الفقيه من حاكى الواقع وعالجه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تربية الزوجات على إسعاد الأزواج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الغزو الفكري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          حدث في العاشر من صفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الإنسان القرآني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الخطابة فنّ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الرحمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          متاعب الحياة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الاستقامة سبيل السلامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الإحسان عبادة الأبرار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          سيادة القانون في الدولة العثمانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-01-2020, 11:41 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,913
الدولة : Egypt
افتراضي الفقيه من حاكى الواقع وعالجه

الفقيه من حاكى الواقع وعالجه


عقيل حامد




تمرُّ أمتُنا الإسلاميَّة في هذا العصر بمرحلة حَرِجة وخطيرة للغاية، لم تشهدها منذ صفين وإلى يومنا هذا، فقد تقطَّعت أمتُنا الواحدة الموحَّدة إلى شعوب عدة، وتفرَّقت شعوبها إلى طوائف ومذاهب مُتعدِّدة، بل تفرَّقت العائلة الواحدة إلى أحزاب وجماعات وانتماءات مختلفة؛ مما صعَّب على الراقع إصلاح الحال ورقْعه، فالأمة انحرفت كثيرًا عن خطِّها الذي أراده الله تعالى لها؛ كما قال تعالى: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: 153]، فالأمة خالفتْ وصيَّة الله وانحرفت عن الصراط المستقيم، وتفرَّقت وتمزَّقتْ وانشغل الكثيرون منها بالقيل والقال، وآخرون بأمور وإن كانت مهمة، لكنها لا تُسهِم قطعًا في تقدُّم أمتنا وبناء مجدها وعزِّها؛ بل لا تحميها ولا تحمي شبابَها من الأخطار والمؤامرات المكثَّفة الموجَّهة بغزارة إلى أفكارها وعقائدها وأخلاقها وسلوكها، فتأخَّرت أمتنا تأخرًا عجيبًا غريبًا، ونحن في القرن الخامس عشر الهجري، الحادي والعشرين الميلادي، وليس لأمتنا أي دَور في غزو الفضاء الخارجي والتكنولوجيا المتطوِّرة والاستكشافات العلميَّة الحديثة؛ بل ما زال الكثيرون من أبنائها يُوقِدون المصابيح الزيتيَّة، ويشربون المياه الطبيعيَّة من غير تعقيمٍ وتنقيةٍ، بل ما زال الكثيرون من أبنائها يموتون من الجوع والأمراض المعدية المُهلِكة كما حدث قبل فترة في الصومال وغيرها، ومع الأسف الشديد يقع كل هذا على الرغم مما تَمتلِكه أمتنا في أيديها وخزائنها من أموال طائلة مختلفة، إضافة لما تَحتفِظ به من ثروات وخيرات في أرضها وحدودها، فأمتنا أغنى أمَّة في العالم، وفي نفس الوقت هي الأفقر بينها فلم تستفِد من ثرواتها وخيراتها، بل استفاد منها غيرها فتقدَّم وأبدع وانزوت أمتنا، وتأخَّرت بل أصبحت خادمة لغيرها بأموالها وثرواتها، فتَستهلِك ولا تنتج وتستورد ولا تُصدِّر، بل وصل الأمر إلى استيراد واستهلاك كل ما هو رديء وقبيح، وكل ذلك بسبب ضَعْف أو انعدام صِدْق وإخلاص أبنائها وتُجارها الذين لا يهمهم سوى جمْع الأموال، وإن كانت على حساب كرامتها وعزِّها وتقدُّمها، إضافة إلى غفلة وتَجاهُل الكثيرين من مثقَّفيها ومفكِّريها وعلمائها وخطبائها، الذين يتكلَّمون في أمور لا تحاكي واقعَها وظروفها، أو تُعالِج مشاكلها وأخطاءها، أو تُبيِّن لها منهجها وسلوكها في الحياة، وتربِط ماضيها بحاضرها والشرع والعِلم بواقعها، فضاعتْ الأمة بجهل أبنائها وتَقاعُس الكثير من علمائها ومفكّريها ومثقفيها عن تأدية واجبهم من ناحية، ومن ناحية أخرى بهجوم أعدائها عليها بأفكارهم الوثنيَّة المُنحرِفة، وحروبهم الفعليَّة، والواقع أكبر دليل وبرهان على ما أقول، فهم إن استطاعوا أن يُمرِّروا أفكارهم وعقائدهم المسمومة باسم الحرية والديمقراطية من غير قتالٍ، فعلوا ذلك، كما حدث في تونس ومصر، وإن لم يستطيعوا خاضوا الحروب الفعليَّة كما حدث في أفغانستان والعراق وليبيا ومالي وغيرها، والحبل على الجرار، حفظ الله المسلمين من شرِّ أنفسهم أولاً، ثم من شرِّ أعدائهم، وردَّهم إلى دينهم القويم ردًّا جميلاً، ووفَّق الله العلماء والدعاة لفقه الشرع الحق وفَهْم وإدراك الواقع المعاش، وربْط الشرع والعلم الحق بالواقع الملموس المُعاش لمواجهة المخاطر والتحديات والنهوض بأمتنا إلى مجدها المفقود وعزِّها المنشود، وصَدَق رسول الله إذ يقول: ((مَن يُرِد اللهُ به خيرًا يُفقِّهه في الدينِ))؛ متفق عليه، فمن أراد الله به خيرًا فقّهه في الدين وجعله يُدرِك الواقع إدراكًا جازمًا، وعالَج الواقع وفْق الشرع الحنيف من غير إفراط أو تفريط ولا غلوٍّ أو جفاء، ولزم الوسطيَّة السمحة كما أمرنا الله تعالى.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.46 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.54%)]