليه وتفرقوا عليه، الذين يناديهم الرحمن يوم القيامة فيقول: "أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي؟ الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ في ظِلِّي يوم لَا ظِلَّ إلا ظِلِّي". وعرفنا أهم السبل الكفيلة بتحقيق هذه المحبة الصادقة، وأجملناها في ضرورة إفشاء السلام بين الناس، والإكثار من الأعمال الصالحة، وترك الطمع في ما في أيدي الناس، وتقديم الهدية، واستقبال الناس بالبشاشة وبسط الوجه. كما عرفنا أن المقابل وفير، وأن الجزاء كثير؛ فأخوك الصالح الذي أحببته لله قد يكون لك شفيعا يوم القيامة، وقد تلحق بمقامه يوم القيامة وإن كنت في الدنيا دونه، وقد يجمعك الله به في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، فتكون من الفائزين.


أما خامس هؤلاء السبعة السعداء، فهو الرجلُ الذي يتعرض لفتنة النساء وغوايتهن، والمرأةُ التي تتعرض لتحرشات الرجال وإغراءاتهم، فيقول كل واحد منهما: إني أخاف الله.


وإنما ذُكر الرجل دون المرأة، لأن صلاح المرأة صلاح المجتمع ولو فسد الرجال، لكن فسادها - غالبا - فساد للمجتمع ولو صلح الرجال، إذ تمتلك من وسائل الفتنة والغواية ما يسقط الرجال في حبائلها، ويوقعهم في مكرها، حتى قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ" متفق عليه. قال ابن حجر - رحمه الله -: "وفي الحديث أن الفتنة بالنساء أشد من الفتنة بغيرهن، ويشهد له قول الله تعالى: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ ﴾ [آل عمران: 14]، فجعلهن من حب الشهوات، وبدأ بهن قبل بقية الأنواع".


وقال سعيد بن المسيب - رحمه الله - وهو ابن ثمانين سنة: "ما شيء أخوفُ عندي عليَّ من النساء". فقد تتعرض للرجل امرأة بجمالها، ومنصبها، وحسبها، ومالها، وتراوده عن نفسه، فيوقعه الشيطان في حبائلها، فتضيع عبادته وزهده. ولقد استطاعت امرأة مومس أن تلفق التهمة للعابد جريج، بأن زنت مع راعٍ، حتى إذا ولدت، ادعت أنه ابن جريج، لولا أن أنطق الله الغلام ليخبر بالحقيقة.


ولذلك حذر نبينا - صلى الله عليه وسلم - من هذا الصنف من النساء في كثير من المواضع، حتى جعل فتنتهن سببَ سقوط بني إسرائيل وفسادهم. قال - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَنَاظِرٌ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا، وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ" مسلم. فلا جرم أن نرى اليهود - اليوم - يهتمون بالمرأة شديد الاهتمام، لا صونا لها وتعليما، ولا اعتناء بها وتقويما، ولا اعترافا بحقوقها وتسليما، ولكن لجعلها أداة الحرب الأخلاقية ضد المسلمين، وسبيل نشر الرذائل والإباحية بينهم، وإغراق الشباب في الغواية والشهوات، وملء حياتهم بالملذات والنزوات، فهي في الإشهارات عارية، وفي الأفلام والمسلسلات غاوية، وعلى صفحات المجلات فاضحة مفضوحة، بل صَوَّرُوها على السلع الوضيعة متبرجة رخيصة.. لا شيء يغضبهم مثلُ عفة المرأة، ولا شيء يستثيرهم مثلُ حجاب المرأة، حتى أصدروا - أخيرا في إحدى الدول الغربية - قرارا بمنع المسلمات المتحجبات من السباحة العمومية، ورأوا ذلك منافيا للأخلاق الحميدة ودستور البلاد، كما صرح بذلك أحد كبار مسؤوليهم. فانظر كيف صار الحق عندهم باطلا، والباطل حقا؟ ﴿ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ﴾ [النمل: 24].



وهذا المستظل بعرش الرحمن يوم الخوف والفزع وتطاير الصحف، تَحصن بقوله: "إني أخاف الله"، وهي كلمة السر في تجنب فتن الرذيلة، والحِصنُ الذي يحفظ المؤمن من الشبهات والشهوات، حتى لو غاب عن أعين الرقباء، وكان في مأمن من ذوي الفضول، يعلم أن له ربا يراقبه، هو أحق بالخوف من المخلوقين، والجزاء من جنس العمل. قال تعالى: ﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ [النازعات: 40، 41].


أما عُباد الشهوات، فلن تُشبع غريزتَهم كل نساء الدنيا، كالذي يشرب ماء البحر لا يزداد إلا عطشا، لأنهم لا يملكون صَمام الخوف من الله، الذي يُكسبهم القناعة والرضى، فيغضون طرفهم عن المحرمات، ويمنعون أعينهم من تتبع العورات. فأي خير في الاستجابة لداعي الغرائز والشهوات إلا مزيد من أبناء الشوارع، وجيوش من المشردين المحرومين، وعدد من الفتيات يحملن سفاحا، فيعشن حياة البؤس والنبذ والهوان، وأنواع لا تحصى من الأمراض الفتاكة المهلكة، التي احتار حذاق الأطباء في أن يجدوا لها دواء؟ يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا" صحيح سنن ابن ماجة.


لماذا لا نسد حاجيات بائعات الهوى، فنغنيهن عن عرض أجسادهن للذئاب المفترسة، يعبثون بها مقابل دراهم معدودات؟ لماذا لا نمنع أماكن الدعارة، وأوكار الفساد، ودروب الرذيلة، والدور التي تخصص - أحيانا - للفاحشة، داخل الأحياء الشعبية وخارجها؟ أين كلمة "إني أخاف الله" من هؤلاء وهؤلاء؟ أليس في الرزق الحلال - وإن قل - ما يغني عن الحرام - وإن كثر -؟ لماذا هناك أناس يستأنسون بالرذيلة، ويتدثرون بالفاحشة، ويشتملون بالموبقات، ويحيون الليالي الحمراء، بل قد يتجرؤون على أمن الناس وراحتهم، فتنبعث من أماكن لهوهم أصوات المعازف العالية، والضحكات الصاخبة، وبجانبهم الضعيف، والمريض، والرضيع، والحزين المكروب، والعابد الخالي بربه؟ وهم في خَدَرهم ساهون.


يا من يهرب من حر الدنيا وهو زائل، هلا هربت من حر الآخرة وهو مقيم؟
رأى عمر بن عبد العزيز قوما في جنازة قد هربوا من الشمس إلى الظل، وتوقوا الغبار، فبكى ثم أنشد:
من كان حين تصيبُ الشمسُ جبهتَه
أو الغبارُ يخاف الشينَ والشعثا

ويألفُ الظلَّ كي تبقى بشاشتُه
فسوف يسكنُ يوماً راغماً جدثا

في ظل مُقفرةٍ غبراءَ مُظلمةٍ
يُطيلُ تحت الثرى في غمِّها اللبثا

تجهزي بِجَهازٍ تبلغين به
يا نفسُ قبل الردى لم تُخلقي عبثا


إن المرأة قد يدعوها الرجل صاحب المال والجاه والسلطان، فتقول: إني أخاف الله، كما وقع لسارة امرأة سيدنا إبراهيم - عليه السلام -، لما أرادها ملك مصر على نفسها، فلما دخلت عليه "لَمْ يَتَمَالَكْ أَنْ بَسَطَ يَدَهُ إِلَيْهَا، فَقُبِضَتْ يَدُهُ قَبْضَةً شَدِيدَةً، فَقَالَ لَهَا: ادْعِى اللَّهَ أَنْ يُطْلِقَ يَدِي وَلاَ أَضُرُّكِ. فَفَعَلَتْ، فَعَادَ، فَقُبِضَتْ أَشَدَّ مِنَ الْقَبْضَةِ الأُولَى، فَقَالَ لَهَا مِثْلَ ذَلِكَ، فَفَعَلَتْ، فَعَادَ، فَقُبِضَتْ أَشَدَّ مِنَ الْقَبْضَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ، فَقَالَ: ادْعِى اللَّهَ أَنْ يُطْلِقَ يَدِي، فَلَكِ اللَّهَ أَنْ لاَ أَضُرَّكِ. فَفَعَلَتْ، وَأُطْلِقَتْ يَدُهُ". والقصة في صحيح مسلم.


وقد يتعفف الاثنان معا، كما في قصة أحد الثلاثة أصحاب الغار، الذي قال: "اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَتْ لِي ابْنَةُ عَمٍّ أَحْبَبْتُهَا كَأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرِّجَالُ النِّسَاءَ، وَإنِّي رَاوَدْتُهَا عَنْ نَفْسِهَا، فَأَبَتْ إِلاَّ أَنْ آتِيَهَا بِمِائَةِ دِينَارٍ، فَأَتَيْتُهَا بِهَا، فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهَا، فَأَمْكَنَتْنِي مِنْ نَفْسِهَا، فَلَمَّا قَعَدْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا، قَالَتِ: اتَّقِ اللَّهَ، وَلاَ تَفُضَّ الْخَاتَمَ إِلاَّ بِحَقِّهِ. فَقُمْتُ، وَتَرَكْتُ الْمِائَةَ دِينَارٍ" متفق عليه.


وقد يتعفف الرجل، وهذا هو الغالب الكثير، حيث توجد نساء متخصصات في طلب الرجال للفاحشة، يستعملن من وسائل الكيد والمكر ما يحاولن به الإيقاع بالرجال في حمأة الرذيلة، ووهدة الفاحشة.


فهذا يوسف - عليه السلام -، تراوده امرأة أوتيت من الجمال، والمنصب، والجاه، ما يقل توافره في غيرها، وكان يوسف - عليه السلام - شابا، عزبا، غريبا لا يعرفه أحد، وكانت هي سيدتَه الآمرة الناهية، لا يملك أن يرد لها طلبا، غاب عنها الرقيب، وغلقت الأبواب، وأحكمت الخطة حتى لا يُفتضح الأمر، ثم راودته عن نفسه، وهددته بالسجن إن لم يفعل، ومع كل هذه المغريات قال: ﴿ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾ [يوسف: 23].


وذكر ابن الجوزي قصة الربيع بن خُثيم، حينما أراد المغرضون أعداء الفضيلة أن يكسروا زهده، وتعلقه بعبادة ربه، فأمروا امرأةً ذات جمال بارع أن تتعرض له لعلها تفتنه، وجعلوا لها إن فعلت ذلك ألف درهم، فلبست أحسن الثياب، وتطيبت، ثم تعرّضتْ له حين خرج من مسجده، وكان ابن ثلاثين سنة، فلما رآها صرخ فيها قائلا: "يا أمة الله، كيف بك لو نزلَتِ الحمى بجسمك، فغيّرتْ ما أرى من بهجتك؟ أم كيف بك لو قد نزل بك ملك الموت، فَقَطع منك حبل الوتين؟ أم كيف بك لو سألك منكر ونكير؟ فصرخت صرخة سقطت مغشيا عليها. فأفاقت، وبلغت من عبادة ربها أن كانت يوم ماتت كأنها جذع محترق من خشية الله، ولقبت بعابدة الكوفة. فسقط في يد المفسدين الذين قالوا: "أردنا أن تفسد الربيع، فأفسدها الربيع علينا".





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.36 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.69 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.97%)]