رمضان والحروب العالمية!!

[راتب]

رمضان والحروب العالمية!!

فريق منتدى صيدا للحوار // عبد الله دحوير- راتب الصفدي

نشهد اليوم ظاهرة جديدة، قديمة في التعبيرعن الفرح، ظاهرة خطيرة للبعض، ومسلية للبعض الآخر، ولا يمكن السيطرة عليها لأنها تزيد وتتفاقم يوم بعد يوم. ففي كل مناسبة سعيدة (قدوم شهر رمضان, قدوم رأس السنة, نجاح المتخرجين، أو قدوم الحجاج...) تهدهد وتغرد الأصوات الصاخبة الناتجة عن المفرقعات في المناطق السكنية الآمنة بما فيها من شيوخ وأطفال ومرضى بالأعصاب. ولا عجب أن تسمع بأن جارك قد مات بنوبة قلبية في شهر رمضان!!! وخصوصاً في بلدنا الحبيب لبنان والسبب هو: (فرقيعة) ثمنها 250 ليرة لبنانيه أو ما يوازيها، ذات صوت صاخب، يشبه إلى حد كبير الإنفجار!!! إنه "الأتروبيل" يرميه الأطفال الأبرياء (طبعاً آبائهم موجودن في المسجد) في المناطق السكنية الآمنة وفي الأحياء أو أمام المساجد والمستشفيات.
ففي أي لحظة وأنت متوجه إلى المسجد (مسجد السلام على سبيل المثال لا الحصر) ترتعد فرائصك عند سماع صوت الإنفجار المروع والفظيع، أو عندما يدوي صوتها أثناء الصلاة فيتشتت ذهنك وتعجز عن سماع الإمام ومتابعته، فلا تدري أهو قصف الطيران الإسرائيلي أم هي (فرقيعة) ظريفة.

ويستمر مسلسل الرعب المزعج بقدوم أي مناسبة (ولشهر رمضان النصيب الاكبر). فلقد حقق عالم المفرقعات قفزات نوعية في تطوره مما أثار دهشة المرعوبين والمزعوجين والأهالي حتى الأطفال الأبرياء أنفسهم!!!

وعند السؤال عن هذا الموضوع أجابني أحدهم : لقد أصبحت أكره رمضان وأكره الأطفال في منطقتي وذويهم، بسبب الحرب العالمية الثالثة أو (الحروب العالمية) التي تقام كل يوم في أحيائنا فيستعملون فيها جميع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، وذلك حسب الحاجة والظروف فحتى متى هذه السكوت؟!!!

هذه صرخه موجهه إلى كل مسلم ومسلمة في مدينة صيدا، فهي صرخة نابعة من قلبي وقلب الأهالي والمسنين والمرضى وأئمة المساجد...

فشرعاً استعمال المفرقعات والألعاب النارية حرام طالما تترتب عليه ضرر بالأشخاص والممتلكات للأحاديث الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضرار"، وقال أيضا "لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً"، سواءً كان هذا الضرر في أنفس الأشخاص أو أموالهم أو بإدخال الرعب والخوف على قلوب المارة لأنه من الأذى المنهي عنه. فكيف إذا أضفنا إلى ذلك إضاعة المال والتبذير المنهي عنه، واستعمال هذه المفرقعات على أبواب المساجد وداخلها بحيث تشوش على المصلين وعند الإفطار وحتى عند السحر، واستعمالها في ساعات الليل المتأخرة فترعب الأطفال وتقض مضاجعهم وتزعج الناس... من أجل كل هذا يمنع استعمال هذه الألعاب شرعًا ومن يفعل ذلك فهو آثم وسيحاسب أمام الله تعالى يوم القيامة.

أترك لكم التعليق بعدما سماع صرختي وصرخة كل مسلم ومسلمة في مدينة صيدا الحبيبة، وعليه يأتي سؤالنا الذي يطرح نفسه في كل عام: من المسؤول عن ضبط إيقاع هذه المفرقعات، ووضع حد لها ولصوتها الرنان والشجي الذي يشنف آذاننا في كل يوم وعند كل صلاة؟؟

المصدر: منتدى صيدا للحوار