|
الحدث واخبار المسلمين في العالم قسم يعرض آخر الاخبار المحلية والعالمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الحركة الإسلامية الحديثة
![]() المستشار طارق البشري قاضي ومفكر ومؤرخ مصري، ونائب رئيس مجلس الدولة - إنها دعوة تدعو إلى العودة للإسلام في معينه الصافي من الكتاب والسنة، وهي تدرك أن كثيرا من الآراءوالعلوم التي اتصلت بالإسلام وتلونت بلونه تحمل لون العصور التي أوجدتها والشعوب التي عاصرتها، لذلك يجب لكي نفهم الإسلام كما كان يفهمه الصحابة والتابعون من السلف الصالح (رضوان الله عليهم) أن نقف عند الحدود الربانية والنبوية، حتى لا نقيد أنفسنا بغير ما قيدنا به الله سبحانه، وحتى لا نلزمعصرنا لون عصر لا يتفق معه، والإسلام دين البشرية جمعاء. إن الإسلام دين عام انتظم كل شئون الحياة في كل الشعوب والأمم، لكل الأزمان والعصور، وجاء أكملوأسمى من أن يعرض لجزئيات هذه الحياة، خاصة في الأمور الدنيوية الأكثر تأثرا بالبيئات وظروف الزمانوالمكان، وإنما وضع الإسلام القواعد الكلية في كل شأن من هذه الشئون، وأرشد الناس إلى الطريقة العملية للبناء عليها، والتفريع منها، والسير في حدودها. - إنها دعوة عامة لا تنتسب إلى طائفة خاصة، وهي تتوجه للأمة عامة بصحيح الدين ولبه، وتود أن تتوحدوجهة الأنظار والهمم، حتى يكون العمل أجدى، والإنتاج أعظم وأكبر، وهي مع الحق أينما كان، تحبالاجتماع، وتكره الشذوذ، وهي ترى أن أفدح ما مني به المسلمون الفرقة والخلاف، وأن أساس ما انتصروا به الوحدة والوئام، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها. إان الخلاف في فروع الدين أمر لا بد منه، لأن أصول الإسلام آيات وأحاديث وأعمال تختلف في فهمها وتصورها العقول والأفهام، والخلاف كان واقعا بين الصحابة أنفسهم، وهم أقرب الناس عهدا بالنبوة، وأعرفهمبقرائن الأحكام، ولا يزال الخلاف واقعا وسيظل إلى يوم القيامة، والناس تختلف في سعة العلم وضيقه، ومنذتفرق صحابة رسول الله في الأمصار صار عند كل قوم علم لم يلم به آخرون، كما أن اختلاف البيئات يخالفبين التطبيق في كل بيئة منها. والإجماع في الأمور الفرعية أمر متعذر، بل هو يتتافى مع طبيعة الدين، والله سبحانه يريد لهذا الدين أنيبقى ويخلد، وأن يساير العصور ويماشي الأزمان، لذلك فهو سهل مرن هين لين، لا جمود فيه ولا تشديد. وليس العيب في الخلاف، ولكن العيب في التعصب للرأي والحجر على عقول الناس وآرائهم، وهذه النظرة السمحة إلى الأمور الخلافية، تجمع الناس على الفكرة الواحدة. وحسب الناس أن يجتمعوا على ما يصير به المسلم مسلما. - إن الدعوة الإسلامية منذ ظهرت حركتها الحديثة، التزمت أصلا لا محل للخروج عليه، وهو ألا تعرضللأشخاص بحكم ما، وأنها تعلن الأحكام الشرعية تالية الآيات والأحاديث، مستشهدة إذا لزم الأمر بأقوالالفقه، تاركة لكل شخص أن يضع نفسه فى الوضع الذى هو أعلم بأنه ينطبق عليه، فهي داعية، وليستقاضية. وأي امرئ هو على الإسلام بنطقه بالشهادتين، وبهما يثبت له عقد الإسلام يقينا وفور النطق، وفي ذاتلحظة التلفظ بهما دون أدنى تأخير أو تأويل، ودون استلزام أي شرط آخر، وبعد ثبوت عقد الإسلام وبموجبهيتحمل المسلم ما يفرضه الإسلام عليه من موجبات، وما ينهاه عنه من النواهي، والإخلال بذلك لا يخرجه منالملة، إنما تقدر مخالفتهفي حدود ما أمر الله ورسوله في شأن المخالفة الواقعة. والجاهلية في نظر الإسلام هي كالضلال والعصيان والفسوق والظلم، من الألفاظ التي استعملت في القرآنالكريم والسنة الشريفة لتعني الخروج على أحكام الدين خروجا لا يبلغ بالضرورة حد الخروج عن الملة، ولا يصلباللزوم إلى حد الردة عن الإسلام، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه: (إنك امرؤ فيك جاهلية)، أورد البخاري هذا الحديث، وقال: (المعاصي من أمر الجاهلية ولا يكفر صاحبها بارتكابها إلا بالشرك). والفرق بين المعصية وبين ما يصل إلى حد الردة من الخروج يرجع إلى الأحكام الشرعية، والقول بأن المجتمعجاهلي يوازي القول بأن المجتمع ضال، وأن تلك الصفة غالبة على حال أفراده ونظمه. ونحن منهيون عن أن نكفر مسلما برأي أو بمعصية، متى أقر بالشهادتين وعمل بمقتضإهما، إلا إن أقربكلمة الكفر أو أنكر معلوما من الدين بالضرورة، أو كذب صريح القرآن، أو فسره على وجه لا تحتمله أساليباللغة العربية بحال، أى يكون عمل عملا لا يحتمل تأويلا غير الكفر.
__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |