|
|||||||
| الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
هل أنت راض حقًّا؟ سمر سمير لو سألتك: هل أنت راضٍ عن أقدار الله؟ بالتأكيد سيكون جوابك: نعم، أنا راضٍ؛ الحمد لله. ولكن قِف دقيقة بصدق مع نفسك. هل تظُن أحيانًا أنك مظلوم، وأنك تستحق أفضل مما أنت فيه وعليه؟ هل تقترح على القدر حالًا أفضل مما أنت عليه؟ هل تظن أن حظَّك قليل في هذه الدنيا؟ هل تُقارن نفسك بمن هم أعلى منك ماديًّا، وتتحسَّر على حالك؟ هل فيك هذا الظن عن أقدار الله؟ انظر لابن القيم وهو يتحدث عن هذا الأمر، وكأنه يصف زماننا؛ قال ابن القيم: (أكثرُ الخلق، بل كلهم إلا من شاء الله، يظنون بالله غير الحق ظنَّ السَّوء، فإن غالب بني آدم يعتقد أنه مبخوس الحق ناقصُ الحظ، وأنه يستحق فوقَ ما أعطاه الله، ولسان حاله يقول: ظلمني ربي، ومنعني ما أستحقه، ونفسه تَشهد عليه بذلك، وهو بلسانه يُنكره، ولا يتجاسَر على التصريح به، ومن فتَّش نفسه، وتَغلغل في معرفة دفائنها وطواياها، رأى ذلك فيها كامنًا كُمون النار في الزناد، فاقدَح زِنادَ مَن شئتَ، يُنبئك شرارُه عما في زِناده، ولو فتَّشتَ مَن فتَّشتَه، لرأيتَ عنده تعتُّبًا على القدر وملامةً له، واقتراحًا عليه خلاف ما جرى به، وأنه كان ينبغي أن يكون كذا وكذا، فمُستقل ومُستكثر، وفتِّش نفسك هل أنت سالِمٌ من ذلك... فليَعتنِ اللبيب الناصح لنفسه بهذا الموضع)؛ انتهى كلامه رحمه الله. عندما تقول في أذكارك: "رضيتُ بالله ربًّا"؛ أي: مدبرًا لأمورك ومربيًا لك بالخير والشر والسراء والضراء، هل تكون راضيًا حقًّا بأقداره وحكمته؟ هل تقترح عليها رزقًا لم يقدِّره الله؟ هل تظن أنه ليس هناك حكمةٌ مِن بلائك أو منْعك مما تُحب؟ فلنراجع جميعًا أنفسنا - وأنا أوَّلكم - نراجع رضانا عن أقدار الله وقضائه، حتى نَصدُقَ فعلًا في قولنا: "رضيتُ بالله ربًّا". وليس معنى ذلك ألا ندعوَ الله بما نحب، ولكن هناك فرقٌ بين أن تدعو وأنت متسخِّط على وضعك، وبين أن تدعو وقلبك راضٍ ومُحبٌّ لله، واختياراته لك. أَحسِنْ ظنَّك في الله؛ فإنه بلَغنا على لسان رسوله: "أنا عند ظن عبدي بي"؛ صحيح البخاري.
__________________
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |