أمريكا دفنت بن لادن في البحر فأبقت على أسطورته!!
التاريخ: 29/5/1432 الموافق 03-05-2011
محمد البطاوي
"خافوا أن يدفنوك في أي بلد حتى لا يذكرهم قبرك بجهادك فدفنوك في البحر، لكن أمواج البحر ستحكي بطولاتك، وكلما مررت على أي ساحل، في أي بلد، ستهمس نسماتها بأنها تضم جسدك النحيل الذي قضى في سبيل الله، أرادوا أن تمحو مياهه أسطورتك، لكنها ستكتب على كل شواطئ الدنيا حكايتك".
بهذه الكلمات رثى أحد أبناء تنظيم "قاعدة الجهاد" زعيمه أسامة بن لادن في تعليقه الذي حمل اسم "أبو عمر المقدسي" على خبر حمل عنوان "تزايد الشكوك حول مقتله: أمريكا تدفن بن لادن في البحر!" على موقع «مفكرة الإسلام»، معتبرا أن دفن "بن لادن" في البحر تخوفا من أن يكون قبره في أي بلد مذكرا بـ"رسالته" لكل من يراه قد جعل ساحل البحر في كل البلدان مذكرة بـ"بطولاته" وأسطورته.
وبينما لا يزال يتشكك جهاديون موالون لزعيم تنظيم قاعدة الجهاد أسامة بن لادن في أنباء مقتله متسائلين عن الغموض في طريقة دفنه في البحر، يعتبر آخرون أن أولئك الذين دفنوا بن لادن في البحر متخوفين من دفن بن لادن في أحد البلدان حتى لا يكون رمزا للجهاد قد جعل كل بلد له ساحل على البحر "رمزا لذلك المجاهد البطل".
وما بين التشكيك في موته ودفنه في البحر، أو اعتبار أي ساحل في أي بلد رمزا لرسالة بن لادن الجهادية، فإن حاملي فكر قاعدة الجهاد -التي أسسها بن لادن وأنهكتها الحروب المتوالية عليها- جمع بينهم اعتبار رسالته حية لم تمت بأخبار مقتله، في الوقت الذي يشكك فيه مراقبون في قدرة التنظيم أصلا على شن هجمات أو تجنيد أتباع على نطاق واسع.
وقال مسئولون إن بن لادن مدبر هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001 على الولايات المتحدة قتل خلال تبادل لإطلاق النار مع القوات الأمريكية في مجمع فخم يقع إلى الشمال من العاصمة الباكستانية إسلام أباد أمس الأحد.
وقال رجل ملتح طلب عدم ذكر اسمه اليوم الإثنين في مدينة قندهار الأفغانية "الآن أصبح شهيد القاعدة رقم واحد لأنه وهو ميت أقوى منه حيا.
وأضاف: "لقد تنبأ دوما بأنه سيقتل على أيدي الأمريكيين. الآن سيصبح نارا يسير خلفه المسلمون لأجيال."
وذكر بعض المسئولين الأفغان أيضا أن تأثير بن لادن سيستمر وعبروا عن اعتقادهم بأن التنظيم سيحاول الثأر لمقتله.
وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الليلة الماضية في واشنطن عن مقتل بن لادن.
"لن تموت"!
وبدورهم شكك أعضاء في منتديات جهادية في أنباء موت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن مشيرين إلى الغموض الذي اكتنف عمليات اغتياله ودفنه، غير أنهم ألمحوا إلى الانتقام إذا كانت صحيحة.
كما توعد حاملو الفكر الجهادي على هذه المنتديات الأمريكيين قائلين إنه مازال من الشرعي بالنسبة لهم قطع رقابهم، بحسب رويترز.
وأضافوا أن "بن لادن ربما يكون قتل ولكن رسالته للجهاد لن تموت أبدا".
وعلى شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك كتب بلال حسن على صفحة "أسامة.. لن تموت روحك" قائلا: " إن كان أسامة قد مات فإن رسالة الجهاد لم تمت وفي كل يولد مجاهد جديد".
الرسالة ذاتها كرر مشاركون آخرون مضمونها على صفحات أخرى حملت عناوين مثل "أسامة بن لادن لن يموت"، و"كلنا بن لادن"، و"الشعب العربي مع بن لادن".
غير أن آخرين اعتبروا طريقة دفن "بن لادن" في البحر وما قالوا إنه غموض يكتنف طريقة مقتله دليلا على كذب هذه الأنباء، كما تناقلوا صورا لبن لادن يقولون إنه جرى فبركتها لتظهره ميتا، وقارنوا بين وضعية رأسه وميلها وفتحة فمه في صورته وهو حي وتشابهها بصورته ميتا معتبرين أن هذه الصورة تمت فبركتها.
وكتب "أبو محمد" على منتدى شبكة حنين قائلا: "دفن أمريكا لبن لادن في البحر يزيد الشكوك حول مقتله".. بينما رد عليه آخرون بوضع روابط تنفي فيها حركة طالبان باكستان خبر مقتله وتؤكد أنه بمكان آمن، وتساءل آخر عن سبب عدم دفنه على الأرض إذا كانت لديهم جثته بالفعل كما يقولون.
ساحل البحر رمزا ومزارا!
وبينما أشار محللون إلى أن القوات الأمريكية قررت دفنه في البحر بعد رفض بلدان عربية دفنه على أراضيها حتى لا تصير رمزا للجهاديين لوجود جثمانه بها، اعتبر جهاديون أن دفن بن لادن في البحر سيجعل ساحل البحر في أي بلد رمزا "للشيخ المجاهد والقائد البطل".
وكتب أحد المشاركين باسم "مصري" في رده على خبر حمل عنوان "تزايد الشكوك حول مقتله: أمريكا تدفن بن لادن في البحر!" في موقع مفكرة الإسلام: "الأميركيون أرادوا ألا يكون لبن لادن قبر معروف، لئلا يتحول إلى مزار لكل المؤمنين بفكره (كمزارات الحسين بن علي رضي الله عنه في القاهرة وعسقلان ودمشق وفي مدن عراقية)، فنفوه عن اليابسة ولم يجدوا مكان لنسيانه مثل البحر، ولو فكروا أكثر ربما كانوا حملوه بصاروخ ونقلوا جثمانه إلى الفضاء. والأرجح أنهم فكروا بهذه الاحتمالية، لكنهم لم ينفذوها لسببين، الأول كلفتها العالية مقابل القبر المائي.. والثاني: إعلاء شأن بن لادن، إذ سيقال انه دفن في السماء".
بينما رد عليه "أبو عمر المقدسي" معتبرا أن شواطئ الدنيا كلها صارت رمزا ومزارا رمزيا لبن لادن تحكي أسطورته وتقص حكايته قائلا: "خافوا أن يدفنوك في أي بلد حتى لا يذكرهم قبرك بجهادك فدفنوك في البحر، لكن أمواج البحر ستحكي بطولاتك، وكلما مررت على أي ساحل، في أي بلد، ستهمس نسماتها بأنها تضم جسدك النحيل الذي قضى في سبيل الله، أرادوا أن تمحو مياهه أسطورتك، لكنها ستكتب على شواطئ الدنيا حكايتك".
وبينما يجمع حملة الفكر الجهادي -المصدقون لأخبار مقتل بن لادن أو المشككون فيها- على مواصلة مسيرتهم يشكك مراقبون في استطاعتهم تنفيذ أي عمليات كبيرة أو عودتهم للتمدد في المجتمعات العربية والإسلامية، خاصة بعد موجات الثورات العربية السلمية المطالبة بالحرية، معتبرين أن الرافد الأساسي لتنظيم القاعدة من الشباب يأتي من البلدان التي تعاني قمعا وفقرا وقلة في العلم الشرعي.
غير أنهم يحذرون في الوقت نفسه من أن مسارعة واشنطن لدفن بن لادن في البحر قد يستفز مشاعر الجهادييين ويدفعهم لردود فعل انتقامية ولو فردية لتستمر بذلك أسطورة بن لادن بفضل سياسات واشنطن!!.
المصدر: أون إسلام