تغير الأحوال واستفاضة المال - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         دور السنة النبوية في وحدة الأمة وتماسكها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الافتراء والبهتان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الشهوات والملذات بين الثواب والحسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          (المنافقون) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          التأثير المذهل للقرآن على الكفار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          ما يلفظ من قول... إلا لديه رقيب عتيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          نهاية الرحلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          من غشنا فليس منا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          وقفات مع اسم الله العدل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          تبرؤ المتبوعين من أتباعهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 03-12-2019, 03:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,827
الدولة : Egypt
افتراضي تغير الأحوال واستفاضة المال

علامات نهاية العالم (4)












تغير الأحوال واستفاضة المال


د. محمد ويلالي















الخطبة الأولى





وقفنا في الجمعة الماضية - ونحن نتحدث عن بعض العلامات الصغرى للساعة - على قضية رفع العلم، وبيان المقصود به، والإشارة إلى واقع العلماء في زماننا الذي هو أحوج إلى هدي هؤلاء العلماء، واجتهاداتهم التي تنير طريق الحيارى، وتقوي إيمان الغيارى، وتفك قيد الأسارى. ونبهنا إلى خطورة ما انشغل به بعضهم هذه الأيام من القيل والقال، ورد السؤال بالسؤال، حتى طعن بعضهم في علم بعض، فرموهم بالبَكَم والسُّكَات، ووسموهم بالعي وسوء التقدير.









وحديثنا اليوم - إن شاء الله تعالى - يدور حول حالة أخرى من الحالات التي تنبئ عن قرب الساعة، نرى أثرها بيننا جليا، ونلمس عواقبها بيننا لمسا قويا، حتى صارت ميسم كثير من أهل هذا الزمان، وديدن من لا يرعوي من أبناء الوقت.









ويتعلق الأمر بتغير الأحوال عن الشريعة البيضاء، التي جاءنا بها نبينا - صلى الله عليه وسلم - نبي الرحمة، وكشف بها عنا الغمة، وأنار لنا بها السبيل، وقصر لنا بها الطويل. لكنهم أرادوها معكوسة، وسلكوا فيها الطريق منكوسة، فكثر القول، وقل العمل، وتجمل المظهر، وخبث المخبر، وارتفع قدر الأشرار، وغاض شأن الأخيار. وصار القرآن زينة تحلى بها الرفوف، والسنة قولا غريبا يدفع بالشبه وأقوال الناس.









يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ، وَيَنْقُصُ الْعَمَلُ" البخاري. وعند الدارمي، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من اقتراب الساعة، أن ترفع الأشرار، وتوضع الأخيار، ويفتح القول، ويُخْزَنَ العمل، ويقرأ بالقوم المَثْنَاةُ ليس فيهم أحد ينكرها". قيل: وما المَثْنَاة؟ قال:"ما استُكتب سوى كتاب الله عز وجل" الصحيحة.









قال ابن كثير في النهاية:




"المَثْنَاةُ: هي أخبار بني إسرائيل بعد موسى - عليه السلام -،وضعوا كتابا فيما بينهم على ما أرادوا من غير كتاب الله".




وقال الجوهري: " المَثْنَاة: هي الغناء".









وذهب بعض المعاصرين إلى أنها: "الكتب المذهبية المفروضة على المقلدين، التي صرفتهم مع تطاول الزمن عن كتاب الله، و سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -،.. حتى قال أحدهم:"كل آية تخالف ما عليه أصحابنا فهي مؤولة أو منسوخة، وكل حديث كذلك فهو مؤول أو منسوخ".









وأعم من ذلك، كل ما يقرأ، أو يسمع، أو يشاهد صارفا عن كتاب الله، من روايات، وقصص، وأفلام، وألعاب، التي لم تعد قاصرة على الأطفال وحسب، بل تعدتهم إلى الكبار. ففي سنة 2000، أنتجت إحدى الدول المصنعة 225 مليون جهاز لعب، تبين من خلال إحدى الدراسات، أن مثل هذه الأجهزة يلعبها 40% سنهم فوق 36 سنة، و26% أعمارهم ما بين 18 و35 سنة، يقع كل هذا في عصر صارت نسبة أوقات الفراغ في حياة الإنسان العادي تفوق 30%، و نسبة أوقات العمل الإنتاجي لا تزيد عن8 %.









فماذا بقي من الوقت لكتاب الله، ومتى سنتدارس شرع الله مع أبنائنا، وإخواننا، وجيراننا؟









وارتبط بهذا التغير، اعتبار الوظائف والمناصب مغنما، واعتبار قضاءِ مصالح العباد مغرما، "واللهُ فِي عَوْنِ العَبْد ما كَانَ العَبْدُ في عَوْنِ أخيهِ" - كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسلم. إن ما خُوِّلْتَهُ من مسؤولية تتقاضى مقابلها أجرا، ليس مركبا لاحتواش الخيرات، وتسلق الدرجات، وتلبية ما للأقارب والأصحاب من الحاجات، دون الأَبَهِ لطوابير المواطنين، الذين لهم حاجات كما لك حاجاتك، ولهم حرص على الأوقات كما لك حرص عل أوقاتك. وهذا لعمري مدخل الفساد، حين تقدم المصلحة الفردية على مصالح الجماعة.









فعن عائشة - رضي الله عنها - أن قريشًا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت، فقالوا: من يكلم فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حبُّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكلمه أسامة، فقال رسول الله :"أتشفع في حد من حدود الله؟". ثم قام، فاختطب ثم قال:"إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد. وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" متفق عليه.









وكم كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغضب حين يتسرب إلى ذهن أحد الناس أنه يفضل أقاربه ويقدمهم على غيرهم، وهو الذي جاء بالعدل والحق.









فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ - رضي الله عنه - أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ خَاصَمَ الزُّبَيْرَ - ابن عمة الرسول - صلى الله عليه وسلم - عِنْدَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - فِى شِرَاجِ (مسيل الماء) الْحَرَّةِ (الأرض الصلبة الغليظة ذات الحجارة السوداء)، الَّتِى يَسْقُونَ بِهَا النَّخْلَ، فَقَالَ الأَنْصَارِىُّ: سَرِّحِ الْمَاءَ يَمُرُّ. فَأَبَى عَلَيْهِ، فَاخْتَصَمَا عِنْدَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِلزُّبَيْرِ: "اسْقِ يَا زُبَيْرُ، ثُمَّ أَرْسِلِ الْمَاء إِلَى جَارِكَ". فَغَضِبَ الأَنْصَارِىُّ، فَقَالَ: أَنْ كَانَ ابْنَ عَمَّتِكَ؟. فَتَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ قَالَ:"اسْقِ يَا زُبَيْرُ، ثُمَّ احْبِسِ الْمَاءَ، حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى الْجَدْرِ (تمتلئ الحواجز التي تحبس الماء). فَقَالَ الزُّبَيْرُ: وَاللَّهِ إِنِّي لأَحْسِبُ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِي ذَلِكَ: ﴿ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ﴾" متفق عليه.









عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: كَسَرَتِ الرُّبَيِّعُ أختُ أَنَسٍ بن النضر ثَنِيَّةَ جَارِيَةٍ (امرأة شابة لا الأمة)، فَطَلَبُوا الْعَفْوَ، فَأَبَوْا، فَعَرَضَ عَلَيْهِمُ الأَرْشَ (الدية)، فَأَبَوْا، فَأَتَوُا النبي - صلى الله عليه وسلم - فَأَمَرَ بِالْقِصَاصِ. فَقَالَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تُكْسَرُ ثَنِيَّةُ الرُّبَيِّعِ؟ وَالَّذِى بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لاَ تُكْسَرُ (توقعا ورجاء من فضل الله أن يلهم الخصوم الرضا حتى يعفوا أو يقبلوا الدية).









فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -:"يَا أَنَسُ، كِتَابُ اللَّهِ الْقِصَاصُ".










قَالَ: فَرَضِىَ الْقَوْمُ، فَعَفَوْا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:"إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ" متفق عليه.









فمتى كان الموظف أو المسؤول لا يعدل في معاملته مع الناس، فليعلم أنه وضع في غير موضعه، وأن السلامة له أن يستقيل من منصبه، قبل أن يكتب عند الله من الظالمين، فيخسر دنياه وآخرته.











من كان يرغب في النجاة فما له

غير اتباع المصطفى فيما أتى




ذاك السبيل المستقيم وغيره

سبل الغواية والضلالة والردى




فاتبع كتاب الله والسنن التي

صحت فذاك اذا اتّبعت هو الهدى














الخطبة الثانية





ومن عجب أن كثرة المال، والتفاني في جمعه من طرقه المشروعة وغير المشروعة، مُوقِف على علامة أخرى من علامات الساعة، نبهنا إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غير ما حديث.









- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعوف بن مالك: "اعدد بين يدي الساعة ستًّا.. وذكر منها: "استفاضةَ المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظلَّ ساخطًا"؛ البخاري.









يكثر الطمع، ويستبد بالناس الجشع، ويكتسح قلوبهم الشح الذي قال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ الشُّحَّ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، حَمَلَهُمْ عَلَى أَنْ سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ، وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ" مسلم.









فالغني لا يشبع، قد يبلغ دخله عدة ملايين كل شهر، ومع ذلك تراه متسخطا غير قانع، مدعيا الاحتياج، مبالغا في الادخار، وقد لا يتورع أن يجمع المال بأية طريقة، حلالا كانت أم حراما.









وقد تتكدس الأموال في أيدي الحمقى واللؤماء، فيبذرونها ذات اليمين وذات الشمال، سَرَفا ورَفَها. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حديث حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ - رضي الله عنه -: "لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكُونَ أَسْعَدَ النَّاسِ بِالدُّنْيَا لُكَعُ ابْنُ لُكَعٍ (الأحمق اللئيم)"؛ صحيح سنن الترمذي.









ففي دول عربية واحدة يوجد أكثر من 46 ألف مليونير، فكيف بالدول العربية مجتمعة؟ وكيف بالدول الإسلامية قاطبة؟ هل كنا سنسمع بالفقر المدقع الذي يعيشه قرابة 60% من المسلمين؟ في الوقت الذي نسمع فيه أن مدينة عربية تنفق على أضواء رأس السنة الجديدة ما لم تنفقه مدينة غربية؟









فليتصدق أهل الأموال قبل أن يأتي وقت لا يجدون فيه من يقبل صدقتهم، ويفوت عليهم الأجر الكثير؛ يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "تَصَدَّقُوا، فَيُوشِكُ الرَّجُلُ يَمْشِى بِصَدَقَتِهِ فَيَقُولُ الَّذِى أُعْطِيَهَا: لَوْ جِئْتَنَا بِهَا بِالأَمْسِ قَبِلْتُهَا، فَأَمَّا الآنَ فَلاَ حَاجَةَ لِي بِهَا. فَلاَ يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا" مسلم.












هي الدنيا تقول لمن عليها



حذار حذار من بطشي وفتكي




فلا يغرركمُ حسن ابتسامي

فقولي مضحك والفعل مبكي




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 78.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 76.81 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.19%)]