غزوة أحد: دروس وعبر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4518 - عددالزوار : 1311353 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4943 - عددالزوار : 2041930 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1174 - عددالزوار : 132013 )           »          3 مراحل لانفصام الشخصية وأهم أعراضها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          متلازمة الشاشات الإلكترونية: كل ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          ما هي أسباب التعرق الزائد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          أضرار الوجبات السريعة على الأطفال: عواقب يُمكنك تجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          الوقاية من القمل بالقرنفل: أهم الخطوات والنصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          علاج جفاف المهبل: حلول طبيّة وطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 22-02-2020, 03:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,857
الدولة : Egypt
افتراضي غزوة أحد: دروس وعبر

غزوة أحد: دروس وعبر (1)




الشيخ مثنى الزيدي





إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضلَّ له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله - صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعدُ:
فلقد بَعَثَ الله نبيَّنا محمدًا على حين فترة من الرُّسل، والحياة مليئة بظلماء جهالاتها، ودهماء ضلالاتها، فأخذ النبيُّ ومعه صحبٌ كرامٌ بنشْر هذا الدين في الآفاق، فتصدَّى أهلُ الكفر والعناد لدعوته، وأشهروا الأسيافَ لمقابلته، فالْتقوا في بدر، وتحقَّق النصرُ بعَوْن الله، فارتفعتْ رايةُ الإسلام، وعادَ المشركون إلى مكَّة بالثبور، كلٌّ يبكي قتلاه، ويشكو بلواه، وعَظُمَ عليهم المصاب، فعزمت قريش على إعداد العُدّة لملاقاة المسلمين، وأمضوا عامًا كاملاً في الاستعداد، فاجتمع جمعهم واتجه جيشُهم إلى المدينة النبويَّة في شوال من السنة الثالثة للهجرة؛ ليأخذوا بثأْرِهم من يوم بدر، ونزلوا عند جبل أُحُد على شفير الوادي، وكانَ رجال من المسلمين قد أَسِفُوا على ما فاتهم من مشهدِ بدر، فأشاروا على النبيِّ بالخروج لملاقاتهم، وعزَمَ المسلمون على الخروج إليهم، وبعْد أن صلى النبيُّ بالناس يومَ الجمعة دَخَلَ بيتَه، وخَرَجَ متهيِّئًا للقتال، لابسًا لأْمَة الحرْب، وقال: ((ما ينبغي لنبيٍّ لبسَ لأْمَته أن يضعَها، حتى يحكمَ الله بينه وبين عدوِّه))؛ رواه البخاري.

ثم خَرَجَ في ألفٍ من الرجال، فلمَّا كانوا بين المدينة وأُحُد، انخذلَ عنه عبدالله بن أُبَيّ - رأس النفاق - بثُلُث الجيش، فتركَهم رسولُ الله ومَضَى حتى نزلَ الشِّعب من أُحُد، في عُدوة الوادي إلى الجبل، وجَعَلَ ظهرَه وعسكره إلى أُحُد، فصَارَ جيشُ المشركين فاصلاً بين المسلمين، وبيْن المدينة، وجَعَلَ على الرُّماة خمسين رجلاً، أمَّرَ عليهم عبدالله بن جُبير، وأمرَهم أنْ يلزموا مكانَهم، وألا يفارقوه ولو رأوا الطيرَ تخطَّفهم، وقال: ((إنْ رأيتمونا نُقتَلُ، فلا تنصرونا، وإنْ رأيتمونا نغنمُ، فلا تشركونا)).

فلمَّا كانَ صبيحة يوم السبت، استعدَّ للقتال واستعدت قريش أيضًا للقتال، المشركون قوامهم ثلاثة آلاف رجل، فيهم مائتا فارس، يقودُهم أبو سفيان، يريدون أن يطفئوا نورَ الله، وإضلال العِباد، والمسلمون سبعمائة رجل، يبتغون النصر أو الشهادة.

وحرّضَ النبيُّ أصحابه على القتال، وحضَّهم على الصبْر والمجالدة، وتقابلَ الجيشان، وتقاربَ الجمعان؛ السيوف مُصلتة، والرِّماح مُبرزة، والسهام مُنتثرة؛ حِزْب الرحمن، وحِزْب الشيطان.

ثُمَّ أذِنَ النبيُّ بالقتال، ودنَا بعضُهم من بعض، وتلاحَمَ الفُرسان، وحَمِي الوطيس، وكانت الدائرة للمسلمين، وأنْزَلَ الله نصرَه على المؤمنين، وانكشفَ المشركون، وسقطَ لواؤهم، وولّوا مُدبرين، فلمَّا رأى الرماة هزيمتَهم، ظنُّوا أنه ليس للمشركين رَجْعة، فنزلَ مَن نَزلَ منهم في طلب الغنيمة، وتركوا مكانَهم الذي أمرَهم رسولُ الله بحفظِه، وذكَّرهم أميرُهم بلزومه، فنزلوا وخَلا الثّغْر، فالتفَّ خالد بن الوليد - وهو على الشرْك يومئذ - من وراء جبل الرُّماة، فقتلَ العشرة الباقين من الرُّماة الذين على الجبل، وأصبحَ جيشُ المسلمين بين خيَّالة المشركين من الخلف، وبين مُشاتِهم من الأمام، وأحاطوا بالمسلمين، وانهزمتْ طائفة من المسلمين، وتفرَّق سائرُهم، ووقعَ القتْل فيهم - رضي الله عنهم وأرضاهم - وأدرَك المشركون الرسولَ فحالَ دونَهم نفرٌ من المسلمين نحوٌ من العشرة، حتى قُتِلوا جميعًا، ثُمَّ جالدَهم طلحة بن عبيدالله؛ حتى أبعدهم عنه، فَشُلَّت يدُه - رضي الله عنه - وتَرَّس أبو دُجانة عليه بظهرِه، والنبال تقعُ عليه وهو لا يتحرَّك؛ وِقاية لرسول الله، وصرَخَ الشيطانُ بأعلى صوته: إن محمدًا قد قُتِلَ، ووقعَ ذلك في قلوبِ كثير من المسلمين، وتولَّى أكثرهم؛﴿ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا ﴾ [الأحزاب: 38].

وأقبلَ الرسولُ نحو المسلمين، فرأوه واجتمعوا به، ونهضوا معه إلى الشِّعب الذي نزلَ فيه، واستندوا إلى الجبل، وغسل علي بن أبي طالب الدمَ عن وجهِ النبيِّ، وصبَّ ماءً على رأْسه.

ومالَ المشركون إلى رِحَالِهم وفي الأرض أشلاء وأرواح تحتضرُ، وكان هذا كلُّه يومَ السبت، ووضعتِ الحرب أوزارَها، حصادُها سبعون شهيدًا من المسلمين، واثنان وعشرون هالكًا من الكافرين، قتلانَا في الجنة، وقتلاهم في النار.

فأُحُد يا إخوتي نصرٌ لا هزيمة، معركة فَيَّاضةٌ بالعِبَر والعِظَات، أحداثُها صفحات ناصعة، يتوارثُها الأجيال بعد الأجيال، أنزلَ اللهُ فيها ستينَ آية في كتابه المبين، كان لها أثرٌ عميقٌ في نفس النبيِّ، ظلَّ يذكره إلى قُبيل وفاته.


إن أوَّل درسٍ مِن دروس أُحُد هو أنَّ النصرَ مِن عند الله، فإنْ شاء نصرَكم، وإنْ شاءَ خذلَكم - سبحانه وتعالى - ولا نتلفَّظ بألفاظ الجُبَناء في أننا لا نملِكُ شيئًا أمامَ طاقة الكفَّار، فلماذا لا يكون الإعداد على قدْر الطاقة؟ وإن كانتْ طاقتنا لا تمثِّل شيئًا أمامَ القوة الرهيبة التي يمتلكها الأعداءُ فما العمل؟


الإجابة: أنَّ النصرَ لا يكون بالعوامل الماديَّة فقط، إلا إذا تساوى الطرفان، فإذا تقابلَ كافرٌ مع كافرٍ ففي هذه الحالة كانت الغلبة للأكثر عُدة وعتادًا والأدق تنظيمًا، أما إذا تقابلَ المؤمن مع الكافر، فإنَّ الميزانَ يختلفُ، ولو كانَ لكثرة العدد والعتاد دورٌ رئيس في النصرِ، لانْتصر المسلمون في يوم حُنين حينما بلغوا من الكثرة مبلغًا عظيمًا؛ حتى قال بعضُهم لن نُغلبَ اليومَ من قِلَّة، فماذا حدثَ؟ قال - سبحانه -:﴿ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ﴾ [التوبة: 25].

ولو كانَ للعدد والعَتَاد دورٌ في النصر في معركة المؤمنين مع الكافرين، لأباد جيشُ جالوت طالوتَ ومَن معه، ولو كان للعددِ والعَتَاد دورٌ في النصر في المعركة، لأبادَ جيش قريش المسلمين في بدر، فقد كان يفوقُهم ثلاثةَ أضعاف العددِ وقُرَابة عشرة أضعاف في العتاد، لو كانَ للعدد والعَتَاد دورٌ في نَصْر المؤمنين على الكافرين، لما قال الله: ﴿ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 249]، ولَمَّا حدثَ للمسلمين ما حدثَ في أُحُد لم يرجع الله ذلك إلى قِلَّة عددِهم أو ضَعف خُطَطهم، وإنَّما أعادَ ما أصابهم إلى المعصية، وحُبِّ الدنيا، واستمعوا للعليم الخبير يخبرنا عن ذلك بقوله: ﴿ وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 152].

نعم هذه هي القاعدة التي يجبُ على المؤمنين أن يدركوها: وما النصرُ إلا من عند الله، فلا العَدد ولا العُدة ولا حُسن التخطيط والتنظيم تُغْني وتَنْصُر إن لم ينصر اللهُ؛﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾[محمد: 7].

فستنتصرُ أمة الإسلام يومَ أنْ تُطبِّقَ شريعةَ الله في حياتها، وتطهِّر نفسَها من منكرات فشتْ فيها.

الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه.

وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبدُه ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه.

أما بعدُ:
أيُّها المسلمون، الجنَّة لا تُنال إلا على جسرٍ من المشقَّة والتعب، والطريق طويلٌ شاقٌّ حافلٌ بالمتاعب والعَقَبَات، وفي الامتحان بالغَلَبَة والهزيمة ذُلّ وخُضوع يوجِبُ العِزَّ والنصرَ، وهو - سبحانه - إذا أرادَ أنْ يعزَّ عبدَه كسرَه أولاً، ومن ثَمَّ تكون رِفْعَته على قدْرِ خضوعه وانكساره لله، وعودته إليه - سبحانه وتعالى - ندعو الله بذلك، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 83.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 81.78 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.06%)]