رحم الله ولدا أهدى إلى أبويه عيوبهما! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         دور السنة النبوية في وحدة الأمة وتماسكها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الافتراء والبهتان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الشهوات والملذات بين الثواب والحسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          (المنافقون) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          التأثير المذهل للقرآن على الكفار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ما يلفظ من قول... إلا لديه رقيب عتيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          نهاية الرحلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          من غشنا فليس منا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          وقفات مع اسم الله العدل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          تبرؤ المتبوعين من أتباعهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-04-2021, 06:41 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,827
الدولة : Egypt
افتراضي رحم الله ولدا أهدى إلى أبويه عيوبهما!

رحم الله ولدا أهدى إلى أبويه عيوبهما!
إلياس جريمي دوكار


لم يزل التحلِّي بمكارم الأخلاق، وتجنُّب ما يَشينها - من مطالب الصَّالحين، على دَربها يسير السَّالكون، وفي البحث عنها يُفني أعمارهم القاصدون، لإتمامها أَرسل ربُّنا خاتمَ المرسلين[1]، وما من شيء أثقل في الميزان منها عند الله الحسيب العليم[2].

لم يألُ العلماء جهدًا في بيان السَّبيل إليها، وأوضحوا لكلِّ باغي الوصول معالِمَها.
التحلِّي بالجميل، لا يكون إلَّا بالتخلِّي عن الرَّذيل، ومعرفة شرَاسة الطَّبع من أول أمارات السَّبيل.

قال الشيخ محمد جمال الدِّين القاسمي في كتابه: "موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين":
"إذا أراد الله عزَّ وجلَّ بعبدٍ خيرًا، بصَّرَه بعيوب نَفسه، فمَن كانت بصيرتُه نافذة، لم تخفَ عليه عيوبُه، فإذا عرف العيوبَ، أَمكنه العلاج، ولكن أكثر الخَلق جاهلون بعيوب أنفسِهم، يرى أحدُهم القذى في عين أخيه، ولا يرى الجذعَ في عين نفسه".

وسائل معرفة العبد عيوب نفسِه عديدة، وأحبَبتُ أن أذكِّر نفسي وإيَّاكم بإحدى النَّوافذ التي من خلالها يطَّلع المرءُ على آفات نَفسه؛ وهي تأمُّل عيوب الأبناء.

أجل، نَستطيع الوصولَ إلى عيوبنا بالوقوف على أخطاء ذرارينا، وكيف لا، وهم ثمرات غِراسنا، وفرعٌ من شجرتنا؟!

‏‏قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ((‏كلُّ مولودٍ يولد على الفِطرة؛ فأبواه يهوِّدانه، أو ينصِّرانه، أو يمجِّسانه))[3].

وقال الشافعيُّ رحمه الله تعالى لأبي عبدالصمد - مؤدِّب أولاد هارون الرشيد -: "ليكن أول ما تَبدأ به من إصلاح أولادِ أمير المؤمنين إصلاح نفسك؛ فإنَّ أعينهم مَعقودة بعينك، فالحَسَنُ عندهم ما تَستحسنه، والقَبيح عندهم ما تَركتَه".

الطِّفل الصَّغير مثل الطين الطيِّع يمكن للأب أن يشاهِد فيه ما شكَّلَه بيده، هو كالصَّفحة البيضاء تقرأ فيها الأمُّ ما خطَّت بيدِها.
وليس النَّبْتُ يَنبُت في جِنان
كمِثلِ النَّبت ينبتُ في الفلاةِ

وهل يُرجى لأطفالٍ كمالٌ
إذا ارتَضَعوا ثُديَّ النَّاقصاتِ


غالبًا إذا لاحظ أحدُنا في ولده خُلقًا غير مرضيٍّ، يبادر إلى إلقاء المسؤولية على كاهل البيئة الخارجيَّة، ولكن أليس أصابع الاتِّهام أحق أن تتوجَّه إلينا؟ إذا جرَّبتَ من ابنك كذبةً، أو سمعتَ من بنتك شَتيمة، أَعمِل النَّظر في نفسك قبل أن تذمَّ أبناءَ الجيران، أو أن تشدِّد في تقويم هذا العصيان!

إنَّ أطفالنا كمرآةٍ تُظهر لنا اعوجاجَ خُلُقنا، كما تعكس شَبَه خِلقَتنا، وقد قيل: "متى يستقيم الظلُّ والعود أعوج؟!".

والحمد لله ربِّ العالمين.


[1] عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّما بُعثتُ لأتمِّم صالحَ الأخلاق))؛ رواه أحمد.
[2] عن أبي الدَّرداء، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من شيءٍ أثقلُ في الميزان من حُسن الخُلُق))؛ رواه أبو داود.
[3] عن أبي هريرة أنَّه كان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من مولودٍ إلَّا يُولد على الفِطرة، فأبواه يهوِّدانه وينصِّرانه ويمجِّسانه؛ كما تُنتج البهيمةُ بهيمة جَمعاء، هل تحسِّون فيها من جدعاء؟))؛ رواه مسلم.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.03 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.42%)]