|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الحث على النفقة في الخير الشيخ عبدالعزيز بن محمد العقيل الحمد لله الذي وفَّق مَن شاء من عباده للإنفاق في أعمال البر وهَداه، وهوَّن عليه البذل في طريق الخيرات ومن شُحِّ نفسه وقاه، وعوَّضَه عمَّا أنفق في دُنياه، وادَّخَر له الثواب الجزيل في أُخراه، ففازَ في الدارين بما تمنَّاه. أحمده - سبحانه - حمد عبد أخلص لمولاه، وأشكره وبالشكر تزداد النعم، فهنيئًا لمن وُفِّقَ لشُكر مولاه. وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، المبعوث بالهدى ودِين الحقِّ، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه، المسارعين إلى الخيرات، والباذِلين لأنفَسِ أموالهم فيما يُرضِي مولاهم، وسلَّم تسليمًا كثيرًا. أمَّا بعدُ: فيا عِباد الله: اتَّقوا الله - تعالى - وتذكَّروا نِعَمَه عليكم، وفكِّروا في بذْل ما يُدَّخر لكم في أخراكم، واعلَموا أنَّ مال العبد ما قدَّم، ومال واريه ما أخَّر، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أيُّكم مال وارثه أحبُّ إليه من ماله؟))، قالوا: يا رسول الله، ما منَّا أحدٌ إلا ماله أحب إليه، قال: ((فإنَّ ماله ما قدَّم، ومال وارثه ما أخَّر))؛ رواه البخاري. واعلَموا أنَّ ما أنفق العبد في طُرق الخير فإنَّ الله يخلفه عليه، ويدَّخره له؛ قال - تعالى -: ﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [سبأ: 39]. وقال - تعالى -: ﴿ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 272]. وقال - تعالى -: ﴿ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 273]. عباد الله: إنَّ الله قد أنعَمَ عليكم بكثْرة الأموال، وسعة الأرزاق، فاشكُروا المنعِم - جلَّ وعلا - وابذلوا جُزءًا من أموالكم في طاعة مولاكم؛ كي تجدوا ثوابَ ذلك مُدَّخرًا لكم في أُخراكم، وتحرَّوا فيما تبذلونه النافعَ من البر، وصلة الأرحام، والإحسان إلى الفقراء والأيتام، وبناء المساجد، وصِيانة المقابر بما يمنع من التطرُّق معها، كلُّ ذلك من أعمال البر التي ينبغي لمن رزَقَه الله مالاً ألاَّ ينسى نفسه ولا يحرمها ما دام في مُهلةٍ من عمره. عن أنسٍ - رضي الله عنه - قال: ((كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالاً، وكان أحب أموله إليه بَيْرُحاء وكانت مستقبلةً المسجد، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَدخُلها ويشرب من ماء فيها طيِّب، قال أنس: فلمَّا نزَلتْ هذه الآية: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾ [آل عمران: 92]. جاء أبو طلحة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إنَّ الله أنزل عليك: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾ [آل عمران: 92]، وإنَّ أحبَّ أموالي إليَّ بَيْرُحاء، وإنها صدقةٌ لله - تعالى - أرجو برَّها وذخرها عند الله - تعالى - فضَعْها يا رسول الله حيث أراكَ الله؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((بَخٍ، ذاك مالٌ رابح، ذاك مالٌ رابح، وسمعت ما قلت وإنِّي أرى أنْ تجعلها في الأقربين))، فقال أبو طلحة: افعل يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه))[1]؛ متفق عليه. فتأسوا بنبيِّكم - صلى الله عليه وسلم - أجوَدِ الناس، وبأصحابه الباذِلين لأنفَسِ الأموال، ولا يحملنَّكم الشحُّ والبخل على عدم الإنفاق في سبيل الخير، فتندموا حيث لا ينفع الندم، واعلَموا أنَّه ما نقص مالٌ من صدقه، بل تزده، بل تزده. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾ [آل عمران: 92]. بارَك الله لي ولكم في القُرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذِّكر الحكيم، وتابَ عليَّ وعليكم إنَّه هو التوَّاب الرحيم. أقولُ هذا وأستغفِر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنب، فاستَغفِروه إنَّه هو الغفور الرحيم. [1] البخاري: (1461) - الفتح: 3 /381، ومسلم: [42 - (998)].
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |