|
الحدث واخبار المسلمين في العالم قسم يعرض آخر الاخبار المحلية والعالمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم عقلنةٌ أم عمالةٌ سياسية ؟! يقفُ المرءُ حائراً مشدوهاً كلَّ يومٍ من هولِ ما يسمعُ ويشاهدُ ويقرأ ،فكثيرةٌ هي المصطلحاتُ والتعابيرُ التي يتلونُ بها المتلونون ويداهنُ بها المُداهنون التي أخذت مؤخراً في عالمِ السياسةِ تتلاطمُ أمواجُها ، فمن الحريةِ إلى الديمقراطيةِ إلى العلمانيةِ إلى الوسطيةِ إلى الاعتدالِ وصولاً إلى ما يُسمى (بالعقلنةِ السياسية ) ، لترضيَ أهواءَ ومصالِحَ أصحابِها ومن يقفون خلفَهم من قوى الاستعمارِ التي ما زالت تراهنُ على بقاءِ هيمنتِها وسيطرتِها وفرضِ سطوتِها على العالم الإسلاميِّ الذي ما عادَ أهلُه يطيقونَ هذهِ السيطرة ، فتنادَوا مُطالبينَ بإسقاطِ هذه الهيمنةِ المتمثلةِ بأصنامٍٍ عبدُوا الشيطانَ من دونِ الله ، فعاثوا في الأرضِ الفسادَ عقداً طويلاً منَ الزمن ، ولكن لما كانتِ الحربُ كراً وفرا ، ما زالت هناكَ وجوهٌ قد تطيلُ عمرَ هذه الأنظمة ، ورقةً تُسمى بالحركاتِ الإسلاميةِ المعتدلةِ التي هي بمثابةِ أدواتِ تجميل ، خاصةً إن كانَ لها ناعقينَ يتسترون بستارِ الدين ، وتأييداً شعبياً قد يؤثر في ساحة الصراع ، فيتم دمجُها في المعادلةِ السياسيةِ وزجُّها كطرفٍ بتنظيمِها في اللعبةِ الديمقراطيةِ كحائطٍ منيعٍ في وجهِ أيِّ تطلُّعٍ لعودةِ الإسلام نظاماً ومنهاجَ حياةٍ متمثلاً بدولةِ الخلافة . لذلك كلِّه فتحَ الغربُ أبوابَه ومدَّ ذراعيه منادياً بضرورةِ التغييرِ في سياساتِه وأخذِ ذلك على محملِ الجد ، وصولاً إلى دعواتِ دعمِ التيارِ الإسلاميِّ المعتدلِ ومدِّ جسورِ الثقةِ والحوارِ مع الإسلاميينَ هنا وهناك ،، والشواهدُ على ذلكَ كثيرة :- فإلى تونسَ حيثُ اشتعلت نارُ الثورة ، صرّح أعضاءٌ في حزب النهضةِ الإسلاميةِ إنَّ الإسلاميينَ "سيفاجئون" الغربَ بمواقفِهم الداعمةِ للديمقراطية، فما كانَ من وزيرِ الخارجيةِ الفرنسيِّ جوبيه إلا أن يقول: " فاجئونا.. أنا لا أطلبُ أكثرَ من ذلك". بل في تصريحاتٍ أقل ما يُقال عنها أنها " مُقرفة " صرّح الغنوشي لصحيفةِ تايمز كما نقلَ موقعُ الجزيرةِ نت بأنَّ حركتَه لا تنوي منعَ الخمورِ ولا منعَ لباسِ التعرِّي "بكيني" في حالةِ وصولِهم إلى الحكم، وأضافَ قائلاً: " لقد عمّقتْ (بريطانيا) لدي اعتقادي بالديمقراطيةِ والحريةِ ودولةِ القانون، وكنتُ دائماً متأثراً بمبدأ قبولِ الآخرِ والنموذجِ المتنوعِ في مدينةِ لندن بسكانِها المختلفين، فهذا نموذجٌ يجبُ الاعتزازُ به". وإلى جماعةِ الإخوانِ المسلمينَ التي أصبحَت لها تراثٌ كبيرٌ في الأفعالِِ والأقوالِِ والتنازلاتِ لمنصبٍٍ يصيبونَه أو رضىً أمريكيٍّ أوروبيّ يبلغونَه وما هُم ببالغِيه !! حيثُ أعلنَ حزبُ العدالةِ والحريةِ المنبثقِ عن جماعةِ الإخوانِ المسلمين، أنَّ الفكرَ الإسلاميَّ لا يعرفُ ما يُسمَّى بالدولةِ الدينيةِ وأنَّ الدولةَ التي يريدُها الجميعُ في مصرَ هي الدولةُ المدنيةُ التي يُحترمٌ فيها القانونُ والدستورُ الذي مصدرُه الشعب. وحولَ الحوارِ الإخوانِيِّ الأمريكيِّ علّقَ الدكتور محمد مرسِي بقوله : ( أنَّ الأصلَ عندَنا الحرصُ على التواصلِ معَ الجميعِ ولا يَتصورُ عاقلٌ أن ننعزلَ عنِ العالمِ ، فهذا مرفوضٌ فالأصلُ في الدعوةِ الإسلاميةِ نقلُ الخيرِ للناسِ ومن يودُّ نقلَ الخيرِ من مصلحتهِ التواصلُ يكوِّنُ بينَه وبينَهم علاقاتٌ وجسورٌ غيرُ مقطوعة) . وبهذهِ التصريحاتِ قطعَت جهيزةُ قولَ كلِّ قائلٍ بأنَّ هذهِ الحركاتِ لا تدورُ في فلكِ الأنظمةِ العميلة ، وليست خطراً يهددُ الوجودَ الاستعماريَّ لقوى الكفرِ في بلادِ المسلمين . وعودةً لمصطلحِ " العقلنةِ السياسيةِ " الذي تؤمنُ به هذهِ الحركاتِ ، والذي تُطالبُ بهِ الأحزابُ العاملةُ المخلصةُ التي لا ترضَى عنِ الإسلامِ بنظمهِ بديلاً للحكمِ والتشريع ، فاعتُبرت التوجهاتُ الداعيةُ لتوحيدِ بلادِ المسلمينَ و"تنظيفِها" من أذنابِ المستعمر، ونصرةِ المستضعفين وتأييدِ ثوراتِهم المُباركة ، والصدعِ بكلمةِ الحقِّ بل والموتِ في سبيلِ الله لإعلائِها ،والمفاصلةِ بين الحقِّ والباطلِ بالفعلِِ والقولِ ، اعتُبرَ كلُّ ذلك خروجاً كلياً عن دائرةِ " العقلنةِ السياسية " التي أرضَت أهواءَ ومصالِحَ تلكَ الحركاتِ السياسيةِ الإسلاميةِ العقلانية ! فما هي هذهِ العقلنةُ السياسية ؟! يقولُ أحدُ الكتّاب : " العقلنةُ السياسيةُ أو العلمنةُ السياسيةُ تعني إبعادَ كلِّ العواملِ التي تربكُ الأدائيةَ السياسية، وعلى رأسِها العواملُ العرقيةُ والأيديولوجيةُ والدينيةُ لتتحولَ العمليةُ السياسيةُ إلى عمليةٍ تمثيليةٍ حسابيةٍ لا تستمدُّ مشروعيتَها إلا من أدائيتِها ومن طابَعِها القانونِيِّ ، وهذهِ هي الضمانةُ الوحيدةُ لئلا تحكُمَ أيةُ سلطةٍ باسمِ أيِّ مقدسٍ دينياً كانَ أم أيديولوجيا " ! فاتضحَت بذلكَ الصورةُ وتجلّت معالِمُها ، وأيةُ عمليةٍ سياسيةٍ علمانيةٍ يُرادُ لهذهِ الحركاتِ الإسلاميةِ ولوجُها ، وبالتالِي الخروجُ عنها يُعدُّ بمثابةِ انتهاكِ محرماتٍ سياسيةٍ وجنونٍ سياسي! أليسَ الأجدرُ بنا الآنَ أنْ نسألَ هؤلاءِ العقلاء : هلْ هذهِ عقلنةٌ أم عمالةٌ سياسية ؟؟!! وسبحانَ الله القائل : (وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ( 164 ))الأعراف. |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |