أسباب مسقطة للعقوبة الأخروية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1329 - عددالزوار : 138288 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 42220 )           »          حكم من تأخر في إخراج الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          حكم من اكتشف أنه على غير وضوء في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 5466 )           »          يا ربيعة ألا تتزوج؟! وأنتم أيها الشباب ألا تتزوجون؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          فضائل الحسين بن علي عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          سودة بنت زمعة - رضي الله عنها - (صانعة البهجة في بيت النبوة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          حجة الوداع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          التشريع للحياة وتنظيمها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-09-2020, 02:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,090
الدولة : Egypt
افتراضي أسباب مسقطة للعقوبة الأخروية

أسباب مسقطة للعقوبة الأخروية
أ. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي



الخطبة الأولى



الحمد لله الغفور التواب الرحيم، وسع كل شيء رحمة وعلماً، شرع لعباده أسباب الرحمة، ونوّع لهم طرائق المغفرة، وجعل لهم أجلاً لا ريب فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بشّر وأنذر وبيّن وأوضح، وبلّغ البلاغ المبين، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعليه آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان.







أما بعد:



فإن من رحمة الله تعالى أنه جعل لذنوب العباد مكفّرات مسقطات لعقوبته أو مخففات لمُوجب مَساخِطه، حريّ بكل ناصح لنفسه مبتغ لسعادتها أن يفقهها ويعمل بها حتى إذا جاءه الموت كان عند ربه من المفلحين.







لعلنا أيها الإخوة المؤمنون نقف هذا اليوم مع ستة من أهم هذه الأسباب؛ والتي ذكرها أهل العلم استنباطا من الكتاب والسنة:



السبب الأول: التوبة، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والتوبة مقبولة من جميع الذنوب الصغائر والكبائر، والله سبحانه يرفع عبده بالتوبة، فإنه تعالى يحب التوابين ويحب المتطهرين، وهو يبدّلُ بالتوبة السيئاتِ حسنات. والذنبُ مع التوبة يوجب لصاحبه من العبودية والخشوع والتواضع والدعاء وغير ذلك ما لم يكن ربما يحصل قبل ذلك.







السبب الثاني: الاستغفارُ، فإن الاستغفارَ هو طلب المغفرة، وهو من جنس الدعاء والسؤال، وهو مقرون بالتوبة في الغالب ومأمورٌ به، لكن قد يتوب الإنسان ولا يدعو، وقد يدعو ولا يتوب، وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: (أذنب عبدٌ ذنباً فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقال الله تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال: أي ربِّ اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنباً فعلم أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي)، والتوبة تمحو السيئات وليس شيء يغفر الذنوب إلا التوبة، وأما الاستغفار بدون التوبة فهذا لا يستلزم المغفرة، ولكن هو سبب من الأسباب.







السبب الثالث من أسباب السلامة من عقوبات المعاصي: الأعمالُ الصالحة، فإن الله تعالى يقول: ﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾ [هود: 114] وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل يوصيه: (يا معاذ اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن) وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر) أخرجاه في الصحيحين، وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه) وقال: (من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه) وقال صلى الله عليه وسلم: (الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار) رواه الترمذي وصححه.







والعملُ الذي يمحو الله به الخطايا ويكفر به السيئات هو العمل المقبول، والله تعالى إنما يتقبل من المتقين. قال الفضيل بن عياض في قوله تعالى: ﴿ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [هود: 7] قال: أخلصُهُ وأصوبه، قيل: يا أبا علي، ما أخلصه وأصوبه؟ قال: إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يقبل، حتى يكون خالصاً صواباً، والخالص أن يكون لله والصواب أن يكون على السنة..







السبب الرابع: ما يجري ثوابه للميت بعد موته؛ مما أوقفه؛ أو كان سببا فيه، أو كان له فيه الأثر الحسن؛ أو مما يُهدى له من ثواب أعمال صالحة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث؛ صدقةِ جارية، أو علمِ يُنتفعُ به، أو ولدٍ صالح يدعو له) رواه مسلم.







اللهم أحينا مسلمين وتوفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين.







أقول ما سمعتم وأستغفر الله....







الخطبة الثانية



السبب الخامس من أسباب السلامة من عقوبة السيئات في الآخرة: المصائبُ الدنيوية التي يُكفّرُ الله بها الخطايا، كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما يصيبُ المؤمنَ من وَصَبٍ ولا نَصَبٍ ولا غمٍّ ولا همٍّ ولا حُزْنٍ ولا أذى، حتى الشوكةَ يشاكُهَا؛ إلا كَفَّر الله بها من خطاياه).







السبب السادس: رَحْمَةُ اللَّهِ وَعَفْوُهُ وَمَغْفِرَتُهُ بِلا سَبَبٍ مِنْ الْعِبَادِ، لا سيما إذا كان العبد من أهل الإيمان والتقوى فإن الله تعالى قال: ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [الأعراف: 156].







فنسأل الله الكريم من فضله وعفوه، ونعوذ به من سخطه وعقابه.








فهذه أسباب قد جعلها الله رحمة لعبادة؛ لمنع العقوبة على معاصيهم أو تخفيفها عنهم.







اللهم إن رحمتك أرجى من أعمالنا، ومغفرتك أوسع من ذنوبنا، فاغفر لنا وارحمنا، إنك أنت الغفور الرحيم.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.56 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.08%)]